⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لم يكن هناك في حياتي يومًا حفل مثل هذا.
كانت الحفلات بالنسبة لي أماكن لا يدخلها سوى المميزين، كميراكل أو فانسيس.
“حتى لو كان قد نُظِّم على عجل.”
على أي حال، كان هذا أول حفل رسمي لي في حياتي.
دق، دق.
أمسكت بقبضتيّ المتعرّقتين بشدة ودخلت من الأبواب المفتوحة على مصراعيها.
دق.
في اللحظة التي دخلتُ فيها القاعة المضيئة، اختفى كل الضجيج.
حتى الأوركسترا، التي شعرت بالأجواء، خففت من عزفها، وسرتُ بينهم بخطى ثابتة.
ومع مروري، بدأت الأصوات التي كانت قد توقفت، بالهمس مجددًا:
“ذلك الشعر الأسود… لا بد أنها ابنة غير شرعية…”
“كيف دخلت هذه الطفلة إلى هنا؟”
“الإشاعة بأن دوق رودبيل اعترف بابنة غير شرعية صحيحة…”
كانوا يهمسون كأنهم يخفون الأمر، لكن القاعة كانت هادئة لدرجة أن أصواتهم وصلت إلى أذني بوضوح.
في تلك اللحظة، اقترب مني آيدن.
فحجب أجساد أولئك الذين كانوا يثرثرون عني.
“……؟”
نظرتُ إليه بتساؤل.
“هممم.”
غطى آيدن فمه بقبضته وسعل قليلًا، ثم نظر إليّ.
ثم تمتم بحذر:
“…رجاءً لا تهتمي بهم.”
“عذرًا؟”
انخفض آيدن أكثر وهمس في أذني:
“لا تتأثري بكلامهم، مجرد جهلاء يتفوهون بالهراء…”
“آه…”
عندها فقط فهمتُ ما كان يقوله.
يبدو أنه كان قلقًا من أن أتأذى من همسات الناس.
لقد كان أول شخص يقول لي شيئًا كهذا، لذلك لم أستوعب ما قاله فورًا.
حدّقتُ في آيدن بصمت، ثم ابتسمتُ له ابتسامة مشرقة.
ارتعشت عيناه قليلًا.
وأثناء مراقبتي له، فكرت:
“هذا الشخص… حقًا…”
“لطيف.”
“…….”
“لكن لا بأس، أنا معتادة على ذلك. لم أعد أنزعج.”
“ما معنى هذا…”
كنت أقولها لأطمئنه، لكن بدا أنه ازداد اضطرابًا.
في تلك اللحظة، كان على وشك أن يتكلم، لكن…
“لوسيا.”
توقفنا فجأة عند سماع هذا الصوت، فالتفتُ برأسي.
“…دوق.”
كان دوق إيغو رودبيل هناك.
كان اليوم أكثر إشراقًا وجمالًا وهيبةً من أي وقت مضى.
مع ظهوره، اختفت كل الهمسات كليًا.
الجميع حدّق فيه بعيون تلمع بالإعجاب والرغبة والخشوع.
لكن عينا الدوق لم تغادرا وجهي.
تفحّصني بنظرة واحدة من أعلى إلى أسفل، ثم قال:
“تعالي إلى هنا.”
لم أفهم مقصده على الفور، لكنني رأيت فانسيس وميراكل يقفان خلفه، ففهمت.
“حسنًا.”
اقتربت منه.
نظر إليّ الدوق للحظة، ثم تقدّم للأمام.
ومع رؤية الناس لي أقف وسط أفراد عائلة رودبيل، بدأت الهمسات من جديد.
شعرت برغبة غريبة في الضحك، لكن فجأة تحدث إليّ فانسيس، الذي كان بجانبي:
“أنتِ…”
نظرتُ إليه.
كان فانسيس يحدق فيّ بصمت.
تساءلتُ عن سبب نظرته، ثم لاحظتُ ابتسامة خفيفة على وجهه.
“هل سيبدأ بإزعاجي مجددًا؟”
يخبرني أن أعرف مكاني، وأن هذا المكان لا يليق بي…
لكن فانسيس فقط نظر إليّ ولم يقل شيئًا.
ربما لأنه لا يستطيع إثارة مشكلة بوجود الدوق.
لكن حاليًا…
“كيف أهرب من هنا؟”
بدأتُ أُحرّك عينيّ بحثًا في المكان.
وبما أن القاعة كانت في الأصل مطعمًا، فكان هيكلها مختلفًا قليلًا عن قاعة الحفلات المعتادة.
لم يكن هناك مداخل أو مخارج سوى الباب الرئيسي.
ثم تذكّرت شيئًا خاصًا بالمطاعم:
“الممر المؤدي إلى المطبخ.”
عادةً ما يكون هناك ممر داخلي بين المطبخ وصالة الطعام.
“أين يمكن أن يكون؟”
حاولتُ تحديد مكانه، لكن لم أتمكن من رؤيته.
لا بد أنهم أخفوه بطريقة لا تثير الانتباه…
“لا يمكن أن يكونوا قد أغلقوه تمامًا.”
لأنهم بحاجة لإخراج الطعام والشراب باستمرار. بالتأكيد أخفوه فقط.
إذا استطعتُ المرور من هناك، سأتمكن من الخروج دون أن يراني أحد.
لكن طبعًا…
“عليّ أولًا أن أبعد آيدن عني.”
سأؤجل هذه الفكرة الآن. أولويتي هي معرفة مكان ذلك الممر.
بينما كنت أُحرّك عينيّ بحثًا،
“أنتِ.”
سمعت صوتًا بجانبي.
هل لا يزال فانسيس يريد قول شيء؟
التفتُ إليه بوجه خالٍ من التعبير.
“…لا بأس به.”
لكن لسبب ما، كان وجهه محمرًّا قليلاً.
“ماذا؟”
كانت تعابيره غريبة.
خديه بلون وردي، كطفل خجول.
ما به؟
“لا أقصد أنه يليق بك، فقط أقول إنه لا بأس به!”
“آه.”
فهمتُ أخيرًا ما كان يتحدث عنه.
كان يُعلّق على مظهري في الحفل.
“ما باله؟”
هو نفس الشخص الذي كان يسخر مني دائمًا إذا ارتديت شيئًا جميلًا.
ثم تذكّرتُ ما حصل بالأمس.
آه، صحيح…
أنا وهو…
“آسفة…”
كان بيننا شيء يشبه المصالحة.
بشكل أدق، قبلتُ اعتذاره لأنني كنت بحاجة إليه.
“لقد نسيت.”
تذكّرتُ ذلك الآن بسبب تغير سلوكه.
“ما الذي علي فعله؟”
الآن لم أعد بحاجة إليه، هل أتجاهله؟
بعد لحظة من التفكير، ابتسمت له ابتسامة مشرقة.
اتسعت عيناه دهشة.
“شكرًا لك.”
“آه…”
“وأنت تبدو جيدًا أيضًا.”
“آه…”
لم يستطع فانسيس الرد، فقط رمقني بنظرة ذهول.
“هل لم يكن يتوقع هذا الرد؟”
حتى أنا لم أكن أتوقع أن أقول له شيئًا كهذا.
لكن…
“قد أحتاج إليه مجددًا كما بالأمس.”
لذلك، لا بأس إن حافظت على علاقة طيبة معه.
فقلتُ ذلك بلطف، لكن وجهه احمر أكثر.
م.م: فانسيس صار خفيف؟؟؟؟
ثم أدار رأسه بسرعة وقال:
“همف!”
“هل بالغت؟”
ربما شعُر بالحرج من تغيّري المفاجئ.
“سأكون أقل لطفًا المرة القادمة.”
ثم…
طرْق، طرْق.
تسلل شيء فجأة بيني وبين فانسيس.
تراجعتُ من المفاجأة.
“عن ماذا تتحدثان؟”
كانت ميراكل قد قفزت بيننا فجأة.
“ميراكل! لقد أفزعتني.”
قالها فانسيس وهو يوبخها، فردت ميراكل بشفاه منفوخة:
“لكنكما تتصرفان وكأنكما صديقان، وهذا غير عادل، تتركانني خارجًا.”
“م-ما الذي تقولينه!”
صاح فانسيس بوجه أحمر كالطماطم.
وكان صوته عاليًا لدرجة أن صداه تردد في القاعة.
حينها، توقف الدوق عن المشي، فغطى فانسيس فمه بسرعة.
“…….”
نظر الدوق إلينا بنظرة باردة ثم تابع السير.
عندها فقط أنزل فانسيس يده وتنهد، ثم رمق ميراكل بنظرة غاضبة.
دخلت ميراكل بذراعها في ذراعي وقالت وهي تخرج لسانها لفانسيس:
“أنا أقرب إلى لوسيا منك، ألا تشعر بالغيرة؟”
“هذا ليس صحيحًا…!”
رد فانسيس بصوت خافت هذه المرة.
لكن نظرته لي بدت وكأنه يسأل: “هل هذا صحيح؟”
“ما بالهما؟”
لا أفهم لماذا يتنافسان عليّ فجأة.
م.م: أنا كمان ما فهمت ليش المنافسة 🙃
وأكثر ما أزعجني، ذراع ميراكل الملتفّ عليّ.
سحبتُ ذراعي بهدوء، شعرتُ بنظرتها لكنني تجاهلتها.
بعد قليل، صعدنا إلى المنصة.
وقف الدوق في الأمام.
ونحن اصطففنا خلفه.
وفجأة أدركتُ شيئًا:
“أين ذهب إستيو؟”
هذا مكان يجتمع فيه رموز الإمبراطورية، مكان يُظهر مستقبل عائلة رودبيل.
من غير المنطقي أن لا يكون إستيو، وريث العائلة، حاضرًا.
نظرتُ لا إراديًا إلى الدوق إيغو رودبيل.
فهو الشخص الوحيد القادر على منعه من الحضور.
لكن الدوق كان يحدق إلى الأمام بتعبير جامد.
ثم حرّك شفتيه وقال:
“أشكر لكم حضوركم هذا الحفل، رغم أنه أقيم دون سابق إنذار.”
انتشرت كلماته الهادئة عبر القاعة.
رغم أنها لم تكن بصوت مرتفع، إلا أنها كانت واضحة في أذني.
“سحر، إذًا.”
لابد أنها تعويذة تضخيم صوت.
“مدهش.”
سمعتُ أنهم نظموا الحفل على عجل، لكنني لم أتخيل أنهم سيصلون إلى تحضير السحر.
ما يحتاج أسبوعًا من التحضير لدى أي عائلة عادية، أنجزته رودبيل في يوم واحد بإتقان.
وهذا فقط لأنهم رودبيل.
تحت المنصة، كان هناك العديد من الأشخاص يرتدون أزياء فاخرة.
أقوياء الإمبراطورية كانوا جميعًا ينظرون إلى الدوق.
نظرت إليهم بعيني…
لكن…
“لماذا لا أراه؟”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 76"