أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بالطبع، كانت تلك التعويذة مؤقتة، وستتلاشى من تلقاء نفسها مع مرور الوقت.
لكن هذا السحر كان ضروريًّا من أجل…
“أولئك الذين لا يمتلكون الأهلية.”
لذا، فإن من كان يمتلك الأهلية — أمثال الشخصيات الرئيسة مثل ليغرين، المساعد، والأبناء المباشرين — لم يكونوا بحاجة إلى هذه التعويذة عند دخول مكتب الدوق.
بمعنى آخر…
“أنا لست مؤهلة.”
كابنة غير شرعية لم يُعترف بي رسميًا حتى كإحدى الورثة، لم يكن بوسعي دخول مكتب الدوق إلا من خلال سحر مخصص للغرباء.
كان ليغرين، الذي ظل يحدّق بي بصمت، هو من بادر فجأة بالسؤال:
“هل أنت بخير؟”
لم يكن ذلك بدافع القلق على مشاعري، بل كان نوعًا من الاستفزاز، كما لو أنه يسأل: “هل تستطيعين تحمّل هذا؟”
أما أنا، فرددت ببرود:
“إذا اضطررت لذلك، فسأفعل.”
مثل هذا النوع من الاستفزاز لا يُحرّكني البتة.
“وما الجديد؟”
منذ متى كان يُنظر إليّ كواحدة من الداخل؟ إن كنت لا أُعامل حتى كإنسانة، فإن معاملتي كغريبة قد تبدو كإطراء.
“كيف أفعلها؟”
سألتُ بوجه خالٍ من التعابير، فأجاب ليغرين:
“ضعي يدك على شعار لوردبيل المنقوش على الباب.”
“حسنًا.”
بسيط.
استدرت ووقفت أمام الباب الضخم. وعندما هممتُ بمد يدي للمس الشعار…
“آه.”
واجهتني مشكلة:
“المكان مرتفع جدًّا.”
كان موضع الشعار المنقوش أعلى من أن تصل إليه يدي الصغيرة.
حتى لو وقفت على أطراف أصابعي، أو قفزت بأقصى ما أستطيع، فلن أستطيع لمس الحافة حتى.
وأنا ألهث من كثرة القفز، فكّرت:
“أجل…”
هذا منطقي.
فأي طفل يمكنه دخول مكتب دوق لوردبيل وحده؟ الأبناء المباشرون لا يحتاجون سحرًا، وغيرهم يكون دائمًا برفقة بالغ.
أما أنا، التي لم يُعترف بها كوريثة ولا أملك ولي أمر، فلا أستطيع حتى لمس ذلك الشعار.
“هاه…”
كتمتُ سخرية مريرة صعدت إلى حلقي.
“يا لها من مهزلة.”
شعار لوردبيل، الذي أعجز عن لمسه رغم كل محاولاتي، كان يقول لي بصمته:
“مهما حاولتِ، فلن تصلي إلى هنا…”
“لا تُضحكني.”
إن لم تكفِ قوتي الخاصة، فسأتسلق شيئًا.
وإن لم ينفع، فسأستعين بقوة غيري.
“لن أستسلم أبدًا.”
نظرتُ حولي.
بالطبع، لم يكن هناك أي سلم للأطفال.
إذًا…
استدرت.
وحدّقت بليغرين.
كان واقفًا بخطوة واحدة بعيدًا، يراقبني دون أن يتحرّك.
وكأنه يقول: “معاناتك لا تعنيني.”
ليس غريبًا. هذا طبعه منذ البداية.
لكن…
“هل يمكنك رفعي، كبير الخدم؟”
“سأستخدمك مجددًا، هذه المرة أيضًا.”
لكنه لم يسمح لي باستخدامه بهذه السهولة.
“هل هناك سبب يدفعني لفعل ذلك؟”
نبرة خالية من المشاعر.
أي طفل عادي كان سينفجر باكيًا من صوته وحده.
“نعم، هناك سبب.”
“…”
“الدوق هو من أمرك بإحضاري. عليك تنفيذ الأوامر.”
حينها فقط، اهتزت نظرات ليغرين قليلاً.
تابعت بابتسامة بريئة:
“إن لم أتمكن من الدخول، فستقع أنت في ورطة أيضًا.”
“فلتكفّ عن لعبة السلطة السخيفة هذه ودعني أدخل، ليغرين بيدلان.”
“فهذا صراع لا يمكنك أن تربحه.”
ساد الصمت بعد كلماتي.
نظر ليغرين إليّ، شفاهه مغلقة بإحكام، أما أنا، فتابعت الابتسام بثبات.
وأخيرًا…
“أنتِ على حق.”
اعترف ليغرين بهزيمته.
“سأساعدك.”
ثم مشى نحوي.
وفجأة، دون سابق إنذار…
“!”
رفعني فجأة إلى مستوى الشعار.
كنت أتوقع أنه لن يكون لطيفًا، لكن المفاجأة من فعله جعلت قلبي يهبط.
“هل هذا انتقام؟”
يدّعي أنه شخص نبيل، لكنه لجأ إلى انتقام طفولي كهذا؟
“لا بأس.”
فمهما كان موقفه، الأهم أنني حقّقت هدفي.
نظرتُ إلى شعار لوردبيل، الذي بات أمام عيني.
كان عصا سحرية مزينة بحجر هلالي، تتقاطع مع سيف طويل مزخرف على شكل حرف X.
وحوله رموز تمثل لوردبيل.
شعار يفيض بالجمال والعجرفة. إنه لوردبيل بحق.
“…”
نقشتُ صورته في ذهني، ثم مددت راحتي الصغيرة الرفيعة ولمستُه.
-ووش!
رياح خفيفة خرجت من الشعار وكأنها تلفني.
ثم ظهر دائرة بنفسجية الشكل على ظهر يدي.
النقش الهندسي داخلها بدا كختم مطبوع لا يزول.
“مذهل.”
كنت أعلم أن هناك أجهزة سحرية في لوردبيل، لكن أن أختبرها بنفسي… لهو أمر مختلف تمامًا.
“الشعار سيختفي خلال ساعة. إنه غير ضار للجسد.”
قال ليغرين وكأنه يفسر لي ما يحدث.
“لم أسألك.”
لكني لم أرغب بإثارة المشاكل أكثر، فاكتفيت بالإيماء:
“شكرًا لك.”
ثم انتظرت أن يُنزِلني…
“؟”
مرّت دقائق، ولم يحرّك ليغرين يده.
“ما الأمر؟ لمَ لا يُنزِلني؟”
بدأ القلق يتسلل إلي.
“لن يُفلتني هكذا، صحيح؟”
نظرت للأسفل.
“إن سقطت من هنا، فسأكسر شيئًا على الأقل.”
بالطبع، أعلم أن ليغرين ليس من النوع الذي يؤذي الآخرين عبثًا.
“لكنني استفزّيته.”
حتى الإنسان البارد يحمل رغبة صغيرة في الانتقام.
ناديته بصوت خافت:
“أم… كبير الخدم؟”
“ماذا؟”
“أمم، هل يمكنك إنزالي؟ أنا خائفة قليلاً.”
“آه.”
اتسعت عيناه خلف نظارته.
ثم قال:
“كنتِ خفيفة لدرجة أنني نسيت أنني أحملك.”
وبعدها، أنزلني أخيرًا.
“…”
للحظة، فقدت الكلام.
“هل… يسخر مني؟”
قال إنني صغيرة ونحيفة لدرجة أنه نسي وجودي بين يديه.
“كم أنت مزعج، ليغرين.”
لعنته في داخلي بسبب إهاناته غير المباشرة، ثم سألته:
“هل يمكنني الدخول الآن؟”
تفحص الختم على يدي، وأومأ.
ثم طرق الباب:
طق طق.
“يا سيدي، لقد أحضرت لوسيا… الآنسة.”
“ادخلي.”
صوت ثقيل وقور جاء من خلف الباب.
ما إن سمعته، حتى انقبض قلبي بشدة.
“لوسيا، لا أعلم كم أنا محظوظ لأنكِ ابنتي.”
الكلمات الساحرة التي همس بها لي ذات يوم قبل أن يُلقي بي إلى الهاوية، ترددت في رأسي كالفوضى.
“تماسكي.”
لن أضعف من مجرد صوت.
“أنتِ أفضل من أي شخص في كبح المشاعر.”
قطعت كل شعور بالحنين، وكل رغبة في استجداء حنانه، وكل عاطفة عمياء ابتلعتني حينها.
تدريجيًا، هدأت نفسي.
“نعم، أنا بخير.”
شعرت بالثقة في أنني لن أضعف، حتى حين أراه مجددًا.
“يمكنك الدخول وحدك.”
فتح ليغرين الباب.
وفي لحظة، غمرني ضوء ساطع بفعل أشعة الشمس المتدفقة.
“واو…”
لقد انبهرت بحق حين دخلت مكتب الدوق.
“مذهل.”
أول ما جذب نظري كان النافذة الهائلة التي تغطي الجدار الأمامي كاملًا.
كانت الشمس تتدفق ببريقها، وتُضيء الغرفة كلها.
وخلفها، كانت حديقة لوردبيل المركزية تبدو كلوحة زيتية.
رغم أن الوقت كان بداية الشتاء، ورغم الجفاف والوحدة التي تملأ المنظر، إلا أن ذلك لم ينتقص من روعته.
على الجدار الأيسر، كانت النار تتراقص في الموقد، بينما على الجهة المقابلة، امتد رف كتب يعج بالمجلدات.
لم تكن الغرفة مزخرفة بترف، لكن ثِقل التاريخ والهيبة كانا واضحين.
وفي مركز هذا كله…
“إيغو لوردبيل.”
رجل بدا أصغر سنًّا مما أتذكره، يقلب أوراقًا بهدوء لا يخالطه خلل.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 7"