ومع دعم رفيقاتها لها شعرت كاثرين بالارتياح واستدعت هارييت كانت هارييت تخطط للذهاب إلى ورشة الصابون بعد الإفطار لكنها وجدت نفسها جالسة أمام كاثرين وأغنيس دون أن تعرف السبب
”أختي نشكركِ على جهدكِ في ورشة الصابون نحن نُقدّر تفانيكِ”
”اه لا انه شيئ على الإطلاق”
كان رد هارييت المتواضع يخلو من شعور التعالي الذي كانت تبديه غالبية النبيلات الأخريات ومع ذلك لم يكن خاضعًا بشكل مفرط أيضًا
في كل مرة كانت كاثرين ترى فيها سلوك هارييت كانت تشعر بالارتباك ومع ذلك كانت تذكّر نفسها دائمًا ألا تنخدع بالمظاهر وتبقى صارمة معها عمدًا
والآن بعد أن رأت أن حتى الأخريات وجدن هارييت صادقة لم تستطع إلا أن تتخيل كم قد آذتها قسوتها
’لقد حكمت عليها دون أن أعرفها… لا زال أمامي الكثير لأتعلمه’
وفي ندم على حكمها المتسرّع قررت كاثرين تصحيح خطئها
”نعتقد أنكِ قد تأملتِ بما فيه الكفاية لذا بدءًا من اليوم لم تعودي مضطرة للعمل في ورشة الصابون”
”هاه ؟ هل سيتم نقلي إلى ورشة أخرى ؟”
”لا ما أعنيه هو أنكِ لم تعودي بحاجة إلى العمل إطلاقًا”
اهتزت نظرة هارييت عند سماع هذه الكلمات
”إذًا… ماذا يُفترض بي أن أفعل؟”
”مثل باقي السيدات أنتِ حرّة في قضاء وقتكِ كما تشائين”
بالنسبة لهارييت لم يكن هذا خبرًا سارًا على الإطلاق لا يزال أمامها تسعة أشهر أخرى تقضيها هنا والشيئ الوحيد الذي يمكنها فعله لتمضية الوقت هو القراءة
’كنت أقرأ الكتب بعد الانتهاء من مهامي!’
لو أصبح جدولها اليومي مجرد ثلاث وجبات وقراءة فستمرّ الأوقات الباقية ببطء لا يُحتمل
”الأم كاثرين ! إن لم يكن في الأمر إزعاج أود الاستمرار بمساعدة الأخت صوفيا حتى لو في أمور صغيرة!”
”هاه؟”
بدت كاثرين وأغنيس في حيرة
”أتعنين… أنكِ ترغبين في الاستمرار بالعمل في ورشة الصابون؟”
”سأكون سعيدة بالعمل في أي مكان وليس فقط ورشة الصابون ورشة النحل مخيفة بعض الشيئ لكنني سأكون ممتنة لو عملت في مزرعة الأعشاب أو الزيتون!”
استغرق الأمر لحظة حتى استوعبت كاثرين وأغنيس ما قالته هارييت نبيلة تطلب الاستمرار في القيام بالأعمال الشاقة ؟ لماذا؟ هل تسخر منهما ؟
”هل أنتِ منزعجة لأننا جعلناك تعملين في الورش ؟”
”لا؟ أظن أنكِ أسأتِ فهمي… ما أعنيه هو أنني أرغب في الاستمرار بالعمل ايتها الام كاثرين…”
وبدت ملامح التوتر على وجهها صادقة استعادت كاثرين هدوئها
وسألت بجدية
”هل لي أن أسألكِ عن السبب؟”
”حسنًا…”
وضعت هارييت يدها بخجل على أذنها قبل أن تجيب
”أجد أن صنع الأشياء ممتع… ولأول مرة أشعر أنني أقوم بشيئ له معنى بدلًا من العيش فقط من ثروة عمي”
تجمّد وجه كاثرين عند سماع ذلك خافت هارييت أن تكون قد أساءت التقدير وجعلت الأمر يبدو كأنها لا تأخذ عمل الدير بجدية فسارعت لإضافة
”منتجات الدير فعالة جدًا لقد عانيت من حب الشباب والطفح الجلدي لمدة سبع أو ثماني سنوات لكن بعد استخدامي لصابون الدير والمستحضر لثلاثة أشهر فقط اختفى تقريبًا تمامًا”
