مهما فكّرت لم تستطع تصديق الأمر لا يمكن أن يكون جيمس من ذلك النوع من الرجال طوال السنوات الخمس الماضية لم يُلقِ نظرة على أي امرأة غير دافني كان دائمًا طيبًا مهذبًا ولم يتردد يومًا في رسم ملامح المستقبل معًا
”أنا… أنا أثق بجيمس لا بد أن هناك سوء فهم”
ردّ دافني الذي بدا وكأنه إنكارٌ للواقع أكثر من كونه ثقة جعل ميلودي تتنهد بشفقة
”أتمنى أن يكون الأمر كذلك أيضًا لكن—”
عضّت ميلودي شفتيها
لم تكن تنوي الخوض في التفاصيل لكن إن استمر الوضع هكذا فـ ستنتهي دافني وكأنها حمقاء أمام الجميع وفي النهاية أغمضت ميلودي عينيها وقالت الحقيقة كما هي
”لقد رأيناهما يتبادلان القُبل بعد هذا أي سوء فهم يمكن الحديث عنه ؟ أنا حقًا لا أعلم”
شعرت دافني وكأن صوت تشقّقٍ يتردّد في عالمها الساكن الذي كانت تعيش فيه
⸻
ابتسمت بيلا وهي تدير خاتم الألماس في إصبعها
كان خاتم الألماس ذو القطع الأميري بوزن خمسة قيراطات يلمع ببريق مدهش وكأنه يُبارك مستقبلها
”آه إنه جميل للغاية”
كان جيمس قد فاجأها بهذا الخاتم الذي بلغ ثمنه ثلاثين ألف درهم كـ رمزٍ لحبّه بل ووعدها أيضًا بخاتم أجمل منه عندما تتم خطبتهما رسميًا
’لماذا يكون لـ شئ المسروق دائمًا طعمٌ أحلى من ذلك الذي يُمنح لك بـ حرية ؟’
لقاؤها بجيمس في الغرفة الخاصة بحفل الفيكونت كينغسلي كان قرارًا صائبًا وكلما فكرت فيه زاد يقينها بذلك بعد بعض الحديث ولمسات خفيفة وانتهائه بـ قبلة نارية أصبح جيمس أسيرًا لها بالكامل لم تكن تخشى من دافني أو من أي ردّ فعل من عائلة الإيرل لوريل
”اللوم يقع على من يخسر لأنه كان غبيًا”
وفقًا لجيمس فإن دافني كانت جميلة لكنها مملة للغاية كل ما كانا يفعلانه معًا هو احتساء الشاي والحديث أو التجول في الحديقة أو المنتزه
كانت محتشمة جدًا لدرجة أن مجرد إمساك اليد كان يتطلب نظرات حذرة وترددًا طويلًا نقرت بيلا لسانها بسخرية وهمست بازدراء
”دافني إن كنتِ ستتصرفين بهذا الشكل لكان الأجدر بكِ أن تتزوجيه بسرعة وتربطيه بكِ فالخطبة لا تملك أي قوة حقيقية”
حتى الزواج لا يمكنه منع رجل من الخيانة فـ كيف بالخطوبة ؟ صحيح أن شغف العشق يشتعل بقوة لكن لفترة قصيرة فقط هناك حدٌّ لما يمكنكِ فعله باستخدام جسدكِ وهي تعرف هذا جيدًا لذلك كانت متعجلة لإتمام الخطبة معه
”كسر الخطبة مع دافني سيكون سهلًا لكن بعد أن يختارني أنا بدلًا منها فـ لن يكون من السهل عليه التخلص مني”
وبالطبع لن تدعه حتى يفكر في تركها لكن كان هناك عقبة صغيرة
في تلك اللحظة فُتح الباب ودخل جون
”أبي! هل أنهيت عملك ؟”
”تأخرت أليس كذلك ؟ آسف على ذلك ذاك العجوز ظلّ يثرثر عن أشياء لا طائل منها”
كان قد عاد للتو من اجتماع مع إيرل آرينز ورغم أنه كان يحصل على معاملة مميزة في مشاريع عائلة آرينز إلا أن الإيرل بدأ يزعجه بكثرة التكرار والحديث غير المجدي ولهذا كانت أخبار وقوع الابن الأكبر لعائلة تشيسلو في حبّ بيلا مريحة له للغاية
’بالطبع إنها بيلا التي نتحدث عنها مؤسف أن الأمور لم تنجح مع دوق كايلَس لكنني لم أكن أُعلّق الكثير من الآمال على ذلك على أي حال’
منذ البداية كان أمله الأكبر أن تتزوج بيلا من عائلة إيرل قوية
ولم يكن قد فكّر بعائلة تشيسلو أصلًا نظرًا لارتباطهم بعائلة لوريل لكن ابنته الذكية تملك موهبة تحويل المستحيل إلى ممكن
”فما الأمر العاجل الذي أردتِ التحدث فيه، يا بيلا ؟”
”أعتقد أن الوقت قد حان لنبدأ الاستعدادات لـ لخطبة”
”خطبة ؟ هل أنتِ واثقة من مشاعر جيمس ؟”
”قال إنه سيفسخ خطبته من عائلة لوريل قبل نهاية هذا العام”
أضاء وجه جون بالفرح فكم من المكاسب ستأتي إن أصبحوا أقاربًا لعائلة تشيسلو! لكن بيلا سرعان ما كبحت فرحته
”لكن قبل ذلك هناك أمر علينا أن ننهيه أولًا”
”هاه ؟ ما هو ؟”
”أصدقاؤه قلقون من أن الحمقاء من عائلة ليستيرويل قد تبدأ بملاحقتهم أيضًا”
قطّب جون حاجبيه وهو يتذكّر هارييت بعد نسيان طويل
”آه تلك الفتاة”
لم تخطر على باله بما أنها لم تكن موجودة لكن بيلا كانت محقّة لقد حان وقت قطع العلاقة مع تلك الحلقة التي لم يعد لها فائدة
”لا تقلقي سأهتم بالأمر بنفسي”
ابتسمت بيلا ابتسامة ساحرة أخيرًا حان الوقت لـ رمي هارييت إلى القاع
⸻
”بمجرد أن دخل ديسمبر أصبح الطقس باردًا جدًا”
وهي تلهث من الهواء البارد دخلت هارييت إلى ورشة الصابون
نظرت صوفيا التي كانت توقد النار تحت القدر إليها من رأسها حتى أخمص قدميها وسألت
”يقولون إن الشتاء هذا العام سيكون أبرد من المعتاد ألم تحضري وشاحًا أو قفازات معكِ ؟”
”لم يكن لدي وقت لأحزم أشياء كهذه”
”لكن لا يمكنكِ النجاة من الشتاء هنا بهذا الشكل لماذا لا تتواصلي مع عائلتكِ وتطلبي منهم إرسال بعض الملابس ؟”
”أعتقد أن عليّ فعل ذلك فـ البرد قارس جدًا”
ارتجفت هارييت وهي تُقرّب يديها من النار
وبما أن الدير لا يستطيع حرق الكثير من الحطب فإن العمل في الورشة حيث تُوقد النار كان يبدو كأنه حظّ كبير
’يقولون إن الغرفة التي أعيش فيها دافئة نسبيًا فكيف يتحمّل الآخرون البرد؟’
ارتجفت هارييت بقوة وأطلقت تنهيدة يائسة من شدّة البرد لم تكن ترغب في طلب المساعدة من عمّها لكن إن استمر الأمر هكذا فستموت من البرد قبل قدوم الربيع
’عليّ أن أطلب منه إرسال جوارب سميكة والكثير من الجوارب الطويلة… لكن من المحرج إرسال رسالة فقط لطلب أشياء هل يمكنني اختلاق عذر آخر؟’
وكأن أحدهم قرأ أفكارها وصلت رسالة تحمل ختم عائلة ليستيرويل إلى هارييت كانت ممتنّة لعمها لأول مرة منذ زمن
’لا بد أنه أرسل رسالة ليطمئن عليّ مع نهاية العام هذا جيد سأرد عليه وأُدرج ما أحتاجه’
وبقلب خفيف فتحت هارييت الظرف وأخرجت الرسالة من الداخل كانت مستعدة لتجاهل أي تعليقات مزعجة حول ضرورة حسن السلوك والبقاء بعيدًا عن المتاعب لكن محتوى الرسالة لم يكن كما توقعت
[ هارييت،
قد يفاجئك هذا لكن يجب أن أخبركِ أننا نُنهي وصايتنا عليكِ كنا نعتزم في الأصل رعايتك فقط حتى تبلغي سن الرشد
لكن لعدة أسباب قمنا بتأجيل ذلك حتى الآن ومع اقترابكِ من عامكِ الثاني والعشرين أعتقد أنك قادرة على العيش باستقلالية
لاحظت أن صندوق مجوهراتكِ كان فارغًا لذا أفترض أنكِ قد أعددتِ ما يكفي من المال لبدء حياتكِ المستقلة… ]
لم تستطع هارييت تصديق عينيها
”ماذا ؟ إنهاء الوصاية ؟”
مهما أعادت القراءة كانت الرسالة واضحة لقد تم قطع وصايتها رسميًا والأسوأ من ذلك أنهم لن يعطوها فلسًا واحدًا لتبدأ به حياتها المستقلة!
”هاه!”
توقّف عقلها لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا لا بد أن هناك خطأً ما ألم يعدوها من قبل بتجهيز مهر وهدايا زفاف مقابل بقائها في الدير ؟
لكن الرسالة كانت تحتوي على تأكيد موقّع بأن وصايتها قد أُنهِيت رسميًا كان ذلك إثباتًا أن جون قد قطع الصلة تمامًا ثم قفزت هارييت من مقعدها وبدأت تتجول في الغرفة الصغيرة
”هذا مستحيل كيف يمكنهم فعل هذا ؟”
ومع زوال الصدمة التي كانت كضربة على رأسها بدأ الخوف يتسرّب إلى قلبها
”ماذا سأفعل الآن ؟ كيف سأعيش ؟”
وهي ترتجف فتحت هارييت درجها بسرعة وسحبت كيسًا صغيرًا كانت تخفيه في أقصى الزاوية في داخله كانت الإكسسوارات التي أحضرتها معها عندما جاءت إلى الدير
حينها تساءلت إن كان من المجدي أخذها معها لكنها الآن شعرت بالامتنان لأنها فعلت ماذا كانت ستفعل من دونها ؟
جعلها تفكيرها بعمها وهو يعبث في صندوق مجوهراتها تشعر بالغثيان لو كانت قد تركت المجوهرات خلفها هل كان سيرسل لها أي مال ؟
’كم سأحصل إن بعت هذه القطع؟’
كانت القلائد والأساور والأقراط الذهبية تتلألأ بين يديها كما كان هناك بعض الألماسات والزمرد لكنها لم تكن كبيرة ونوعيتها لم تكن مميزة لذا لن تجلب مبلغًا كبيرًا
جلست هارييت على حافة السرير تمسك المجوهرات وكأنها حبل نجاتها تحدق في الفراغ بعينين ذاهلتين ولم تتحرك لفترة طويلة مهما فكّرت لم تجد حلًا حتى لو باعتها بسعر عالٍ رغم أنها لم تكن تتوقع أكثر من عشرة آلاف درهم فماذا بعد ذلك ؟ لم يكن لديها مكان تذهب إليه
لم تكن تعرف أي أقارب يمكنها الاعتماد عليهم ولم يكن لديها حتى صديقة تستطيع الإقامة معها مؤقتًا وكان جون يدرك ذلك تمامًا
”هذا يعادل قولهم لي موتي !”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"