أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
قامت ميراكل، وهي تقفز بخفة، بدفع وجهها فجأة إلى الأمام.
تفاجأ إستيو وتراجع برأسه إلى الوراء.
بدت عينا ميراكل البنفسجيتان النقيتان اللامعتان وكأنهما تلسعانه، فحوّل بصره عنها بهدوء.
“أخي، هل بكيت؟”
“بكيت؟ من؟”
“لكن عيونك حمراء؟ إميلي قالت إن الأشخاص الذين يبكون تظهر عليهم العلامات.”
“ميراكل، ليس الأمر كذلك–”
“لماذا؟ من الذي أزعجك، أخي؟ فقط أخبرني! سأُلقّنه درسًا!”
“……”
كان من المستحيل إجراء محادثة منطقية معها.
استسلم إستيو تمامًا وجلس منهكًا.
ونظر إلى ميراكل، التي جلست بجانبه وهي تقفز، بعينين متعبتين.
“هاه……”
تنهد بعمق ثم رفع ميراكل ليجلسها إلى جانبه.
“واو، أخي قوي!”
“أنتِ فقط صغيرة وخفيفة. أي شخص يمكنه فعل هذا.”
“لكن بالنسبة لي، أخي هو الأقوى في العالم!”
“…… لديكِ والدنا أيضًا.”
“آه!”
اتسعت عينا ميراكل وكأنها لم تفكر في ذلك.
ثم بدأت تغوص في أفكارها.
ابتسم إستيو ابتسامة ضعيفة وهو ينظر إليها.
“أوه، أخي ابتسم! هيهي.”
ثم ابتسمت ميراكل أيضًا بسعادة.
كان مظهرها كأشعة الشمس التي تتناثر في الربيع.
دافئة، محبوبة، ومبهرة.
ميراكل كانت دائمًا هكذا.
بريئة ومرحة، تجعل الجميع يبتسمون بشخصيتها المشرقة الفريدة.
ربما لهذا السبب كان والدهم يحبها أكثر من الجميع.
شعر بالقليل من الغيرة، لكنه لم يُظهر ذلك أبدًا.
بدلاً من ذلك، ربّت بصمت على شعر ميراكل.
“لكن أخي، لماذا كنت تبكي؟”
كانت ميراكل عنيدة.
“قلت لكِ، لم أبكِ.”
“كاذب.”
“……”
“هل أنت محرج؟ لا بأس. إميلي قالت إن البكاء طبيعي عندما نكون حزينين!”
“……”
“من الذي أحزنك يا أخي؟ سأُلقّنه درسًا.”
قَبَضت ميراكل قبضتها الصغيرة.
من كانت ستلقّنه درسًا بتلك اليدين الناعمتين؟
ضحك إستيو بخفة ثم أغلق شفتيه.
وللحظة عابرة، خطرت له فكرة…
ربما يمكن لهذا الطفل أن يواسيه.
وبعد صراع داخلي، قال إستيو:
“في الواقع……”
كشف عن مشاعره تجاه والده، مشاعر لم يُظهرها لأحد من قبل، لأخته الصغيرة.
“……فانهمرت بضع دمعات. لم أكن أبكي حقًا……”
الآن وقد قال كل شيء، لم يعد يهم ما إذا كان يبكي أم لا.
كانت تلك آخر ذرة من كبرياء إستيو.
ثم التفتت ميراكل إلى إستيو وقالت:
“أخي، أنتَ مخطئ.”
“همم؟”
“أبي يحبك.”
لا يزال إستيو يتذكر تلك اللحظة بوضوح.
لحظة تسلل ضوء الغروب إلى عيني ميراكل، مما أضفى عليهما لونًا غامضًا.
“لأنه لم يتخلَّ عنك رغم أنك لست ابنه الحقيقي.”
“……ماذا؟ ماذا تقولين؟ لست ابنه الحقيقي؟”
ماذا أسمع الآن؟
في تلك اللحظة، شعر إستيو وكأنه تلقى ضربة على مؤخرة رأسه.
حتى وإن كانت كلمات طفلة في الرابعة من عمرها لا يُؤخذ بها…
“أخي، ألم تكن تعلم؟ هيهي، يا لك من غبي.”
قالت ميراكل، التي أطلقت تلك الكلمات الصادمة ببساطة، بابتسامة مشرقة.
م.م: شيطان في هيئة ملاك
“مَن، مَن قال هذا؟”
ظنّ أنه هناك من يروّج شائعات غريبة داخل العائلة.
وكان عليه أن يجد هذا الشخص.
“من هو؟!”
لكنه كان يعلم أيضًا…
أن كلماته لم تكن نابعة من غضب، بل من خوف.
كان يشعر وكأن سرًّا لا ينبغي أن يُكشف قد تم فضحه.
“ميراكل، أجيبي!”
ربما كان يعلم ذلك بالفطرة…
أنه مختلف عن فانسيس وميراكل.
“أ، أخي، أنت تخيفني…… واأاه!”
لم تستطع ميراكل تحمل الضغط، فانفجرت بالبكاء بدلاً من الإجابة.
توقف عقل إستيو عن التفكير.
من أين أتت هذه الشائعة دون علمه؟
وإذا انتشرت، فحينها…
“قد أتُرك وحيدًا.”
غمره خوف لا يوصف.
لذا كان عليه أن يجد مصدر الشائعة ويقضي عليه.
“وااااااه!”
استمرت ميراكل في البكاء.
“ميراكل، أرجوكِ…… توقفي عن البكاء……”
“آنسة صغيرة! هل أنتِ هنا؟ أوه يا إلهي!”
ظهرت خادمة في توقيت مثالي.
اتسعت عيناها صدمة عندما رأت ميراكل تبكي، وإستيو يمسك بكتفيها ويهزها.
“س، سيدي الصغير، ما الذي تفعله……”
لم يعد بإمكان إستيو أن يواصل استجواب ميراكل أمام الخادمة.
وبدلاً من أن يشرح، انسحب بسرعة من هناك.
وفي الوقت نفسه، حاول محو كلمات ميراكل من ذاكرته.
إنها مجرد شائعة، ولن يصدقها أحد… حاول إقناع نفسه بذلك، لكن…
“سيدي الصغير، هل هناك ما يشغلك؟ لا يمكنك التركيز على الدروس إطلاقًا.”
“……أنا آسف.”
“سيدي، مسار سيفك متذبذب. وضعيتك غير مستقرة أيضًا… هل لم تنم جيدًا؟”
“……أنا آسف.”
“سيدي، أجبت إجابة خاطئة. هذا سؤال سهل للغاية، كيف أخطأت فيه……”
“……أنا آسف.”
سيدي، سيدي، سيدي…
منذ ذلك اليوم، انهار روتين إستيو بالكامل.
سلسلة من الأخطاء، وثقة المدرّسين بدأت تتلاشى من وجوههم.
“سلوك السيد إستيو في الصفّ في حالة يُرثى لها.”
وفي النهاية، وصلت الأخبار إلى أذنَي الدوق.
وسمع إستيو بذلك.
ومن الغريب، أنه شعر بالحماس لا بالخوف في تلك اللحظة.
لا بد أنه قد خاب ظنه بي هذه المرة.
إذن، هل سيناديني ويوبخني الآن؟
يقول لي إنه خاب أمله، ويسألني إن كان هناك خطب ما؟
“ثم سأخبره. أنني كنت مضطربًا بسبب ما سمعته. أنني الآن بخير. وسأكون حذرًا في المستقبل.”
جهز كلماته بعناية وانتظر الاستدعاء.
لكن مرّ يوم، ويومان، وثلاثة، ولم يصدر أي استدعاء من الدوق.
ظنّ ربما أن التقرير لم يصله، فذهب ليتأكد.
“أنا آسف، سيدي الصغير. لقد رفعت التقرير بنفسي إلى سموه بشأن سلوكك السيئ مؤخرًا. لم أرد أن يؤثر ذلك على أدائك في المستقبل…”
لم يستطع سماع بقية كلام المعلّم.
وحين استعاد وعيه، وجد نفسه قد ركض نحو مكتب الدوق في حالة ذهول.
ذلك الباب الضخم الذي يفصله عنه.
حدّق فيه إستيو بصمت، ثم ابتلع ريقه ورفع يده.
طرق، طرق.
“……أبي، أنا إستيو.”
“ادخل.”
كان الصوت العائد كما هو دائمًا.
صوت بلا علوّ أو انخفاض، بلا ذرة مشاعر.
فتح إستيو الباب ببطء ودخل.
في كل مرة يمر من هذا الباب غير المسحور، كان يشعر بدم رودبيل يجري في عروقه.
كان يشعر بفخر كبير لكونه من نسل رودبيل، وكان يتعهد بأن يكون شخصًا يشرّف هذا الاسم في كل لحظة.
لكن الآن، لا يعلم لماذا… شعر وكأنه يدخل مكانًا لا يجب أن يدخله.
وكبحًا لرغبته في الفرار، اقترب من الدوق.
“……أبي، لدي سؤال أود أن أطرحه.”
لقمع الارتجاف بداخله، ذهب مباشرة إلى صلب الموضوع دون تردد.
ناسياً حتى آداب اللياقة التي كان يلتزم بها دائمًا.
“ما هو؟”
سأل الدوق.
دون أن ينظر إليه حتى، وهو يتفحص الوثائق بلا اهتمام.
تلك الصورة الصلبة المثالية، التي لا تهتز حتى لو انهار العالم، أجّجت القلق في قلب إستيو.
ذلك القلق اشتعل وارتفع إلى حنجرته.
“هل أنا… هل أنا ابنك البيولوجي؟”
في النهاية، لم يستطع تحمل الضغط ونطقها.
لكن مع انحسار التوتر، بدأ يعود إليه رشده.
“……!”
ما الذي فعلته للتو؟
كم كنت وقحًا الآن؟
الفكرة بأن كل جهودي للحصول على اعتراف والدي يمكن أن تنهار في لحظة واحدة جعلت عينيه تظلم.
أسرع إستيو بخفض رأسه.
كان على وشك الاعتذار، ليقول إنه آسف، وأن هذا لن يتكرر…
“……ماذا قلت؟”
“نعم؟”
رفع إستيو رأسه على صوت منخفض.
ورأى.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 87"