بإتباع إرشادات جيسون ، وصلت داليا إلى غرفة المعيشة ، حيث كان ينتظرها وجه مألوف.
عندما دخلت داليا ، قفزت أورلي ، التي كانت جالسة ، على قدميها.
“داليا!”
وبتصرف مألوف للغاية، اقتربت أورلي من داليا و أعطتها عناقًا سريعًا وكأنها كانت سعيدة للغاية لرؤيتها.
الرائحة القوية لعطر أورلي جعلت داليا تقطب أنفها.
“يا إلهي ، لماذا لم تتواصل معي منذ زفافِكِ؟ سمعتُ أنّكِ قضيتِ وقتًا في الفيلا مع الدوق. هل استمتعتِ برحلتِكِ؟”
إن موقف أورلي المتملق بشكل غير عادي جعل داليا تعقد حاجبيها أكثر.
لماذا تتصرف فجأة بهذه الود؟
شعرت داليا بالقلق، فألقت نظرة على المقعد الذي كانت تجلس عليه أورلي.
لاحظت أن فنجان الشاي أمام أورلي كان نظيفًا تمامًا، دون أي أثر للاستخدام.
وأشارت إلى أن أورلي كانت تنتظرها، مليئة بالقلق وعدم الصبر.
ألقت داليا نظرة غير مهتمة على أورلي ، التي كانت تتصرف بتملق غير عادي، وجلست.
ثم ألقت على أورلي نظرة تقول، “اذهبي إلى الموضوع مباشرة”، وتحدثت.
“ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟”
“هل تحتاج الأم إلى سبب لزيارة ابنتها؟ ولكن …”
على الرغم من نبرة داليا الباردة ، لم تظهر أورلي أدنى انزعاج و سلمتها كيسًا صغيرًا من القماش كان موضوعًا بجانب الأريكة.
“أثناء ترتيب الغرفة مؤخرًا، عثرتُ على شيء ما”
“شيء ما؟”
“نعم.”
نظرت داليا إلى أورلي، التي أجابت بإقتناع، ثم خفضت نظرها.
بدت الحقيبة القماشية التي أعطتها لها أورلي مهترئة بسبب العمر.
لعدم قدرتها على تخمين ما قد يكون، أمالت داليا رأسها وفتحت الحقيبة.
“هذا هو …”
“إنه شيء كان عزيزًا عليكِ كثيرًا في الماضي. وجدته أثناء تنظيف المنزل مؤخرًا”
لقد كانت قلادة قديمة.
تُصَوِّر القلادة المصنوعة من الفضة الإسترلينية مع حجر كريم أزرق مراحل انتقال القمر من البدر إلى الهلال بتفاصيل معقدة.
كان الأمر كما لو أن قطعة من السماء الليلية تم ضغطها بداخلها، تشع بهالة غامضة.
و رغم أنها أظهرت علامات الإهمال و العمر ، إلا أنها مع الرعاية المناسبة والترميم على يد صائغ ماهر، يمكن أن تصبح تذكيرًا أكثر سحرًا للسماء الليلية.
وبينما وجدت داليا نفسها تحدق بإهتمام في العقد ، أشرق صوت أورلي وكأنها كانت تتوقع هذا رد الفعل.
“لقد كنتِ حزينة جدًا عندما فقدتِهِ في صِغَرِكِ ، أليس كذلك؟ يا لحسن حظّكِ أنني وجدته الآن …”
لم تكن داليا تعرف القصة وراء القلادة، ولكن من الطريقة التي تحدثت بها أورلي، كان من الواضح أن داليا الأصلية كانت تحبها بشدة.
تنقلت نظراتها بين القلادة التي في يدها وأورلي.
من الغريب أن تظهر فجأة قلادة ضاعت منذ فترة طويلة…
على الرغم من أنها لم تكن تعرف القصة كاملة، إلا أن داليا كانت تشعر أن أورلي قد أخفتها وكانت الآن تعيدها بسهولة.
لا بد أن يكون هناك سبب آخر يدفع أورلي إلى بذل كل هذا الجهد لإعادة القلادة.
وضعت القلادة جانبًا و سألتها.
“لم تقطعي كل هذه المسافة فقط من أجل إرجاع قلادة … هل لديكُ شيء آخر لتقوليه؟”
نظرت أورلي إلى داليا للحظة ، ثم أطلقت ضحكة خبيثة.
“هاها. حسنًا، نعم، كان لديّ ما أناقشه … لقد سمعتِ عن والدكِ ، أليس كذلك؟ نحن ممتنون جدًا للدوق لسداد دينه”
“…دَين؟”
سداد الديون؟ كانت هذه أول مرة تسمع فيها داليا عن هذا الأمر.
“نعم. لكن كل ما فعله هو سداد الدين… بفضل ذلك، تمكنا من الحفاظ على المنزل. و لكن ألن يكون من الصواب أن يساعد الدوق والدك على استعادة عافيته؟ المصروف الشهري الذي يرسله لنا لا يكفي. والآن صوفي في سن الزواج، ولكن بدون مهر، حسنًا…”
عند الاستماع إلى كلمات أورلي، عبست داليا بشدة.
بالطبع. لهذا السبب تصرفت أورلي بلطفٍ مفاجئ – بدا وكأن أموالهم قد نفدت.
والأهم من ذلك، متى سدد كلايتون ديونه؟
لقد كانت ممتنة لكلايتون، لكن عائلتها الوقحة جعلتها تشعر بالحرج.
بعد أن هدأت قليلاً، أطلقت داليا تنهيدة قصيرة.
“لذا، لقد أتيتِ لتقترضي مني المال، أليس كذلك؟”
“يا إلهي، اقتراض؟ كلمة باردة بين أفراد العائلة. أنا لا أطلب قرضًا؛ أنا فقط أقترح عليكِ زيادة الدعم قليلًا”
كيف يُمكن لأحدٍ أن يكون بهذه الوقاحة؟ فكرت داليا بهذا من قبل، لكنها لم تستطع تحمّل وجودهما معًا ولو للحظة.
لتتخلص بسرعة من هذا المنظر غير السار ، فتحت داليا فمها لتتحدث.
“بما أن القلادة كانت لي في الأصل ، فلن أشكرك على إعادتها. أما بالنسبة للمال…”
تظاهرت داليا بالتأمل العميق، ثم توقفت عن الكلام.
“فقط كوني شاكرة لما يقدمه لكِ الدوق بالفعل و عيشي في حدود إمكانياتكِ”
“…ماذا؟ داليا! ماذا تقولين؟ هل تعلمين كم يدفع لنا زوجك؟ ألف قطعة شهريًا! هذا بالكاد يكفي لشراء فستان واحد!”
كان مبلغ ألف عملة أكثر من أجر ستة أشهر بالنسبة لعامة الناس.
عندما سمعتها تشتكي من مبلغ كهذا كمصروف شهري، هزت داليا رأسها، في حالة من الغضب الشديد.
“إذا لم يكن لديكِ المال، فلا تشتري فساتين. هل تعلمين كم أخذ أبي من الدوق حتى الآن؟ كوني شاكرة للمصروف الشهري، وأنفقيه بحكمة قبل أن أطلب من الدوق قطعه نهائيًا. جيسون!”
وبهذه الكلمات، نادت داليا على جيسون الذي كان ينتظر في الخارج.
“البارونة مولدن ستغادر. يُرجى مرافقتها إلى واجهة العقار”
“نعم سيدتي”
“داليا!”
رن صوت أورلي الحاد خلف داليا و هي تغادر غرفة المعيشة.
* * *
عادت داليا إلى غرفتها و سحبت جسدها المنهك إلى الداخل.
أسقطت القلادة التي أهدتها لها أورلي على طاولة الزينة و جلست مع تنهد هادئ.
“هاه …”
مع استمرار إرهاق الرحلة ، كان التعامل مع أورلي قد استنزف آخر ما تبقى من طاقتها.
قررت أن تأخذ استراحة من كتابة الرسائل و كانت على وشك الراحة في غرفتها عندما—
دخلت سامانثا الغرفة.
“سيدتي، هل أنتِ بخير؟ تبدين متعبة جدًا…”
كانت نظرة سامانثا مليئة بالقلق، وكأنها تعرف بالفعل ما حدث في غرفة المعيشة.
“نعم، أنا بخير. فقط أشعر بالتعب قليلاً”
“تفضلي ، تناولي بعض عصير الليمون المنعش. يبدو أنّكِ لم تستمتعي بالشاي كثيرًا مؤخرًا”
“شكرًا لكِ. هذا بالضبط ما أردته”
أُعجِبَت داليا بحدس سامانثا، وشكرتها لفترة وجيزة، وشربت عصير الليمون دفعة واحدة، ثم سلمتها الكأس الفارغ.
وعندما أخذت سامانثا الكأس، سقطت عيناها على القلادة الموضوعة على طاولة الزينة، وسألت.
“سيدتي، من أين جاءت هذه القلادة؟ لم أرها من قبل”
“أعطتني إياها أمي للتو. قالت إنها قلادة فقدتها منذ زمن طويل.”
“أوه، حقًا؟ هل يمكنني إلقاء نظرة عن كثب؟”
“تفضلي”
عندما أعطت داليا الإذن، التقطت سامانثا العقد.
“إنها باهتة بعض الشيء، لكن يبدو أنه يمكن تنظيفها لتبدو وكأنها جديدة تمامًا”
“حقًا؟ هل أرسله إلى صائغ لإصلاحه؟”
“همم … لا، لا أعتقد أن هذا ضروري. إن لم يكن لديكِ مانع، يمكنني القيام بذلك. يوجد محلول تنظيف الفضة في المطبخ يمكنني استخدامه”
“حقًا؟ إذن من فضلكِ افعلي ذلك”
“نعم! سأعود حالًا!”
ربتت سامانثا على صدرها بثقة و غادرت الغرفة بسرعة مع القلادة.
لكن داليا لم تكن لديها توقعات كبيرة.
لقد خططت أن تطلب من الخادم لاحقًا أن يجد لها صائغًا ماهرًا بدلاً من ذلك.
“سيدتي ، انظري إلى هذا! ألا يبدو جديدًا تمامًا؟”
عادت سامانثا في أقل من عشر دقائق، وهي مليئة بالفخر وهي تسلم القلادة إلى داليا.
“اوه …”
لقد كانت نظيفة للغاية لدرجة أن داليا شككت تقريبًا في أنها نفس القلادة التي أخذتها سامانثا في وقت سابق.
“سامانثا، أنتِ رائعة. تبدو كأنها جديدة حقًا”
كانت سامانثا سعيدة بشكل واضح بهذه الإطراءات، وفركت أنفها بإصبعها السبابة.
“و الأهم من ذلك ، أن هذه القلادة تناسب لون شعركِ تمامًا. القلادة ليست كبيرة جدًا، لذا تبدو مثالية للارتداء اليومي. هل ترغبين بارتدائها الآن؟ حان وقت العشاء مع الدوق، على أي حال”
و عند هذه الكلمات، وقفت داليا أمام المرآة و أمسكت بالقلادة على نفسها.
كما قالت سامانثا، فإن اللون الأزرق العميق للقلادة يكمل لون شعر داليا بشكل جميل.
“حسنًا، أعجبتني. هل يمكنكِ تثبيتها لي؟”
“نعم!”
لقد كان تنبؤ سامانثا في محله.
تطابقت الأحجار الكريمة الزرقاء وتصميم القمر المحفور عليها مع لون شعر داليا الساحر بشكل مثالي.
“إنه جميل جدًا!”
داليا أيضًا كانت سعيدة بالعقد و ابتسمت. كان يتلألأ ببريقٍ غير عادي، كما لو أنه وجد أخيرًا صاحبه الشرعي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "65"