مع ذلك، ظل سيدريك صامتًا ولم يقل شيئًا مكتفيًا بلمس شفتيه بدا عليه الانزعاج قليلاً ولاحظ أحد الرجال ذلك فخفض صوته بسرعة واعتذر بحذر
”أعتذر لإثارة هذا الموضوع لابد أنه ما زال يزعجك…”
رد سيدريك بهدوء
”لا ليس كذلك فقط… قلت سابقًا أن الأمر لا يهم لكنني لا زلت أتساءل لماذا أُرسلت إلى الدير”
سرعان ما رد الرجل الذي بدأ الحديث
”ذلك الحادث كان القشة التي قصمت ظهر صبر فيكونت ريسترول لكن في الحقيقة الآنسة هارييت كانت تسبب المشاكل منذ وقت طويل إرسالها إلى الدير لعام كامل لم يكن عقابًا قاسيًا”
ارتعد سيدريك عند سماع كلمة “عام”
”ليس من السهل على نبيلة تحمل البقاء طويلًا في دير إلا إذا كانت متدينة جدًا؟”
”كلا! هذا يعني فقط أنها فتاة لن تلتزم إلا بعد عقاب كهذا”
نقر الجميع بألسنتهم ووافقوا الرجل بسخرية لكن سيدريك “الضحية” في الحادثة لم يشاركهم المزاح
”يبدو أن رد فعلي المبالغ فيه سبب لها المتاعب”
”مبالغة؟ لا أبداً! الدوق كان كريمًا جدًا لو كنت مكانه لضربت تلك الفتاة على وجهها ناسيًا كل أدب”
”بالضبط! أي فتاة بلا حياء تلاحق الرجال بهذا الشكل؟”
رفع أحدهم يده وكأنه يوجه صفعة فانفجر الجميع ضاحكين
لكن سيدريك لم يعجبه شيئ من هذا الكلام الاتهامات الأحادية الحديث عن ضرب امرأة عدم خجلهم من قول ذلك وتعاملهم مع الموضوع كدعابة
وكان أكثر ما أزعجه هو أنه كان هو مصدر كل هذه الفوضى
’أكره أن أكون جزءًا من ثرثرة (شائعة) رخيصة’
فجأة برز وجه هارييت في ذهنه من ذلك اليوم
’لم أسرق بروشك سمو الأمير لم أرغب به أصلاً’
كانت المرأة التي أصرت على برائتها حتى النهاية محاطة بالاتهامات
المرأة التي بدت متعجرفة قليلاً مؤكدة أنها لم ترغب في أمر تافه كهذا
’لم تكن سيئة المظهر أعتقد’
على الرغم من أن بيلا كانت جميلة جدًا كانت هارييت ابنة عمه تتمتع بملامح مميزة ومتناسقة فلم تكن قبيحة لكن ملابسها وتسريحة شعرها لم تكن مناسبة لها وكانت تعاني من حبوب كبيرة وصغيرة على وجهها وصدرها
في الحقيقة لم تكن هارييت هي ما أزعجه بل الجو المحيط بها الرجال الذين ينهالون على فتاة صغيرة بكلام مهين كانوا يقرفونه لدرجة أنه كاد ينسى إحساسه بالإذلال عندما رأى البروش مربوطًا على صدر هارييت
’لقد تركت الأمر يمر فلماذا أرسلوها إلى الدير ؟ هل كان فيكونت ريسترول يحاول كسب التعاطف ؟’
قلب سيدريك تقلب وهو يفكر بأن أشخاصًا حتى لا يعرفهم يحاولون استغلاله رفع كأسه بسرعة واحتسى نبيذًا فوّارًا مما خفف عن مزاجه قليلًا
”يبدو أن الاستراحة انتهت فاللاعبون عادوا إلى الملعب”
حول الحديث إلى مباراة البولو التي استؤنفت وانتهى النقاش الفاحش بدأ الرجال يتحدثون بحماس عن رهاناتهم والفريق الذي يظنون أنه سيفوز
ظل سيدريك يجد هذا الجانب من الحديث مقززًا لكنه على الأقل كان سعيدًا بأنهم توقفوا عن الثرثرة عنه
”سمو الدوق على أي فريق راهنت ؟”
أشار إلى الفريق الذي يرتدي السترات الخضراء وابتسم بسلاسة رغم أنه قرر ذلك لتوه لكنه لم يكن مهمًا بالنسبة له
⸻
”فقط غياب شخص واحد لكن البيت أصبح أكثر راحة آه هذا شعور رائع”
تمتمت بيلا مستمتعة بنسيم الصيف المبكر وعندها وضعت مريم التي كانت تخيط بجانبها طوق التطريز بنظرة صارمة
”بيلا لقد أخبرتكِ من قبل بضرورة أن تكوني حذرة من الآن فصاعدًا كما قلت هارييت لم تعد هنا”
”لكن أمي! أنا وُلدت بوجه جميل أليس من الخطأ أن أكرس نفسي لزوج واحد فقط ؟ وعلاوة على ذلك حصلت على الكثير من هؤلاء الرجال”
كان هناك سبب لتحمل فيكونت ليسترول وزوجته عادة بيلا في إغراء الرجال للعب لم يكن الأمر مجرد تسلية بل كانت تحصل على كل شيئ من هؤلاء الرجال من الهدايا الصغيرة الشخصية إلى معلومات تجارية كبيرة تخص العائلة
”أعلم بفضل ذلك حتى والدكِ الذي ليس موهوبًا جنى مبلغًا لا بأس به من المال لكن الآن يجب أن تستعدي لشيئ أكبر”
”الزواج تقصدين ؟”
ضحكت بيلا ضحكة صغيرة كأنه أمر عادي لكن ميريام واصلت توبيخها
”بيلا ما هو أهم شيئ في الرجل ؟”
”عائلته وثروته”
”وماذا تريد العائلة الثرية والمشهورة من زوجة الابن ؟”
”يريدون امرأة جميلة طيبة وطاهرة”
”بالضبط أنتِ تعرفين ذلك جيدًا”
بالطبع هي تعرف لهذا السبب عملت بجد على بناء صورة “بيلا ليسترول الجميلة الطيبة والطاهرة” طوال هذا الوقت
لكن بيلا الحقيقية لم تكن هكذا على الإطلاق كانت تستمتع كثيرًا بالمديح على جمالها خصوصًا من الرجال وكانت تلعب معهم كدمى
منذ صغرها كانت تتحكم في الفتيان حولها وتجعلهم يتقاتلون كيف لها أن تتظاهر فجأة بأنها سيدة محترمة في عمر الثامنة عشرة ؟
”أنتِ الآن العروس الأكثر طلبًا في المجتمع ماذا تعتقدين سيحدث إذا بدأت الشائعات تنتشر بأنكِ فاسدة جدًا ؟”
”سيرتي جيدة تمامًا أليس كذلك ؟ لهذا جاءت عرض الزواج من عائلة فيكونت ليفين أليس كذلك ؟”
كانت عائلة فيكونت ليفين التي أرسلت عرض الزواج مؤخرًا ليست فقط غنية جدًا بل كانت معروفة أيضًا بتدينها الشديد ووقع الابن الأكبر في حب بيلا ليس فقط لجمالها بل أيضًا لكلماتها وسلوكها الملائكي كما لو كانت قديسة
”هل ترضين فقط بعائلة ليفين ؟ يجب أن تطمحي لعائلة إيرل على الأقل أليس كذلك ؟”
”بالطبع!”
”عائلة الإيرل تكون أكثر صرامة في تقييم العروس المستقبلية حتى أصغر خطأ قد يفسد المفاوضات”
”حسنًا لم يُكشف أمري حتى الآن أليس هذا كافيًا ؟”
تنهدت ميريام بعمق
”ذلك لأن هارييت كانت لا تزال موجودة!”
ضحكت بيلا بسخرية
”آه كان اللعب معها ممتعًا جدًا من الجيد أنها ذهبت لكني أفتقد رؤيتها مرتبكة وغاضبة”
كانت هارييت ليسترول صانعة الفضائح في المجتمع الراقي لكن كل تلك الفضائح كانت في الواقع من فعل بيلا كانت تُلقيها على هارييت
بسبب ذلك حتى أن هارييت التي لم تمسك بيد رجل قط انتشرت شائعات بأنها فُسدت تمامًا
’عندما يتعلق الأمر بعروض الزواج تلك الأمور ستأتي اجلا غبر اجل حتى لو خرجت من الدير فلن يكون لديها زواج طبيعي’
ارتسمت على شفتي بيلا ابتسامة خبيثة ولاحظت ميريام ذلك ونادتها بصوت صارم
”بيلا”
”أعلم أمي”
في تلك اللحظة دخل أستون الغرفة وهو يحمل باقة من الزهور التي أعدها البستاني قبل ميريام على خدها وسلمها الباقة
”ما هذا أستون ؟”
”هل أحتاج سببًا لأهدي أمي زهورًا ؟”
”اه! ابني لطيف جدًا”
تأثرت ميريام وهي تستنشق رائحة الزهور لكن بيلا ضحكت بسخرية وسخرت منه
”أتراهن أنك انتهيت من مصروفك ؟”
احمر وجه أستون بسرعة كما لو أن ذلك صحيح
”مـ- ماذا تقول! لا تحاولي إحداث مشاكل بيني وبين أمي على أي حال ما الذي كنتم تتحدثون عنه؟”
شرحت ميريام الموضوع ببساطة دون أن تشك بشيئ ثم ابتسم أستون وسأل
”لكن لماذا تكره أختي هارييت كثيرًا؟ أتفق أنها مزعجة لكن يبدو أنك تريدين تدميرها تمامًا”
هل أصاب أستون نقطة ضعف ؟ أصبحت ابتسامة بيلا أكثر برودًا
”إذا لم تحتاج سببًا لإعطاء الزهور لأمي فلا أحتاج سببًا لكره هارييت”
”ماذا؟ لا أفهم ما تقولينه”
”لا تحتاج أن تفهم فقط أكرهها فقط لأنني أكرهها هذا كل شيئ”
ضحكت بيلا مرة أخرى لم يكن هناك حاجة لإظهار جانبها المظلم لأمها وأخيها
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"