لقد مضى ثلاث سنوات منذ أن ظهرت دوقة ساير ، التي كانت قد اختفت مثل الدخان ، في المجتمع الأرستقراطي مصحوبة بوريث الدوق.
في البداية، شكّ الكثيرون في أنها قد هربت مع رجل غريب في علاقة حب.
لكن ما إن رأى الناس داميان ، الذي بدا و كأنه صورة طبق الأصل عن دوق ساير ، حتى تلاشت تلك الشائعات السخيفة التي كانت تدور حول عودتها وهي تحمل طفلاً من رجل آخر.
و هكذا، بعد مرور ثلاث سنوات …
كان اليوم هو موعد النزهة السنوية التي تُقام كل ربيع في حديقة كادويل.
جلست داليا تحتسي الشاي ، بينما كانت تواجه نسيم الربيع البارد قليلاً.
ربما كانت تستعيد ذكريات مشاركتها الأولى في هذا الحدث ، منذ ثماني سنوات.
“بالمناسبة، لم نرَ السيد الصغير اليوم، هل حدث له شيء؟”
سألت إحدى السيدات النبيلات برقة عن أخبار داميان ، مما جذب انتباه الحاضرين نحو داليا. فقد كان الجميع قد أحضر أطفالهم، بإستثناء دوق ودوقة ساير.
ابتسمت داليا بخفة و أجابت:
“لقد التحق هذا العام بأكاديمية كوليستون ، لذا هو هناك الآن”
“يا إلهي! أليست تلك الأكاديمية من الأماكن التي يُقال إن الالتحاق بها صعب جدًا؟”
قالت سيدة أخرى بانبهار عند سماع رد داليا ، فردّت عليها بابتسامة هادئة.
كانت أكاديمية كوليستون مشهورة ليس فقط في الإمبراطورية، بل حتى في القارات الأخرى، حيث يسافر البعض للدراسة هناك. و قد خرج منها أشهر العلماء ، لذلك كانت مشهورة بصعوبة القبول فيها.
“لا بد أنكِ فخورة جدًا ، سيدتي”
“نعم، كثيرًا”
لقد كان من الفخر أن يتمكن داميان من الالتحاق بتلك الأكاديمية المرموقة.
رغم أنها لم تتمكن من تعليمه بشكل لائق لمدة خمس سنوات ، فقد تمكن من تحقيق هذا الإنجاز.
ربما يُقال عنه إنه بالفعل ابن بطل الرواية.
الالتحاق بالأكاديمية كان رغبة داميان ، لذا شعرت داليا بالفرح من أجله، لكن في الوقت نفسه، شعرت بشيء من الحزن.
فلم يكن من السهل عليها أن ترسل طفلاً لا يزال في الثامنة من عمره وحده إلى منطقة بعيدة.
لهذا كانت داليا في داخلها تتمنى لو أن داميان لم يذهب إلى الأكاديمية. فالطفولة هي فترة لا تعود بمجرد مرورها، وكان يؤلمها أنها لن تتمكن من مشاركة ذلك الوقت الثمين معه.
خاصة وأن داميان قد نشأ حتى سن الخامسة دون والده ، مما جعلها تشعر بقلق أكبر تجاهه.
كنت أود أن أصنع المزيد من الذكريات معه.
على عكس داليا، التي غمرها الحزن، كان كلايتون يدعم بشدة التحاق داميان بالأكاديمية.
فقد كان هذا قرار داميان ، و قبل كل شيء …
«إذا كان هذا ما يريده داميان ، فلا بأس بإرساله»
وفقًا لما قاله كلايتون، لم يسبق لأي فرد من عائلة ساير أن التحق بالأكاديمية من قبل. ربما كان ذلك بسبب اللعنة التي بدأت تظهر عليهم منذ الطفولة.
هل يا تُرى ظهر ما يدور في خاطر داليا على ملامح وجهها؟
بدأت السيدات اللواتي بجانبها يُدلين بتعليقاتهن الواحدة تلو الأخرى.
“لكن لا بد أن غياب ابنكِ الوحيد يُشعرك بالوحدة. فمكان الأطفال حين يغيبون يكون له أثر كبير.”
ردّت داليا بابتسامة ممزوجة بالمرارة.
“سيكون كذبًا إن قلت إنني لا أشعر بالوحدة”
لم يحدث من قبل أن ابتعدت عن داميان كل هذا الوقت.
حتى حين كانت تعمل في قصر إيستر الملكي، كانت تخرج أحيانًا لرؤيته خارج القصر.
“إذن، ما رأيكِ بإنجاب طفل ثانٍ؟”
“طفل ثانٍ؟”
“نعم. فكما تعلمين، وجود أكثر من طفل أمر جيد دائمًا. خاصة البنات، فالشعور بهن مختلف تمامًا عن الأولاد.”
وبينما كانت تقول ذلك، لوّحت السيدة النبيلة بيدها وهي تنظر إلى جهة معينة. وفي نهاية نظرتها، كانت هناك طفلة صغيرة تمشي بتردد برفقة مربية.
ابتسمت داليا لا إراديًا من منظر الطفلة اللطيف.
“طفل ثانٍ ، هكذا إذن …”
في الحقيقة، لم تكن فكرة الطفل الثاني غائبة عن ذهن داليا.
بل إنها حاولت بالفعل، دون أن يعلم كلايتون، لكنها لم تُوفَّق.
قبل مدة ، فرحت ظنًا منها أنها حامل ، لكنها سرعان ما اكتشفت أنها مخطئة و شعرت بخيبة أمل.
“آه …”
تنهدت داليا بهدوء دون أن يلاحظ أحد.
بعكس ما حدث بعد زواجها حين حملت بداميان خلال أقل من عام ، ها هي الآن تمر ثلاث سنوات دون أن يأتيها أي خبر عن حمل جديد.
وليس لأن علاقتها الحميمة مع زوجها قد انقطعت ، وإن كان كلايتون مشغولاً مؤخرًا ولم يناما معًا لفترة. لكن علاقتهما لا تزال مشتعلة كما في بداية الزواج، لذلك شعرت داليا بالحيرة فقط.
ولست أتناول أي موانع حمل أيضًا.
فلماذا إذن لا تحمل؟
لم تكن تعتبر نفسها كبيرة في السن ، فقد كان هناك الكثير من النساء في سنها ينجبن دون مشكلة ، و هذا ما زاد من إحساسها بالضيق.
وبينما كانت داليا غارقة في التفكير في هذا الموضوع ، أطلقت السيدات المحيطات بها فجأة تعبيرات دهشة.
وفي نفس اللحظة، شعرت بلمسة ناعمة على كتفها.
“داليا.”
رفعت داليا رأسها عند سماع صوت مألوف.
لم تدرِ متى جاء، لكن كلايتون كان واقفًا خلفها.
“كلايتون؟”
وما إن نطقت بإسمه، حتى نزع سترته ووضعها على كتفيها.
“الطقس يبدو باردًا بعض الشيء”
تنهدت السيدات النبيلات مجددًا بإعجاب ودهشة. لقد مرّ على زواج هذين الاثنين ثماني سنوات، ومع ذلك ما زالا يبدوان كالعروسين الجديدين.
نظرن إليهما بعيون ملؤها الغبطة: زوجة محبوبة من رجل لا ينقصه شيء في هذه الدنيا — يا لها من حياة يُحسدان عليها.
أليس هذا هو حلم كل النساء بالفعل؟
“شكرًا لك”
“أعتقد أننا سنعود الآن”
و بالفعل، بدت ملامح نهاية النزهة واضحة.
فقد عاد أولئك الذين كانوا يتنزهون بالقوارب، وبدأ الرجال واحدًا تلو الآخر يبحثون عن شريكاتهم ويتحركون معهم.
وكان الجو يزداد برودة شيئًا فشيئًا، تمامًا كما قال كلايتون.
وبعد أن أنهت تفكيرها، أمسكت داليا بيد كلايتون.
“سننصرف الآن. ما لم نكمله من الحديث اليوم، فلنكمله في حفلة الشاي القادمة. إلى اللقاء–”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "الفصل الجانبي 1"