أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
وضع ليغرين الصينية التي كان يحملها وكأنه يرميها على الطاولة الجانبية، ثم أسرع في تفقد حالتي.
“هل تعرفين من أنا؟”
كان يبدو هادئًا للوهلة الأولى، لكن نبرته كانت مشوبة بالقلق.
حدقت به بذهول لبرهة، ثم أجبت ببطء:
“…ليغرين بيدلان.”
كان حلقي جافًا، فابتلعت ريقي بصعوبة وأكملت:
“أنت كبير الخدم.”
“هاا…”
حينها فقط أطلق تنهيدة عميقة، وكأنه شعر بالارتياح.
“أنا سعيد لأنكِ استيقظتِ.”
نظرتُ إلى ليغرين بعينين حائرتين.
“لماذا ليغرين هنا؟”
“يفترض أن يكون مشغولًا بترتيب الفوضى التي تلت الامتحان.”
وفوق هذا…
لفتَ انتباهي الصينية التي كاد أن يرميها.
كان عليها منشفة مبللة وكوب ماء.
من الواضح لأي شخص أنه جاء ليعتني بي.
لكن ذلك لم يكن منطقيًا.
فلا سبب يدعو ليغرين ليقوم بتمريضي.
وهل هي مجرد أوهام…؟
“يبدو أن وزنه قد انخفض.”
لاحظت الآن أن نظارته مائلة قليلًا.
كما أن أزرار صدريته غير مصطفّة، ووجهه بدا أنحف من المعتاد.
مظهره الفوضوي يشبه تمامًا…
“عندما رأيته في الغابة.”
ظننت حينها أن هذا لا يشبه ليغرين، وها هو الآن يبدو كذلك مجددًا.
“حسنًا، الأمر منطقي.”
فقد ظهر وحش عالي المستوى وتسبب بكارثة. لا بد أنه منشغل ليلًا ونهارًا بترتيب الأمور.
ولحسن الحظ، لم تقع خسائر في الأرواح.
أنا الوحيدة التي أُصيبت. وقد يُعدّ ذلك حظًا عظيمًا لعائلة رودبل.
إذًا…
“لماذا ليغرين هنا؟”
عاد السؤال إلى نقطة البداية.
فتحت فمي لأطرحه عليه مباشرة.
“سيدي كبير الخدم…”
“نعم، انتظري لحظة. سأنادي الطبيب حالًا.”
لكن بدا أن ليغرين لم يكن مستعدًا للاستماع إلي.
نهض فجأة، فأمسكت بطرف سترته بسرعة، وكأنه على وشك مغادرة الغرفة.
لم يكن من طبعي القيام بشيء كهذا، لكن لم يكن لدي خيار، شعرت أنه إن غادر الآن فلن يعود.
“…!”
نظر إليّ بدهشة.
فسرعان ما أفلتت يدي وقلت:
“أنا آسفة لأني أمسكت بك دون إذن.”
“…”
“لكنني شعرتُ أنه إن لم أفعل، فستتركني خلفك، ولم أستطع تحمل ذلك.”
اهتزت نظرات ليغرين عند سماعه كلماتي.
ثم تنهد مجددًا وجلس إلى جانبي.
“لا، اللوم علي لأنني كنت مرتبكًا.”
ثم خلع نظارته وضغط بأصابعه على عينيه.
ورأيت عينيه الخضراوين وقد امتلأتا بالإرهاق.
وحين التقت عيناي بعينيه الغارقتين، ارتجفت دون وعي.
وخطر في بالي لون عيني وحش الأوغري ـ تلك العينان بلون المستنقع.
رغم أن اللون مختلف تمامًا.
“… يبدو أنني أصبتُ بصدمة نفسية.”
حتى رؤية لون مشابه ترعبني.
“صدمة…”
ضحكت ضحكة باهتة لا معنى لها.
“توقفي عن الضعف، يا أنا.”
تُركت من قِبل عائلتي، ومررت بالموت، وها أنا الآن أرتعد من ملاحقة وحش.
لكن…
“…لقد شعرتُ بالخوف.”
كان عليّ الاعتراف.
لقد خفتُ فعلًا.
كان نوعًا مختلفًا من الموت عن ذاك الذي اختبرته حين سقطت في الهاوية.
“لو لم يكن ولي العهد هناك، لكنتُ متُّ حقًا.”
وطبيعي أن تتجه أفكاري نحو ولي العهد ـ فيديل ديناف آربيدل.
لا، هل كان ذلك الرجل فعلًا ولي العهد؟
لأن…
“بدى وكأنه شخص مختلف تمامًا.”
ولي العهد في ذاكرتي كان شخصًا هشًا، بلا حياة.
كان…
“كأنه دمية.”
كنتُ أراه دائمًا من بعيد، ومع ذلك كنتُ أستطيع أن أميز.
ذلك الرجل كان يشبه الدمية.
حتى حين كان يبتسم، لم يكن يبدو صادقًا، وكانت عيناه فارغتين على الدوام.
أما الفتى الذي أنقذني من وحش الأوغري، فقد كان يشبه ولي العهد في مظهره، لكن كل شيء آخر كان مختلفًا.
حركاته، نبرته، بل وحتى عينيه.
“ما الذي حدث لولي العهد؟”
أنا متأكدة أنني عدتُ إلى الماضي.
ولي العهد في هذه الفترة كان يزور قصر الدوق كثيرًا لعلاقته برودبل.
لذا أنا أذكر تمامًا كيف كان شكله وتصرفاته في هذا الوقت.
“لا بأس إن تغيّر رودبل.”
لأني أنا من غيّرت رودبل.
لكن ولي العهد خارج نطاق تأثير رودبل.
المفترض أنه ما يزال كما في الماضي.
“هذا غريب.”
ما الذي جرى لولي العهد؟
لو كنتُ أنا القديمة، لما اهتممتُ بما إذا تغير ولي العهد أم لا.
لكن…
“أحتاج إلى رؤيته مجددًا.”
ثمة شيء فيه يزعجني.
وكأنني فاتني شيء مهم.
“أشعر أنني سأفهم إن رأيته مرة أخرى.”
لكن كيف يمكنني رؤيته؟
إنه ضيف شرف، محاط بالحرس من كل جانب.
“إلا إذا جاء هو لرؤيتي.”
لكن هل يرغب ولي العهد برؤيتي مجددًا؟
أنا لا شيء بالنسبة له.
“هل أطلب المساعدة من ميراكل؟”
هي ليست خطيبته رسميًا، لكن وعدا بالخطوبة، لذا قد يكون من الأسهل رؤيته من خلالها.
لكن هل سترغب ميراكل بمساعدتي؟
“…نعم، ليست فكرة جيدة.”
هززت رأسي بسرعة.
لا أعرف التفاصيل، لكن حين سقطتُ في الهاوية، كانت ميراكل تكنّ لي عداءً واضحًا.
عداء صريح لا لبس فيه.
لا يمكنني الطلب منها شيئًا دون أن أعرف متى بدأ ذلك الشعور.
ثم…
“سيدتي؟”
عاد صوت إلى أذني وأعادني إلى الواقع.
“صحيح.”
كنتُ مع ليغرين.
وكانت بيننا محادثة.
فلأؤجل التفكير بولي العهد لاحقًا.
وركّزت على ليغرين مجددًا.
“منذ متى وأنا نائمة؟”
كان عليّ أولًا أن أعرف كم مضى من الوقت منذ امتحان التأهيل.
وبحسب مظهر ليغرين، يبدو أن وقتًا ليس بالقليل قد مر…
حدّق ليغرين بي بصمت للحظة، ثم تنهد وأجاب:
“مرّ يومان ونصف.”
يومان ونصف.
كنت أتوقّع ذلك، لكن…
“أطول مما ظننت.”
أومأت برأسي.
ثم سألت:
“إذن… هل تعرف أين مارين؟”
لم يكن الأمر مهمًا جدًا، لكن أردت أن أعرف أين ذهبت خادمتي مارين ولماذا كان ليغرين هو من يعتني بي بهذا الشكل.
لكن…
“هاه؟”
تجمدت ملامح ليغرين فجأة.
“ما الخطب؟”
مرت مشاعر كثيرة في وجهه المتجمد.
غضب، و…
“هل هو محرج؟”
لماذا؟ كل ما سألته هو مكان مارين.
الأمر ليس طبيعيًا.
لابد أن شيئًا ما حدث أثناء غيابي عن الوعي.
“أخبرني من فضلك، كبير الخدم.”
“سيدتي، آسف، لكن هذا…”
“مارين خادمتي.”
قاطعته دون أن أسمح له بالرفض.
لأني كنت أعلم أنه إن لم أصرّ، فلن يخبرني.
أمسكت بطرف كمّه بإحكام، وسألته بعزم:
“أين مارين الآن؟”
“…”
حدّق ليغرين بي طويلاً، ثم تنهد بعمق وقال:
“الوحش عالي المستوى، الأوغري، الذي هاجمكِ، سيدتي…”
وفي اللحظة التي قال فيها ذلك، ظهر غضب عميق في عينيه الخضراوين.
ثم تابع بصوت بارد:
“هي الآن مسجونة في الزنزانة، بتهمة تعريض حياتك للخطر عبر استخدام رائحة استدرجت بها ذلك الوحش.”
“…ماذا؟”
ماذا فعلت مارين؟
للحظة، لم أفهم كلامه.
م.م: انصدمتوا؟ أنا كمان انصدمت لما عرفت أنو تميمة الحماية هي نفسها رائحة لجذب الوحش، لهيك لوسيا وين ما تخبت كان يلاقيها الأوغر 💔
لكن الصدمة لم تتوقف عند هذا الحد.
“وحاليًا…”
توقف ليغرين لحظة، وتغيرت ملامحه.
ونظر إليّ بعينين مليئتين بمشاعر متضاربة وقال:
“سيد العائلة يحقق معها شخصيًا.”
“…”
لم أتمكن من استيعاب ما يجري من كلمات قليلة.
لكن كان هناك شيء واحد مؤكد.
مارين لن تعود.
“هاااه…”
في زنزانة رطبة مظلمة.
“أرجوكم… توقفوا…”
كان صوتها المبحوح يخدش حلقها مع كل كلمة.
جفّت دموعها منذ زمن.
ومع ذلك، لم يكن أمام مارين سوى التوسل.
“اقتُل…ني…”
للشيطان الأبيض الشعر، الذي يقف أمامها بلا رحمة.
م.م: وصف جميل للدوق 🤣
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات