“…لا أعذار لي، يا جلالة الإمبراطور. أتردد حتى في قول ذلك، لكن كطبيب ولي العهد وكعضو في العائلة الإمبراطورية، أجرؤ على قول هذا. يبدو أن سموه بالكاد سيكمل هذا العام…”
“أليس هناك علاج إطلاقًا؟”
“لقد وُلِد ضعيفًا هكذا. لو كان مرضًا، لكان هناك علاج، لكن ليس هذا الحال…”
“هل لا يوجد حقًا أي طريقة؟ طالما أن عقله سليم.”
“صحة الجسد تؤثر على العقل أيضًا. أعتقد أن السبب في أن سموه دائم الذهول وقليل الكلام يعود إلى جسده الضعيف.”
“…هل يجب أن أتخلى عن ولي العهد؟”
“بصفتي طبيبه، سأبذل قصارى جهدي لإطالة عمره. لكن جلالتكم، الذي يجب أن يدير شؤون الدولة، لا يمكنه أن يُولي اهتمامًا عميقًا لسموه.”
“طالما هو حي، قد يكون له فائدة، تِس… فهمت. توقف عن إخباري بحالته من الآن فصاعدًا، وأبلغني فقط عندما يموت.”
“…نعم، أرجو أن تعتني بنفسك.”
ظل فيديل ساكنًا يستمع إلى صوت الطبيب البائس وكلمات الإمبراطور التي تتخلى عنه.
رغم سماعه لكل ذلك اليأس، لم يشعر بتغير كبير في قلبه.
فقط.
“سوف أموت.”
كانت هذه الفكرة الوحيدة التي خطرت له.
ولم يكن مفاجئًا، ببساطة…
لأنه كان يظن ذلك دائمًا.
كل ليلة كانت أزمة.
كان من الصعب عليه أن يتنفس، ويحتاج إلى بذل كل ما لديه من قوة ليجلس فقط.
لهذا السبب، تقبّل الحقيقة بهدوء، لكن في الحقيقة…
“أنا لا أريد أن أموت.”
كان الناس داخل العائلة الإمبراطورية يطلقون عليه سرًا لقب “دمية زجاجية.”
دمية لا يمكنها التحرك بحرية بدون مساعدة الآخرين، ويجب التعامل معها بحذر حتى لا تنكسر.
كان لقبًا مخزيًا لعضو من العائلة الإمبراطورية، لكن فيديل شعر أنه يليق به كثيرًا.
كما قالوا، لقد كان دمية.
هو نفسه كان يعاني حتى لمجرد التفكير.
أدقّ وصف، أنه كان من الصعب عليه حتى أن يحافظ على وعيه.
كأن رأسه سيغوص تحت سطح الماء إن تراخى قليلًا، لذا كان عليه أن يتمسك حتى النهاية ليبقى واعيًا.
“إذاً، أنا دمية حقًا.”
إن أغمضت عيني للأبد الآن، فهل سأتوقف عن المحاولة أخيرًا؟
أحيانًا، كان الإحساس بالخمول يطغى عليه، لكن…
“لا، أنا…”
كان يريد أن يعيش.
لذلك كان يتمنى بشدة…
أن يأتي مخلّص ينقذه، يُشعره بأنه إنسان.
كانت هناك ليالٍ صعبة بشكل خاص.
كلما حدث ذلك، كان يرى دائمًا حلمًا معينًا.
كان الحلم عن امرأة بشعر أسود.
في الحلم، كانت بطلة عظيمة في ساحة المعركة، وطفلة بريئة، وامرأة محبوبة.
وكان السارد في الحلم يُناديها بـ “لوكريسيا رودبيل.”
بعد الحلم، كان وجهه مبللًا بشيء لم يكن عرقًا ولا دموعًا.
واستمرت تلك الأيام.
وبينما كان يقاتل للعيش بعد سن العاشرة الذي قال الطبيب إنه لن يتجاوزه، ظل ضعيفًا.
حتى وعيه أصبح يتلاشى.
كان يتحرك كما يُؤمر، وحين يعود إلى وعيه، يجد نفسه في مكان لا يعرفه.
كلما حدث ذلك، كان يشعر بغربة غريبة.
لم يكن إنسانًا بعد الآن. بل كان دمية لشخص ما، وكائن زائل قد يموت في أي لحظة.
كلما زاد ذلك، زاد صراعه في روحه المغلفة بقشرة.
“أريد أن أعيش… أنقذوني…”
ثم، في ليلة ما.
الليلة التي عاد فيها بعد أن وعد بخطبة “ميراكل رودبيل”.
كان على حافة الموت.
“هاهف، هاهف!”
“يا سمو ولي العهد! استفق!”
شعر باقتراب الموت.
كأن منجل ملك الموت كان يستعد لقطع رقبته في أية لحظة.
شعر بذلك.
“قد أموت فعلًا.”
تدحرجت عيناه للخلف وتوقّف تنفسه.
تشوّشت صورة الطبيب الذي كان يصرخ، وسقف السرير الذي رآه طيلة حياته أصبح ضبابيًا.
وحين بدأت كل أحاسيس الحياة تتلاشى، وتحول بصره إلى السواد.
رآهم.
في ظلام كالسماء دون نجوم.
“أتمنى أن يصبحوا تعساء.”
رأى رجلًا وامرأة بشعر أسود قاتم.
كانا…
“كما تقولين، بدلًا من مساعدتك، ساعديني أيضًا للخروج من هنا. لنقل إنها صفقة وعقد.”
“عقد…”
“نعم. لقد سئمت من هذا المكان الآن.”
كانا يعقدان نوعًا من العقود.
“يبدو أن حالك بائس مثلي. ما رأيك، آنسة رودبيل ذات الظروف البائسة؟ هل تبرمين عقدًا معي؟”
“…إن عقدتُ العقد، هل يمكنني حقًا تغيير كل شيء؟”
“ذلك يعتمد عليك. لكن يمكنني أن أضمن لك شيئًا واحدًا.”
كان ذلك العقد…
“…حسنًا. سأبرم العقد.”
“أعجبني ذلك. بهذا، تم العقد.”
“سنلتقي قريبًا. لأني قادم إلى حيث أنتِ.”
وهكذا أُبرم.
في تلك اللحظة، ظهرت ساعة ضخمة أمام عينيه.
عقارب الساعة دارت إلى الوراء، وهيئة المرأة أصبحت أصغر تدريجيًا.
شاهد فيديل كل ذلك.
وفي لحظة، تناثر الضوء، ولما عاد إلى وعيه…
“يا، يا سمو ولي العهد! هل تعرف من أنا؟”
استقبلته شمس الصباح الصاعدة.
حدّق فيديل بيده بدهشة.
وفي تلك اللحظة، شعر بقوة خاصة تسكن جسده.
شيء دافئ كأشعة الشمس، وخفيف كالنسيم.
وعرف على الفور.
كانت تلك قوة إلهية، كما أخبره الإمبراطور في طفولته، تلك التي لا تُمنح إلا للقلة من العائلة الإمبراطورية.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات