أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كانت الفراشة ترفرف، وتحافظ على مسافة ثابتة بيني وبينها.
لا تقترب، ولا تبتعد.
وكأنها تقول لي: “اتبعيني.”
«لا يعقل.»
فراشة تناديني؟ الأمر لا يشبه حكايات الأطفال. إنه شيء يفوق التصور.
لكن…
«متى كنت واقعية أصلاً؟»
أن تُخونني عائلتي وأسقط في الهاوية، وأن ألتقي بإله شرير وأبرم معه عقدًا، ثم أعود إلى الماضي…
كلها قصص غير واقعية.
وفوق ذلك…
«هناك شيء يزعجني.»
ربما بسبب الحلم الذي رأيته للتو، شعرت أن هذه الفراشة مريبة أكثر.
«دعني فقط أتحقق.»
من أين أتت هذه الفراشة، وهل هي فعلاً تناديني.
سحب.
نهضت من السرير وارتديت نعليّ.
وحين خطوت باتجاه الفراشة…
رفرف…
ابتعدت الفراشة بنفس المسافة التي اقتربت بها.
هل يعقل…
«أهي حقيقية؟»
بقلب نصف مشكك، قفزت نحوها هذه المرة.
رفرف، رفرف…
ومع ذلك، ظلت الفراشة تحافظ على نفس المسافة بأجنحتها الصغيرة.
إنها حقيقية. الفراشة تجذبني عمدًا.
اتجهت الفراشة مباشرة نحو الباب، ثم…
«…هل مرت من خلاله؟»
لقد عبرت الباب.
شيء غير ممكن جسديًا.
هل تكون الفراشة…
«سحر؟»
إن كانت فراشة مصنوعة من السحر، فدخولها غرفتي المغلقة، ومناجاتي، وعبورها الباب كلها أشياء ممكنة.
وهذا يعني…
«شخص ما يناديني.»
نشأ صراع داخلي.
من الذي يناديني؟
«هل من الآمن أن أتبعها؟»
هل أضع نفسي في خطر؟
ترددت لحظة، لكن وقت التردد لم يدم طويلًا.
اقتربت فورًا من الباب.
«من يملك هذه القدرة السحرية لن يزعج نفسه بخداعي.»
لو كانوا يريدون إيذائي، لفعلوا ذلك وأنا نائمة.
وهذا بحد ذاته دليل على أنهم لا يريدون إيذائي.
«ما الذي يحدث بالضبط؟»
وقفت لحظة أفكر.
«من هذا الذي يناديني؟»
في الوقت الحالي، هناك عدد من الغرباء يقيمون في هذا المبنى.
لابد أن أحدهم هو صاحب الفراشة.
«من الذي اخترق سحر رودبيل وأرسل إلي فراشة؟»
فقط للاحتياط، فإن المبنى الأبيض الذي نقيم فيه الآن كان محصنًا بسحر يبطل جميع أنواع السحر عدا سحر رودبيل.
لكن صاحب هذه الفراشة تمكن من تجاوز سحر الإبطال، وأرسل فراشة إلي.
«شخص مذهل بالفعل.»
من خلال معرفتي، لا أحد من الضيوف المهمين يمتلك هذا المستوى من المهارة.
وبهذه المهارة، يفترض أن يكون له شهرة واسعة، لكن عدم وجود أي معلومات عنه…
«يعني أنه يخفي هويته.»
نبض، نبض…
كان قلبي يخفق بمزيج من الترقب والقلق.
طقطقة.
أدرت مقبض الباب.
ثم توقفت فجأة.
«لا بد أن الفرسان يحرسون الباب.»
قبل الحفل، كان ليغرين بجانبي أغلب الوقت، فلم يضع فرسانًا عند الباب، لكن بعدها، مع قلة زياراته، وضع حراسًا.
«قيل إن آيدن عاد إلى جانب ولي العهد.»
بعد الحفل وأداء مهمته، عاد آيدن إلى ولي العهد.
ماذا أفعل…
ترددت قليلاً، ثم فتحت الباب على مصراعيه.
كنت سأقول إنني لم أستطع النوم، وأخرج في نزهة.
لكن…
«ما هذا؟ أين ذهبوا؟»
لم يكن هناك أي أثر للفرسان.
نظرت حولي ثم إلى الأسفل.
“…”
الفرسان الذين لم يكونوا مرئيين، كانوا ممددين على الأرض.
…لماذا هم هكذا؟
تفاجأت للحظة، وغمزت بعيني ثم اقتربت بحذر.
هل هم أموات؟
“…كوووول…”
“شخير…”
لحسن الحظ، لا يبدو أنهم ماتوا.
كان الفرسان نائمين بعمق.
«هل هذا سحر أيضًا؟»
مذهل وعملي.
وأنا أفكر بذلك، تجنبتهم وتابعت الفراشة في اتجاهها.
وفي طريقي، وجدت الخدم نائمين أيضًا.
يبدو أن هذه الفراشة جعلت الجميع يغفون.
«كم هي قوية؟»
جعلت كل هؤلاء بلا حول في لحظة.
أي نوع من السحرة هو صاحبها؟
بإعجاب، تابعتها.
وبفضل المسافة الثابتة التي حافظت عليها، لم أكن مضطرة للعجلة.
عبرت الفراشة الرواق ونزلت للأسفل.
«الطابق السفلي هو طابق الضيوف.»
وكما توقعت…
غيّرت الفراشة مسارها وطارت داخل الرواق.
من المؤكد أن صاحب الفراشة من بين الحضور.
«من يكون؟»
بدافع الترقب، مررت عبر الأبواب المتفرقة.
«ما غايته مني؟»
حاولت أن أستنتج، لكن لم يخطر ببالي شيء.
أنا مجرد ابنة غير شرعية بدأت تجذب الأنظار.
لا سبب يدعو أحدهم للتواصل معي.
«أنا فضولية.»
فضولي كان أعمق من خوفي.
ثم…
رفرف.
دخلت الفراشة إلى غرفة.
كانت آخر غرفة في الرواق.
لكن…
«أليس هذا السير آيدن؟»
كان السير آيدن واقفًا أمام الباب.
بالطبع، مطروحًا على الأرض.
مثل الفرسان الذين حرسوا غرفتي، كان آيدن والفرسان الإمبراطوريون نائمين بعمق.
«وجود آيدن هنا يعني أن…»
صاحب هذه الغرفة هو…
“…”
حبست أنفاسي.
طقطقة.
أدرت المقبض.
سحب.
فتح الباب بهدوء دون مقاومة.
دخلت الغرفة ببطء.
الغرفة في نهاية الطابق الثاني هي الأوسع والأكثر فخامة بين غرف الضيوف.
كان ضوء القمر يتسلل من النافذة الواسعة.
وانكشفت روعة الغرفة تحت الضوء الخافت.
لكن لم يكن هناك أثر لولي العهد.
بدلًا من البحث عنه، بحثت عن الفراشة.
رفرف، رفرف…
كانت الفراشة تحوم فوق السرير.
«ها هي.»
اقتربت دون تردد.
لكن…
«ليست هنا؟»
لم يكن على السرير سوى وسائد مبعثرة وأغطية فوضوية.
إذًا أين ولي العهد؟
وفجأة…
سحب…
سمعت صوتًا من جانب السرير.
تراجعت بخوف، ثم اقتربت ببطء.
و…
“…وجدتك.”
أخيرًا، وجدت صاحب الغرفة الذي لم أره من قبل.
كان ولي العهد جالسًا، مستندًا إلى جانب السرير.
عيناه مغمضتان بإحكام، وكان يبدو بحالة غير طبيعية.
وقبل كل شيء…
“ما هذا بحق السماء؟”
حول ولي العهد، كان شيء يشبه الهالة السوداء يتماوج.
شعور شرير ومريب…
كان حدسي يصرخ بالخطر.
تراجعت خطوة لا إراديًا.
“آه…”
رفع ولي العهد رأسه من الظلام.
عيناه الرماديتان الزرقاوان بدتا سوداويتين في الظلام.
لم يكن نظره مركزًا، لكنه كان ينظر إلي.
ترددت، ثم سألته بحذر:
“هل أنت بخير؟”
ليست الجملة المناسبة لمن أحرق غولًا، لكن ولي العهد بدا خطيرًا بطريقة غريبة.
حدّق فيّ لحظة، ثم ابتسم بسخرية.
“هل هو وهم؟”
بينما كنت على وشك الرد، وهو يظنني وهمًا، قال:
“لا يهم إن كنت وهمًا أم لا.”
كان صوته خشنًا وثقيلًا بطريقة غريبة.
كأنني لا أعرف هذا الشخص.
عيناه الرماديتان، التي غرقتا في الظلام، نظرتا إلي.
وببطء، بدأتا تتحولان إلى السواد.
“لا تقتربي.”
بينما كان يبتلع تدريجيًا في الظلام، أبعدني ولي العهد.
ما الذي يحدث هنا بالضبط؟
كان من الصعب فهم هذا التسلسل من الأحداث وكأنها حلم.
لكن…
“…أنت من أنقذ حياتي.”
هناك شيء واحد واضح.
“لا أعرف ما الذي يحدث، لكن ربما يمكنني مساعدتك.”
لا يمكنني تجاهله.
كما قال، هو أنقذ حياتي.
وقد نلت خلاصه، ولا يمكنني التخلي عنه الآن.
بهذه الإرادة، نظرت إليه.
حدّق بي بلا تعبير.
“ها…”
أخفض رأسه وضحك بسخرية.
“صحيح… الأميرة كانت دائمًا هكذا…”
صوته حين تمتم بذلك كان كأنه يعرفني جيدًا.
وقد التقينا مرة واحدة فقط.
“لكن لا شيء يمكنك فعله. هذا الشيء لم يتركني أبدًا.”
ابتسم ابتسامة باهتة.
حتى وجهه لم يكن واضحًا بسبب الظلام المتزايد.
“سأكون بخير قريبًا… لا تتورطي وعودي. لا يمكنك فعل شيء على أي حال.”
دفعني بصوته الحاسم.
«هل سيكون بخير حقًا؟»
وقفت أنظر إليه بصمت.
كانت الهالة السوداء قد نمت أكثر، ولم يعد يمكن تسميتها “هالة”.
كانت تتماوج وتندفع وتبتلع ولي العهد بلا رحمة.
لم يعد يمكن رؤية وجهه.
«هل هذا… حقًا بخير؟»
م.م: مرحبا يا أحلى قراء، دفعة 5 فصول إضافية ونلتقي الاسبوع القادم بيوم الخميس كالعادة
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 90"