أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كان والده، الذي لم ينظر إليه يومًا، يحدق فيه الآن بنظرة باردة.
نظر مباشرة إلى إستيو وقال مرة أخرى:
“أجب، إستيو. من أخبرك بذلك؟ مجلس الشيوخ؟”
“آه…”
في تلك اللحظة، أدرك إستيو.
ذلك الشيء الذي كان قد استبعده باعتباره هراء، وحاول جاهدًا تجاهله…
«لأنك لم تتخلّ عن أخيك، رغم أنه لم يكن ابنك الحقيقي.»
أن تلك الكلمات كانت في النهاية… الحقيقة.
في ذلك اليوم، سمع إستيو الحقيقة من فم الدوق.
ولهذا كان واثقًا.
“ربما يرى أبي أنني دنس… لأنني…”
كان وجه إستيو وهو ينظر إلى والده مشوهًا بشدة.
كأنه يبكي، وكأنه يضحك، وكأنه يتقيأ مرارة قلبه…
كان بعيدًا كل البعد عن النبيل الشاب المثالي إستيو رودبيل، الذي كان دائمًا يحافظ على وقاره كأنه نسخة مصغرة من إيغو رودبيل.
“لأن أمي الحقيقية كانت على علاقة غير شرعية مع ابن عم والدي… وأنجبتني منه. ثم تخلت عني لوالدي.”
كانت الحقيقة قاسية أكثر من اللازم… ومؤلمة بشكل لا يُطاق.
ظلّ الدوق يحدق بإستيو المدمر بنظرة جامدة.
كانت والدة إستيو البيولوجية قد تزوجت من الدوق إيغو رودبيل من خلال زواج سياسي.
علاقة تعاقدية بحتة، قائمة على المصالح المتبادلة بين العائلتين.
كانت علاقة باردة كقيود الحديد، لكنها كانت مرتبة ونظيفة، وقد أعجب الدوق بذلك.
لكن الشرخ بدأ بعد إعلان إستيو وريثًا.
لقد عرف منذ وقت طويل أن زوجته لديها عشيق.
لكنه لم يهتم.
م.م: هه حتى في الحب و تعاقد
طالما لم تُلحق العار باسم العائلة، فلم يكن يهمه من تقابل أو كم تقابل.
لكن… أن يكون ذلك العشيق ابن عم الدوق – أحد أبناء السلالة الجانبية من آل رودبيل، فذلك كان أمرًا مختلفًا تمامًا.
وكان إستيو هو الطفل الناتج عن تلك العلاقة.
تحسبًا، أُجري اختبار نسَب بعد الولادة مباشرة، لكنه اجتاز بنجاح… لأنه يحمل دم آل رودبيل أيضًا.
لكن بعد انكشاف الأمر، بكت الدوقة واعترفت بالحقيقة.
قالت إنهما كانا عاشقين منذ زمن، لكن العائلة أجبرتها على الزواج من الدوق.
لكنها واصلت علاقتها بعشيقها… إلى أن تجاوزا الخطّ الذي لا يجب تجاوزه.
وطلبت الطلاق.
لكن الدوق رفض.
ففي ذلك الوقت، كانت عائلة رودبيل تطلق مشروع تجارة جديد، وكانت عائلة والدتها ضرورية لنجاحه.
وفوق ذلك، تم بالفعل إعلان إستيو وريثًا… والأهم، أن الدوق لم يكن يهتم إن كان إستيو ابنه البيولوجي أم لا.
ما كان يحتاجه لم يكن “ابنًا” بل وريثًا يمكنه كبح جماح مجلس الشيوخ شديد النفوذ.
وكانت عائلة الدوقة ورقة رابحة.
فهي من العائلات التي لا يطالها نفوذ المجلس، والمجلس كان دائم التذمر من ذلك.
لو طلقها، لاستغل المجلس هذا الفشل لإدخال امرأة تلائم رغباته.
ولكانوا دعموا الطفل المولود من تلك المرأة كوريث.
ولم يكن يستطيع منح المجلس مزيدًا من السلطة.
حتى وإن كان من السلالة الجانبية، فإستيو يحمل دم آل رودبيل.
لكن إن عُرف أن الدوقة كانت على علاقة بابن عم الدوق، لكان نسب إستيو محل شك، لذا أجبرها الدوق على إنهاء العلاقة.
وفي تلك الليلة، هربت الدوقة مع عشيقها.
كان الأمر سخيفًا بحق.
لم يُرسل الدوق فرقة مطاردة، لكن بعد أيام، عادت الدوقة جثة.
عائلتها، التي لم تحتمل العار، لاحقتها وقتلتها.
أما العشيق – كونه من آل رودبيل – لم يُقتل، بل أُسر وجُلب إلى الدوق.
بكى ولعن الدوق لأنه فقد حبيبته أمام عينيه.
فحبسه الدوق بتهمة تلويث اسم آل رودبيل.
ومات في السجن.
وبعد ذلك، كتعويض عن خطايا ابنتهم، قدمت عائلة الدوقة دعمًا كاملًا لمشروع التجارة، فحقق نجاحًا كبيرًا.
لكن كما توقع الدوق، دفع مجلس الشيوخ بامرأة موالية له لتكون الدوقة الجديدة، واضطر الدوق إلى الزواج بها.
لحسن الحظ أو لسوئه، توفيت الدوقة الثانية فجأة بعد إنجابها ميراكل.
ثم وُلدت لوسيا.
كل هذا كان مجرد واجب بالنسبة للدوق. لم يكن فيه أي مشاعر.
لكن إستيو لم يتقبله بهذا الشكل.
انفجر إستيو بغضب:
“أليس لهذا السبب تكرهني؟! لأنني لست ابنك البيولوجي مثل فانسيس أو ميراكل!”
كان وجهه محمرًا من الخجل والذل.
مرت ست سنوات على معرفته بالحقيقة، لكنه لا يزال غير قادر على تقبلها.
أن يكون ثمرة علاقة دنيئة، وُلِد من خيانة!
الحقيقة أنه كان لقيطًا مثل لوسيا، وكان هذا يخنقه دائمًا.
بل في الحقيقة، لم يكن حتى “لقيطًا”.
لأنه لم يكن ابن الدوق أساسًا.
لقد حاول أن ينسى الحقيقة.
وعمل جاهدًا ليصبح رودبيل المثالي.
“ألستَ تتساءل لماذا وضعتُ جواسيس داخل القصر لمراقبة لوسيا؟”
عندما ظهرت لوسيا، شعر إستيو كأنه واجه حقيقته العارية.
ذلك الكائن ذو الشعر الأسود والعيون الحمراء، الذي لا يمكن تصديقه أنه من آل رودبيل – كان هو نفسه.
ذلك الشخص الذي يكرهه الجميع ويحتقره – كان هو في داخله.
لهذا السبب كان يحتقر لوسيا أكثر من أي شخص.
لأنه كان يكفي أن يكون هناك لقيط واحد في رودبيل، وهو لوسيا.
كان يجب أن تأخذ لوسيا الحقد والازدراء بدلًا عنه.
حتى لا تنكشف حقيقته.
لكن…
[السيد نقل غرفة نوم “الشيء”. كما أمر بمعاقبة كل من يطلق عليه وصفًا مهينًا باسم رودبيل.]
“الشيء” كان الاسم الذي يستخدمه مارين وإستيو عند الحديث عن لوسيا.
لكن في تقارير مارين، لم تعد لوسيا هي تلك اللقيطة البائسة التي كانت تأخذ الكراهية بدلاً عنه.
[أصبحت تلميذة إين ريكسوس، قائد فرسان السحر.]
[فازت في المبارزة ضد الأمير الثاني.]
[…وأصبحت تلميذة الخادم لاغرين بيدلين.]
[الآنسة تُشارك في اختبار التأهيل.]
في مرحلة ما، تغيّرت لوسيا.
تقدّمت، أصبحت أقوى، ونضجت.
تلك اللقيطة القذرة، التي كانت تمتص الكراهية نيابة عنه، لم تعد موجودة.
ما تبقى هو لوسيا، التي بدأ الناس يعترفون بها كابنة من السلالة المباشرة.
كانت تفعل ما لم يستطع هو فعله.
وكان يخشى أن تنقلب الأدوار يومًا ما.
أن يسقط هو إلى القاع الذي كانت فيه لوسيا.
م.م: تستاهل أنت يرموك كقربان يعني
كان خائفًا… مرعوبًا.
لذا اتخذ قراره.
ألا يسمح لها بالصعود أكثر، وأن يُسقطها كلقيطة.
كان يعلم أن ما يشعر به مجرد نتاج تافه لعقدة نقصه… لكنها كانت مشاعر لا يستطيع كبحها.
وإلا، سيُجن جنونه.
كان إستيو يريد من والده أن يرى هذا الجانب القذر منه الذي طالما أخفاه.
لكنه – كما في قبل 6 سنوات –
“لستُ مهتمًا.”
“…”
“تنحَّ جانبًا.”
“…”
لم يتغير شيء.
لا مهما حاول، لا مهما سقط… لم ينظر إليه.
تحرك إستيو جانبًا ببطء.
وخرج الدوق من الغرفة بلا تردد.
“…”
سقط صمت كالموت.
هل سينظر إليّ إن مت الآن؟
لن يفعل.
أخيرًا، أدرك إستيو.
وفي النهاية، انهار.
كان شيء ما يتصاعد داخله، لكنه لم يكن يعرف ما هو.
كأنه رأى نهاية شيء ما… لكنه لا يعرف ما هو.
كان فارغًا فقط.
لقد كشف عن نفسه بكل طاقته، لكن لم يعد إليه شيء.
ذلك المكان كان فارغًا.
“ها، هاهاها…”
خرجت منه ضحكة فارغة.
“هاهاها… هاهاهاها…!”
تزايد ضحكه شيئًا فشيئًا.
“بُهَهاهاهاها!!”
أمسك إستيو ببطنه وضحك بجنون.
نعم، كان إستيو يجد هذه اللحظة سخيفة لدرجة أنه لم يعد يستطيع تحملها.
ما الذي كان يأمل به عندما أخرج كل ما في قلبه؟
كم هو غبي…
“هاها… ها…”
وبينما خفتت ضحكاته وساد الصمت…
فتح الباب المغلق ببطء.
“أخي المسكين.”
دخلت ميراكل، ترتدي فستانًا جميلًا.
م.م: دخل الشيطان الأبيض
اقتربت من إستيو بخطى خفيفة كالعصفور.
“تُركت مرة أخرى.”
“…ميراكل.”
“والداك الحقيقيان تخلّوا عنك، والآن تخلّى عنك أبي.”
“…”
“أبي قاسٍ جدًا. لا يهتم بمشاعرك الحقيقية. إنه إنسان بارد فعلًا، أليس كذلك؟”
“…”
“إستيو رودبيل المسكين، تُرك بهذه الطريقة المؤلمة، ويبكي هنا بمفرده… مثل وحش صغير.”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 88"