أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بالطبع، قد يتحسَّن الوضع كما قال.
يبدو أن هذه ليست المرة الأولى التي يمر بها بهذا الأمر.
لكن…
«كيف يمكنني أن أتظاهر بأني لم أرَ هذا؟»
أعتقد أنني أفهم الآن.
كانت الفراشة تطلب مني المساعدة.
لكي أساعده، لأُنقِذه…
«حتى لو لم يكن الأمر كذلك، فلا يهم.»
لقد قررت أمري بالفعل.
إذًا…
“لن أتركك وحدك.”
شعرت بنظرات ولي العهد تتجه نحوي في الظلام.
كانت مجرد “شعور”، لكنني لم أُبالِ.
“صاحب السمو… قد لا أتمكن من فعل أي شيء كما قال بيدل، لكن لا يمكنني التظاهر بأني لم أرَ شيئًا.”
“……”
“لو أنه تجاهلني حينها، لكنت قد مُتُّ في تلك اللحظة.”
نعم، هو لم يتجاهلني وقتها.
أنا فقط أرد له الجميل الآن.
“ليس لديّ قوة عظيمة مثل القوة الإلهية لصاحب السمو…”
لكن لم تكن قوته الإلهية هي من أنقذتني حينها.
ما أنقذني حقًا هو…
“بإمكاني أن أمدّ يدي.”
اليد التي مدّها لي حين ألقيتُ بنفسي في البحيرة لأعيش.
وأنا أيضًا… كانت لدي تلك اليد.
مددت يدي من دون تردّد.
رغم أن وجه ولي العهد كان مخفيًا في الظلام، إلا أنني كنت أعلم أنه ينظر إلى يدي.
ومثلما فعل على ضفة البحيرة حينها…
«خُذها.»
“خُذها.”
قلقت للحظة، هل من اللائق أن أستخدم هذا النمط الآمر مع ولي العهد؟ لكنني اعتقدت أن الأمر لا بأس به، بالنظر إلى الموقف.
“……”
نظر ولي العهد إلى يدي بصمت من دون أن يرد.
في تلك الأثناء، ازداد حجم الظلام أكثر، كما لو أنه سيصل إلى السقف.
ظلّ شيء شرير أدار رأسه ناحيتي.
كما قال ولي العهد، شعرت أنه إن بقيت هنا، فسوف يبتلعني هذا الظلام أيضًا.
“خُذ يدي.”
لم أتراجع.
مرّ لحظات من الصمت الخانق.
ثم…
خرجت يده من داخل الظلام.
أمسكت بها من دون تردد.
وفي تلك اللحظة…
فوووش—!
دارت دوامة من الظلام وابتلعتني أنا وولي العهد.
ابتلع الظلام جسدي من خلال اليد التي كنّا نمسك بها.
“أوه…”
كأن عاصفة سوداء كانت تضرب المكان.
لم أتمكن من فتح عينيّ، وبيجامتي كانت تتطاير بجنون.
لكن، حتى مع الرياح الشديدة التي كادت تقتلعني، لم أترك اليد التي كنت أمسك بها.
وفي وسط موقفٍ لم أفهمه، ولا أعلم ما سيأتي بعده، تمسّكت فقط بيد ولي العهد.
ثم، في لحظة ما…
فووو…
توقّف الريح.
كنت قد أغلقت عيني بقوة، وعندما لم أعد أشعر بالضغط، فتحتُهما بحذر.
ولم أستطع إلا أن أُصدم مما رأيت أمامي.
“…ما هذا الآن؟”
نظرت حولي بذهول.
المكان الذي أقف فيه لم يكن غرفة ولي العهد.
سماء صافية، وحديقة مليئة بأزهار اللافندر، و…
«دوقية رودبل؟»
دوقية رودبل ظهرت أمامي شامخة.
كانت هذه حديقة الزهور الخاصة بدوقية رودبل.
لكن ثمة شيء غريب.
«هل كانت هكذا أصلًا؟»
نعم، كانت دوقية رودبل، لكن كان هناك فرق بسيط… خفي.
كيف أصفه…
دوقية رودبل كانت تفخر بتاريخ عمره ألف عام منذ تأسيسها.
وكأنها تُجسّد هذا التاريخ الطويل، فقد كانت توحي بعراقة مطلقة من أول نظرة.
لكن المبنى أمامي…
«يبدو كأنه بُني للتو.»
كان يتلألأ كأن البناء أُنشئ البارحة.
ولم يكن البناء فقط هو ما بدا غريبًا.
«هل كانت هناك حديقة زهور كهذه؟»
حديقة أزهار جميلة من زهور الليلاك تتماوج بألوان اللافندر.
لكن، لم تكن هناك حديقة ليلاك في دوقية رودبل.
بل، من حيث الموقع، كانت هناك حديقة زرقاء هنا.
إذًا، ما هذا المكان؟
ولماذا أنا هنا؟
كنت بالتأكيد…
«كنت في غرفة ولي العهد.»
نعم، هذا صحيح.
تَبعتُ الفراشة إلى غرفته، ورأيت ولي العهد محاصرًا في الظلام.
وبدافع إنقاذه فقط، مددت يدي، وبعدها…
حدث ذلك.
رفرفة—
فراشة بنفسجية داكنة مرّت بطرف بصري.
إنها الفراشة التي قادتني إلى غرفة ولي العهد!
كنت على وشك الركض خلفها مباشرة.
لكن…
“أرسلتِ مألوفًا لتناديني مرة أخرى، لوتشيتسيا.”
م.م: ماني متأكدة من الأسم، يمكن لوكريزيا و لوتسيتسيا أو لوتشيتسيا…
توقّفت فجأة عند سماع صوت من خلفي.
كان صوت رجل منخفض وهادئ.
شيء ما غريب…
«لماذا يبدو مألوفًا؟»
كأنني سمعته من قبل…
ببطء، أدرت رأسي المتصلّب.
وهناك…
“أليس من الوقاحة أن يستخدم رئيس العائلة المألوفين بهذه الحرية؟”
…كان يقف هناك.
الشخص الذي أعاد الزمن لي.
الإله الشرير.
لكن… مظهره كان مختلفًا قليلًا عمّا عرفته.
شعره الأسود الذي كان أغمق من ظلمة الليل، أصبح أشقرًا بلاتينيًا لامعًا، ولون عينيه أصبح رماديًا مائلًا للأزرق، كسماء غامضة.
«عَيْنَاه الرماديتان مثل عيني ولي العهد…»
لكن هذا لم يكن ما يهمني الآن.
المهم أنه كان يقف أمامي الآن.
“كيف…”
تمتمتُ بذهول وأنا أمدّ يدي نحوه بينما يقترب مني.
لكن…
فووووش.
مرّ من خلالي.
حدقتُ في الفراغ الذي اختفى فيه، ثم استدرت بسرعة.
كان يسير عبر أمواج الليلاك باتجاه شخص ما.
«لا أستطيع الرؤية جيدًا.»
الضوء كان ساطعًا من الخلف، فلم أستطع رؤية الملامح سوى كظل.
لكن، حتى من خلال الظل، كان هناك شيء واضح.
كانت ترتدي سروالًا، امرأة طويلة القامة، و…
«شعر أسود.»
شعرها المتطاير في الريح كأغصان الصفصاف كان بلون أسود عميق.
توقّف الرجل أمام المرأة.
وضع يده على خصره، وقال بنبرة فيها شيء من التهكّم.
“لماذا لا تقولين شيئًا، يا بطلة الحرب دوقة لوتشيتسيا رودبل؟”
المرأة التي كانت تنظر إليه بصمت، ابتسمت فجأة ثم—
“……!!”
سحبت عنقه فجأة و… قبّلته على شفتيه!
الرجل بدا مندهشًا وتجمّد للحظة، ثم لفّ ذراعيه ببطء حول خصرها.
م.م: يعني كانوا يحبوا بعضهم 🥰، تحمست لأعرف ليش صار فيه هيك…
آه، لا، لا، لا!
«ما هذا الوضع فجأة!!»
أُربكت مما رأيته لأوّل مرة في حياتي، وغطيت وجهي بكلتا يديّ.
أشعر وكأنني رأيت شيئًا لا يجب أن أراه.
نَبَض، نَبَض.
كان قلبي ينبض بجنون.
لكن بعد لحظة… فتحتُ أصابعي قليلًا ونظرت أمامي.
الرجل والمرأة ما زالا يتبادلان قبلة عميقة.
متلاصقين بإحكام، وأعينهما مغمضة تمامًا.
حتى شخص غريب كان يستطيع أن يعرف أن هذين الاثنين… ليسا عاديين.
“……”
لكنني شعرت…
«بشيء غريب.»
كان هناك شيء غريب.
قلبي ينبض، وراحتيّ تتعرّقان.
ولا أعلم لماذا… لم أستطع أن أشيح بنظري عنهما.
انتهت القبلة التي بدت وكأنها لن تنتهي، وتفرّقا.
وبينما الرجل ينظر إليها بذهول، ابتسمت المرأة بإشراق وقالت:
“لأني اشتقت إليك.”
“……”
“لذا فعلتُ ذلك. كنت أعلم أنك ستتعرّف على المألوف فورًا وتأتي.”
“…أنتِ تعلمين أن أعمدة رودبل يراقبونك. إذا اكتشفوا أنكِ استخدمت مألوفًا بشكل شخصي، فقد يجدونها فرصة للهجوم.”
كان وجه الرجل جادًا.
تمتم بصوت ثقيل:
“رودبل أصبح مترهّلًا بينما كنتِ على الجبهة. قد يحاولون خنقك وأخذ مكانك في أي لحظة.”
انتشرت كلماته الباردة مع الريح.
تلبّدت السماء بالغيوم، وسقط ظلّ داكن فوق رؤوس الاثنين للحظة.
سادت لحظة صمت حيث عبرت الريح.
ثم…
“هل تعلم؟ أنت من يُقال عنك أنك بلا قلب ولا دم، لكنك في الحقيقة جبان وهش.”
“ماذا…”
“رودبل هو بيتي. هم عائلتي.”
“……”
“هم من ساندوني من القاع. صحيح أن قوتهم زادت كما قلت، لكن حتى مع ذلك، لن يتغير شيء. سنستمر في حياتنا كما نحن، هكذا.”
“……أنت تعلمين أن هذه أيضًا نوع من الغطرسة، صحيح؟”
“ربما. لكنني…”
مدّت المرأة يدها.
لفّت ذراعيها ببطء حول خصر الرجل.
ومع سحبها له بلطف، تلاصقت أجسادهما من دون أي فجوة.
وهي تميل بجبهتها على صدره، همست:
“أنا أحب الآن.”
“……”
“أن أعيش لحظة كهذه في المكان الذي أحبه، مع الشخص الذي أحبه أكثر من أي شيء… أريد أن أُبقي على هذه اللحظة إلى الأبد.”
“……”
“لذا لا تتأثّر بأشياء لا طائل منها، وكن معي. إن كنت تحبني.”
نظر الرجل إليها بصمت، ثم ابتسم باستسلام وهمس:
“لا يمكنني التغلب عليكِ.”
ومع تلك الكلمات، قبّلا بعضهما مجددًا.
ثم…
فوووش—
هبت الريح، وتناثرت بتلات الليلاك.
“─ني!”
سمعت صوت أحدهم يناديني.
استدرت لأنظر هناك…
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات