الفصل 26

وقف آشبرن خلف جدار زجاجي مدعّم، يراقب أشعة الطاقة المركّزة وهي تضرب قطعة من مادة البروتو-أدامانتيوم المُعاد تشكيلها حديثًا. كانت العملية دقيقة للغاية، وشهادة حية على مدى ما وصلوا إليه من تطوّر. فبينما كان آشبرن نائمًا، لم يتمكنوا فقط من إعادة ابتكار البروتو-أدامانتيوم، بل نجحوا أيضًا في تركيب مادة “ميستيريوم”. وبوجود أفراد قادرين على التلاعب بالمادة على المستوى الأساسي، استطاع ريد أن يُنجز عمله بسرعة مذهلة.

“غريب…” تمتم آشبرن، وهو يتأمل القطعة الصغيرة من الميستيريوم بين يديه. كانت معداته الجديدة تمنحه بالفعل زيادة هائلة بمقدار مئة ضعف في كل إحصاءاته، لكن الميستيريوم كان مختلفًا. عندما ضخّ طاقته فيه، لم يكن التأثير مجرد تضاعف أو حتى خمس أضعاف — بل تصاعد إلى عشرات المرات، متجاوزًا كل ما كان يجب أن يكون ممكنًا.

كانت درعه الحالي لا يزال متفوقًا، لكن السبب الوحيد لذلك هو المكافآت التي يحصل عليها عند ارتداء الطقم الكامل. وهذا جعله يتساءل — هل بإمكانه دمج الميستيريوم داخل درعه ليدفع قوته إلى مستوى أعلى؟ وإذا كان ذلك ممكنًا، فهل بإمكانه أيضًا أن يصنع منه أسلحة ودروعًا لجيشه بأكمله، ليرتقي بهم إلى آفاق جديدة من القوة؟

[مهمة جديدة: خام ملك الظلال]

الهدف: خذ البروتو-أدامانتيوم والميستيريوم، وادمجهما مع طاقة ملك الظلال لإنشاء خام ملك الظلال.
المكافأة: [طقم درع جنود الجيش]، [تطور معدات ملك الظلال].

[تم تفعيل سلسلة مهمات: الفراغ]

[مهمة جديدة: غزو أسغارد]

الهدف: اذهب إلى أسغارد، اقضِ على كل الزومبي، واحتلها لتصبح مملكتك. (ملاحظة: أسغارد تقع في بُعد آخر).
المكافأة: [ملك الظلال يكتسب قدرة جديدة]
العقوبة: [التهامك من قِبل الفراغ]
المدة الزمنية: 3 أيام

[مهمة جديدة: غور قاتل الآلهة]

الهدف: اقتل النسخة المتطورة من غور قاتل الآلهة خلال الوقت المحدد.
المكافأة: [3 فرص استخراج ظل بنسبة 100٪]
العقوبة: [التهامك من قِبل الفراغ]
المدة الزمنية: 3 أيام

[مهمة جديدة: لقد استيقظ]

الهدف: النجاة أو قتل الإله الظلامي الكوني.
المكافأة: [حسب النجاح]
العقوبة: [التهامك من قِبل الفراغ]
المدة الزمنية: 3 أيام

[مهمة جديدة: إرادة الفراغ]

الهدف: النجاة من محاولة الفراغ لابتلاعك.
المكافأة: [حسب النجاح]
العقوبة: [التهامك من قِبل الفراغ]
المدة الزمنية: ؟؟؟؟

زفر آشبرن بحدة، محاولًا أن يُبقي نفسه متماسكًا بينما بدأ يجمع خيوط نوايا النظام.
«حسنًا… النظام يحذّرني من شيء ضخم. غور قادم إليّ، والنظام يخبرني أن أسغارد هي فرصتي الأفضل لأقوى. وبعد غور، سيأتي كنول على الأرجح… وبعد قتل كنول، سيتحرّك الفراغ بنفسه…»

كان الهدف الأول — احتلال أسغارد — يبدو مستحيلًا تقريبًا. فأودين يفوق كل ما قد يتصوره آشبرن من قوة. إنه الرجل الذي خاض معركة ضد جالاكتوس، وبرغم أنه خسر في النهاية، إلا أنه استطاع أن يُسقطه أرضًا للحظة. وهذا وحده كان كافيًا لترهيب آشبرن.

«انتظر… يمكنني دمجهم ببعض»، خطرت له الفكرة فجأة. وتدفقت عليه الاحتمالات. «من أدمج مع من؟ كنت أتمنى قتل ماجنيتو ودمج تشارلز به — ستكون تركيبة خارقة… لكن حاليًا عليّ التعامل مع من لديّ.»

«قوة أودين تعتمد أساسًا على قوة الأودين فورس، لذا لو وضعت من يستطيع امتصاص الطاقة في الصفوف الأمامية، قد أستطيع إضعافه.» بدا ذلك خطة جيدة. لكن خطرت له فكرة أخرى…

«جيشي بحاجة إلى التدريب الكامل لإتقان قدراتهم.»

احتاج آشبرن إلى أن يُنقّى جيشه، أن يتقنوا مهاراتهم، أن يدفعوا حدودهم، ويتطوّروا.

«لو أتقنت روغ قواها بالكامل، لما احتاجت حتى أن تلمس هدفها لتسلبه طاقته. وعند هذا المستوى، يمكنها أن تسرق من أودين قوة الأودين فورس قبل أن يتمكن حتى من الرد…»

فكّر مليًا: «سأدمج روغ مع هوب… لكني أحتاج ثلاثة آخرين لإتمام الدمج. ستورم ستندمج مع الهيومن تورش وتورش… لا، أحتاج اثنين آخرين. لا، عليّ أن أدمجها مع ثور أيضًا. إذن يجب أن أقرنها بآخرين يتحكمون بالطقس — زيوس بالتأكيد… ثور، زيوس… ومن أيضًا؟»

تحولت أفكاره إلى دمج آخر: «تورش، الهيومن تورش، سورتر… أحتاج رابع وخامس. يجب أن يكون هناك رابط بينهم…» ثم نظر ببطء نحو سوزان.

“أحضري لي قائمة بجميع مستخدمي القدرات وقواهم. أحتاج إلى البدء بدمج من يُكمل بعضهم البعض — مثل روغ وهوب. ما هو قادم يتجاوز كل ما واجهناه من قبل.” قالت سوزان “حاضر” بجدية، وغادرت فورًا للتحدث مع تشارلز.

لم يطل الأمر حتى وصلته القائمة، وبدأ على الفور بفرزها. وبعد دراسة متأنية، بدأ بأول عملية دمج — دمج تورش، بايرو، والهيومن تورش. والنتيجة كانت كيانًا جديدًا أطلق عليه اسم “الفينيق البشري”. بلهب يعالج الجراح وجسد يتكوّن بالكامل من النار، أصبح خالدًا فعليًا.

ثم أتى دور تشارلز، الذي دُمج مع كيد أوميغا، كاساندرا نوفا، ملكة العفاريت، وتيلدي سومز. كل من هؤلاء الخمسة كان يمتلك قدرات تليباثية مرعبة.

كثيرون اعتبروا تشارلز أقوى تليباث في العالم، لكن البعض رأى أن جين غراي تتفوّق عليه. أما كيد أوميغا، فكان يُقال إن لديه الإمكانية ليتجاوز الاثنين، بل ولأن يصبح أعظم مضيف لقوة الفينيق في التاريخ.

كاساندرا نوفا، شقيقة تشارلز التوأم، أظهرت في بعض الأحيان قدرات تليباثية تفوقت على كل من تشارلز وجين. لكنها امتلكت قدرات تتجاوز التليباثي — أحد أخطرها هو “نسخ الحمض النووي”، ما يسمح لها بنسخ حمض أي كائن عاقل وصناعة جسد مادي جديد لنفسها. بالإضافة إلى أنها تمتلك القدرة على تفعيل كامل الطيف الكامن من قدرات الطفرات داخل الحمض النووي، ما جعلها قوة يصعب التنبؤ بها.

ثم جاءت ملكة العفاريت، ماديلين برايور — نسخة مستنسخة من جين غراي. وبرغم أنها لم تمتلك نفس القوة الأصلية، إلا أنها كانت قوية للغاية، خاصة مع استخدامها للسحر المظلم.

وأخيرًا تيلدي سومز — لم تكن معروفة كثيرًا، لكنها فريدة للغاية. كانت تليباثية تمتلك القدرة على تجسيد أحلامها في الواقع. كانت هوب قد جردتها سابقًا من قواها، لكنها الآن وقد أصبحت ظلًا، أعادتها هوب لقوتها الكاملة. القدرة على تحويل الأحلام إلى واقع — حتى تشارلز لم يقترب منها.

أما عن مدى قوة هذا الكيان الجديد؟ لم يكن آشبرن يعرف بعد. لكنه، عندما رأى النتيجة النهائية — ظلًا ضخمًا برأس هائل الحجم — قرر أن يُطلق عليه اسم “الدماغ العظيم” (Mega Mind).

قضى آشبرن ساعات في تنسيق الدمج، مُحسّنًا جيشه لأقصى حد استعدادًا للمعركة القادمة. روغ وهوب اندمجا في كيان أطلق عليه اسم “القوة” — كيان ذو إمكانيات لا نهائية. ذا ثينغ، كولوسوس، وجاغرناوت اندمجوا ليشكّلوا “الدبابة” — قوة لا يمكن إيقافها، صلبة لا تُقهر. واستمر في بناء محاربيه بهذه الطريقة الدقيقة.

حتى أنه استخدم إحدى فرص الاستخراج بنسبة 100% لإعادة فرانكلين ريتشاردز كظل. وبرغم أن فرانكلين كان ضعيفًا مقارنةً بما كان عليه، إلا أنه لا يزال قويًا لدرجة مروعة — قوي بما يكفي ليصمد أمام معظم ظلال آشبرن، حتى المندمجين منهم.

لكن فرانكلين لم يُستعد ليُدمج، بل ليعمل بجانب ريد ريتشاردز، لتسريع أبحاثهم وإنتاجهم.

وفي تلك الأثناء، دخل آشبرن في وهم خلقه الدماغ العظيم، حيث كان يتدرب وينمّي مهاراته الجديدة باستخدام [سيادة السلاح]. ولأول مرة، خطرت له فكرة أن يستخدم الظلال كسلاح — وفور ذلك، حدث ما لم يكن في الحسبان — تطورت مهارة [سيادة السلاح] إلى [سيادة أسلحة الظل]، دافعةً بإمكانياته إلى مستوى جديد تمامًا.