أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
يبدو أن الدوق اعتبرني طفلة ساذجة، لا تدري حتى معنى “التبرؤ”، وأني أتفوه بكلمات لا أفهمها.
أو ربما ظن أنني نطقت بها بدافع لحظة انفعالية.
“لا بأس.”
مهما كانت نظرته لطلبي…
“فأنا فقط بحاجة إلى إظهار ما أعددته.”
رفعت بصري بثبات نحو عينيه.
تلك العينان البنفسجيتان، دليل دم لوردبيل النقي الجاري في عروقه.
لونٌ لم أملكه يومًا… وكم تمنيت لو فعلت.
نظرت إلى تلك العينين، ثم…
…قطرة.
سقطت دمعة وحيدة.
“……!”
اتسعت عينا الدوق بدهشة عند رؤيته تلك الدمعة.
وشعرت بنشوةٍ غامرة لتغير ملامحه — ولو قليلًا.
قلت بصوت خافت، مليء بالحزن المصطنع:
“لكن… بسبب وجودي، بات شرف لوردبيل ملوثًا…”
“…ماذا؟”
سأل بدهشة ظاهرة.
واصلت البكاء بصمت.
لحسن الحظ، كانت الأمور تسير أفضل مما توقعت.
“الجميع يكرهني. يقولون إن دمي نصفه من العامة، وإنني شوّهت اسم لوردبيل…”
لم تكن هذه كذبة، لذا خرجت الكلمات بسلاسة.
وكان يُفترض أن أتوقف عن البكاء الآن، لكن…
“ماذا؟”
شعرت بالارتباك لوهلة.
“لماذا لا تتوقف؟”
كنت أنوي فقط بضع دموعٍ تُظهر صدقًا مصطنعًا.
“…آه.”
لكن الدموع ازدادت، بل باتت عصيّة على التوقّف.
“لا، لا يمكنني إفساد الأمر الآن.”
الدموع المعتدلة تُظهر الصدق، لكن الإفراط فيها قد يُثير انزعاجه.
عضضت شفتي السفلى بقوة، أحاول منع شهقات البكاء التي كادت تنفلت.
كان الدوق يحدق فيّ دون رمش، وكأنّه يقرأ أعماقي.
شعرت أنني على حافة الانكشاف.
لكنني بالكاد تمكنت من فتح شفتي وهمست بصوتٍ مرتجف:
“…لا أريد أن تتأذى بسببي. لو أنني اختفيت فقط، لكان الجميع أكثر راحة… لهذا… لهذا…”
“……”
“سأرحل. أرجوك، تبرّأ مني، يا صاحب السمو…”
أغمضت عيني بإحكام.
“هذا كل شيء.”
لقد قلت كل ما أعددته. صحيح أن بعض الأمور خرجت عن السيطرة، لكنني أوصلت رسالتي.
“استجمعي أنفاسك.”
كنت أتنفس بصعوبة، وقد حبست أنفاسي طويلًا.
فتحت فمي قليلاً لالتقاط أنفاسي… لكن حينها…
“…التبرؤ…”
رفعت رأسي ببطء نحو مصدر الصوت.
كان الدوق ما يزال ينظر إليّ بذلك الجمود الجليدي ذاته.
لم يظهر عليه أي شفقة، ولا أي تعاطف.
حسنًا… لم أكن أتوقع منه ذلك أساسًا.
“…مرفوض.”
بصوتٍ جازم، قاطع، لا يختلف عن قاضٍ ينطق بالحكم.
“……”
نظرت إليه بصمت.
لم أشعر بالخذلان.
“كما هو متوقّع.”
فمن أجل مستقبل لوردبيل، لن يتركني أرحل.
لأنه إن لم أكن أنا، فلا بد أن يكون أحد أبنائه الأعزاء هو القربان.
“لا أحد يلوث شرف لوردبيل. وجودك لن يُدنّس اسم العائلة. فلا تضيّعي وقتك بأفكار تافهة.”
“…وهل يعني هذا أنني مسموح لي بالبقاء هنا؟”
سألت بحذر، فأتاني صوته البارد، كأنما لا يرغب حتى بمواصلة الحديث، وعيناه تهبطان مجددًا نحو الأوراق.
“…أنا من جلبك إلى هنا. والتشكيك في وجودك، هو تشكيك في قراري.”
كلماته، التي كانت لتسعدني بلا حدود في الماضي، لم تحرك فيّ ساكنًا اليوم.
لكن وجهي لم يزل يبتسم.
“شكرًا لكم، يا صاحب السمو.”
“…يبدو أن الحديث انتهى. يمكنك الانصراف.”
“نعم.”
حتى في لحظة الطرد، لم أمسح الابتسامة عن وجهي، وانعطفت نحو الباب.
وحين وصلت إلى المقبض، التفتُّ وكأنني تذكرت شيئًا فجأة:
“آه…”
“هناك أمرٌ يقلقني قليلًا.”
“ما هو؟”
“ذلك…”
ترددت قليلًا، ثم راقبته وأنا أتابع:
“أنا… لن أقول شيئًا عن الأخ بانسيس، لكن… ماذا إن نشر خادمه إشاعات؟”
نظرت إليه بوجهٍ مفعم بالقلق، فتأملني للحظة، ثم أجاب بنبرة لا مبالية:
“الخادم نجا، لكنه مصاب بالشلل. فلا داعي للقلق من أمور لا فائدة منها.”
“آه، فهمت…”
عند سماعي هذه النبأ المفجع، خفضت كتفيّ بتثاقل، وتمتمت:
“لقد كانت أفعى مخيفة فعلًا. كان يمكن أن أموت إن لم أكن حذرة.”
ثم ابتسمت له ابتسامة بريئة وقلت:
“أنا ممتنة مجددًا للأخ الصغير لأنه أنقذني من تلك الأفعى. سأغادر الآن.”
انحنيت له بعمق، وغادرت المكتب.
“دونغ.”
أغلقت الباب، ثم خفضت رأسي وأخذت نفسًا عميقًا.
ترددت كلمات الدوق في ذهني.
أجل.
“لقد كانت مخاطرة.”
حين طلبت منه أن يتبرأ مني.
كنت قلقة أن يحتجزني، خشية أن أهرب.
فطالما أنا على قيد الحياة، يمكنه تقديمي قربانًا.
لكن…
“الدوق لن يفعل.”
أو بالأحرى، “لا يستطيع.”
“لأنني قد أدخل في حالة جنون.”
إمكانات لوردبيل لا حدود لها.
بعضهم يُولدون بالسحر، وبعضهم بفنون السيف، وبعضهم بكليهما.
ولا يُعرف ما هي القوة التي ستظهر، ولا مدى قوتها، ولا كيف ستُستخدم.
لكن في بعض الحالات، حين يعجز الفرد عن التحكّم بها، يدخل في حالة هيجان.
وإن لم يُحتوَ سريعًا…
“يموت.”
نعم.
الهيجان يفتك بصاحبه.
وهي ظاهرة لا تحدث إلا في السلالة المباشرة للوردبيل.
أظن الآن أنها أثر جانبي لاستعارة قوى الإله الشرير.
مجرد احتمال.
على أي حال…
“لا يمكنني الدخول في نوبة هيجان.”
لذا سيحاول الدوق إبقائي قريبة، تحت نظره دائمًا.
ومع ذلك، السبب الحقيقي وراء دموعي وطلبي بالتبرؤ هو…
“لا يمكنني أن أعيش كما كنت.”
الآن وقد عقدت العزم على العيش في لوردبيل… وتدميره من الداخل.
يجب أن أبدأ بتحسين وضعي.
وبالمناسبة…
“عليّ أن أجد طريقة لفك ختم الإله الشرير.”
فهو من منحني فرصة الحياة مجددًا، ويجب أن أفي بعقدي معه.
لكنني لا أعرف شيئًا.
ولا أعلم حتى من أين أبدأ.
“هممم…”
أولًا…
“لأذهب إلى هناك.”
عند هذه الفكرة، استدرت.
ربما أجد هناك خيطًا يقودني إلى الحقيقة.
في هذه الأثناء، وبعد أن غادرت لوشيا، دخل ليغرين إلى المكتب، ووقف يحدق بالدوق الذي كان يتفحّص الأوراق.
لكن عينيه، وإن وُجّهت نحو الدوق، فإن أفكاره كانت منصبّة على لوشيا.
على وجه الدقة:
“تلك كانت دموعًا حقيقية.”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 9"