لقد فكرتُ في هذه المسألة طويلًا ، وفي النهاية قررت أن أعترف بها بصراحة ..
“حتى وجهك بالكاد أجد الوقت للنظر إليه ، فكيف لي أن أفكر بما هو تحته؟”
أردتُ أن أقول له بوضوح: إنني أحب وجهك جداً ..
حين أقوله هكذا بشكل مباشر، يكون أقل إحراجًا ، بدا الأمر وكأنني مجرد واحدة من بين العديد من النساء اللواتي يعلنّ أنهنّ من معجباته ..
كان يمكنني أن أُقنع نفسي بأن الإعجاب بإخوة أورثيوس أمر طبيعي كقوانين الطبيعة ..
“…….”
هل كان مجرد خيالي؟ أم أن تعابير وجه وينتر الخالية من أي إحساس قد كادت تنهار للحظة؟
تأملني بنظراته الحادة الضيقة ثم رفع يده ببطء ..
“إذن قصدكِ أنكِ لا تملكين أي اهتمام بما تحت عنقي ، فعلاً ، لو كان الأمر كذلك ، فربما لم تكوني لتعرفي أنني أرتدي ثيابًا زرقاء دائمًا ، أعتقد أن ما حدث البارحة لم يكن سوى مزحة من تلك الوصيفة.”
ثم فكّ الزر الأعلى من سترته بخفة ، وأخذ يفتح الثاني ببطء وهو يتحدث:
“على كل حال ، هذا مطمئن.”
“…ماذا تقصد؟”
“أقصد أن نظركِ لا يتعدى وجهي ، وهذا جيد.”
أصابع يده البيضاء انزلقت دون تردد نحو الزر الثالث
“حين أبقى في الداخل أشعر بحر شديد ، بما أن عينيكِ لا تريان سوى وجهي ، يمكنني أن أرتاح قليلًا إذن…….”
صفعة!
في اللحظة التي انفتح فيها الزر الثالث ، رفعت يدي وصفعت خدي بقوة ..
ثم ركّزت ذهني ورفعت رأسي مجددًا .
هل كان كل ما رأيته مجرد وهم؟ أزرار سترته كانت مرتبة ومغلقة كما لو أنها لم تُفتح قط ..
وبهدوء انتقل وينتر إلى موضوع آخر:
“لقد تحققتُ مما حصل البارحة ، قاعة الحفل لا يمكن دخولها مطلقًا من دون بطاقة دعوة.”
مقدرته على تغيير مجرى الحديث كانت أشبه بفن بديع ..
“…نعم.”
وربما كان يحاول تخفيف مزاجي قليلًا قبل أن نخوض في موضوع يثير أعصابي منذ سبع سنوات ..
“بمعنى آخر، هو دخل من الباب الرئيسي بعدما غيّر شكله بالسحر ، ومن المؤكد أنه ما زال في القصر ، لقد طلبتُ من أخي أن يمنع أيًّا من الحاضرين من مغادرة القصر.”
ذلك “هو” المقصود كان الجاني الذي فجر الحفل في احتفال تأسيس المملكة ..
بعد ذلك الانفجار مباشرة ، متّ ، ثم عدت بالزمن ..
ومنذ عودتي كنت أبحث عن ذلك المجرم ..
لم يكن الأمر يتعلق بقنبلة حقيقية ، فقاعة الحفل بُنيت من جليد وثلج على الطراز الشمالي ، ولم تكن بتلك الدقة التي تسمح بإخفاء متفجرات ، ولم أجد مكانًا مناسبًا لزرعها ..
إذن لم يكن إلا سحرًا ، ومن أطلقه فهو الجاني ..
لكن المشكلة أنني لم أستطع القبض عليه حتى النهاية .
والأدهى… لماذا ما زلنا أحياء؟!
لقد متُّ بالانفجار وعدتُ بالزمن ، ولم أوقف أسبابه ، ومع ذلك لم يقع الحادث هذه المرة
هذا يعني أن الجاني قرر فجأة ألا ينفذ الهجوم ، لكن هذا مستحيل
صحيح أن أحداث العودة بالزمن لا تسير دائمًا بنفس التفاصيل ، لكن هذا كان عملًا إرهابيًا مخططًا بعناية، وأحداث كهذه لا تتغير
إلا إذا تدخل عائد بالزمن آخر…
“أغريسين موجود الآن في القصر الإمبراطوري الشمالي بلا شك ، لا بد أنه جاء لغاية ما.”
…أغريسين ..
لقد قضينا سبع سنوات نطارده ، هذا الساحر المجنون ..
لكنه دائمًا كان يسبقنا بخطوة ، حتى أفلت منا في النهاية ..
أنا ووينتر كنا مشغولين بأمور أخرى كثيرة ، وفي النهاية منحناه وقتًا ليستعيد أنفاسه ..
“الأكيد أنه ما دام اقترب منا إلى هذه الدرجة ، فهذا يعني أنه واثق من نفسه ، وربما… نجح بالفعل.”
قبل سبع سنوات ، بعد أن سرق جزءًا من روح وينتر ، بدأ يتماهى مع جوهره ..
أنا بنفسي رأيت القشور البيضاء تنبت على جسده
وربما، في هذه اللحظة بالذات ، قد حدث ما لم يحدث قط في كل خط زمني مضى…
أن يوجد تنينان ، في حين أنه يجب أن يكون هناك واحد فقط ..
—
قبل عام واحد
بدأ الأمر مع تقرير دوري من أغريسين ..
بعد المواجهة قبل سبع سنوات ، طلبتُ من “نوي” أن يتعقب أغريسين في الأحلام ، وبعد حصوله على الأثر المقدس ، صار “نوي” الخارج عن القانون قادرًا على العثور عليه بسهولة مثيرة للدهشة ..
“مرحبًا ، أغريسين ، يبدو أنك تناولت شريحة لحم في أفالو ليلة أمس؟ هل كانت لذيذة؟”
“هـييك! ك… كيف عرفت…؟!”
ومنذها ، كنا نزوره في الأحلام كلما أردنا، نسخر منه ونكتشف كل ما يفعله ، ثم نجعله ينسى كل شيء عند استيقاظه ..
ثانيًا ، لأنه إن مات ، فإن قلبه سينفجر ويدمر عدة كيلومترات من الأرض ، محولًا كل شيء إلى عصر حجري ..
هكذا ظلّت لعبتنا معه مستمرة على حافة الخطر من غير حسم ..
وفي النهاية ، توقف حتى عن استخدام سحر الصور للرسائل ، وصار يرسل مجرد نصوص مكتوبة فقط ..
“الحقير!”
“الوضيع! الحقير!”
“شـ… شُيران ، لا تكرري هذه الألفاظ …”
كنا نراقب كل شهر مدى تقدم تحوله إلى “تنين”.
التحول كان بطيئًا، لكن ثابتًا ، قشور جديدة تظهر على جسده باستمرار ..
“يمكننا حتى مراقبة حالته من داخل الأحلام.”
“لكن هذا يعني أنه مع الوقت سيزداد جرأة.”
في البداية ، أردتُ أن أقبض عليه فورًا ، لكنني ما زلت أذكر تجربتي حين حبسني في جحيم الانفجارات اللانهائية ، ولا أملك حتى الآن طريقة للتغلب على ذلك ..
“نوي روستين ، إن أدخلتَ شخصًا في حلمك ، هل سيبقى عامًا كاملًا عاجزًا عن الاستيقاظ كما حدث سابقًا؟”
كان ذلك اقتراح وينتر ..
“فكرت في الأمر من قبل ، نوي روستين استطاع أن يحتجز إنسانًا من قبل ، صحيح أن ذلك تسبب في سباته الطويل ، لكن بعدما حصل على الأثر المقدس، قد يكون الأمر مختلفًا الآن.”
رنّت الأجراس المعلقة بعنق نوي بعنف مع كلماته ..
“يستطيع أخذه إلى الحلم ، ولن تكون هناك مشكلة هذه المرة ، لكن إن مات أغريسين داخل الحلم ، فستنفصل روحه عنه… مثل ما حدث لأمنا.”
“مثل أمكِ؟ أي أنه سيملك وعيًا مستقلاً في الأحلام؟”
“صحيح ، وربما يتمكن من الانتقال إلى أحلام أخرى أيضًا ، أختي وأمي كانتا تزوران حلمي أحيانًا ، لست متأكدًا إن كان ذلك بفضل قوة أختي فقط، أم أن الأرواح أصلًا قادرة على ذلك.”
“هاه… إذن علينا تأجيل هذا الخيار ، لا نعرف ما الذي قد يفعله أغريسين داخل أحلام الآخرين…”
“يمكننا التجربة أولًا على بعض المحكومين بالإعدام.”
تم تأجيل الخطة ..
ولحسن الحظ ، في الرسالة التالية عاد أغريسين ليستخدم السحر لإرسال صورة له ..
وهنا بدأ الخطر الحقيقي ..
“…….”
“ماذا حدث الشهر الماضي؟ ثم رأيتك تشرب الخمر كل يوم في حانة أوسيلين ، هل ارتخيت هكذا؟ تريدني أن أختطفك لمكان مهجور وأقتلك؟”
كان أغريسين ، المتجسد في دخان بنفسجي داكن ، غريبًا ذلك اليوم ، لم ينطق بكلمة ، فقط ظل يحدق بي …
شعر وينتر هو الآخر بالريبة وازداد بروده ، لكن أغريسين كان يتجاهله تمامًا ، وظل معلقًا في الهواء يحدق في وجهي باهتمام عجيب ..
وكانت كلماته التي تفوه بها فجأة من أكثر ما صُدمتُ به في حياتي
في تلك اللحظة ، وجهي ووجه وينتر لا بد أنهما كانا متطابقين.
ماذا يقول هذا المجنون بحق الجحيم؟
ترجمة ، فتافيت …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 160"
متى الفصل الجديد
اغريسين فلة ماقدر اكرهه هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه