ورغم أنه لم يكن يعرف هوية المرأة في اللوحة بدقة ، إلا أن هناك شيئًا واحدًا كان واضحًا له.
المكان الذي يقف فيه الآن هو القصر الملكي في إيستر ، و تحديدًا غرفة الاستقبال التي يستقبل فيها الملك ضيوفه.
عادة ما تُعلق في غرفة كهذه صور أفراد العائلة المالكة عبر الأجيال ، لإظهار تاريخ العائلة.
وهذا يعني أن المرأة في اللوحة هي واحدة من أفراد العائلة المالكة في إيستر.
شعر بشعور غريب و كأنه يفوته شيء مهم. و بينما كان غارقًا في التفكير، مرت ومضة من الذكريات في ذهنه.
– ما يثير الاستغراب أكثر هو أننا لم نستطع العثور على أي سجل لحياة البارونة قبل انضمامها إلى عائلة ماغنوليا.
تذكر كيف بدأ التحقيق في ماضي عائلة داليا بسبب تأثير وجودها في إضعاف اللعنة.
و على عكس بقية أفراد العائلة ، كانت هناك امرأة واحدة فقط لم يُعثر على تفاصيل واضحة عن ماضيها ، وهي والدة داليا البيولوجية.
– لا بد أنك سمعت من قبل … أن الشعر الفضي و العينين البنفسجيتين يجلبان الحظ. في العائلة المالكة، من يحملون هذه الصفات يكونون ذوي قدرات خاصة. و تلك القدرة هي … إزالة جميع اللعنات عن الآخرين.
وفي تلك اللحظة، عندما تذكر كلام تريسين عن الأميرة قبل قليل، تنهد كلايتون بصوت خافت.
– لا يمكن أن يكون …
ظل يتأمل اللوحة لفترة طويلة، حتى دخل تريسين إلى الغرفة، كما يبدو أنه انتهى من أمر عاجل كان يشغله.
“لقد جعلتُ الضيف ينتظر طويلًا ، أليس كذلك؟ تفضّل ، اجلس. لا تزال هناك الكثير من الأمور التي لم نكمل الحديث عنها”
دخل تريسين غرفة الاستقبال بخطى واثقة و ضاحكة ، لكنه لاحظ أن كلايتون لا يستطيع أن يرفع عينيه عن إحدى اللوحات ، فتقدم نحوه و سأله: “ما الذي تنظر إليه بهذه الطريقة؟”
ثم وجه نظره نحو اللوحة التي كان كلايتون يتأملها.
“آه، كنت تحدق في إليزابيث. هل هذا النوع من الوجوه هو ذوقك؟”
حين نطق تريسين اسم المرأة بنبرة ودودة ، سأله كلايتون: “من تكون هذه المرأة؟”
“إنها أختي الصغرى. لكنها توفيت منذ وقت طويل.”
سكت كلايتون قليلًا بعد كلمات تريسين، وعندها ضحك تريسين بخفة محاولًا كسر التوتر: “يا إلهي، يبدو أنني أفسدت الأجواء بكلامي. لا ينبغي أن نتحدث عن مأساة حزينة في وقت ثمين كهذا. دعنا نغلق هذا الموضوع، ونكمل ما تبقى من حديثنا.”
“…”
بعد ذلك، لم يعد يتذكر تمامًا كيف أكمل حديثه مع الملك.
فور انتهاء لقائه مع تريسين، غادر كلايتون القصر الملكي على الفور، وصعد إلى العربة التي كانت بإنتظاره.
ثم التفت إلى كاديسون الذي كان يركب معه وسأله:
“أعتقد أنني طلبت منك سابقًا التحقيق بشأن ملك إيستر ، أليس كذلك؟”
“نعم؟ آه، نعم. لقد أنهيت التحقيق منذ فترة، وقد قدمت لك التقرير في طريقنا إلى إيستر. هل هناك أمر آخر ترغب في التحقق منه؟”
“عائلة الملك الحالية … لا، لقد قال تريسين إن له أختًا متوفاة. اسمها إليزابيث. أريدك أن تحقق بشأنها”
لكن كاديسون ردّ وكأن الأمر لا يستدعي ذلك: “لا حاجة للتحقيق بشأنها. لقد توفيت منذ أكثر من عشرين عامًا، ولم يكن لها أي نشاط مميز يُذكر أثناء حياتها في القصر. ولكن…”
توقف كاديسون لحظة ليرتب أفكاره، ثم تابع: “يبدو أنها لم تكن على علاقة طيبة مع الملك الحالي. حدثت بعض الخلافات أثناء تعيين الوريث للعرش”
“خلافات؟”
“نعم. كان هناك من يطالب بتتويج الأميرة الراحلة كوريثة للعرش. ويُقال إن الملك السابق كان يفكر في جعلها الوريثة بالفعل. ولكن عندما اختفت الأميرة فجأة، بدأت الشائعات تنتشر بين الناس بأن تريسين قد قتل شقيقته ليرث العرش.”
كانت مجرد قصة معتادة من قصص العائلات المالكة.
حتى وإن كانا شقيقين من نفس الأم، فإن كل شيء يصبح بلا قيمة أمام السلطة.
ظل كلايتون يستمع إلى كلمات كاديسون بصمت ، ثم بدأ يجمع أفكاره.
لوحة تشبه داليا.
البارونة مولدن الراحلة ، التي ليس لها ماضٍ معروف.
قدرات العائلة المالكة في إيستر، والأميرة التي اختفت.
عندما يجمع كل هذه الأمور معًا، يتضح أن احتمال كون البارونة الراحلة من عائلة مولدن هي في الحقيقة أميرة من مملكة إيستر هو احتمال قوي للغاية.
أميرة كانت مهددة بالموت على يد شقيقها ، فغيّرت هويتها وهربت إلى الإمبراطورية.
حينها فقط فهم كلايتون سبب ضعف اللعنة عند وجود داليا.
فوضع يده على جبينه و قال في نفسه: – لم أتخيل أبدًا أن داليا قد تكون من سلالة العائلة المالكة في إيستر.
وبينما توصّل إلى هذا الاستنتاج، أصبح قلقه أشدّ.
لا يمكن السماح لتريسين بأن يكتشف وجود داليا.
حتى وإن لم تكن داليا تشكل تهديدًا مباشرًا لعرشه، فلن ينظر بعين الرضا إلى ابنة الأخت التي حاول قتلها في الماضي.
– عليّ أن أتحرك بسرعة قدر الإمكان.
لذا، ما كان عليه فعله الآن هو مغادرة هذا المكان والعودة إلى الإمبراطورية في أسرع وقت ممكن.
ولأجل ذلك، يجب عليه الحصول على علاج الفتاة سريعًا.
سأل كلايتون كاديسون عن مكان العلاج.
فأجاب كاديسون بحذر، وعلى وجهه ملامح التردد والحرج:
“يبدو أن الطبيب لا يريد إعطاء الدواء بسهولة. قيل لي إنه يواصل المماطلة و كسب الوقت. لو كان الدواء شيئًا يمكننا سرقته، لكان الأمر أسهل … لكننا لا نعرف حتى ما هو تحديدًا”
وبعيدًا عن مسألة الحصول على العلاج، كان كلايتون قد أوعز بالعثور على الطبيب ليفحص الطفل ، لكن حالته لم تشهد أي تحسّن يُذكر.
– لا يبدو أن هناك حلًا آخر غير العلاج.
لم يتوقع أبدًا أن يكون الحصول على الدواء بهذه الصعوبة.
أطلق صوت تذمر خفيف وهو يضغط لسانه بضيق.
و عندها وصلت العربة إلى القصر الذي خُصص لإقامته الهادئة في إيستر، وبدأت تهدئ من سرعتها حتى توقفت.
وما إن دخل كلايتون القصر، حتى خرج “يان” ، الذي يدير شؤون المنزل ، لاستقباله.
“مرحبًا بعودتك”
“أين داليا؟”
أعطى لـ يان معطفه الذي كان يرتديه بشكل غير رسمي ، و سأله عنها.
عندها أجاب يان بوجه يحمل شيئًا من الحرج:
“لا تزال مستلقية في سريرها. ولكن…”
شعر كلايتون بأن هناك أمرًا غير طبيعي في رد فعل يان، فعبس بين حاجبيه.
“ما الأمر؟”
“على ما يبدو، وصل إلى السيدة خبر أنه لم تحصل بعد على العلاج. منذ البارحة، وهي ترفض تناول الطعام باستمرار”
“…”
كان يعلم أن داليا تسأل يوميًا عن حالة الطفل. و بما أنها لا تستطيع رؤيته بنفسها ، فلا شك أنها أرادت على الأقل سماع أخباره.
ولكن، يبدو أن خبر عدم حصول الطفل على العلاج حتى الآن قد وصل إلى مسامعها.
“أحضِر الطعام مرة أخرى، ولكن ليكن شيئًا خفيفًا وسهل التناول.”
“حسنًا.”
أصدر أمرًا قصيرًا، ثم سار مباشرة إلى حيث كانت داليا.
ولم يمضِ وقت طويل حتى دخل الغرفة، فرأى داليا منكمشة في سريرها. كما لاحظ الأطباق التي وُضعت بجوارها دون أن تمسها يد.
عندما شعرت بوجود شخص آخر في الغرفة، رفعت داليا رأسها.
كان وجهها قد ازداد شحوبًا في غضون أيام قليلة. كانت الهالات السوداء تحت عينيها واضحة، ويبدو أنها لم تنم جيدًا، وقد فقدت بعض الوزن لأنها لم تأكل كما ينبغي.
راح كلايتون يراقب حالتها بصمت ، ثم تمتم:
“سمعتُ أنّكِ لم تأكلي شيئًا منذ البارحة”
عند كلماته، أدارت داليا وجهها عنه بسرعة، وكأنها لا ترغب حتى في مواجهته.
“… لا أشعر برغبة في الأكل”
أثار ردّها هذا غضب كلايتون ، فتقدّم بخطواته ، ثم أخذ الطعام البارد ووضعه أمامها.
“كُلي.”
“لا أريد.”
وحين رفضت مرة أخرى، أمسك كلايتون بالملعقة ووضعها مباشرة في يد داليا.
“قلت لك، كُلي.”
“قلت إنني لا أريد!”
لكن داليا لم تتراجع، بل دفعت يده بعيدًا بعنف. و يبدو أنها دفعته بقوة أكثر مما توقعت ، فسقط الطبق على السرير و هو يُحدث صوتًا قويًا.
نظر كلايتون بصمت إلى الفوضى التي أحدثتها ، ثم قال بنبرة هادئة: “هل هذه طريقة احتجاج؟”
“احتجاج…؟ ها”
وعندما سمعت كلمة “احتجاج”، انفجر الغضب في صدر داليا، ولم تعد قادرة على كتم مشاعرها، فصرخت بكلمات كانت تخفيها في قلبها:
“سمعت كل شيء. لم تحصلوا على الدواء حتى الآن، أليس كذلك؟ لقد وعدتني أنك ستعالجه عندما لا أراه! إذًا لماذا لم تعالج دميان بعد؟!”
أسبوع…
لقد مر أسبوع كامل بالفعل.
وإن لم يكن قد حصل على العلاج حتى الآن ، فربما حالته قد ساءت أكثر.
في الأيام الأولى، حاولت أن تتماسك.
لكن الآن، لم تعد تحتمل الجلوس ساكنة لدقيقة واحدة.
“أنت … هل تفكر حتى في إنقاذ دميان؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "109"