كما استخدمت الزيوت والأدوية العشبية حتى طبيب عائلة ليستيرويل كان قد قال “هذه حالة سترافقكِ مدى الحياة” ومع ذلك اختفى الطفح الجلدي بسرعة أكبر حتى من حب الشباب
الآن لم يكن بوسع أحد أن يتخيّل أن هارييت كانت تملك يومًا بشرة حمراء مليئة بالحبيبات والقشور كانت هارييت تشعر بالامتنان العميق للدير فقط لهذا السبب
”بصراحة عندما وصلت إلى هنا أول مر كنت غاضبة وبكيت ولم أكن أعرف كيف سأتحمل كل هذا لكن عندما أنظر إلى الوراء… أظن أن الله أرسلني إلى هنا لأُشفى من مرضي”
لينت نظرة كاثرين من الواضح أن هارييت لم تكن تقول ذلك لمجرد المجاملة فقد رأت كاثرين في عينيها بريق الصدق الخالص
ولأول مرة منذ أن أصبح الدير مكانًا للنفي للنبلاء شعرت كاثرين بإحساس من الرضا… وكذلك بالشفقة تجاه هارييت
’قالت إن هذه أول مرة تشعر فيها بأنها تقوم بشيئ ذي معنى…’
وقد ذكرت أيضًا أنها كانت مجرد عبء على ثروة عائلة عمها
هل يمكن أن تكون شخصًا كهذا قد ارتكب فضائح فاضحة فعلاً ؟
هل يمكن لشخص غير ناضج وأناني أن يتحدث عن نفسه بهذه القسوة ؟
كانت كاثرين تتساءل عن هذا الأمر بصمت منذ شهرين وأخيرًا قررت أن تسأل
”أختي قد يكون سؤالي هذا فظًا لكنني سأطرحه على أي حال نحن نؤمن بأنكِ قد غُفرت لكِ ذنوبكِ لذا أرجو ألا تخافي أو تشعري بالخجل وأجيبي بصراحة”
”حسنًا…”
توترت كتفا هارييت من القلق ولم تغب تلك الملاحظة عن كاثرين
”سمعت أنكِ تورطتِ في العديد من الفضائح لماذا قمتِ بهذه الأشياء ؟ أريد أن أعرف السبب”
بدا الارتباك واضحًا على وجه هارييت ثم بدأت كاثرين تشعر بجدار عاطفي قوي يرتفع منها جدار بُني من عدم الثقة والاعتقاد أن لا أحد سيصدقها أبدًا ومن حزنٍ نابع من يقينها بأنها لن تُفهَم
تنفّست هارييت بعمق وقالت
”هل تريدين حقًا أن تعرفي؟”
”نعم لأنني أريد أن أفهمكِ بصدق”
”إذن لدي شرط لن ألومكِ إن لم تصدقيني لا أحد يفعل لكن من فضلكِ استمعي إلى النهاية”
”أعدكِ سأستمع”
وبتشجيع من صدق كاثرين بدأت هارييت تروي قصةً تجعل معدتها تنقبض لمجرد التفكير بها
”حتى أشرح قصتي يجب أن أبدأ بابنة عمي بيلا إنها مشهورة بجمالها في المجتمع وكان الرجال يلاحقونها منذ صغرها… إنها مختلفة جدًا عني من عدة نواحٍ”
تذكرت كاثرين ما قالته أغنيس قبل دخول هارييت شيئ عن إغواء الرجال بادعاء أنها ابنة عمها…
”بيلا جميلة جدًا لكنها ليست ملاكًا كما تقول الشائعات ولست أقول هذا بدافع الغيرة أنا أتكلم كـ ضحية”
كانت هارييت في السابق تشعر بالفخر لأن بيلا كانت ابنة عمها
حين كانت بيلا المفعمة بالبراءة تتعلّق بذراعها وتتصرف بدلال كانت هارييت رغم أنهما في نفس العمر تشعر وكأن بيلا أختها الصغيرة اللطيفة وكانت تلبي طلباتها الكثيرة بكل سرور
وفي كل مرة قال الناس من حولهم
”أنتما مثل شقيقتين محببتين”
كانت هارييت تشعر بالاعتزاز لكن بعد وفاة والديها في حادث وتولي عمها جون لقب فيكونت ليستيرويل تغيّرت علاقتهما تمامًا
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 13"