أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
تفاجأ “فانسيس” وهو يمسك بـ”ميراكل” دون قصد، وبدأ يتفقد جسدها بسرعة، لكنه لم يجد أية إصابات، ولحسن الحظ، كانت بخير.
“ميراكل، ماذا حدث؟ أخبريني!”
رغم إلحاح “فانسيس”، لم تجبه “ميراكل” إلا بهزّ رأسها، والدموع تنهمر من عينيها.
تنهد “فانسيس” بعمق وسأل مرافق “ميراكل”:
“أنت، أخبريني، ماذا حدث؟”
“هذا…”
وقبل أن يبدأ الفارس الشاحب الوجه بالكلام…
“ما كل هذه الفوضى؟”
رنّ صوت عميق فجأة، فانتفض “فانسيس” والفارس، والتفتا نحو مصدر الصوت.
شعر أبيض كالثلج، وعينان أرجوانيتان. تجمد جسد “فانسيس” عندما تعرف على صاحب الصوت.
“آه، أبي.”
وما إن سمعت “ميراكل” كلمة “أبي”، حتى رفعت رأسها فورًا واندفعت إلى أحضان الدوق.
“بابا…!”
“…نعم، لا بأس الآن.”
احتضنها الدوق ببراعة، ثم وجّه نظره إلى “فانسيس” والفارس.
حبس الاثنان أنفاسهما أمام نظراته الخالية من أي دفء، كأنها حقول جليدية.
“اشرحا. ماذا حدث؟”
“ه، هذا…”
وقبل أن تتمكن مرافقة “ميراكل” من الحديث وهي تبتلع ريقها بصعوبة…
“كان هجومًا مفاجئًا من رجل الغول!”
تدخّل “ريفيل ويد”، الذي كان يراقب من الخلف، فجأة وصرخ بهذه الكلمات.
عندها ارتفع حاجبا الدوق.
“ماذا قلت؟ رجل غول؟”
صاح “ليجرين”، الذي جاء مع الدوق، من الصدمة.
“رجل غول… أهو نفس الرجل الغول الذي أعرفه؟”
سأل مندهشًا، فأومأ “ريفيل ويد” برأسه بسرعة.
“هذا مستحيل. لا يمكن أن يظهر وحش عالي المستوى مثل رجل الغول! نحن أطلقنا فقط وحوشًا منخفضة المستوى، فكيف…؟”
وفجأة، وكأن شيئًا خطر بباله، التفت “ليجرين” إلى الدوق بتعبير متجهم.
أما “ريفيل ويد”، الذي بدا أنه وجد فرصته، فقد صاح بحماسة:
“رأيت ذلك الرجل الغول المرعب يحاول تهديد الآنسة ميراكل، فتدخلت أنا، ريفيل ويد، فورًا، وقمت بحمايتها حتى أوصلتها إلى هنا بسلام!!”
ثم ضرب صدره بفخر.
وقبل أن يرد مرافق “ميراكل”، الذي كان ينظر إلى “ريفيل” بتعبير لا يُصدق، ويبدأ بهزّ رأسه..
“…!”
رأى رجلًا ضخمًا يقترب بسرعة من بعيد، فاعتدل في وقفته.
وصل الرجل في لحظة – كان “آين” – وتحدث إلى الدوق:
“علينا أولًا تهدئة الفوضى، ثم نشر الفرسان…”
لكن عينا “آين”، أثناء تقاريره، وقعت على “ريفيل ويد”.
وحين التقت نظراته به، توترت كتفا “ريفيل” فورًا.
ثم تنهد “آين” بعمق.
“أمرٌ مريح. وجودك هنا يعني أن الآنسة بخير أيضًا.”
“أجل، بالطبع!”
أجاب “ريفيل” بصوت عالٍ، وفخر واضح.
“كنت المسؤول عن حمايتها.”
كان وجه “ريفيل” مليئًا بالزهو، وهو يتخيل في عقله أنه سيُعين نائبًا لقائد الفيلق الثاني بعد هذا الإنجاز العظيم.
“…ماذا؟”
لكن رد “آين” كان مختلفًا تمامًا عما تخيّله.
“…ماذا قلت للتو؟ من؟”
“نعم؟ الآنسة ميراكل-“
لم يكمل جملته.
فقد أغلق “آين” المسافة بينهما في لحظة، وأمسك بياقة سترته.
“القائد ريكسوس! ما الذي تفعله؟!”
هرع “ليجرين” ليمنعه من هذا التصرف المفاجئ، لكنه تجمد في مكانه حين سمع كلمات “آين” التالية:
“الشخص الذي كان عليك حمايته بوضوح… هي الآنسة لوسيا.”
“ك، كخخ! أ، أختنق…!”
“قل لي فورًا، أين هي الآنسة لوسيا؟!”
“سيدي… سيدي الدوق… ساعدوني…”
توسل “ريفيل ويد” إلى من حوله، وعيناه محمرتان، لكن الجميع كان يرمقه بنظرات باردة، قاسية.
بدأت عينا “ريفيل” تحمرّان أكثر.
وسط دمعه المنهمر الذي أعاق رؤيته، كان يشعر فقط بنية القتل الواضحة في “آين”.
‘ما الذي فعلته بحق الجحيم؟!’
م.م: خلِصنا منو آين 🤬🤬🤬
ما كان مؤكدًا هو أنه قد يموت بالفعل.
‘أحدهم… أنقذني!’
لكن رغم اشتعال قلبه برغبة النجاة، بدأ وعيه بالتلاشي تدريجيًا.
“كم هو سخيف.”
دخل شخص غير مدعو.
لم يحرك “آين” سوى عينيه ليرى من القادم.
“أن يحدث هذا في رودبل… يا لها من خيبة أمل.”
اقترب فتى جميل بشعر بلاتيني ناعم بخطوات رشيقة.
تراجع “ليجرين” خطوة عند رؤيته، وتراخت قبضة “آين” قليلًا.
في تلك اللحظة، شعر “ريفيل” بالأمل.
‘إنه المنقذ.’
ذلك الفتى، الجميل كالملائكة، القوي بشكل لا يُصدّق، هو الوحيد الذي يمكنه إنقاذه!
جمع “ريفيل” قواه بصعوبة، وسحب طرف كمّ الأمير.
استدار الفتى – ولي العهد – نحوه، وحرّك “ريفيل” شفتيه بصعوبة:
أنق… ذني.
“آه…”
هل قرأ شفتيه؟
أومأ ولي العهد برأسه، وابتسم.
نعم، إنه المنقذ بلا شك.
وفي اللحظة التي شعر فيها “ريفيل” بالراحة…
سويش.
…دُف.
لمعة حمراء كالغروب، وصوت شيء يسقط على الأرض.
“هاه…؟ ما الذي…؟”
حرّك “ريفيل” عينيه للأسفل ببطء.
‘خنجر؟’
كانت تلك اللمعة بسبب انعكاس الشمس على نصل الخنجر.
ومن رأس ذلك النصل الحاد، كانت تقطر قطرات دم حمراء زاهية.
إذاً، ماذا قطع هذا الخنجر؟
تبع “ريفيل” قطرات الدم بنظره إلى الأرض.
وكانت هناك… يد تتدحرج على التراب.
يد؟ لماذا يد…؟
“آاااااااه!!”
صرخ “ريفيل” بجنون حين أدرك متأخرًا أنها يده هو.
أفلت “آين” ياقة سترته.
دُف!
سقط “ريفيل” أرضًا، وهو يمسك بمعصمه المقطوع، يتأوه بمرارة.
أسرع “ليجرين” يأمر الفرسان بنقل “ميراكل” و”فانسيس” إلى مكان آمن، ثم اقترب من ولي العهد.
“سيدي، ماذا تفعل بحق السماء؟!”
“لقد قال لي: اقتلني.”
“م، ماذا؟!”
“قالها بلسانه. اقتلني.”
“أنا، لم أفعل!!”
“آه، حقًا؟”
هز ولي العهد كتفيه وكأنه نادم.
“أوه، يبدو أنني أخطأت. آسف.”
“هذا غير معقول، سيدي…”
“لكن، ليجرين.”
تجاهله تمامًا، واقترب ولي العهد من الدوق.
رغم أن الفرق بين طولهما يزيد عن شبرَين، لم يبدُ على ولي العهد أي رهبة.
بل كان يبتسم بثقة، وقال وهو ينظر في عيني الدوق مباشرة:
“إلى أي درجة يُهمل هذا البيت أفراده، حتى يجرؤ حثالة مثل هذا أن يصرّح علنًا بأنها تُركت؟”
“……”
تأمل الدوق ولي العهد بصمت، بابتسامة ساخرة.
لكن الابتسامة اختفت فجأة.
وبقي فقط توبيخ بارد.
“إن ماتت لوسيا رودبل…”
نقَر بإصبعه الطويلة والأنيقة على صدر الدوق.
ثم همس، وهو يحدّق بعينيه الرماديتين الباردتين:
“تذكّر. أنت من قتلها.”
“……”
لم يجب الدوق، ولم يرمش، ولم يُظهر حتى أنه يتنفس.
كان واقفًا كدمية، يحدق بولي العهد بصمت.
وفي تلك اللحظة…
“سيدي! لقد أعدتُ الحصان!”
ركض فارس إمبراطوري وهو يسحب حصانًا.
نظر ولي العهد إلى الدوق بنظرة أخيرة دون أي ندم، ثم امتطى الحصان.
ودخل إلى الغابة مباشرة.
“ا، انتظر! سيدي!”
هرع الفرسان الإمبراطوريون خلف ولي العهد.
“سيدي، سأبدأ بالبحث أيضًا.”
دون انتظار جواب، تبعهم “آين” إلى الغابة.
وكأن المكان قد اجتاحه إعصار، ساد صمت بارد.
ولم يتبقَّ سوى “ريفيل ويد” المغمى عليه و…
“سيدي…”
نظر “ليجرين” إلى الدوق بنظرة معقدة.
حاول بصعوبة كبح تنهيدة صاعدة.
ما زالت كلمات ولي العهد تتردد في أذنه:
“إلى أي درجة يُهمل هذا البيت أفراده، حتى يجرؤ حثالة مثل هذا أن يصرّح علنًا بأنها تُركت؟”
عند سماعه لتلك الكلمات، شعر قلب “ليجرين” بالانقباض.
ليس لأنه شعر بالخزي أو الغضب.
بل لأن ما قاله كان حقيقيًا، ولا يمكن إنكاره.
‘بماذا يفكر سيدي؟’
و…
‘ما الذي أفعله أنا أيضًا؟’
م.م: حبيييت ولي العهد 🔥🔥🤣
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات