أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
في الليلة الماضية، في نفس الوقت الذي مدت فيه لوسيا يدها إلى فيديل.
تم اقتياد مارين من الزنزانة.
سُحبت بعنف كأنها ماشية تُقاد للذبح، وأُلقيت على الأرض.
“…كيهك.”
لم يكن لديها حتى القوة لتصرخ أو تتألم.
أرضية الزنزانة المتجمدة أيقظت مؤقتًا عقل مارين المشوش.
كان هناك حذاء أسود أمامها.
كافحت مارين لرفع رأسها.
ومن الظلام، كانت عينا بنفسجيتان تنظران إليها من عُلو كأن صاحبها إله.
دوق إيغو رودبل.
الذي يُعرف بأنه الأقدر، والأكثر دموية بين جميع الدوقات.
…وأحد القلة من البشر الذين تبغضهم مارين.
حين أصبحت مارين خادمة في قصر رودبل بأمر من إستيو، كانت مملوءة بالإعجاب بالدوق.
سمعة دوق إيغو رودبل وصلت حتى إلى قاع نقابة أميونغ، حيث كانت مارين تناضل للبقاء على قيد الحياة.
إنجازاته جعلت الإمبراطورية أقوى وأكثر ازدهارًا، ومكانة عائلة رودبل فاقت حتى العائلة الإمبراطورية.
كان كل الناس في الإمبراطورية يمدحون عائلة رودبل، ولم تكن نقابة أميونغ استثناءً.
في الحكايات، كانت رودبل لامعة، وكانت مارين مبهورة بها.
حتى وإن لم تصل أنوار رودبل إلى ظلمة نقابة أميونغ.
“كوني خادمة رودبل.”
فقد كانت تغمرها الفرحة حين تلقت أمر إستيو بذلك.
مجرد التفكير بأنها ستنتمي لتلك العائلة اللامعة جعل قلبها يفيض بالمشاعر.
لكن واقع رودبل كان مختلفًا عن الصورة التي رسمتها مارين.
علمت أن داخل رودبل جانبًا مظلمًا لا تبلغه الأنوار.
عرفت مارين الحقيقة حين تلقت أمرًا جديدًا بعد أن أصبحت خادمة.
[راقبي كل تحركات “تلك”.]
تلك. لوسيا رودبل.
اسم يعرفه الجميع في رودبل بشكل غامض.
بشكل أدق:
“ابنة غير شرعية… أليس كذلك؟”
طفلة تُسمى “لقيطة” بدلًا من اسم.
نصف-رودبل، لم تولد بشعر رودبل الأبيض ولا بعيونهم البنفسجية.
كانت تُعد رودبل بالاسم فقط، وتُعامل أسوأ من المتسولين.
“آه، ما هذا القذر الذي يلوّث نظري!”
“قلت لكِ لا تخرجي من غرفتك، أليس كذلك؟”
“لن تتناولي العشاء الليلة!”
شاهدت مارين من الظلال كيف تُهان لوسيا من الخدم، لا تُعطى طعامًا لائقًا، ومع ذلك كانت تحاول جاهدة نيل حب عائلتها.
ومع كل هذا العذاب، كانت لوسيا صامدة.
رأت مارين في لوسيا صورة شخصٍ آخر.
“أنتِ نفاية عديمة الفائدة!”
طاخ!
تتجنب الحجارة الطائرة، وهي تحمل بطاطتين متعفنتين، تركض حافية على الطريق المتجمد.
لكن لوسيا كانت مختلفة.
فبينما كانت مارين مجرد فتاة من الشوارع، كانت لوسيا تحمل دماء النبلاء، ولو من جهة واحدة فقط.
ومع ذلك، كانت تُعامل بهذه القسوة بسبب تجاهل والدها، دوق رودبل.
سواء كانت تُهان، تُضرب، أو حتى تتوسل له بحب، لم يكن يتحرك له ساكن.
بسبب بروده، أصبحت حياة لوسيا أكثر جحيمًا.
“إنسان بلا مسؤولية!”
كانت مارين تمتلئ غضبًا من تصرفات الدوق.
فقدت ثقتها في عائلة رودبل.
أي عائلةٍ هذه التي يُقال إنها مُباركة من الرب؟
أي مجدٍ هذا الذي يتغنّون به!
“لا يستطيع حتى أن يعتني بابنته كما يجب!”
تغيرت عينا مارين اللتين كانتا مليئتين بالإعجاب إلى حقد وكراهية.
في ذلك الوقت، كانت تعتقد فقط أن السبب هو خيبة أملها في الدوق.
لم تكن تدرك أن ذلك كان بسبب مشاعرها تجاه لوسيا.
حتى الآن، بعدما خُدعت لوسيا وصار الموت على أعتابها، لا تزال مشاعر الحقد والغضب تجاهه قائمة.
لم تكن تود أن تستجديه لحياتها، أو تطلب الرحمة.
بل كان هذا اللحظة الوحيدة لمواجهته وجهًا لوجه.
وبنظرات تود أن تمزقه بها، فتحت مارين شفتيها المتشققتين:
“…أنـت… لا… تـعـلـم.”
صوتها المبحوح لم يستطع النطق بشكل سليم.
كل مقطع كان وكأن سكينًا تمزق حنجرتها من الداخل.
“بسببك… كم عانت تلك الإنسانة…”
ومع ذلك، لم تتوقف مارين.
“ماذا……!”
همّ ليغرين بإغلاق فم مارين، لكن الدوق أوقفه بإشارة من يده.
فهم ليغرين الإشارة، وخرج بصمت من الزنزانة.
الآن لم يبقَ في المكان سوى اثنين.
أمر الدوق:
“تابعي الحديث.”
حتى أمام من تحمله كراهية قاتلة، ظل متغطرسًا وهادئًا.
ذلك الهدوء حطم عقل مارين.
ما العظمة في هذا الإنسان؟
رجل تخلى عن ابنته لأنها فقط نصف دمه!
صرّت على أسنانها.
وابتسمت وهي تتذوق الدم في فمها.
بما أنه أمرها بالكلام، فلتكلمه كما يحلو لها.
“كنت أراقب لوسيا-ساما دائمًا من بعيد.”
اهتزت عينا الدوق قليلاً عند سماع اسم “لوسيا”، لكن مارين لم تلاحظ.
“لوسيا-ساما كانت دائمًا وحيدة.”
“بسبب تجاهلك لها بسبب سبب سخيف، عاشت لوسيا-ساما جحيمًا من العذاب— كح، كح!”
هل كان بسبب غضبها؟
صدرها احترق وكأن شيئًا انفجر بداخلها، وأخذت تسعل.
“كح! كح!”
وسرعان ما تقيأت شيئًا.
ضحكت مارين بسخرية عندما رأت ما خرج.
دم.
الدم الأحمر الداكن الذي تقيأته لطخ حذاء الدوق البني.
وهي تنظر إلى ذلك، شعرت مارين بشيء في أعماقها.
آه… سأموت قريبًا.
لن أعيش طويلًا.
أغلقت مارين عينيها.
وظهر في ذهنها وجهٌ واحد.
“…لوسيا-ساما.”
الجميع تجاهلوا لوسيا وكرهوها، لكن مارين كانت مختلفة.
رغم أنها اقتربت منها بنوايا خبيثة، إلا أنها أحبتها بصدق في نهاية المطاف.
لو فقط أدركت هذا الشعور مبكرًا…
لو فقط عرضت عليها الهرب بدلًا من تنفيذ أوامر إستيو، هل كان سيتغير شيء؟
فتحت عينيها ببطء.
لم تعد تملك القوة لرفع جفنيها، لكنها كانت تملك رغبة واحدة.
“يجب أن أفعل ما أستطيع فعله الآن.”
أرادت أن تهدي آخر أنفاسها إلى لوسيا.
ما الذي يمكنها فعله من أجلها الآن؟
كان…
“…لوسيا-ساما… كانت تحبك حقًا.”
لتُخبر هذا الأب القاسي كم عانت ابنته من أجله.
“رغم أنك تجاهلتها وتخليت عنها، كانت تحبك فقط لأنها عائلتك.”
“أنت من دفعت لوسيا-ساما إلى الجحيم، لذا عِش حياتك كلّها…”
نادمة.
لم تستطع إكمال الجملة، وأخفضت رأسها.
كانت تشعر بالحياة تنسحب منها مع كل نفس.
وضعت خدها على الأرض الباردة، ونظرت إلى الفراغ بنظر مشوش.
“لوسيا-ساما…”
فكرت بها حتى آخر لحظة.
في الحقيقة…
في الحقيقة…
“كنت أود البقاء معكِ وقتًا أطول.”
الوقت الذي قضته مع لوسيا كان سعيدًا، لكنه في ذات الوقت، كان مؤلمًا.
كلما أرسلت تقريرًا لإستيو عبر طائر السحر، كانت تتذكر واقعها.
الذنب، الندم، والحنين، انسابت مع دموعها.
تمامًا عندما كانت على وشك إغلاق عينيها إلى الأبد—
“يبدو أن مشاعرك تجاه لوسيا حقيقية فعلًا.”
قالها الدوق وهو ينحني ببطء.
أمسك بذقن مارين ورفعها.
تمتم بصوت بارد:
“قلتِ أنكِ من نقابة أميونغ، أليس كذلك؟”
“حتى وإن كنتِ على وشك الإقصاء، فإن مهاراتك ستكون مؤكدة.”
“…ماذا؟”
“جاءت لوسيا إليّ. وطلبت أن أُعيدك كخادمتها. حتى أنها هددتني بوقاحة.”
“…!!”
اتسعت عينا مارين.
“لوسيا-ساما… من أجلي؟”
نظرت إلى الدوق بعيون لا تصدق.
“…لا أرى شيئًا.”
كانت تريد أن ترى تعبيره، أن تتحقق، لكنها لم تعد ترى شيئًا، والظلام كان حالكًا.
الشيء الوحيد الذي رأته كان عيناه البنفسجيتان، تحملان وهجًا خافتًا.
“شروط الصفقة لم تشمل حالتك الصحية، لذا حتى إن أُعيدت جثة، فلن يُعد ذلك خرقًا للعقد.”
م.م: الخبث الموجود فيه نوزعوا على سكان العالم و يظل مخزون إضافي
“…”
“كنت أخطط لذلك، لكن غيرت رأيي.”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات