“أنا تجسّدت داخل كتاب وفي نفس الوقت وُلدت من جديد! يعني الاثنين معًا ، لهذا هذا الجسد يُعتبر جسدي أنا، وبالتالي الذهاب إلى الحمام أو تكوين علاقة عاطفية لا يسبّب لي أي حرج!”
“آه ، إذًا هذا ممكن حقًا.”
“وفوق هذا كله… هناك عودة بالزمن أيضًا ، كوني صريحًة معي ، ألم ترتكبي الكثير من الأفعال السيئة في حياتكِ السابقة؟ لهذا ابتُليتِ بكل هذا النحس.”
“أنا لدي شهادات تقدير كطفلة طيبة أكثر مما تتخيل! اسحب كلامك حالًا!”
بعد أن شرحت لهما الوضع كاملًا ، أطلق أحدهم تنهيدة ، بينما أطلق الآخر حسرةً طويلة ..
“من المؤكد أن ما يُسمى بـ (الأزمة التي لا يمكن تدوينها) هو نهاية تلك الروايات الأصلية ، لا، بل ليست نهاية الرواية فحسب ، بل النهاية بشكلٍ مطلق ، فكل كتابٍ له خاتمة في النهاية …”
“وكيف يمكن تجنّب الخاتمة؟ (أجنحة التنين الأبيض) انتهت بستة مجلدات ، نهاية كاملة ، حتى لو ظهر ملحق أو جزء إضافي ، فسيأتي يوم وينتهي بدوره.”
بدا بطل هذا العالم غارقًا في التفكير وأغمض عينيه ..
“…إن لم نجد حلًا في خط الزمن هذا ، فستضطر يا [إيغريو] للعودة وحدك وإعادة كل شيء من البداية ..”
أما نوِي ، الذي لم يكن لا بطلاً ولا عائدًا من الموت بل مجرد طفل ، فقد تحطّم عقله أمام الحقيقة ..
“…إذا جاء خطٌّ زمني جديد ، فلا تبحث عني.”
“أي كلام هذا! إن كان هناك سبيل للخلاص فلن نجده إلا نحن الثلاثة معًا!”
“منذ زمنٍ بعيد وأنا أعرف أنني [أمبيلوس] ، ومع ذلك لم أتدخل ، أنتِ قرأتِ الرواية اللعينة وتعرفين الأمر جيدًا، ربما تعرفيه أكثر مني ، لقد كان أهم عندي من أي شيء أن أقتل إمبراطور الإمبراطورية الشرقية الملعونة ، وإمبراطور الإمبراطورية الجنوبية!”
نوِي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره ، وبما أنه لم يعد بالزمن ، فقد كان مجرد فتى في الثالثة عشرة ..
وقبل أن يصبح صديقًا لوينتر ، لم يكن أكثر من صبيٍّ صغير يواجه حقيقةً ثقيلة تفوق احتماله ..
“والآن تقولون إن كل هذا مجرد وهم؟ مجرد إعدادات لرواية؟ إذًا… ماذا أكون أنا…؟”
“لقد وُجد مَن سبقونا.”
وكما هو الحال دائمًا ، البطل يعرف كيف يجد طريقًا للخلاص ..
“لسنا أوائل المنقذين ، في أزمانٍ بعيدة نزل منقذون مثلنا أكثر من مرة ، ونجحوا في تفادي (الأزمة التي لا يمكن تدوينها)، ولهذا ما زلنا موجودين الآن.”
“لقد واجه هذا العالم أربع مرات سابقة (أزمة لا يمكن تدوينها).”
بعد أن استيقظت في هذا العالم قضيت وقتًا طويلًا أرتّب أفكاري ، وها هو وينتر يلخصها بسرعة ..
“لو كان هذا العالم مجرد كتاب ، فلماذا الحاجة إلى أربع مرات؟ أليست رفات المنقذين السابقين منتشرة في أنحاء القارة؟ هذا يعني أنهم وُجدوا حقًا ، وكون تلك الأزمات لم تُدوّن هو بحد ذاته الدليل على أنهم وُجدوا بالفعل.”
“المنقذون السابقون كانوا يعرفون الحقيقة ، أن هذا العالم مجرد رواية ، ولو انكشف الأمر ساد الاضطراب ، فتركوا كل ما واجهوه تحت اسم (أزمة لا يمكن تدوينها).”
“لكنهم كانوا واثقين أن يومًا ما سيولد (نحن) ، ونكتشف ما تعنيه تلك الأزمة.”
أدوار المنقذين محددة منذ البداية:
التنين المنقرض منذ زمن ، [إيغريو].
التائه في الأحلام ، [أمبيلوس].
و[ماتيريا] الذي عُرف كمتنبئ ..
“كانوا يعرفون أننا سنملككِ أنتِ… (المسافرة من خارج هذا العالم).”
هوية [ماتيريا] لم تكن متنبئ ، بل روحًا متجسّدة سقطت من عالمٍ آخر .
لقد كان هناك “متجسَّدون” قبلي… أولئك الذين ضلوا الطريق وسقطوا في هذا العالم قبلي ..
إنهم “أسلاف المجسّدين” ..
—
وينتر بعدما قرأ الرواية ، صار كلما وقعت عيناه عليها ، يشعل فيها النار أو يمزقها أو يحوّلها إلى غبار بأي طريقة ممكنة ..
أما نوِي فصار يعتبر إغاظته هواية ، فيُخرج نسخة منها في الحلم ويضعها أمامنا ثم يختفي ..
“لسنا معًا على الدوام …”
قلت ذلك مبتسمًة بمرارة ..
“فالإنسان بطبعه يفضل أن يتجاهل أسوأ الاحتمالات.”
أمس كان يوم تأسيس الإمبراطورية الشمالية ،
وكان أيضًا إحدى المرات القليلة التي قُتلت فيها قتلةً شنيعة ..
الموت انفجارًا… تجربة بغيضة فعلًا ..
على مدار سبع سنوات اضطررت إلى الموت مراتٍ عديدة
مثلًا حين نقلت لي أمي العزيزة في الإمبراطورية الغربية مرضًا عضالًا يشوّه الوجه ، خوفًا من أن يزداد شبهي بـ”لوهيا” يومًا بعد يوم .
لقد كانت ثابتة في وحشيتها طوال سبع سنوات ..
“التحقيق مع الحرس انتهى …”
وكما تعلمون ، متى ما متُّ أنا أو وينتر ، تعود عقارب الساعة إلى الوراء ..
العودة بالزمن… كلمتان سئمت منهما
إن متُّ أنا، يعود الزمن إلى اللحظة السابقة لسبب موتي ،
أما لو متُّ دون أن أدرك موتي ، يعود الزمن إلى آخر لحظة مت فيها ..
لكن إن مات وينتر ، فالزمن لا يعود إلى لحظة موته ، بل إلى لحظة ولادته!
للتبسيط: وينتر هو زر “إعادة التشغيل”، وأنا زر “الحفظ”.
ولو متنا معًا؟
فعندها يعود الزمن بناءً عليّ ، ونحتفظ نحن الثلاثة بكل ذكريات ما قبل موتنا.
لهذا ربطنا أنا ووينتر حياتينا معًا.، إن متُّ ، مات هو أيضًا ، وإن مات هو ، متُّ أنا كذلك ..
عادةً ما نتمكن فورًا من تحديد سبب موتي وتجنّبه ،
لذلك يقال “موتي أنا” وليس “موتنا”، فندرًا ما يموت وينتر، وغالبًا ما يكون الموت بسببي …
“شرحتُ عشر مرات أن الأمر لم يكن من اختياري! بل من تدبير لوتي!”
“أكنتِ تجهلين أنني أرتدي دائمًا الأزرق؟”
هل يرتدي الأزرق دائمًا؟
لم ألاحظ حقًا..
“لم أكن أركز يومًا على ما ترتديه.”
ضيّق وينتر عينيه، وارتسمت عند طرف شفتيه ابتسامة خفيفة متوترة.
“إذًا أنتِ لا تهتمين بي كثيرًا.”
“…….”
شعرت وكأن الأرض تهوي من تحتي فجأة.
“هذا غير صحيح.”
تأقلمت بسرعة مع خفقان قلبي المتسارع ، وتظاهرت بلامبالاة ..
“حين أتحدث معك أنظر دومًا إلى وجهك فقط.”
الأخوان اللذان يسندان عرش الإمبراطورية الشمالية ، غلاس أورشيوس ووينتر أورشيوس ، وُلدا بجمالٍ أسطوري لا يُجارى
حتى أن الإمبراطور غلاس فقد ثلاث خطيبات على التوالي ، ثم قرر لأجل استقرار البلاد أن يحجب وجهه بقطعة قماش سوداء طوال حياته .
…وقد أتيح لي أن أرى وجه الإمبراطور غلاس بعد فترة طويلة من حياتي في الشمال ..
وحين رأيت وجهه، أدركت تمامًا لماذا يتصرّف بتلك الطريقة ..
أما وينتر ، فوجهه كان كالثلج… جمالٌ ساحر يخطف الأنفاس ويجعل الناظر يتيه بلا مقاومة
وكذلك أنا ، بما أنني إنسانة ، لم أستطع إلا أن يخفق قلبي كأنثى كلما وقفت أمام وينتر ..
لكن المشكلة أن هذا التنين الذي أمامي يملك سمعًا حادًّا إلى درجة يلتقط بها تلك الاستجابات الدقيقة والحميمة في جسدي أسرع مما أدركها أنا نفسي.
ترجمة ، فتافيت ..
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 159"
حبايبي رجعو😞😞❤️❤️❤️