أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“إذًا، لن أتمكن من حضور الحفل هذه المرة أيضًا.”
اللعب على الوتر العاطفي.
“بالطبع، فأنا لقيطة، ولا أملك المؤهلات.”
خفضت بصري متعمدةً بزاوية، وأنا أبدو محبطة.
“آنسة، هذا ليس ما قصدته—”
“في الواقع، القائد قال ذلك. قال إنني أقوم بعمل رائع. وإنني إن واصلت على هذا النحو، فسوف أنجح.”
“هذا صحيح.”
وافق ليغرين بسرعة.
ابتسمتُ ابتسامة حزينة.
“إذاً، للحظة، ظننتُ أنني قد أكون لوردبيل.”
“ظننتِ؟ لا، أبدًا.”
“لا بأس، كبير الخدم. أنا لم أنتمِ إلى أي مكان من الأساس.”
دموع. احمرّت عيناي تمهيدًا للبكاء.
وسرعان ما سقطت دمعة واحدة.
“آه، آنسة؟!”
اتسعت عينا ليغرين.
“آه.”
مسحت عيني سريعًا بكمّ ردائي، وتمتمتُ بصوتٍ مرتجف:
“رغم ذلك، أعتقد أنني كنت أملك أملًا بسيطًا. أنني ربما، من خلال هذا الامتحان، قد أصبح لوردبيل أيضًا.”
ثم ابتسمتُ بسذاجة، وقلت بهدوء:
“لكن يبدو أن ذلك مستحيل، أليس كذلك.”
“……”
حدق ليغرين بي صامتًا، ثم تنهد بعمق وتمتم:
“…سأتحدث إلى السيد.”
نعم!
هتفت داخليًا، لكني اكتفيت بابتسامة خفيفة ظاهريًا.
“شكرًا لك، كبير الخدم.”
كان تعبير ليغرين وهو ينظر إلي أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
آسفة، ليغرين.
النتيجة النهائية:
“السيد وافق على حضورك الحفل.”
لقد نجحت. لكن…
“هناك شرط.”
شرط غير متوقّع أضيف إلى المعادلة.
لم أستطع الردّ على كلام ليغرين التالي.
وبعد أن حصلت على رأي الطبيب بأنه لا مانع من حضوري الحفل، بدأت الاستعداد له بجدية.
في اليوم التالي بعد الظهر.
طرق طرق.
“مرحبًا، آنستي.”
مع الطرق، فُتح الباب واقتحمت مجموعة من الخادمات الغرفة.
بمعنى الكلمة… مجموعة كاملة.
“أنا روز، جئت للمساعدة في تجهيز الآنسة لحفل اليوم.”
“أنا ماري.”
“أنا شينا.”
“أنا لان.”
“أنا لينا.”
“أنا سيريا.”
“أنا تشيري.”
“نتشرف بخدمتكم.”
كنّ في غاية التهذيب، حتى بدا الأمر مبالغًا فيه.
تجمدت لوهلة من عدد الخادمات، والذي يفوق ما كان عليه في العشاء السابق، لكن سرعان ما تمالكت نفسي وأجبت:
“أتطلع إلى العمل معكن أيضًا.”
بادرت روز، التي بدت أنها قائدة المجموعة، بالدخول في صلب الموضوع:
“ليس لدينا الكثير من الوقت حتى المساء، فلنبدأ حالًا.”
ابتلعت ريقي بتوتر، وأومأت.
لقد جاء ما كنت أستعد له.
بدأت التجهيزات قرابة وقت الغداء، وانتهت عند غروب الشمس.
“تفضلي وانظري.”
قالتها إحدى الخادمات وهي تُحضر مرآة طويلة أمامي.
فتحتُ عيني دون توقعات… وسرعان ما صُدمت من صورتي المنعكسة.
“هل هذه أنا؟”
في المرآة، كانت تقف فتاة تتلألأ.
م.م: حبيبتي لوسيا أنت أصلا تجنني 🥰
شعري الأسود المموج أصلًا أصبح أكثر امتلاءً بتجاعيد كثيفة، والفستان البنفسجي العميق انسجم مع لون الشعر، فخلق هالة غامضة.
من الحذاء المخملي البنفسجي الداكن، إلى الإكسسوارات غير المبالغ بها… كل شيء كان مثاليًا.
“الآن أفهم لماذا استغرق الأمر وقتًا أطول من العشاء.”
لكن، رغم أنه استغرق وقتًا أطول، إلا أنه لم يكن صعبًا كما في ذلك الوقت.
السبب هو أن الخادمات كنّ يعتنين بي أثناء تجهيزي.
الفرق بين ذلك الوقت والآن…
“هو موقعي، على ما يبدو.”
الآن، لم أعد “لقيطة منبوذة”، بل عضو من السلالة المباشرة لعائلة لوردبيل، وقد اجتزت اختبار الأهلية، وسأُعترف بي قريبًا كواحدة منهم.
فجأة، تذوقت مرارة في فمي.
كلما تغيرت معاملة الناس لي، كلما شعرتُ بمدى البؤس الذي كنت أعيشه سابقًا.
لكن…
“شكرًا لكم.”
استدرتُ إلى الخادمات وابتسمتُ بإشراق.
“هل أعجبك المظهر؟”
“نعم، أعجبني كثيرًا. أشكركن على تعبكن.”
“لا، إننا نحن من نُشرف بخدمة الآنسة لوسيا. وبالمناسبة…”
نظرت روز حولها وأضافت بتردد:
“أعتقد أن مكان خادمة الآنسة ما زال شاغرًا، أليس كذلك؟”
توقفت لحظة، ثم أومأت ببساطة:
“صحيح.”
وأملت رأسي متظاهرةً بالبراءة:
“لماذا تسألين؟”
فجأة، أضاء وجه روز بسعادة.
وسرعان ما عرضت طلبها:
“إذًا، هل يمكنني التقدم لشغل منصب خادمة الآنسة؟”
“…منصب خادمتي؟”
توقفت قليلًا، لأنني لم أكن أتوقع هذا.
“نعم، في الواقع، كنت أود خدمتكِ منذ فترة طويلة، لكن لم تتح لي الفرصة. وسمعت أن المنصب شاغر الآن. أود التقدم له.”
“…”
“لذا، هل يمكن للآنسة إبلاغ رئيسة الخدم بأنها تود اختياري؟ أنا واثقة أنني سأخدمكِ جيدًا.”
“…آه.”
استمعتُ إلى كلماتها المحلّاة بالسكر، وابتسمتُ ببرود.
“لم أكن أريد خلق أعداء جدد.”
كنت أنوي أن أكون لطيفة باعتدال، وأبقي مسافة معتدلة مع الخدم.
لكن الآن، بدأت أتساءل: هل هذا ضروري فعلًا؟
حدقت في روز مباشرة.
في عيني روز، كان هناك توقع لا تخطئه العين.
توقعت أنني سأختارها بلا شك.
بالطبع. في عيني روز، أنا مجرد فريسة سهلة.
لابد أنها ظنّت أنني فتاة تعرضت لسوء المعاملة، وسأقع فورًا في فخ لطفها.
صمتُّ قليلًا، ثم ابتسمتُ وسألت:
“كنتِ ترغبين بخدمتي منذ فترة طويلة؟”
“نعم، صحيح.”
“إذًا، لماذا التزمتِ الصمت؟”
“…عذرًا؟”
“عندما اختاروا خادمتي الخاصة، لماذا لم تتقدمي مثل مارين؟ لو تقدمتِ حينها، لكنتِ خادمتي الآن.”
“لـ، لأن في ذلك الوقت…”
“لأنني كنتُ لقيطة بلا قيمة. أليس كذلك؟”
“…!”
اتسعت عينا روز من كلماتي الحادة.
هاه.
تنهدتُ بعمق.
ثم خلعت الزينة التي زينت بها روز شعري، وقلت:
“يبدو أنني، في نظرك، شخص مختلف تمامًا الآن عن ما كنت عليه سابقًا.”
“لـ، ليس الأمر كذلك!”
صرخت روز في عجلة.
ثم، بعد أن نظرت إلى الخادمات اللواتي كنّ يتهامسن من بعيد، حاولت الابتسام وقالت:
“فقط… لم أكن أعرف الآنسة جيدًا في ذلك الوقت.”
“هل تعرفينني جيدًا الآن؟”
“الآن…”
“تعلمين، يا روز…”
أخذتُ الزينة في يدي واقتربت منها.
كلما اقتربت، تجمّدت ملامح روز أكثر.
ومع كل خطوة إلى الوراء، ابتسمتُ وقلت:
“قد لا تعرفينني في السابق، لكنني أعرفكِ.”
“…!”
“كنتِ تلقين القمامة عليّ سرًا. وتغضبين عندما ألتفت وأسألكِ عمّا تنظرين إليه.”
“كـ، كيف…”
“كيف أتذكر؟”
ضحكتُ بسخرية.
ومسحتُ نظري على الخادمات اللواتي كنّ يراقبن من بعيد.
“ليست روز وحدها. أتذكر كل شيء. فقط لا أعير اهتمامًا لذلك.”
“…لكن حينها… كان الجو العام…”
“كان هناك من لم يتصرف بذلك الشكل.”
“…إذًا، هل ستجعليننا ندفع الثمن الآن؟”
التهذيب اختفى فجأة، وردّت روز بنبرة عدائية.
كانت تخشى أنني سأحاسبها.
يالها من سوء فهم كبير.
“لا، روز ليست مهمة كفاية لأن أفعل ذلك.”
“…إذًا لماذا ذكرتِ الأمر…!”
“بدافع الفضول فقط. أردت معرفة سبب تغير تصرفكِ.”
“هذا…”
ولم تستطع قول شيء.
نعم، لأنها لا تستطيع أن تقول بلسانها إن وضعي تغير، وأنها تحاول التقرّب الآن.
هاه.
كتمت تنهدًا آخر.
كنت غاضبة جدًا. لم أكن أنوي الذهاب إلى هذا الحد…
“لا أعلم لماذا، لكن شعرت بالمرارة.”
في الواقع، لا زلت لا أشعر براحة تامة، لكني قررت أن أتوقف هنا.
لا فائدة من خلق مشاكل مع الخادمات.
“بما أنهن يشعرن بالذنب، فلن يجرؤن على الشكوى.”
أعطيت روز الزينة، وابتسمتُ للجميع ابتسامة مشرقة، ثم استدرتُ دون تردد.
وفتحت الباب على الفور.
لكن…
“آه.”
رجل كان ينظر إلي بدهشة.
ومن وضعه، بدا أنه كان على وشك أن يطرق الباب.
نظرت إليه بهدوء.
شعر أزرق داكن، وعينان زرقاوان. رجل ذو ملامح لطيفة.
“درع يحمل شعار الإمبراطورية.”
عرفت من هو في لمحة.
“فرسان الإمبراطورية.”
وفي تلك اللحظة، كدتُ أتنهد.
“هذا هو.”
المتغير الذي تحدث عنه ليغرين.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 74"