⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“ما…؟”
“سأقوم بعهد رودبل.”
“……!”
اتسعت عينا مارين بدهشة.
عهد رودبل كان عقدًا خاصًا لا يمكن أن يبرمه إلا رأس عائلة رودبل.
شرط العهد هو الدم، وثمنه الحياة.
حتى لو كنت رب الأسرة، فلن تُستثنى من فقدان حياتك إن لم تَفِ بالعهد، لذا لا يجب أبدًا إبرام “عهد رودبل” إلا في المسائل بالغة الأهمية.
كانت معلومات تعرفها مارين جيدًا، تعلمتها أثناء عملها كخادمة في قصر رودبل.
لكن أن يُستخدم الآن… من أجلها؟
مارين تمتمت بنبرة من الغضب:
“إذا كنت تنوي خيانة الآنسة مجددًا…”
“احمي لوسيا.”
لكن الكلمات التي خرجت من فم الدوق كانت بعيدة تمامًا عن توقعاتها.
مارين شكّت في سمعها.
ما الذي قاله هذا الرجل للتو؟
لوسيا… الآنسة…؟
“قلت لك، احميها. حتى لا يجرؤ أحد على إيذائها.”
“لـ-لكن… لماذا؟”
أليس هو الرجل الذي تجاهل لوسيا ببرود حتى حين كانت تتألم وتتعرض للاضطهاد؟
فما الذي يقوله الآن؟
“ألم تكن… تكره الآنسة؟”
وكأنها تعبر عن ارتباكها، نظرت مارين إلى الدوق بعينين مرتجفتين.
نظر إليها الدوق بعينين لا تعكسان شيئًا.
ثم فتح شفتيه أخيرًا.
“……نعم.”
كان ذلك جوابًا على سؤال مارين.
لكنها شعرت أن هناك شيئًا غير مكتمل في إجابته.
هل كان مجرد شعور؟
بدا وكأن الدوق نفسه غير راضٍ عن جوابه.
لكن مارين وضعت تلك الشكوك جانبًا.
ليس الآن وقت الشكوك.
“لكن، أنت تطلب مني أن أحمي الآنسة؟ حتى باستخدام عهد رودبل؟”
“لا يهم إن صدقتِ أو لا. يمكنني إيجاد من يحمي لوسيا غيرك بسهولة.”
“……حقًا، كل ما تريده هو حماية الآنسة؟”
“هل عليَّ أن أكرر نفسي؟”
“……”
“……لا أعلم ما هدفك الحقيقي.”
نظرت مارين إلى يديها.
يدين متسختين مليئتين بالندوب.
لكن إن استطاعت بهاتين اليدين أن تحمي لوسيا…
“سأحميها.”
عزم راسخ انعكس في عيني مارين البرتقاليتين.
قالت للدوق كأنها تعلن وعدًا:
“حتى لا يجرؤ أحد على لمس الآنسة.”
لا أحد. حتى لو كان هو، الرجل المتغطرس والبارد أمامها.
“حتى لو كلفني ذلك حياتي.”
كان ذلك بمثابة إعلان حرب ضد الدوق.
ولا شك أن الدوق لاحظ ذلك.
كان هو المنقذ الوحيد الذي يمكنه إنقاذ مارين من الموت الآن.
كان ينبغي عليها أن تتوسل إليه لحياتها، لكنها لم تفعل.
في العادة، كانت ستخفض رأسها وتتوسل للبقاء على قيد الحياة…
لكن مارين لم تفعل أيًا من ذلك.
كل ما كان في عينيها هو رغبتها في حماية لوسيا.
نظر الدوق إلى تلك العيون النقية التي كشفت عن نواياها الحقيقية، ثم ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه.
“أعجبني ذلك.”
في تلك اللحظة، نسيت مارين كل الكراهية واللوم التي كانت تكنّها، وحدّقت به في ذهول.
لقد تسللت إلى قصره كخادمة، وظلت تدور حوله وحول لوسيا باستمرار، لكنها لم تره يبتسم هكذا قط.
لكن… ما يمكن أن تقوله الآن…
‘…كأنه إنسان مختلف.’
رغم أن الابتسامة لم تغير من برود ملامحه، إلا أنها جعلته يبدو…
‘…كأنه إنسان.’
لطالما شعرت مارين أن هذا الرجل ينتمي إلى جنس مختلف.
كيف لإنسان أن يعيش كل يوم بنفس التعبير؟ بنفس البرود؟
كان هناك لحظة واحدة فقط أظهر فيها تعبيرًا مختلفًا.
‘ميراكل رودبل.’
الابنة الصغرى المدللة لعائلة رودبل.
كان الدوق يبتسم فقط أمام ميراكل.
وكانت مارين تكره ذلك أكثر. كانت تفضل وجهه الخالي من المشاعر.
‘ذلك الوجه… الأسوأ حقًا.’
كان يحب ميراكل كما لو كان قد وقع تحت تعويذة.
حتى إن مرّ في الشارع بتعبير جامد، إذا رأى ميراكل، يبتسم على الفور ويمدّ ذراعيه لها.
ابتسامة وسماح لا يمنحهما لأحد، كانا طبيعيين تمامًا مع ميراكل.
كان المشهد يبدو أحيانًا كأنه أب يُحب ابنته بصدق.
مارين ظنت ذلك في البداية. ولذلك كرهت الدوق أكثر.
لكن… كلما راقبته، شعرت أن هناك شيئًا غريبًا.
رغم أنه بدا وكأنه يحب ميراكل كثيرًا ويميزها عن لوسيا بطريقة تثير الغضب…
‘لم يكن هناك أي مشاعر.’
مارين، التي عاشت في الشوارع منذ ولادتها، كانت تمتلك حدسًا قويًا يتجاوز البشر العاديين.
ولم تشعر بأي عاطفة من الدوق تجاه ميراكل.
لا شيء على الإطلاق. ومع ذلك كان يبتسم لها.
‘غريب.’
شعورها بعدم الارتياح كان قويًا لدرجة أنها توقفت عن مراقبته.
فهدفها من البداية كان لوسيا.
لكن… ماذا حدث في تلك الأثناء؟ كان يبتسم لها؟!
اختفت الابتسامة سريعًا، لكنها كانت حقيقية.
علاوة على ذلك…
‘كان يبدو سعيدًا فعلًا.’
وليس تلك الابتسامة الغريبة التي كان يظهرها لميراكل… بل بدا وكأنه يبتسم من أعماقه.
ما الذي جعله يبتسم هكذا بصدق؟
لا يمكن أن يكون سمع كلماتها القاسية وأعجب بها لذلك…
فهل من الممكن…
‘أيعقل أنه أُعجب بإجابتي؟’
لكن هذا غريب.
‘أنت… كنت تكره الآنسة.’
متى تغيرت مشاعره بهذا الشكل؟
ما الذي حدث حين توقفت عن مراقبته؟
امتلأ عقل مارين بالأسئلة، ولم تستطع إلا أن تحدّق بالدوق بذهول.
وفي تلك اللحظة، محا الدوق ابتسامته، وانخفض إلى مستوى عينيها.
ثم أخرج خنجرًا صغيرًا من جيبه الداخلي.
ثم…
شـق.
جرح طرف إصبعه.
قطرة… قطرة…
سقطت قطرات من دم الدوق أمام عيني مارين.
أصابها الذهول مما فعله.
“عهد رودبل لا يُعقد إلا بدم رب الأسرة.”
“……دم رب الأسرة…”
تمتمت بدهشة.
لم يكن هذا الوقت مناسبًا لمثل هذا التفكير، لكنها لم تستطع تجاهل الأمر:
‘ليس أزرق اللون.’
كانت تظن أن دمه سيكون أزرقًا باردًا كبحيرة شتوية، لكن الدم كان أحمرًا قانيًا حيًا.
أدركت مجددًا… أنه إنسان.
“الشرط الوحيد للعهد هو التالي: احمي لوسيا مهما كلّف الأمر. وإن فشلتِ في ذلك، فإن دم رودبل الذي اخترق جسدك سيأخذ حياتك.”
حينها فقط، تيقّنت مارين أن كلماته كانت صادقة تمامًا.
كان جادًا في أمر حماية لوسيا.
‘لا أعرف هدفه الحقيقي…’
لكن هذا لا يهم الآن.
المهم هو أنها حصلت على الفرصة الأخيرة لحماية لوسيا.
ومارين أمسكت بتلك الفرصة بكل قوتها.
“سأفعل… كما تريد.”
“وأيضًا، لا يجب أن يُفصح عن هذا العهد لأي أحد. حتى لوسيا.”
هزّت رأسها.
“جيد.”
أمسك الدوق بذقن مارين بقوة.
فتحت مارين فمها بإذعان.
قطرة.
سقطت قطرة من الدم داخل فمها.
بلع.
ابتلعت الدم بلا مقاومة.
وسرعان ما أدركت التغير الذي طرأ على جسدها.
‘إنه حار…’
شعرت وكأنها ابتلعت لهبًا لا ماء.
كان ذلك الدفء يزداد حتى كاد يحرق جسدها بالكامل.
كان مؤلمًا. كان عذابًا. وكأن روحها نفسها تحترق.
وبينما كانت تتلوى من الألم، نظر الدوق إليها وقال ببرود:
“لقد تم العهد.”
مع تلك الكلمات، فقدت مارين وعيها.
وعندما فتحت عينيها مرة أخرى، كانت مستلقية في غرفة.
ألم حرق الروح قد اختفى تمامًا.
وليس الألم فقط.
بل حتى آثار التعذيب والندوب القديمة التي ملأت جسدها اختفت.
‘معالج.’
فقط معالج يمكنه أن يعيد جسدًا من حافة الموت ويمحو كل ندوبه.
لكن وجود المعالجين نادر للغاية، ولا تملك أغلب العائلات قدرتهم.
ولكن أن يُعثر على معالج ويُتم العلاج بهذه السرعة…
كما هو متوقع من رودبل. شعرت مجددًا برهبة من قوته.
مارين شدّت قبضتها بقوة.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 97"