في بيت عمي، كنت دائمًا أحمل معي دواء للمعدة كنت أعاني باستمرار من إسهال أو إمساك وكان من الطبيعي أن أعاني من غازات أو آلام في المعدة فاعتدت على ذلك كجزء من حياتي..
لكن منذ قدومي إلى الدير وباستثناء الأيام القليلة الأولى لم أشعر بأي انزعاج في معدتي على الإطلاق..
”لماذا ذلك؟ هل لأن هذا المكان مبارك من الله حقًا؟”
مع أنني لا أؤمن بالمعجزات لم أستطع إلا أن أتساءل.. كلما فكرت في الأمر أكثر أدركت أن ما أتناوله هنا يختلف تمامًا عما كنت آكله عندما كنت أعيش في العاصمة..
في ذلك الوقت كنت آكل وجبتين في اليوم على الأكثر وإذا أغضبتني بيلا كنت أتخطى الوجبات تمامًا ثم في بعض الأيام كنت أتناول الطعام بكثرة لتعويض ذلك..
”كنت أتناول الكثير من الطعام الحلو والدسم”
ورغم ذلك لم أزد في الوزن بفضل مشاكل المعدة التي كانت تلاحقني بعد كل وجبة حتى عندما أردت أن أتناول طعامًا خفيفًا كانت عمتي تصر دومًا
”يجب أن تأكلي جيدًا!”
وكانت تحرص على وجود اللحم في كل وجبة.. في البداية، ظننت أنها تهتم لأمري لكن مع مرور الوقت بدأت أفكر أن الأمر ربما ليس كذلك..
ذات مرة مرضت بشدة بعد تناول لحم الخنزير المشوي لكن حتى بعد ذلك كان لحم الخنزير المشوي يظهر كثيرًا على مائدة هارييت..
”ربما لا تتذكر حتى أنه جعلني مريضة”
لم تكن تلك التجربة الوحيدة المزعجة مع الطعام..
كان هناك وقت ذكرت فيه أن الطفح الجلدي يزداد سوءًا بعد شربي بعض أنواع الشاي وبدلًا من أن يظهروا القلق وبّخوني لأني أشكو.. كما كانت هناك أوقات أجبرت فيها على أكل طعام لا أحبه.. لو قلت إن بيلا كانت تبدو مسرورة بطريقة غريبة وهي تشاهدني أعاني فهل هذا مبالغة ؟
”الآن وأنا أفكر في الأمر كانت هناك تلك المرة التي اختنقت فيها تقريبًا بعد تناول السلطعون أيضًا”
تورمت شفتي وحلقي كثيرًا حتى شعرت بالرعب.. عندما اقترحت أن الطعام قد يكون سبب تلك الأعراض رد عمي وكأنني أهاجمه شخصيًا..
”هل هذا الطعام جعلكِ مريضة ؟ الجميع أكله ولم يحدث لأحد غيركِ شيئ أنتِ فقط تثيرين الضجة على لا شيئ”
بعد ذلك لم أستطع أن أذكر الأمر مجددًا..كلما شعرت بأن حلقي يتورم بعد أكل شيئ ما كنت بهدوء أضع شوكتي وأسرع إلى الحمام لأتقيأ..
هنا نادراً ما نأكل اللحم الوجبات تكون دائمًا في نفس الوقت ودائمًا ما أقوم بشيئ مجهد بدنيًا بعد الأكل لا يوجد وقت محدد للشاي والحلويات الحلوة مستبعدة تمامًا.. لكنني لم أكن مريضة فلم أشتق إلى طعام الدير على الإطلاق..
”أعتقد أنني بحاجة لأكل أبسط والتحرك أكثر مما كنت أظن”
بهذا الإدراك الجديد ابتسمت هارييت بخفة
⸻
مع حلول الصيف، كانت الحياة الاجتماعية مزدحمة بالأحداث الكبيرة والصغيرة مع مشروبات باردة وسندويشات الخيار على الجانب
كانت جداول النبلاء ممتلئة طوال شهري يوليو وأغسطس ومن يتأخر في الحصول على دعوات عليه أن يبذل كل ما في وسعه للحصول على واحدة.. في هذه الأوقات المزدحمة اندفع جون إلى البيت يحمل شيئًا في يده ونادى بصوت عالٍ على بيلا..
”بيلا! بيلا أين أنتِ؟”
”أبي لقد أخفتني! ما الأمر؟”
مالت بيلا على الدرابزين في الطابق الثاني وهي تعبر عن انزعاجها لكن بدلاً من الشرح سألها جون بوجه متحمس
“بيلا! هل لديكِ خطط للأربعاء القادم؟”
”نعم، سأذهب للتجديف مع أصدقائي في حديقة توريس…”
”ألغِ ذلك”
”لماذا؟”
عبست بيلا لأمرٍ أحادي الجانب لكن جون رفع بفخر ما كان يحمله وصرخ
”لقد حصلت على دعوة لحفلة في عقار فيسكاونت كينغسلي! هل تعرفين من سيكون هناك؟”
”إذا كنت متحمسًا هكذا لحفلة في عقار فيسكاونت كينغسلي… هل يعني ذلك أن دوق كايلس سيحضر؟”
”كما هو متوقع من ابنتي الذكية!”
ركض جون إلى السلالم وعانق بيلا بقوة..
”أبي! أنت تعبث بشعري”
”آه آسف كنت سعيدًا جدًا فقط”
ابتسمت بيلا بخفة وخطفت الدعوة من يده كانت البطاقة الأنيقة تدعوهم لحفلة في عقار كينغسلي يوم الأربعاء التالي..
”من أين حصلت على هذه؟”
”حسنًا كنت في نادي الرجال في اليوم الآخر واشتكت قليلاً للكونت آرينز وقلت له إنني أشعر بالحرج من الظهور بعد مأدبة النصر ولم أحصل على أي دعوات لائقة منذ ذلك الحين”
”الكونت آرينز ؟ ذلك الرجل العجوز الطيب ؟”
”نعم! واليوم أعطاني هذه الدعوة قائلاً إنه لا يريد الذهاب لأنه الطقس حار جدًا لذلك يجب أن أذهب بدلاً منه”
تباهى جون كيف أن اللطف مع الأشخاص المهمين يؤتي ثماره
ابتسمت بيلا وهي تعيد الدعوة إلى ظرفها..
”لا يوجد وقت كثير لذا انسَ الفستان فقط اشترِ لي طقم أقراط وعقد مناسب”
”اه لكن لديكِ الكثير من الأشياء الجميلة بالفعل أليس كذلك؟”
”أبي أحتاج لكسب دوق كايلس! بالتأكيد سيرتدي بروش الياقوت ذاك مرة أخرى لذا يجب أن أرتدي ياقوتًا أيضًا الطقم الوحيد الذي لدي صغير جدًا”
كان طقم الياقوت المناسب سيكلف على الأقل 20,000 درهم هز جون رأسه وحاول تهدئتها..
”لا تحتاجين لكل ذلك ستبرزين دونها بيلا”
”أبي التميز هو مجرد نقطة البداية عليك التفكير على المدى الطويل”
لم تنجح معه على الإطلاق.. بينما حاول جون التفكير في حل شدّت بيلا على كمّه وأضافت
”هذه المرة سأعتذر عن حادثة بروش الياقوت وأبدأ محادثة معه إذا كنت أرتدي ياقوتًا أيضًا فإن ذلك يخلق ‘صلة الياقوت’ بيننا”
”همم…”
”عندما يرى الياقوت في المستقبل سيفكر بي بطبيعة الحال قلوب الناس تبدأ بالانفتاح من خلال روابط صغيرة كهذه”
لم تعتمد بيلا فقط على جمالها لجذب قلوب الرجال
كانت تعرف غريزيًا كيف يقع الرجال في الحب منذ صغرها..
”الرجال ضعفاء أمام التحفيز البصري ولا يستغرق الأمر الكثير ليصدقوا شيئًا مثل ‘القدر’ امرأة جميلة يصادف أنهم التقوا بها بسبب بروش والدهم وهي ترتدي الياقوت الأحمر هذا فقط يكفي ليقع في حبها أقول لك”
بينما كان يستمع، وجد جون نفسه مقتنعًا ببطء وأومأ برأسه
”وأنا أنقذتكِ من دفع مبلغ التسوية لدوق كايلس لذا يمكنكِ فعل الكثير من أجلي أليس كذلك؟”
”هل كان ذلك بسببك ؟”
”بالطبع! سامحكِ لأنه توسلتِ له هل تعتقدين حقًا أنه فعل ذلك لأنه وجدكِ أو وجد هارييت محببتين ؟”
ضحك جون عند ذلك نعم كانت بيلا بلا شك ابنته
كانت تعرف كيف تجيد الكلام.. ولم تكن مخطئة لو لم يكن بسبب جمال بيلا لما ترك سيدريك ذلك الموقف يمر بسهولة
’إذا أصبحت بيلا حقًا عشيقة دوق كايلس…’
في تلك الحالة، ما قيمة 20,000 درهم مقارنة بذلك؟
بالتأكيد سترد بيلا الاستثمار مع فوائد
”حسنًا فهمت! لا وقت كثير لذا بدءًا من اليوم يمكنك أنتِ ووالدتك البحث عن المجوهرات!”
”شكرًا أبي!”
في النهاية حصلت بيلا على طقم أقراط وعقد الياقوت الذي كانت تريده بقيمة 25,000 درهم وأستون الذي كان متذمرًا لأن مخصصاته لم تُرفع اضطر للاعتراف بأن المجوهرات بدت رائعة على بيلا..
⸻
كانت أمسيات أوائل الصيف أحيانًا باردة مع نسيم لطيف وكانت الغروب طويلة ورومانسية..
أصبحت فساتين النساء أكثر كشفًا وحتى لو استخدم الرجال شربهم كذريعة لفك بعض الأزرار لم يكن أحد يمانع لهذا السبب كان الناس يفضلون حفلات الصيف على حفلات الشتاء..
أضف إلى ذلك الطعام والمشروبات الممتازة وإذا ظهر ضيف نادر ستُتحدث الحفلة عنها لأيام..
”مثل حفلة الليلة”
فكر بنديكت كينغسلي وهو يبتسم سرا وهو ينظر إلى القاعة المزدحمة..
”متى من المفترض أن يصل سيدريك؟”
اقترب ابنه ألبرت بهدوء وسأل..
”سيصل قريبًا الضيف الرئيسي دائمًا ما يصل متأخرًا كما تعلم”
”هذه حفلتنا، فلماذا هو الضيف الرئيسي؟”
”ألبرت”
وضع بنديكت يده على كتف ألبرت..
”أحيانًا عليك أن تتصرف بتواضع حتى تحقق أهدافك إذا استطعنا الحصول على حتى واحدة من حقوق الأعمال التي يملكها فما الضرر في معاملته كضيف شرف ؟ لا يكلفنا ذلك شيئًا”
”أنا فقط محبط! إنه طفل لكنه دوق معتاد أن يعامل كأحد الملوك!”
ضغط ألبرت لسانه مستاءً..
كان سيدريك أصغر منه بسنتين لكنه ورث دوقيته وكان يُعتبر بطل حرب في الوقت نفسه سيظل ألبرت وريثًا لقب فيسكاونت لسنوات عديدة قادمة..
في كل مرة تحدث فيها مثل هذه الأمور لم يستطع ألبرت إلا أن يتساءل كيف كانت ستكون الأمور لو ظل عمه الابن الثاني لعائلة الفيسكاونت.. لو حدث ذلك لكان سيدريك هو الذي يتودد للآخرين ويحاول كسب ودهم
”الأب والعم متشابهان تمامًا لكن أحدهما يصبح دوقًا لأنه تزوج أميرة والآخر!”
”ألبرت!”
جعله تعبير وجه والده الغاضب يسكت بسرعة..
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"