«واو… سيستغرقني ساعتان ونصف لأتعافى تمامًا من جميع إصابتي. هل يعني ذلك أنني أستطيع تجديد أجزاء جسدي المفقودة؟ أم أن ما يحدث هو مجرد تعافي طبيعي؟»
تسرعت أفكاره وهو يحاول استيعاب المعلومات، ثم عاد بنظره إلى شاشة الحالة.
«وماذا عن الاسم الجديد؟ آشبرن بلاك هارت… لا أستطيع القول أنني أكرهه.»
مؤقتًا دفع تلك الأفكار جانبًا، وركز على مهارته الوحيدة المتاحة في الوقت الراهن.
[استخراج الظلال]:
مهارة قيامة فريدة لملك الظل؛ تتيح للمستخدم إعادة تحريك الأهداف المقتولة وتحويلها إلى جنود ظل يخضعون لأمره.
«…آمل أن يكون لدى هذا الرجل بطاقة تعريف معه.»
قام آشبرن بتفتيش جيوبه، لكن وجدها فارغة تمامًا؛ لا محفظة ولا هاتف، ولا أي شيء.
تنهد ونظر حوله إلى الغابة الكثيفة المحيطة به، حتى أدرك حقيقة مقلقة:
ليس لديه أدنى فكرة عن مكان تواجده، ولا عن هوية صاحب الجسد الذي استولى عليه — إن كان ذلك استيلاءً بالفعل على جسد شخص ما.
ثم خطرت له فكرة أخرى مقلقة: احتمال أن يكون هذا الجسد قد خُلق وأُلقي به فجأة في هذا العالم، مما جعل رأسه يؤلمه من شدة الحيرة.
«عظيم… والآن يتعين عليّ مواجهة الحكومة في مرحلة ما. هذا سيكون حقًا متعبًا.»
تنهد مجددًا وبدأ بالسير قدمًا، لكن فجأة توقف عندما اندفع أرنب نحوه بسرعة غير عادية.
ضيّقت عيناه؛ فالأرانب لا تتجه عادة نحو البشر، بل تهرب منهم. وفي تلك اللحظة، وميض النظام على شاشته.
[الاسم: أرنب زومبي]
[المستوى: 1]
تجمّد آشبرن حينما ظهرت نافذة النظام فوق الأرنب، وتوقّف ذهنه للحظة: أرنب زومبي… في عالم مارفل؟!
ارتجف جسده من وقع الإدراك؛ لم يكن هناك مكان آخر يمكن أن يكون فيه سوى هذا.
[مهمة جديدة: لقد وجدت نفسك في عالم مارفل المليء بالزومبي.]
الهدف: قتل 10 زومبي.
المكافأة: [مناعة ضد فيروس الزومبي]، [مستويان]
العقاب: [الموت]
«اللعنة!»
استدار آشبرن بسرعة وانطلق، لكنه سرعان ما أدرك أنه لا يمكنه الهروب؛ فالأرنب الزومبي كان أسرع مما توقع.
«لماذا هو بهذه السرعة؟ هل نحن في عالم يشبه الحرب مع الزومبي؟»
بسرعة فكر، قفز إلى أعلى شجرة ليلجأ إلى الأمان. في الأسفل، توقف الأرنب الزومبي فجأة ونظر إليه مباشرة.
شدّ آشبرن قبضته على أحد الفروع وهو يحدق بعينين ملؤهما الحذر، ثم خطرت له فكرة مبتكرة. توقّف للحظة وأعاد ترتيب وضعه على الشجرة، ثم سمح لنفسه بالسقوط بحرية.
بضربة قوية، اصطدم بالأرنب الزومبي وحطّمه تحت وزنه؛ ما أكسبه أول عملية قتل. لم يمض وقت طويل حتى نزل بسرعة من الشجرة وقلب قلبه ينبض بقوة، قائلاً في نفسه:
«تباً… آمل ألا أتلقى خدوشًا.»
رغم المخاطرة، فقد حقق هدفه.
نظر إلى بقايا الأرنب المشوهة وهمس بنبرة هادئة:
«انهض.»
اندفعت الظلال من الجثة، متداخلة ومتشكلة في مجال غامض لمدة وجيزة، ثم تلاشت لتظهر أمامه أرنب ظل صغير.
خفت بريق عيني آشبرن قليلاً؛ فسأل نفسه:
«لماذا؟»
الإجابة كانت بسيطة؛ إذ إن استخدام مهارة استخراج الظلال استنزف منه نقاط الطاقة (MP).
في النسخة الأصلية من المهارة لم يكن هناك هذا الاستهلاك، وكان يُسمح له باستخدامها بحرية مع تحديد ثلاث محاولات لكل هدف، أما الآن فقد استُهلكت منه نقطتان لطالما كان الأمر غريبًا على أرنب!
تنهد قائلاً:
«يبدو أن النسخة المُضعفة تأتي مع قيود… آمل أن تزول مع تقدمي في القوة.»
ابتسم وهو يعلق قائلاً:
«أنت مجرد أرنب ظل عادي، أليس كذلك؟ لعنة، كنت أتمنى أن أرى كيف سينتشر فيروس الزومبي في عالم الظلال.»
أطلق ضحكة خفيفة وهز رأسه بتلك الفكرة، لكن سرعان ما انقطع هدوءه؛ إذ سمع صوت حفيف منخفض يأتي من بعيد.
حين رفع نظره، انقبضت معدته؛ إذ بدأت المزيد من الزومبي بالظهور من بين الأشجار، متجهين نحوه بخطى مثقلة.
على الأقل، لم يكن هناك زومبي من الحشرات؛ فلو كان الأمر كذلك، لكان قد مات بالفعل.
كان عليه الآن مواجهة هذه الكائنات الصغيرة: أرانب، ضفادع، آكلة النمل، وحتى الدببة.
انتظر… هل قلت دب؟
توقّف تنفسه لحظة حين التقت عيناه مع وحش متعفن وضخم بين الحشود المتقدمة؛ جسد الدب كان مغطى بلحم متحلل متشبث بإطاره الضخم، وحركته البطيئة والمدروسة أكدت أنه لا يزال يحتفظ بقوته الخام.
دون تردد، عاد آشبرن إلى الشجرة بأقصى سرعة، متشبثًا بالفروع كأن حياته معلقة بها.
أمر الأرنب قائلاً: «تقدم وواجه الدب، لا تدع هذا الوحش يقترب من الشجرة.»
ارتجف الأرنب قليلًا ثم قفز للأمام متحديًا ذلك المخلوق الهائل.
فتح الدب فكيه المتعفنين الكبيرين، مستعدًا لاقتناص الأرنب الظلي.
«اركض!»
بأمر صارم من آشبرن، انقلب الأرنب وانطلق بأقصى سرعته في الاتجاه المعاكس.
بدون تردد، التفت الدب لملاحقته، وكان وقع خطواته الثقيلة يهز الأرض من حوله.
تنفس آشبرن بارتياح، شاعراً بأن التوتر يخف تدريجيًا عن كتفيه؛
«على الأقل، لا يبدو أنهم يستهدفون طاقتي الحيوية أو شيء من هذا القبيل… هذا مؤشر إيجابي، فهم ينجذبون فقط للحركة وللأشياء التي تبدو حية.»
مع تراجع التوتر، حوّل نظره إلى الكائنات الصغيرة المتبقية بالقرب منه؛ كان واثقًا من قدرته على التعامل معها، فقط كان بحاجة إلى سلاح مناسب.
تفحص الفروع المحيطة به وتوصل إلى أن:
«عصا بسيطة كافية، فليس لدي وقت لأتعرض لخطر الخدوش.»
مستغلاً عصا قوية وجدها بين الفروع، وجه آشبرن نظره نحو آكلة النمل؛ فقد سمع سابقًا أن مخالبها قوية بما يكفي لتمزيق رقبة إنسان.
على الرغم من عدم تأكده من صحة ذلك تمامًا، لم يكن مستعدًا لاختبار الأمر بطريقة مباشرة؛
لأن إن كان هذا الكائن خطيرًا كما يُقال، فسيكون من الثمين استغلاله لصالحه.
ابتسم وتساءل في نفسه:
«إذا تمكنت من تحويله إلى جندي ظل…»
كانت الفكرة تجلب له ابتسامة خفيفة، إذ كان بإمكانه البقاء مرتفعًا في الشجرة والسماح لجندي الظلال بأداء المهمة.
مرر إصبعه على طرف العصا الحاد وقال:
«هذا ينبغي أن يكون كافيًا.»
وبينما كان ينظر إلى الأسفل، لاحظ آكلة النمل وهي تحاول تسلق الشجرة عبر خدش لحائها؛ كان المشهد مثاليًا؛
فأعد ضبط موقعه استعدادًا للقفز والنزول من الشجرة ليدق العصا مباشرة عبر رأسها…
ثم توقف فجأة؛ إذ لاحظ أن الزومبي لا يتحركون بشكل عشوائي، بل كانوا يساعدون آكلة النمل على التسلق، مانحين إياها دعمًا عن طريق السماح لها بالوقوف على ظهورهم للحصول على توازن أفضل.
تقييمكم للترجمة
التعليقات لهذا الفصل "2"