أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“لا يوجد شيء مجاني في هذا العالم.”
أدركتُ ذلك بشكل مؤلم عندما سقطت في الهاوية.
لقد تخلوا عني، مقابل رغبتي في وجود أبٍ وعائلة.
“لقد عقدتُ صفقة مع إله شرير وعدت.”
اتخذتُ “آين” كمعلمٍ لي مقابل إيجاد <كتاب أيلا الطبي>،
وأصبحتُ تلميذة “ليغرين” من خلال رهان.
كل شيء هو تكرار للصفقات.
إذا حصلتَ على شيء، فلا بد أن تدفع مقابله شيئًا.
“إذًا فلا بد أن يكون لهذا ثمنٌ أيضًا.”
خاصةً نواة وحش مانا لا يمكن العثور عليها حتى لو بحثتَ في العالم كله.
أتساءل كم سيكون الثمن الذي يُعادل ذلك…
“آه، أحقًا؟ إذًا تقولين إنك لن تقبليها دون مقابل؟”
بدا أن ولي العهد فكّر قليلًا، ثم ابتسم ابتسامة مشرقة وقال:
“حسنًا. سأخبركِ إذا كنتِ تريدين. الثمن الذي ترغبين به كثيرًا، آنستي.”
خطوة، خطوة. اقترب ولي العهد مني ببطء.
كان شعره، وجلده، وملابسه جميعًا مغطاة بالرماد، لكنه ظل متلألئًا بجماله.
بدا وكأن لا شيء في العالم يمكن أن يُدنّسه.
اقترب حتى أصبح أمامي مباشرة، ثم انحنى وهمس في أذني:
“ما أريده هو…”
بلعت ريقي.
قبضت على يدي بقوة.
ما الذي يريده ولي العهد يا ترى؟
بما أنه يُعادل مادةً عظيمة مثل نواة وحش مانا، فلا بد أنه أمرٌ هائل.
هل يمكنني تحمّله فعلًا؟
وإن كان ممكنًا، فعليّ تحمّله.
“أنا بحاجة إلى هذه النواة.”
مادة غامضة بإمكانات لا نهاية لها.
أستطيع أن أفعل أي شيء بها.
ربما… حتى كسر ختم الإله الشرير…
ركّزت كل انتباهي على الكلمات التي سيقولها ولي العهد.
لكن…
“فيديل.”
“…عذرًا؟”
“ناديني فيديل. بدلًا من ‘سمو ولي العهد’.”
ذهلتُ للحظة من كلماته غير المتوقعة ولم أتمكّن سوى من الرمش.
إن كان فيديل، فهذا يعني…
“تطلب مني… مناداتك باسمك؟”
“تفهمين بسرعة كما توقعت.”
ابتسم ولي العهد برضى.
لكن على عكس كلامه، لم أفهم شيئًا على الإطلاق.
لأن…
“لماذا؟”
“همم؟”
أمال رأسه.
وفهمت أقلّ.
“الاسم… هو شيء يُنادى به بين المقرّبين فقط.”
بالنسبة للنبلاء، الاسم أشبه بلقب لا يُستخدم إلا بين العائلة، أو الأصدقاء، أو الأحباء.
لكنني لستُ شيئًا من ذلك بالنسبة له، فلماذا يطلب مني مناداته باسمه؟
“لو كانت ميراكيل، لربما فهمت…”
لا أستوعب نيّته إطلاقًا.
“هل هذا مهم؟”
“عذرًا؟”
“إذًا ما رأيك بهذا؟ أنني أريد أن أقترب منكِ أكثر، آنستي.”
قالها وهو يبتسم ابتسامة نقيّة وصافية، من الصعب تصديق أنه هو نفس الشخص الذي أحرق الأوجر قبل قليل بقوة غامضة.
للحظة، خفق قلبي.
“لكن…”
مع ذلك، ترددت.
لأن…
“لم أنادِ أحدًا باسمه من قبل.”
عدا أشخاص مثل فانسيس وإستيو، لم أنادِ أي شخص خارج رودبل باسمه من قبل، لذلك ترددت دون سبب.
“تماسكي!”
صرخت في داخلي.
الشرط للحصول على نواة الوحش هو أن أناديه باسمه. فرصة كهذه لا تتكرر.
…لكن شفتي لا تتحركان بسهولة.
“هل الأمر صعب لهذه الدرجة؟ إذًا ما رأيك بهذا.”
“…؟”
“لوسيا.”
“…!”
تفاجأت من الاسم الذي سُمع فجأة، ونظرت إلى ولي العهد.
حرّك شفتيه ببطء مرة أخرى، بابتسامة دافئة على وجهه.
“لوسيا.”
“آه…”
“ما رأيك؟ ناديتكِ باسمك أولًا، لذا يمكنكِ ذلك أيضًا، أليس كذلك؟”
حثّني بلطف.
حدّقت فيه بشرود، ثم فتحت شفتي ببطء.
“فيـ…”
لكن في تلك اللحظة…
دَقْدَقْ! دَقْدَقْ!
صوت خيول كثيرة قادمة من بعيد.
ثم…
“سمو الأمير!”
“آنستي!”
أصوات يائسة اقتربت تدريجيًا.
“آه.”
عند سماع الصوت، ابتسم ولي العهد بأسف وتراجع خطوة عني.
“قوليها لي في المرة القادمة.”
“انتظر، لحظة واحدة.”
أمسكته بسرعة.
وسألت ولي العهد، الذي كان ينظر إليّ.
“لماذا الاسم بالذات؟ هناك أمور أخرى كثيرة.”
لم أستطع الفهم على الإطلاق، لذا سألت.
تأملني للحظة، ثم ابتسم برفق وقال:
“فقط… لأنني أريد سماعه. منكِ…”
وفي نفس اللحظة التي اختفت فيها تلك الكلمات الغامضة، خرج الناس على ظهور الخيل من خلف الأشجار.
أسرعتُ وأخفيت نواة الوحش في جيبي.
لحسن الحظ أن حجمها صغير…
كنت أفكّر بهذا حين توقّف حصان أمامي فجأة.
ومن دون أن أرفع رأسي، قفز شخص من الحصان واحتضنني بقوة.
“الحمد لله، الحمد لله… أنا سعيد لأنكِ بخير.”
لم أستطع رؤية وجهه من شدة العناق، لكنني عرفت على الفور من هو.
“…القائد…”
إنه “آين”.
لكن…
“يداك ترتجفان؟”
تفاجأت لوهلة ونظرت إلى وجهه.
وفي اللحظة التي رأيت فيها وجهه، انقطع نفسي.
لأن…
“آين يبكي.”
م.م: آين 🥹🥹 هو ملح القصة
لم أكن واهمة.
قطرات، قطرات. شعرت بأن كتفي أصبحت مبتلة.
“…بسببي.”
شعرتُ بندم عميق لأني أقلقته.
ترددت، ثم ربّتّ على ظهره بلطف.
ارتجف جسده قليلًا.
“…أنا آسفة.”
“…لا داعي لأسفكِ، آنستي. ليس ذنبكِ. لا حاجة للاعتذار. أنا فقط…”
زاد من شدّة عناقه لي.
“أنا فقط ممتن لأنكِ بخير.”
كان صوته المرتجف المليء بالدموع صادقًا.
“آين” كان قلقًا عليّ من أعماق قلبه.
“هناك من قلق لأجلي.”
رغم أنني آسفة لآين…
إلا أنني كنت سعيدة في تلك اللحظة.
يكفيني أن هناك شخصًا واحدًا في هذا العالم لا يريد لي الموت.
لكن…
هيييييينغ!
خرج حصان آخر من بين الشجيرات، وركض نحونا شخصٌ آخر.
“آنستي! هل أنتِ بخير؟”
عرفت من الصوت على الفور.
“إنه ليغرين.”
لكن بدا صوته طارئًا بشكل غير معتاد.
التفت نحوه… ثم تجمّدت.
لأن…
“أهذا حقًا ليغرين؟”
شعرٌ أخضر، عينان خضراوان داكنتان، ونظارات بإطار فضي كل خصائص “ليغرين”.
لكن…
“…في حالة يُرثى لها؟”
شعره غير المرتّب مغطّى بالأوراق اليابسة، وزيّ كبير الخدم الذي كان يرتديه دائمًا بدقّة، ممزّق ومجعّد.
حتى عدسات نظاراته كانت مشروخة.
إنه ليغرين، لكنه لا يبدو كـ”ليغرين”.
تفحص حالتي بدقة، ثم تنفس الصعداء.
“أشعر بالراحة لأنكِ لم تتعرضي لإصابات خطيرة. أولًا، يجب أن يراكِ طبيب…”
“سأبقى إلى جانبها لحمايتها…”
كان “ليغرين” و”آين” يتحدثان.
أما أنا فحدّقت بهما بشرود.
“لم يكن هناك شخصٌ واحد فقط.”
بل كان هناك المزيد من الناس في هذا العالم، قلقوا لأجلي.
لم أتخيل أبدًا أن من بينهم سيكون “ليغرين”…
لسببٍ ما…
“أشعر بالطمأنينة.”
وأشعر بالنعاس.
وفي اللحظة التي ارتخت فيها أعصابي، بدأ العالم يدور.
“─آنستي!”
“يا إلهي…!”
وكان آخر ما رأيته هو وجهيهما القلقين ينظران إليّ، قبل أن تنطفئ رؤيتي تمامًا.
قبل اختبار التأهيل في رودبل بشهرٍ واحد.
لم تستطع “كاري”، التي تمّ تعيينها لمرافقة ولي العهد إلى جانب “أيدن”، أن تنام من الحماس طيلة شهر.
وأخيرًا، في يوم الامتحان…
“سأتمكن من رؤية آين ريكسوس، صحيح؟”
“أيدن”، الذي كان يمشي في الردهة معه، عبس عند سماع كلماته.
لكن “كاري” لم ينتظر جوابًا، بل تابع الكلام:
“وسأرى دوق رودبل عن قرب! من كنت أسمع عنه فقط في الإشاعات!”
“…”
“يقال إن امتحان رودبل يُقام في مبنى أبيض فاخر، والمبنى مشهور بجماله وروعته…”
رودبل هذا، ودوق رودبل ذاك، وهيبة فرسان المانغا، وبطولات “آين ريكسوس”…
ظلّ “كاري” يتحدث بلا توقف حتى وصلا إلى نهاية الردهة الطويلة.
وفي النهاية، لم يتحمّل “أيدن” أكثر وصرخ:
“أغلق فمك، كاري!”
اتسعت عينا “كاري” من صراخ “أيدن” المفاجئ.
ثم خفَض حاجبيه بأسى وقال:
“شخصيتك سيئة، أيدن…”
وللأسف…
“تبًا!”
شعر “أيدن” أنه على وشك الجنون من تعابير “كاري” التي كانت تُظهر شفقة حقيقية عليه وكأنه مضطرب نفسيًا.
“من الذي شخصيته سيئة؟!”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات