أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لم يكن من المفترض أن أنحني أمام فارس حراسة، لكن سلوكه كان وقحًا بشكل مبالغ فيه.
“……”
“ماذا؟ لماذا تحدقين بي هكذا؟!”
حين حدّقت فيه بصمت، ارتبك وكأنه شعر بالذنب، لكنه بدلًا من الاعتذار، هاجمني بالسؤال.
“يكفي.”
الحوار لا يُجدى مع من لا يفهم.
لو أشرت إلى سلوكه الآن، فلن يؤدي ذلك سوى إلى جدال عقيم لا طائل منه.
لذا، عبّرت باختصار عما أردت قوله:
“لنعد الآن.”
“أ… ألآن؟”
سألني بدهشة واضحة على وجــهه.
“لا، لماذا نعود الآن ونحن لم نصطد شيئًا يُذكر؟”
كان يبدو غير راغب بتقبّل قراري.
كِدت أن أذكر طيور الموومو، لكنني كتمت لساني.
فهو لن يُصغي على أي حال، بل وربما أضيع وقتي بمشادة أخرى معه.
لذا قلت ببساطة:
“أنا خائفة.”
“……عذرًا؟”
حدّق بي ليفل ويد بدهشة.
نظرت إليه بثبات وقلت بوضوح:
“وحوش المانا مخيفة للغاية. أريد العودة الآن.”
“لا، ما هذا الكلام…”
نظر بخفة إلى كيس الوحوش الثقيل، وجهه ممتلئ بالحيرة.
نظراته كانت تقول بوضوح: “لقد اصطدتِ هذا القدر، والآن تقولين إنك خائفة؟ أي هراء هذا؟”
من المؤكد أنه كان على وشك قول ذلك صراحة.
لكن، حسنًا…
“إذًا، لنعد الآن. سير ليفل ويد.”
ماذا يمكنه أن يفعل أمام عبارة: “أنا خائفة”؟
أنا من تقوم بالصيد.
“هاه… لا، آه…”
مرّر ليفل يده بين خصلات شعره بعصبية.
“لا يمكننا العودة الآن… لم تتح لي فرصة التميز بعد…”
تمتم بهذه الكلمات، وقد ظنّ أنني لن أفهم.
“آه.”
الآن بدأت أفهم سبب اضطرابه.
“إنه بحاجة إلى إنجاز يُحسب له.”
لو حقّق نجاحًا بارزًا في اختبارٍ كهذا، وسط كل وجوه النخبة في الإمبراطورية، فقد يحصل على معاملة أفضل.
بل ربما يُرشّح للترقية الخاصة.
“ألم يُطرد نائب قائد فرسان الفوج الثاني سابقًا مع زيلارك بسبب الفساد؟”
كل شيء أصبح واضحًا.
ليفل ويد يطمح إلى المنصب الشاغر لنائب قائد فرسان الفوج الثاني.
“مؤسف، يا سير ليفل ويد.”
“لنعد.”
أنا لست مستعدة لأن أضحّي بنفسي لأجل طموحاتك.
لكي تتألق، عليّ أن أكون في خطر.
وهذا لن يحدث.
“آه، بحق الجحيم!”
صرخ بغضب حين لم تسر الأمور كما أراد.
حسنًا، لا يهم.
“لننطلق.”
“هييييع!”
وكأن الحصان قد قرأ أفكاري، استدار على الفور.
نظرت إلى رأسه بدهشة جديدة.
كيف يمكن أن نكون بهذه الدرجة من الانسجام؟
“هل هذا الحصان من رودبل أيضًا؟”
ما جنسه؟
هل له اسم؟
سأضطر لإرجاعه بعد انتهاء الصيد، أليس كذلك؟
“كم هذا مؤلم.”
لم أشتهِ شيئًا من قبل سوى الحنان.
لكنني الآن شعرت بخيبة أمل عميقة عند التفكير في الوداع القريب لهذا الحصان.
ربّتُّ على لبدته السوداء بلا سبب محدد.
إحساس الشعر المصقول وهو ينساب بسلاسة كان لطيفًا.
ودفء جسده المتسلل عبر اللِّبدة، كان مطمئنًا.
“دافئ…”
شعور جميل.
تمتمت بخفة…
“فوروروت!”
كأنما يردّ عليّ، أطلق الحصان شخيرًا قصيرًا.
ابتسمت قليلاً، ونظرت خلفي.
كان ليفل يتمتم بانزعاج وهو يتبعني مجبرًا.
وكنا نعود نحو موقع الاختبار.
دُمب.
شدَدت لجام الحصان وتوقّفت فجأة، إثر اهتزاز خافت شعرت به.
نظرت حولي، أظن أنني قد تخيّلت الأمر… ثم سألت ليفل:
“سير ليفل، هل شعرت باهتزاز ما؟”
“اهتزاز؟ ما تقصدي—”
كان على وشك الرد، ولا يزال ملامحه مفعمة بالضيق، ولكن…
“كوو-أووونغ!”
“……!”
هذه المرة، شعرت به بوضوح.
وتغيرت ملامح ليفل أيضًا.
الأرض تهتز.
“زلزال؟”
لا، الإحساس مختلف عن الزلزال.
لم تكن الأرض تهتز بعشوائية، بل كأن شيئًا ثقيلًا يسقط فوقها ويجعلها ترتجف.
لكن ما الذي يمكن أن يكون بهذه الضخامة في هذه الغابة؟
وليس ذلك فقط…
“دُمب… كووونغ… دُمب دُمب!”
الاهتزازات كانت تتسارع، وتزداد قوة.
أدركت على الفور.
شيء ما يقترب.
شيء بالغ الخطورة، جعل حتى طيور الموومو تهرب.
نحو هذا الاتجاه…!
“سريعًا، لنسرع!”
“اللعنة! ما الذي يحدث؟!”
أخيرًا، أدرك ليفل خطورة الموقف، وارتسم الشحوب على وجهه، وبدأ يركض.
وأنا أيضًا، ركبت الحصان، ودفعته لينطلق بأقصى سرعته.
“دُمب… دُمب دُمب دُمب!”
وكأن الشيء الذي يطاردنا قد لاحظ فرارنا، بدأ هو أيضًا يسرع أكثر.
قلبي كان مضطربًا بشدة، وكأن الخطر يقترب من ظهري أكثر فأكثر.
حتى بدأت أطراف الغابة تلوح في الأفق.
إن وصلنا هناك، سنجد الكثير من فرسان النخبة، بمن فيهم آين.
حتى لو لم نعرف ما هو الشيء الذي يلاحقنا، فإننا سنجد المساعدة.
ربما كان ليفل يفكر في الشيء ذاته، فقد ركّز نظره فقط للأمام وركض.
لكن حينها…
“كييااااا! م-ما هذا؟!”
صرخة فتاة حادة اخترقت أرجاء الغابة.
أوقفت حصاني فورًا، ونظرت جانبًا.
وكما توقّعت، كانت الصرخة من ميراكل.
لابد أنها، أثناء عودتها بعد الانتهاء من صيدها، قد رأت نفس الشيء الذي يلاحقنا.
“آ، آنسة!”
وفي ذات اللحظة، ظهر الكائن الذي يطاردنا بين الأشجار.
حين رأيته، انحبس أنفاسي.
“ذاك هو.”
وحش مانا من الدرجة العليا — أوغر مان. (غول)
بشرة داكنة كأنها مغطاة بالوحل، وجسد ضخم كالجبال.
ظهر يحمل ثلاثة قرون، وهراوة ضخمة مرصعة بالأشواك في يد بستة أصابع.
من بين وحوش المانا العليا، قد لا يكون الأذكى، لكنه بلا شك من الأقوى، وأكثرها دموية.
أنا أعرف هذا الوحش جيدًا.
لأن…
“هذا الوحش… هو من قتل آين.”
لقد فقد آين حياته بسببه.
أبغض وحش مانا في الوجود.
ولكن… لماذا هو هنا؟ ولماذا الآن؟ دون إنذار؟ دون إشعار مسبق؟
لا، هذا ليس المهم الآن.
المهم هو…
“آه، آنسة! اهربي بسرعة!”
“هـه… قدماي لا تتحركان!”
ميراكل كانت جالسة، عاجزة عن الحركة.
وازداد الموقف سوءًا حينما فرّ حصانها الأبيض خائفًا من رؤية الأوغر مان.
ركض فارس مرافقتها وهو يحملها، لكنه لن يتمكن من الهروب بتلك الوتيرة.
بهذه الحال، ميراكل في خطر.
كُنت على وشك توجيه حصاني نحوها، لكن ترددت للحظة، إذ ومضت فكرة في رأسي:
“……”
هل عليّ مساعدتها حقًا؟
لأن…
“ميراكل هي من دفعتني إلى الهاوية، أليس كذلك؟”
صورتها وهي تدفعني وتضحك ساخرة لا تزال محفورة في ذاكرتي.
فلماذا أساعدها الآن؟
حدّقت بها بصمت، وهي تبكي بين ذراعي فارسها.
ثم قبضت على يدي بقوة.
“ليست المساعدة من أجل ميراكل.”
إذا أصيبت ميراكل على يد الأوغر مان، فسيُعلّق الاختبار.
ولست أدري متى ستأتي فرصة أخرى.
“إنها فرصة بالكاد حصلتُ عليها.”
ولا يمكنني التفريط بها.
لكن… كيف؟
“عليّ جذب انتباه الأوغر مان.”
ومما أعلمه، أن الأوغر مان يطارد ما يركض أمامه بسرعة.
“ليفل—”
استدرت نحوه لأطلب المساعدة… لكن لم أتمكن من قول شيء.
“آنسة! سأنقذك!”
لقد سبقني، وركض نحو ميراكل، تاركًا إيّاي خلفه.
“هاه.”
ضحكت ساخرًا، ولم أندهش.
لكن…
“ما هذا؟”
رغم أن ليفل يركض أولًا، إلا أن الأوغر مان يتجه نحوي.
وكأنه يلاحقني أنا.
“مستحيل.”
الأوغر مان ليس ذكيًا بما يكفي ليختار هدفًا كهذا، وحتى إن كان، فلماذا أكون أنا؟
“دعني أختبر الأمر.”
مزّقت كيس الوحوش المعلّق بجانب الحصان ورميته بعيدًا.
وسقطت جثث الوحوش منخفضة الدرجة التي اصطدتها واحدة تلو الأخرى.
وانتشرت رائحة الدماء النتنة على الفور.
وكان من المفترض أن تكون هذه الرائحة طُعمًا لا يُقاوَم للأوغر مان الذي يتغذّى على هذه الوحوش.
لكن…
“أوووووو!”
“دُمب! دُمب! كوونغ—!”
أزاح الأوغر مان جثة الوحش التي طارت نحوه بضربة من هراوته، واندفع نحوي بحماسة أشد.
م.م: الأحداث ولعت 🔥🔥🔥
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات