أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“همف…”
“لا بأس.”
ضمة
عانقت ميراكل إستيو بقوة.
كان جسدها الصغير غير قادر على احتضان إستيو بالكامل، لكنها لم تُبالِ، بل بدأت تمسّد بلطف على شعره الفضي المائل إلى الأزرق.
“أنا بجانبك، يا أخي.”
“……”
“لن أتخلى عنك مهما حدث. سأكون جناحيك حتى تطير إلى حيث تريد.”
طبطبة
بدأ إستيو في البكاء بهدوء، كأن لمسة ميراكل الحنونة كانت كدواء يوضع على الجرح.
ثم همست ميراكل، وهي تضم إستيو ككنز بين ذراعيها:
“لذا، أخي… أعطني…”
بدأت تهمس مرارًا، وكأنها تنقش شيئًا في أعماق روحه.
وخلف الباب المفتوح قليلًا…
“ما الذي يجري هنا؟”
كان فانسيس واقفًا هناك بوجه مليء بالذهول.
حدق إلى داخل الغرفة من خلال فتحة الباب، ثم سرعان ما استعاد وعيه وركض مبتعدًا بسرعة.
ركض عبر الرواق وكأنه مطارد، ثم توقف فجأة.
“……أخي ليس الابن البيولوجي للأب؟”
كان إستيو يقول ذلك بوضوح للدوق.
“ما الذي يحدث بحق السماء!”
كان عقله مشوشًا تمامًا.
“كنت أعلم أن أخي ليس من السلالة المباشرة.”
والشخص الذي أخبره بذلك لم يكن سوى غاسبال آرثر، زعيم مجلس الشيوخ.
في اليوم الذي أعلن فيه الدوق إستيو كوريث، جاء إلى فانسيس وقال:
“استمع جيدًا، يا سيدي الصغير. السلالة الوحيدة التي يمكنها أن ترث رودبيل هي سلالتك، يا سيدي.”
“لكن، لكن أخي موجود…”
“هو ليس من دم شرعي. لذا فقط أنت يمكنك أن تكون رب العائلة القادم. هل تفهم؟”
حينها، علم الحقيقة.
ولهذا السبب…
ولهذا السبب كان يعذّب لوسيا أكثر.
لأنه كان يراقب كل تصرفات إستيو. وكلما زاد في إيذاء لوسيا، بدا أن إستيو أكثر رضا.
كان فانسيس خائفًا من إستيو.
والسبب في عجزه أثناء التدريب بالسيف أمام لوسيا، هو أن لوسيا —
“أتعرف أن إستيو لقيط، أليس كذلك؟”
—قالت ذلك.
رغم أنه الآن يراها ظالمة، إلا أنه وقتها صُدم بشدة.
لم يتوقع أبدًا أن تكون لوسيا تعرف الحقيقة أيضًا.
“كنت أعلم أنه لقيط، لكن لم أتخيل أنه ليس حتى ابن أبي.”
ولم يكن ذلك الشيء الوحيد المحيّر.
“كانت ميراكل أيضًا غريبة.”
كلماتها كانت تبدو وكأنها عزاء، لكنها كانت بطريقة خفية تمزق قلب إستيو.
وفوق ذلك…
“أن تكون جناحين… وطلب شيء منه.”
لم يكن يفهم ما يحدث.
“كنت فقط قلقًا على أخي.”
لكنه شعر أنه رأى شيئًا لا ينبغي له رؤيته.
وفجأة—
“أخي الصغير؟”
فزع فانسيس من الصوت المفاجئ واستدار.
“ماذا تفعل هنا؟”
خطوات تقترب في الظلام.
“م… ميراكل.”
اقتربت ميراكل.
وقد وصلت بالفعل أمامه، فأمالت رأسها.
فجأة، أشاح فانسيس بنظره وقال متلعثمًا:
“مـم… ما في الأمر! كنت قلقًا على، على أخي لأنه قال إنه مريض… وأنتِ؟ ماذا كنتِ تفعلين هنا؟”
وسألها محاولًا قراءة ردّها.
“……”
ظلت ميراكل تحدّق في فانسيس بصمت.
م.م: أتوقع أكثر شخصية طبيعية هي فانسيس.
بلع ريقه
وفي تلك اللحظة، ابتسمت.
“أخي مثلي، أليس كذلك؟”
“هاه؟ ماذا؟ ماذا تقصدين؟”
“أنا أيضًا كنت قلقة عليه، فجئت إلى هنا. لكنه لم يفتح الباب لي، لذا أنا راجعة للتو.”
أرخت كتفيها بتعبير حزين، وأتمّت آخر خطوة نحو فانسيس.
ثم أمسكت بكمه بإحكام.
“يبدو أن هناك شيئًا حزينًا يحدث مع أخي. لذا، أخي الصغير، من فضلك، اذهب وعزّيه. ربما سيفتح الباب لك أنت.”
اقتربت أكثر.
أخذ فانسيس ينظر إلى ميراكل بعينين مرتجفتين.
وجه ميراكل البريء الذي يشبه الجرو المبلل كان هو نفسه الذي رآه قبل قليل يهمس بكلمات غريبة لإستيو.
“هاه؟ أخي.”
بلع ريقه مرة أخرى
أمسك فانسيس بيد ميراكل التي كانت تشد على ثوبه، وصرخ فجأة:
“أنتِ غبية؟!”
“هاه؟”
“ألا تعلمين أن أخي يحبك أكثر مني؟ لماذا سيفتح الباب لي إن لم يفتحه لك؟!”
“……”
“وأخي بالتأكيد يريد البقاء وحده! من الوقاحة أن تظلي تلحين عليه ليفتح الباب! ليغرين سيوبخك إن عرف.”
“آه…”
اتسعت عينا ميراكل.
حدقت في فانسيس لحظة، ثم أومأت بجدية.
“أنت محق يا أخي الصغير. كنت ساذجة.”
“همف، جيد أنك فهمت الآن.”
رد فانسيس بنبرة متعالية وبدأ يمشي، وهو يسحب يد ميراكل معه.
تبعته ميراكل بسرعة.
وعند عبورهم الرواق، حاول فانسيس جاهدًا أن يثبت عينيه إلى الأمام دون أن يلتفت.
لكنه نظر إليها بطرف عينه.
كانت عيناها البريئتان وتعبيرها الطفولي لا يختلفان عن ميراكل التي يعرفها.
لكن…
“إستيو رودبيل المسكين، تُرك بهذه الطريقة المؤلمة ويبكي وحده… مثل وحش صغير.”
“لذا، أخي، أعطني…”
كانت ميراكل تهمس بذلك بوضوح.
“أنا لا أفهم ما الذي يحدث.”
لكنه كان يعلم شيئًا واحدًا.
أنه لا يجب أن تدرك ميراكل أنه سمع ذلك الحديث.
بهذه الفكرة فقط، واصل فانسيس التقدم.
يكبح رغبته الغريبة في نفض يدها بعيدًا.
ثم…
فتحت عيناي ببطء.
نظرت حولي بذهن مشوش.
مكان يغمره الظلام… أعمق من الظلام ذاته.
عالم لا قاع له، لا قمة، ولا نهاية.
“هذا المكان…”
فهمت بسرعة ما هو.
مكان زُرته من قبل.
الهاوية…
لكن لماذا أنا هنا مجددًا…؟
“كما قلتِ، في مقابل أن أساعدك، يجب أن تساعديني على الخروج من هنا. لنعتبر هذا اتفاقًا وعقدًا.”
ارتجفت واستدرت نحو الصوت المفاجئ.
وهناك…
“أنا وأنتِ في وضع بائس متشابه. ما رأيكِ، يا فتاة رودبيل التعيسة؟ هل تبرمين عقدًا معي؟”
رجل أسود وجميل وقف هناك.
“ذلك الرجل هو…”
وأمامه، كانت امرأة ذات شعر أسود طويل واقفة في الهواء.
أدركت بسرعة أن هذه ذكرياتي.
الذكريات من قبل عودتي.
“حسنًا. سأفعل، العقد.”
“أحب هذا. إذًا العقد تم.”
ابتسم الرجل بمكر.
ثم التقت شفتا الشخصين.
وحين رأيت ذلك المشهد، تذكرت ذلك الإحساس.
الإحساس بشيء بارد وغير ملموس يغمرني، كأن موجة ضخمة اجتاحتني.
ما زال حيًّا في ذاكرتي.
ثم…
هوووووب—
فجأة، أضاء نور ساطع وسط الظلام الدامس.
وفي اللحظة التي بدأ فيها الظلام يتراجع، وبدأ العالم يتفكك كقطع أحجية…
سمعت صوت الرجل الأخير:
“سنلتقي قريبًا. لأني قادم إلى حيث أنتِ.”
تألقت عيناه السوداوان وسط الظلام الذي بدأ يملأه الضوء، وسرعان ما انهار العالم تمامًا.
فلاش!
“هاه! كخ، كخ…!”
فتحت عيني وأخذت أتنفس كسمكة سُحبت من الماء، أسعل بعنف.
وبعد لحظات، استطعت التنفس قليلًا.
“ما الذي حدث؟”
كانت رؤيتي مشوشة، وكأن شيئًا ما أيقظني قسرًا.
وفجأة…
رفرفة… رفرفة…
كان هناك شيء يطير في الهواء، متناثرًا حولي ضوءًا أرجوانيًا داكنًا.
“فراشة؟”
نعم، كانت فراشة.
فراشة تنير الظلام وهي ترفرف بعيدًا.
حدّقت بها للحظة، ثم قرصت خدي.
“آخ.”
يؤلمني… إذًا هذا ليس حلمًا…
“لماذا هناك فراشة هنا؟”
نظرت لا شعوريًا إلى النافذة.
وبالطبع، كانت مغلقة بإحكام.
إذًا من أين أتت هذه الفراشة؟
وفوق ذلك…
“فراشة مضيئة؟”
لم أسمع يومًا عن فراشة تشعّ بلون غامض كهذا.
لكن…
“لماذا تفعل ذلك؟”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 89"