بمجرد أن رأى ميليا في الكوخ ، ركض نوي إليها دون أي وقت لإيقافه ..

 

 

 “أمي!”

 

 لم يكن أمامنا خيار سوى الركض إلى الكوخ ورؤية ميليا تحيينا بحرارة …

 

 “يا رفاق ، مرحبا بكم ، لا ، هذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها صديقًا إلى المنزل ..”

 

 

 عندما رأينا ميليا تبتسم بشكل طبيعي ، نظرنا إلى بعضنا البعض ، بدا نوي أيضًا محرجًا بنفس القدر …

 

 “هاه عزيزتي؟”

 

 

 عندما اقترب هوزن من ميليا ، ضربت ميليا كتفه بلطف وقالت:

 

 “أصدقاء نوي هنا أيضًا ، دعنا نخرج ونلتقط بعض الغزلان!”

 

 “أوه…  هاه؟ عزيزتي ، ماذا تقصدين بإمساك غزال الآن؟”

 

 “أسرع ، أسرع ، أسرع!”

 

 لم يكن بوسعنا إلا أن نشاهد في صمت بينما تقوم ميليا بطرد هوزن من المنزل ، نظر الرجل الذي تم طرده حوله ، وصفق بيديه مرة واحدة ، وبدأ في الضرب على الباب …

 

 

 لكن ميليا تجاهلته تمامًا وأخذتنا إلى الطاولة

 

 “أوه…  أمي؟ هل أنتِ حقا أمي؟”

 

 “هممم ، أنتِ تقول أشياء غريبة ، من سيكون غير أمك؟”

 

 

 ألقيت نظرة سريعة على وينتر الذي كان يجلس بجانبي ، هل علمت أي شيء من ميليا في الكوخ التي واجهتها مرة أخرى؟

 

 

 أردت أن أسأل على الفور إذا كانت روح السيدة روستين الميتة ، لكنني لم أكن مجنونًة بما يكفي لأنسى أنها كانت وظيفة نوي …

 

 

 انتظرت بفارغ الصبر أن يتحدث أحدهما أولاً

 

 بينما كنا نراقبها في هذا الجو الدقيق ، بدت ميليا وكأنها مشغولة بالطهي وتغرف شيئًا ما في وعاء حساء عميق القاع ..

 

 …  ماذا؟  إنها عصيدة هوزن بالعسل ، أليس كذلك؟

 

 “أسرع وتناول الطعام.”

 

 حثت ميليا بابتسامة مشرقة

 

 “مهلاً يا أمي.”

 

 “هاه؟”

 

 “من الواضح أن أمي ماتت ،  لكن كيف يمكن ان تكوني هنا؟”

 

 جيد ، نوي!

 

 اعتقدت أن نوي سيفقد عقلانيته ويبكي وهو يعانقها ، مستغرقًا في حقيقة أنه تم لم شمله مع السيدة روستين ، لكن لحسن الحظ ، لم يفعل نوي ذلك ..

 

 

 صحيح أنه في موقف مشتت ، لكن من الواضح أن نوي طرح سؤالا كان ضروري

 لهذا الموقف ..

 

 

 حدقت في فم ميليا ، وبدلاً من أن تشعر بالحرج من كلمات نوي ، قضمت ملعقتها وتمتمت: “هممم”.

 

 “حسنا ، هذا حلم ، أليس كذلك؟”

 

 “…  أوه؟”

 

 “أنت تعلم أنه يمكنك فعل أي شيء في أحلامك ، أليس كذلك؟”

 

 هز نوي رأسه وأسقط ملعقته …

 

 “لا، أقصد ، هل امي وهم خلقه ابي ، أم أنها أمي حقاً…”.

 

 

 ابتسمت ميليا ببراعة لنوي ، الذي كان متردد قليلاً ، كما لو أنه لا يستطيع أن يقول عبارة “روح أمي المتوفاة”.

 

 

 كان صوت ضحكتها واضحًا مثل صوت أي فتاة شابة ، لذلك اعتقدت أنني أستطيع تخمين مدى حب الرجل الكئيب لها ..

 

 

 “لا ، هل هذا مهم؟ أمك ماتت بالفعل وأنا في حلم …”

 

 “لكن…كيف يكون هذا غير مهم؟”

 

 “يجب عليك أنت وأبيك العودة ، فما المهم في اختفاء أمك عندما تستيقظ؟”

 

 

 لا يهم ما إذا كانت موجودة بسبب شوق هوزن لها ، أو ما إذا كانت ميليا روستين حقًا.

 

 

 

 بصياغة الأمر بطريقة جيدة ، كان الأمر معقولًا ، ولكن بطريقة سيئة ، كان شديد البرودة ، لأنها ميتة على أية حال ، لذلك لا تقلق .

 

 

 

 التقط نوي روستين فجأة قطعة كبيرة من عصيدة لحم الخنزير بالملعقة التي كان يمضغها ، ودفعها في فمه بلا رحمة …

 

 

 “أمي أيضاً…  هل أمي أيضا تستاء مني؟ هل هذا هو سبب قيامكِ بذلك؟”

 

 “لا …”

 

 “عليكِ فقط أن تكوني صادقة ، أليس كذلك؟  وكذلك يفعل ابي وامي ، أنا حقًا لا أفهم لماذا تنكرون ذلك ، أعلم أنني فعلت شيئًا خاطئًا أيضًا ، ولكن لماذا لا يخبرني أحد أن هذا بسببي؟”

 

 

 وضع نوي الوعاء المفرغ بشكل نظيف في الأسفل بقوة وقال وهو يلعق شفتيه بخفة

 

 “لماذا لا تخبروني أن والدتي ماتت بسببي؟”

 

 

 

 فكرت مرة أخرى عندما نظرت إلى ميليا ، التي كانت تنظر بصمت إلى نوي بأعين 

حزينة …

 

 

 لا ، ليس كذلك ، انه ليس خطأك 

 

 

 

 في الواقع ، حتى لو قالت كلمات فارغة الان ، فلن يغير ذلك أبدًا الفرضية القائلة إنها ماتت بسبب نوي ، لذا فمن الصحيح أن سماع ذلك مجرد شيء مريح …

 

 “لا بأس ، سألت شيئا لا معنى له ، كانت غلطتي …”

 

 “…  …  “.

 

 

 “سأتوقف عن الحديث عن هذا ، لأن هناك قصة أهم ، أمي ، أحتاج إلى إقناع اختي

 روز ، لكنني لا أعرف ماذا تريد …”

 

 “… الأمر نفسه ينطبق على روز ..”

 

 ابتسمت ميليا بهدوء وهي تنظر إلى الوعاء الفارغ الذي قدمه نوي …

 

 “أنت فقط أحمق قليلاً ، ذلك لأن روز لا تزال طفلة ، لذا ، نوي ، نحن فقط …  “.

 

 ابتسمت ميليا وضربت رأس نوي ..

 

 “فقط استيقظ …”

 

 “أنا فقط بحاجة إلى الاستيقاظ؟”

 

 رمش نوي مع تعبير عن عدم الفهم ، أنا أيضًا لم أستطع فهم الأمر تمامًا ، لذا تدخلت بحذر

 

 

 “قلادة سيدتي مهمة جدًا بالنسبة إلى نوي ، إذا قمت بإخراجها ولم تتعاون روز ، فسيكون الأمر صعبًا للغاية.”

 

 “ستظل روز طفلة عنيدة لبقية حياتها.”

 

 وقفت ميليا وهي تحمل الكأس ، ثم سارت ببطء إلى الباب ، وفتحته ، وهمست ..

 

 

 “لهذا السبب لا يمكن الاستمرار في كراهية نوي ، لأن تلك الفتاة كانت تنتظر نوي طوال حياتها ، ربما لم تكن تعلم حتى أنها تنتظر نوي ، ولكن أيًا كان ، انتظرت نوي ، وليست امها لذا ، نوي ، خذ روز معك ، لقد تجاوز كلاكما سن احتضان والدتكما …”

 

 

 وعندما فتحت الباب اختفى مظهر ميليا وكأنه كذبة ، اختفى مثل الدخان  ..

 

 “أمك تربي أطفالها ليكونوا أقوياء للغاية …” 

 

 هل لأنه من عائلة صيادين؟

 

 

 يبلغ عمر نوي روستين اثني عشر عامًا فقط الآن ، لكنه تجاوز السن الذي يجب أن تحتضنه والدته …

 

 “هذا صحيح.”

 

 وبينما كنت أفكر في ذلك ، دخل شخص كان واقفاً خارج المنزل مسرعاً وسأل …

 

 “ماذا عن ميليا؟”

 

 هززت كتفي وأنا أشاهد نوي يمر أمامه ويخرج من المنزل …

 

 “السيدة روستين … لقد اختفت ..”

 

 أصبح تعبير هوزن مدمرا ..

 

 “ماذا؟  لا…  ثم ماذا عني؟”

 

“حسنا ، أنا لا أعرف؟”

 

 “ثم ميليا التي كانت في المقصورة …  هل كانت حقيقية أم لا؟”

 

 صرخت عندما خرجت من المنزل ، متتبعًة نوي ..

 

 “لقد قالت ما هو المهم في ذلك!”

 

 

 نظرت بعيدًا عن الرجل الذي انهار على ركبتيه ونظرة محطمة على وجهه ، ووقفت بجوار نوي ، الذي عاد إلى قبر ميليا …

 

 تحدث نوي إلى الجرس ..

 

 “أختي ، سأخرجكِ من الآن فصاعدا.”

 

 جلجل جلجل جلجل~

 

 رن الجرس بصوت عال جدا …

 

 “تركت أمي أختي في رعايتي ، لذلك سنستمر في البقاء معًا من الآن فصاعدًا …”

 

 

 “…  جيد ، والآن بعد أن يبدو أن الأمر قد تم حله ، دعونا نتحدث عن مشاكل الحياة الحقيقية …”

 

 “ما المشكلة؟”

 

 “ما هي المشكلة؟ ، لقد تم القبض عليك ، من تجار البشر ، سأذهب لإنقاذك ، آمل أن تخبرنا بقدر ما تستطيع عن مكان وجودك ومن قبض عليك …”

 

 ضاق نوي عينيه على كلامي وتجنب نظراتي

 

 

 “…  ليست هناك حاجة للحضور لإنقاذي ، على العكس من ذلك ، أين يجب أن أذهب لمقابلتكِ؟ “

 

 “ليست هناك حاجة لإنقاذك؟ ماذا يعني ذلك؟”

 

 أجاب بهدوء إلى حد ما ، كما لو أن الأمر ليس بالأمر الكبير ..

 

 “هؤلاء الأطفال بالغون وأكبر مني ، لكن ليس من الممكن لهم مواجهتي ، مهما كانت سرعتهم ، فهي أبطأ من سهامي …”

 

 

 “لكن الدم من وقت سابق!”

 

 “أنا صياد ، ليست هناك حاجة للمفاجأة بمثل هذه الأشياء ، وأكثر من ذلك ، أين يجب أن أذهب؟ …”

 

 لقد شعرت بالذهول ورمشت بعيني ، ومع ذلك ، نظرًا لأن وجه نوي روستين كان واثقًا جدًا ، فقد شعرت باليأس على الفور وأجبت.

 

 

 “…  كل ما عليك فعله هو القدوم إلى القصر الإمبراطوري للإمبراطورية الغربية والعثور على الأميرة لوهيا ، سأخبرهم كيف تبدو وسوف يرشدونك ..”

 

 أومأ نوي برأسه وقال وهو يمسك بيد ميليا بإحكام ..

 

  “سآخذ الجرس وأمي ..”

 

 “… ماذا عن والدك؟”

 

 عندما ألقيت نظرة سريعة على الرجل الذي كان لا يزال جالسًا في الكوخ ، فاقدًا للوعي ، هز نوي رأسه وأجاب …

 

 “…  سوف يعيش بشكل جيد لوحده ، لدينا الكثير من العمل للقيام به …”

 

 هذا صحيح ..

 

 لدينا الكثير من العمل للقيام به ..

 

 “لا يا طفلي ..”

 

 في ذلك الوقت ، ظهرت ميليا فجأة مرة أخرى واحتضنت نوي بقوة من الخلف …

 

 جينغ!

 

 تجمد نوي للحظة عندما سمع رنين الجرس الترحيبي ..

 

 “عزيزتي!”

 

 عندما رأت هوزن يركض بعد اكتشاف ميليا ، همست لنوي للمرة الأخيرة ..

 

 “هل ستأتي لرؤية أمك وأبيك مرة أخرى في المرة القادمة؟ ..”

 

 فركت عيني للحظة بينما كانت الريح تهب من مكان ما ، وشاهدت نوي يغمض عينيه ببطء ويومئ برأسه كما لو أنني بالكاد أراه ..

 

 ثم فتحت عيني مرة أخرى ..

 

 

 

ترجمة ، فتافيت …