أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بالكاد، نظرت مارين إلى الرجل أمامها من خلال رؤيتها المتذبذبة.
حتى في الظلام، كان شعره الأبيض ناصعًا جدًا لدرجة أن كلمة “ملاك” بدت أنسب من “شيطان”.
“شيطان.”
لكن الرجل أمامها كان بوضوح شيطانًا، لا، بل كان هو الجحيم ذاته.
تذكّرت مارين اللحظة التي تمّ فيها سحبها إلى هذا المكان.
في ذلك الوقت، كانت مارين تنتظر لوسيا في غرفتها.
لكن من اقتحم الغرفة لم تكن لوسيا، بل فرقة من فرسان الدوق.
قيّدوها وسحبوها إلى السجن تحت الأرض.
ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف أبشع أنواع التعذيب.
حتى أنها لم تعد تعرف كم مضى من الوقت.
“من الذي أمرك بإطلاق الوحش عالي المستوى في الغابة؟”
“آآااه!”
“ما الطريقة التي استخدمتها لإدخال الوحش عالي المستوى إلى القصر؟”
“آه… لا أعرف شيئًا!”
لكن الجلاد، والرجل ذو الشعر الأبيض الذي كان يراقب كل شيء من الخلف، لم يصدّقوا كلمات مارين.
“تم العثور على كيس عطر يستدرج الوحوش المتوسطة والعالية في ملابس لوسيا. هل ستدّعين أنك لا تعرفين عن ذلك أيضًا؟”
“…”
“إن لم تجيبي، سنجبرك على ذلك.”
استمر التعذيب بلا نهاية حتى دمّر جسد مارين… وروحها.
“أريد أن أموت.”
تمنّت مارين الموت بشدة، لكن تعذيب الجلاد الماهر لم يمنحها حتى راحة الموت.
فأغلقت عينيها.
كانت تريد الهروب من هذا الواقع المروع، ولو للحظة.
لكن…
رشاش!
“آه…!”
بمجرد أن أغلقت عينيها، سُكب الماء المثلّج على رأسها.
ارتعاش.
اصطكت أسنانها من البرد المفاجئ.
كان الشتاء قد بدأ بالفعل.
والسرداب بلا تدفئة، وجسدها المعذّب المبتل بالماء البارد جعلها تشعر وكأنها ستتحطّم.
كافحت مارين لفتح عينيها ونظرت إلى الأمام.
“قولي، من الذي أمركِ بهذا؟”
استمر الجلاد في تكرار نفس السؤال.
نظرت مارين إلى الرجل الذي كان يستند إلى الحائط خلف الجلاد.
في الظلام، كانت عيناه البنفسجيتان تلمعان كعيني وحش.
“أريد أن أقول كل شيء.”
“أريد أن أخبرهم.”
فتحت مارين شفتيها الزرقاوين بصعوبة.
“…أنا…”
خرج صوت خافت، بالكاد يُسمع.
اقترب الجلاد بأذنه نحو شفتيها.
ثم…
“…لا أعرف شيئًا…”
“تسف.”
نقر الجلاد لسانه بعدم رضا، ثم التقط أداة تعذيب جديدة.
أغلقت مارين عينيها مجددًا.
رغم مرور وقت ليس بقليل منذ خروج ليغرين، إلا أنني ظللت أحدّق في الباب المغلق.
كان الأمر يشعرني بأن مارين ستدخل في أي لحظة، صارخة كعادتها.
لكن مهما طال انتظاري، لم يُفتح الباب مرة أخرى.
“مارين هي الفاعلة؟”
القصة الكاملة التي أخبرني بها ليغرين كانت كالآتي:
أن مارين علّقت كيسًا معطرًا يستدرج الوحوش في ملابسي.
وبمجرد أن سمعت ذلك، تذكّرت الكيس الذي قالت لي إنه “تميمة حظ” ووضعته داخل ملابسي.
“لا عجب أن الوحش طاردني بهذه الطريقة.”
إن كان الوحش يتبع الرائحة، فذلك يفسر لمَ لم يهاجم أحدًا غيري، ولمَ تجاهل جثث الوحوش الأخرى، ولمَ عثر عليّ وأنا مختبئة.
لكن… هناك أمور لا يمكن تفسيرها.
“كيف لمارين القدرة على إطلاق وحش عالي المستوى في الغابة؟”
كنت أنا من يشرف على إدارة الوحوش حتى قبيل الامتحان.
فهل تمكنت مارين وحدها من تهريب وحش ضخم وعنيف كهذا دون أن يلاحظ الدوق؟
“لا بد أن هناك من يقف خلفها.”
الدوق أيضًا يشك بذلك، ولهذا يستمرون في تعذيبها رغم معرفتهم ببعض التفاصيل.
“من هو؟”
من أمر مارين بتهديدي؟
“ومنذ متى؟”
متى بدأ هذا المخطط؟
لا… أنا أعرف الجواب أصلًا.
“لأني كنت أشك بها منذ البداية.”
لطالما شعرت بعدم ارتياح تجاه مارين.
تحديدًا، في ذلك اليوم عندما عدت من صفقة مع آين، واحتضنتني مارين وهي تبكي.
بدأ شعوري بعدم الارتياح منذ تلك اللحظة.
إذًا…
“لمَ تفعل مارين هذا بي؟”
هوس مارين واهتمامها بي كان غريبًا.
كانت ترتعب إن غبت عن ناظريها للحظة.
بل وأكثر من ذلك…
كانت تتصرف وكأنها تعرفني منذ زمن بعيد، تعاملني كأنني أختها.
تصرفاتها كانت تجعل قلبي يشعر بعدم الراحة.
الجميع يكرهني، فلماذا مارين، وهي مجرد خادمة، تحبني بهذا الشكل الأعمى؟
غرفة نومي تغيرت بأمر من الدوق، نعم، لكنه لم يتجاوز ذلك.
ما زلت الابنة غير الشرعية، القذرة، المنبوذة.
“الأمر مريب.”
هل حب مارين واهتمامها يخفيان نية خفية؟
إن كان الأمر كذلك، ما غايتها؟ ماذا تريد مني؟
تضخمت الشكوك التي نبتت بداخلي، لكنني تعمّدت تجاهلها.
كنت مشغولة ومضغوطة ولم أرد التفكير في نوايا مارين.
فقلت لنفسي: “لنراقب فقط.”
لم يخطر ببالي أنها ستفعل شيئًا كهذا.
هذا النوع من الحوادث لا يمكن لمارين تنفيذه بمفردها.
هناك شخص خلفها.
ووضعها بجانبي كان متعمّدًا.
“من يكون؟”
عدد من يكرهني في رودبل كثير جدًا حتى يصعب التخمين.
لكنني متأكدة من شيء واحد.
“مارين لن تعود.”
قال ليغرين بوضوح إنها مسجونة في الزنزانة تحت الأرض.
“على الأرجح في سرداب هذا المبنى.”
لأن القضية حساسة، سيرغبون في إنهائها بصمت وسرية.
وذلك يجعل الأمر أسوأ.
لأن سرداب هذا المبنى الأبيض…
“عبارة عن متاهة.”
نعم.
السبب في شهرة سجن هذا المبنى الأبيض بأنه لا يُخترق هو أن طريق الوصول إليه متاهة حقيقية.
وفوق هذا، هيكل المتاهة لا يعرفه إلا سيد العائلة والجلاد، لذلك لا يوجد حراس.
حتى لو هربت مارين، ستضيع وتُستنزف حتى الموت داخل المتاهة.
ومن المؤكد… لا، من المؤكد تمامًا أن مارين تم التخلي عنها من الشخص الذي استأجرها.
ذلك كان جزءًا من الخطة عندما أمرها بوضع كيس العطر في ملابسي.
رغم علمهم بأنها ستُكشف بعد ذلك.
ومع ذلك، أطاعت مارين الأوامر رغم معرفتها.
“لماذا؟”
مع علمها أنها ستموت إن تُركت، ما الذي كان أهم من حياتها لتطيع هذا الأمر؟
لم أشعر بغضب أو شفقة تجاه مارين بشكل خاص.
فهذا نتيجة اختيارها.
ولكن… هناك شيء واحد أريد أن أسأله لها بشدة.
سؤال لن أستطيع إيجاد إجابته إلا منها مباشرة.
لكن كما قلت، طريق السجن تحت الأرض عبارة عن متاهة معقدة.
لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد وسيلة للوصول إليه.
“المخطط.”
إن حصلت على مخطط السرداب، يمكنني اجتياز المتاهة.
لكن المخطط محفوظ في أعماق المخزن، والمخزن…
“لا يدخل إليه سوى الأبناء الشرعيين.”
بنفس المبدأ الذي يمنع أي أحد من دخول مكتب الدوق.
“لقد اجتزت امتحان التأهيل، لكن لم يتم الاعتراف بي رسميًا بعد كابنة شرعية.”
الاعتراف الرسمي لا يأتي إلا بعد حفل التأهيل.
“ما الذي يمكنني فعله؟”
كنت أتساءل حين…
طَرق.
رفعت رأسي لشعوري المفاجئ بوجود أحد ما.
“من هناك؟”
الوجود كان من خلف الباب.
هل هو ليغرين؟
لكنه لو كان ليغرين، لدخل منذ وقت طويل.
“من يكون؟”
هل هي الخادمة الجديدة؟
أملت رأسي وانتظرت أن يدخل صاحب الوجود.
نق، نق نق.
استمر الطَرق الخفيف على الباب، ولم يبدو أن الشخص ينوي الدخول.
“من بحق السماء؟”
أزعجني وقوفه هناك دون أن يطرق أو يدخل.
وفي النهاية، مشيت نحو الباب وفتحته بعنف.
ثم…
“وااااه!”
سقط الصبي ذو الشعر الأبيض على ظهره.
نظرت إليه ـ فانسيس ـ بدهشة وسألت:
“ما الذي تفعله هنا؟”
“لـ، لما فتحتِ الباب فجأة هكذا؟!”
“هاه؟”
رددت عليه ببرود:
“هذه غرفتي، أليس كذلك؟ هل أحتاج إذنًا لفتح باب غرفتي؟”
“ه، هذا…!”
“إذن، ماذا كنت تفعل أمام غرفة شخص آخر؟”
“هـــ…”
لم يستطع فانسيس الردّ.
ثم، كما حدث في مكتب الدوق سابقًا، والآن مجددًا…
“آه، لحظة.”
“……؟”
“هل من الممكن… أنك من محبي التنصت؟”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات