”في كل مرة كانت بيلا تذهب إلى حفلات تنكرية كانت ترتدي قناعًا يغطي معظم وجهها وتنتقي ملابس لا تُظهر الكثير من بشرتها وعندما كانت تلتقي الرجال الذين أغوتهم في الحديقة كانت ترتدي دائمًا رداءً فضفاضًا”
كان الرجال الذين لمسوا بيلا وحتى قبّلوها يرغبون في رؤيتها مرة أخرى تحت ضوء الشمس الساطع لكن بيلا التي كانت لا ترغب إلا بلذة عابرة في الليل والمعلومات القيّمة التي يحملها أولئك الرجال كانت ترفضهم دائمًا وخلال تلك الفترات كانت هارييت تُستخدم كغطاء مثالي لها
’لقد كانت من فعل ابنة أخي كانت بيلا مريضة في ذلك اليوم ولم تغادر سريرها فضلًا عن حضور الحفلة يبدو أن هارييت استلمت الدعوة بدلًا عنها’
هذا ما قاله جون للرجل الذي جاء إلى القصر معتذرًا له وبالطبع لم يكن الرجل مرتبكًا فقط بل غاضبًا أيضًا لكن خجلًا من الاعتراف بأنه خُدع على يد فتاة مثل هارييت التزم الصمت وبهذا وقع المزيد من الرجال في الفخ نفسه
”خلال السنوات الثلاث الماضية أصبحتُ صانعة الفضائح في المجتمع بهذه الطريقة”
”ولماذا لم تشرحي موقفكِ ؟”
”كنت أود فعل ذلك لولا أن عمي هددني بطردي من المنزل إن حاولت التحدث عن هذه الأمور”
قالت هارييت بابتسامة مرة
لقد توسّلت إلى بيلا أن تتوقف عن فعل هذه الأشياء لكنها لم تأخذها على محمل الجد
’وكيف لي أن أعرف أن ذلك الرجل سيأتي حتى المنزل ؟ على أي حال لقد زودت والدي بمعلومات مفيدة إذًا قمت بواجبي’
كانت بيلا تقول أما الباقي فكان “مهمتكِ” وعندما احتجّت هارييت كان عمها يوبّخها بعبوس
’وماذا يمكنكِ أن تقدّمي لعائلتنا غير هذا ؟ عليكِ أن تكسبي مكانكِ!’
في البداية كان الأمر يُبرّر على أنه من باب مساعدة بيلا لكن بمرور الوقت أصبح متوقعًا منها أن تفعل ذلك ومع ذلك لا تزال هارييت عاجزة عن فهم آخر فضيحة
”لا أعلم كيف وصل بروش دوق كايلَس إلى تنورتي في مأدبة النصر من الذي لعب هذه الخدعة عليّ ؟”
وبتنهد طويل أنهت هارييت قصتها
وبينما شعرت بعدم الارتياح من الصمت الذي ساد ابتسمت بخجل
”يبدو الأمر وكأنه كذبة أليس كذلك ؟”
كانت ملامح كاثرين وأغنيس معقدة
يُقال إنه يجب سماع كلا الجانبين لكن ألم تكن هاتان الروايتان مختلفتين بشكل مبالغ فيه ؟ ومع ذلك بدت رواية هارييت أكثر منطقية
’لو كانت هارييت هي من تتنكر حقًا بشخصية ابنة عمها وتشوّه اسم العائلة فهل كان الفيكونت ليستيرويل وهو وصيها القانوني ليسمح باستمرار ذلك لثلاث سنوات ؟’
(المقصد اهني انه لو كانت فعلا هارييت تسوي مثل مايقول ماخلاها عنده وتحت وصايته لمده ثلاث سنوات)
ربما دلّلها بدافع الشفقة لأنها فقدت والديها لكن حتى مع ذلك أليس الفيكونت مسؤولًا أيضًا ؟ ثم عندما خرجت الأمور عن السيطرة تخلّوا عن هارييت كما يُقطع العضو المصاب وأرسلوها إلى الدي ثم سألت كاثرين وعاجزة عن إخفاء العبوس على جبينها
”إن لم يكن ذلك كذبًا فالأمر يقلقني أكثر حتى لو عدتِ العام المقبل ما الضمان ألا يتكرر الأمر مجددًا ؟”
عضّت هارييت شفتها وهمست
”كل ما يمكننا فعله هو أن نتمنى أن تتزوج بيلا قريبًا إن لم نعد نعيش في نفس المنزل فلن تتمكن من استخدامي كـ بديلة عنها”
حتى ذلك الحين لم يكن بيدها سوى أن تأمل أن تلتزم بيلا حدودها شعرت هارييت بالعجز مجددًا كانت تظن أنه لم يعد هناك مكان يمكنها العودة إليه
لكن طالما كان عمها لا يزال وصيّها فلن تتمكن من الهرب من عائلة ليستيرويل كما لو أنها كلب مربوط بسلسلة حول عنقه وكان ذلك يؤلمها بشدة
⸻
دافني لوريل في الحادية والعشرين من عمرها كانت فتاة جميلة رقيقة ونقية بشعر فضي متلألئ وعيون بنفسجية ساحرة
كانت الابنة الثمينة لعائلة لوريل المالكة لمناجم كريستال واسعة وخطيبة الابن الأكبر لعائلة تشيسلو إحدى العائلات النبيلة
ورغم أنها كانت تُعتبر من جميلات المجتمع منذ صغرها فإنها بسبب خطوبتها المبكرة وشخصيتها الخجولة لم تحظَ أبدًا بالمعجبين الكُثر كما كانت بيلا تفعل وكانت عمومًا راضية عن خطيبها جيمس ولكن خطيبها المهذّب والمجتهد بدأ مؤخرًا يتصرف بغرابة
”عزيزتي دافني لن أستطيع مقابلتكِ هذا الأسبوع أيضًا أصدقائي يزعجونني لذا سأذهب في رحلة صيد إلى غابة هيربوس نهاية هذا الأسبوع سأحرص على اصطياد ثعلب جميل من أجلكِ لتستخدميه في وشاحكِ الشتوي أرجو لكِ دوام الصحة …جيمس”
مرة أخرى كانت الرسالة التي أرسلها جيمس عبر المُرسَل مخيبة للآمال
’لقد مرّ ما يقارب الشهر منذ آخر مرة التقينا فيها’
لم يسبق لهما أن ابتعدا عن بعضهما لهذه المدة من قبل حتى عندما كان جيمس مشغولًا بتدريبه كـ وريث أو أثناء خدمته العسكرية الإجبارية للنبلاء كان دائمًا يجد وقتًا لرؤيتها وكان هناك شيئ آخر بدا مريبًا
’عزيزتي دافني… أرجو لكِ دوام الصحة… جيمس’
طريقة بدايته وختامه للرسالة لم تكن كما في السابق كان دائمًا يبدأ بـ”أعزّ ما أملك دافني” ويُتبِعها بعبارات مثل “أحلم بكِ”، “يا إلهتي”، أو “مالكة روحي” وكلها عبارات مليئة بالعاطفة
أما الآن “عزيزتي” و”أرجو لكِ الصحة” ؟ تلك عبارات تُستخدم في رسالة رسمية لا في رسالة بين عاشقين
’لا ربما فقط يحاول أن يكتب بنضج أكثر الآن بما أننا لم نعد أطفالًا’
كانت تستطيع تفهّم جدول أعماله المزدحم أيضًا فـ هو كـ وريث بحاجة للحفاظ على علاقاته ومع ذلك لم تستطع نفض الإحساس المزعج الذي شعرت به في آخر لقاء بينهما حينها بدا شاردًا
”أريد أن أعدّ باقة زهور من حديقة القصر أفكر في استبدال بعض الورود بالكوبية أو الفاوانيا أيهما تعتقد أنه أفضل ؟”
”كلاهما جيد”
”آه! ويُفترض أن نقيم الزفاف في معبد إلفيناس أليس كذلك ؟”
”نعم أعتقد ذلك…”
كان يجيب لكن عينيه كانت مثبتة على كأسه الذي بالكاد لُمس
وكانت إجاباته باهتة
’هل هناك مايزعجه؟’
كانت دافني قلقة على جيمس كـ رجل كان دومًا سعيدًا بخطوبته بها أن يكون مشتتًا حتى أمامها لا بد أن هناك أمرًا يُقلقه
ووصل الخبر الذي سيهزّ دافني من الأعماق بعد بضعة أيام فقط
”ميلودي ! ما الذي يحدث ؟ كنتِ مستعجلة جدًا في رسالتكِ فـ جئت فورًا”
استقبلت دافني صديقتها ميلودي لوس التي أرسلت لها رسالة تصرّ على اللقاء في أقرب وقت ممكن لكن ميلودي لم تكن تبتسم إطلاقًا
”دافني أحتاج أن أتحدث معكِ على انفراد الأمر مهم جدًا”
”آه حسنًا سأُرسل الخادمات بعيدًا”
وبعد أن صرفت الخادمات وقد شعرت بوجود أمر غير طبيعي قدّمت دافني مشروبًا لـ ميلودي
”خذي اشربي وخذي نَفسًا ميلودي”
لكن بدلًا من أخذ الكأس أمسكت ميلودي بيدي دافني وكانت عيناها مليئتين بالقلق
”دافني ما سأقوله الآن ليس كذبًا وليس مجرد سوء فهم أنتِ تثقين بي أليس كذلك؟”
”بالطبع أثق بكِ لكن لماذا أنتِ جادة إلى هذا الحد ؟ بدأتِ تُفزعينني…”
”دافني نهاية الأسبوع الماضي ذهبت عائلتي في نزهة إلى غابة هيربوس”
”أعلم ذكرتِ لي أنكِ ستذهبين في نزهة خريفية قبل أن يبرد الجو أكثر”
كانت دافني تُومئ بعينيها الواسعتين البريئتين غير مدركة للصدمة التي على وشك أن تنفجر فوق رأسها
تنهدت ميلودي وقالت
”لقد رأينا… اللورد تشيسلو هناك”
”أوه! قابلتِ جيمس ؟ لقد أخبرني أنه ذاهب للصيد في غابة هيربوس مع أصدقائه لكن هل كانت نزهتكم قريبة من منطقة الصيد ؟ يبدو ذلك خطيرًا”
هزّت ميلودي رأسها بعنف
”صيد ؟ أكنتِ تظنين أنه كان يصطاد وبجانبه امرأة ؟”
”ماذا؟”
”كان جيمس برفقة بيلا ليستيرويل! ولم يبدُ عليهما أنهما مجرد صديقين”
لبرهة بقيت دافني تحدّق بميلودي بذهول
”لم يكن هناك أحد غير الخدم الذين يرافقونهما بدا وكأنهما لم يلاحظا وجودنا لكن حتى لو لاحظا لم يهتما”
”هذا… غير ممكن…”
”قبل أن تنتشر الشائعات يجب أن تستدعي اللورد جيمس وتواجهيه ربما عليكِ حتى أن تطلبي المساعدة من والدك الإيرل”
وكانت مخاوف ميلودي في محلها فقد كان جيمس ودافني مخطوبين منذ خمس سنوات وكانت عائلتاهما من العائلات المعروفة والجميع ظنّ أنهما الثنائي المثالي
ورغم أن زفافهما تأخر بسبب صغر سن دافني وانشغالات جيمس كوريث إلا أنهما كانا يخططان للزفاف أخيرًا في العام القادم وكان الجميع يعلم ذلك
’ومع ذلك في وقت كهذا… يذهب في نزهة مع امرأة أخرى ؟’
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"