أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“ماذا؟”
“لماذا كذبتِ؟!”
“……”
“أأنتِ غبية؟ هل تظنين فعلًا أنني دخلت الغرفة لأُنقذك؟”
ما الذي يهذي به هذا الأحمق؟
كنت مشدوهة لدرجة أنني لم أستطع حتى الضحك.
“اترك يدي.”
“أجيبي أولاً—”
عضة!
“آاااخ!”
حين غرزت أسناني في يده بقوة، صرخ فانسيس من المفاجأة وأفلتني على الفور.
ارتدّ جسدي إلى الوراء وتمايلت.
“أنتِ… ماذا فعلتِ لتوكِ؟”
صرخ فانسيس، وجهه شاحب.
نظرتُ عن كثب، فوجدت أثر عضة حمراء على ظهر يده.
هاه، تستحق ذلك.
“تسأل؟ عضَضتُكَ طبعًا.”
“أأنتِ مجنونة؟!”
“نعم، كان عليك أن تتركني عندما طلبتُ ذلك.”
“أنتِ!!”
انفجر فانسيس من الغضب مرة أخرى.
بلا شك، فانسيس في هذا العمر…
“مزعج.”
فانسيس البالغ كان أكثر ذكاءً، ولم يكن يتورط في مضايقات طفولية.
أما فانسيس الصغير ذو الأحد عشر عامًا، فبائس لدرجة لا تستحق الرد عليه.
“كنتُ أخاف من هذا؟”
حقًا، محبط للغاية.
لم أُخفِ مشاعري وحدقت فيه مباشرة.
ارتجف جسده.
“كنتَ تسأل لماذا كذبتُ، صحيح؟”
“ن-نعم! ظننتُ أنكِ… ربما كنتِ تتصرفين وكأنكِ تساعدينني—”
“لا تتوهّم، فانسيس.”
“……!”
اتسعت عينا فانسيس، وقد فقد القدرة على الرد فجأة.
اقتربتُ منه ببطء.
كنا تقريبًا في نفس الطول.
بالنظر إلى أنني كنتُ متقزمة بسبب سوء التغذية، فهذا يوضح كم كان فانسيس صغيرًا وضعيف البنية في تلك المرحلة.
أن يكون أصغر من أقرانه كان نقطة ضعف وعُقدة في شخصيته.
وفخره كأحد أفراد عائلة رودبيل، لم يكن ليتحمل ذلك بسهولة.
حتى الآن، وجهه أخذ يحمر تدريجيًا مع استمرار نظراتي له.
استمتعتُ بتلك الملامح، وابتسمتُ بسخرية.
“لا تفهم الأمر بشكل خاطئ. كذبتُ لأنني لا أريد التورط في مشاكل لا داعي لها. لم يكن من أجلك.”
“……أنتِ……”
“توقف عن ظنّك أن الجميع سيفعلون المستحيل من أجلك. ذلك مقزز.”
“……”
بقي فانسيس صامتًا، وكأن كلماتي قد سلبت منه القدرة على الرد.
وبنظرة شفقة، غادرت الغرفة الفوضوية بهدوء.
وبينما كنت أمشي في الممر المؤدي إلى غرفتي، توقفت فجأة.
“بفف…”
غطّيت فمي بكلتا يديّ، وانحنيت.
لكن…
“بفف—بهاهاهاها!”
انفجرت ضاحكة بصوت عالٍ.
شعور عارم من النشوة اجتاح جسدي من الرأس حتى القدمين.
لم أستطع نسيان ملامح فانسيس حين وقف عاجزًا عن الكلام، مذهولًا.
“هذه أول مرة.”
لطالما كنت أتحمل بصمت حين أُظلم.
لكنها المرة الأولى التي أردّ فيها الصاع… وكان ذلك مثيرًا للغاية.
قدماي أصبحتا خفيفتين وكأنني أطير.
قلتُ لفانسيس إنني كذبت لأني لا أحب التورط في الأمور المزعجة.
أغمضت عينيّ وبدأتُ أدندن بلحن صغير.
لكن الحقيقة مختلفة.
وإن سارت الأمور كما أرجو…
“سيأتي هو إليّ قريبًا.”
والدي، دوق إيغو رودبيل.
فتحت باب غرفتي.
وتوقفت على الفور عندما رأيت ما خلفه.
غرفة موحشة بالكاد تُسمى غرفة.
جزيئات الغبار تطفو في ضوء الشمس الخافت المتسرّب من نافذة مقوّسة صغيرة.
وفي منتصف الغرفة، مرتبة بالية وبطانية رقيقة بالكاد تكفي.
“نعم.”
منظر مألوف.
الآن فقط بدأت أستوعب.
لقد عدت… إلى قبل عشر سنوات.
“وهذه المرة… لن أعيش كما في السابق.”
عاهدت نفسي من جديد.
وفي اليوم التالي، جاء دوق رودبيل يطلب رؤيتي.
وقد أرسل ليغرين بيدلان بنفسه لاصطحابي.
في البداية تفاجأتُ من مجيء كبير الخدم بنفسه، لا خادم عادي، لكن سرعان ما فهمت السبب.
“لماذا كذبتِ البارحة؟”
سألني بصوته الهادئ، بينما نسير في ممر هادئ خالٍ من البشر.
كما توقعت. كان هذا هو السبب الحقيقي.
كنت أعلم أن ليغرين سيشك في كذبتي.
وهذا ما أردته.
بهذه الطريقة، سيُقدّم تقريرًا مناسبًا للدوق عني.
لكن، لم أتوقع أن يسألني بهذه المباشرة.
توقفت لوهلة، ثم أملت رأسي ببراءة وقلت:
“ماذا تقصد؟”
حينها بردت نظرات ليغرين فجأة.
أوه، مرعب.
لا عجب أنه معلم الورثة… يتمتع بكاريزما لا يستهان بها.
“لا تتظاهري بالغباء. أعلم أنكِ لم تكذبي من أجل الشاب.”
كاريزما وبصيرة أيضًا.
“ما الذي يجب أن أقوله الآن؟”
وأنا أفكر، اقتربنا من باب مكتب الدوق.
فتحت فمي برفق:
“…لو لم أفعل، لما عرفتَ اسمي حتى النهاية.”
توقف.
“…”
تجمّد ليغرين في مكانه.
حدّق بي وكأنه تلقّى لكمة في صدره.
تجاوزته بهدوء وأنا أتابع:
“وأيضًا…”
لو لم يشك فيّ، لما أبلغ الدوق عني، ولما اصطحبني إلى هنا.
لكنني لم أكمل الجملة.
فقط ابتسمت ابتسامة مشرقة في وجهه.
وهو، بدا وجهه وكأنه يتلوى.
“هل أدركت الآن؟”
أنك مجرد أداة في خطتي.
ولأنه إنسان يملك كبرياءً حادًا، فإن أن يُستخدم من فتاة صغيرة غير شرعية… أمر لا يُطاق.
راقبتُ انهيار قناعه الكامل باهتمام.
لكن…
“…”
لم يدم ذلك طويلًا.
زفر زفرة هادئة، ومسح مشاعره، واستعاد ملامحه الباردة كدمية لا حياة فيها.
“إنسان مقزز.”
قدرته على محو مشاعره بهذه السرعة… تبعث على الاشمئزاز.
لكن…
“لن أنسى هذه اللحظة أبدًا.”
لأن ليغرين بيدلان كان من أكثر الناس كرهًا لي في حياتي السابقة.
يحتقر الغباء والبلادة والبشر الذين لا يفهمون.
وأنا القديمة كنت تجسيدًا لكل ما يكرهه.
لطالما نظر إليّ بازدراء، وتجاهل وجودي وكأنني غير مرئية.
“يجب أن يشعر بالغضب لأنه استُغِل من شخص مثلي.”
لكن هذا الغضب لن يوجّهه إليّ.
بل إلى نفسه.
غضب وازدراء وكراهية للذات.
“كم أنت كائن مقيت.”
وكأن له وحده الحق في الكراهية.
أما أنا، فأكرهه أيضًا. لأنه لا يرى البشر إلا من خلال قيمتهم، ويعامل كل من لا يرقى لمعاييره كالقمامة.
لكن…
ابتسمت.
كما أخفى هو مشاعره خلف بروده، أنا أيضًا أخفيت احتقاري بابتسامة بريئة.
راقبني للحظة، ثم اقترب ببطء ومدّ يده الكبيرة ناحيتي.
لكن فجأة…
يد أخرى ظهرت.
تشنّجتُ فورًا.
“سيضربني…!”
لكن يد ليغرين مرّت من فوقي ولم تلمسني، بل فتحت الباب.
كانت نظراته موجهة إليّ.
كأنه يراقبني.
“آه…”
عندها فقط أدركت أنني كنت مخطئة.
فقد أصبح عقلي فارغًا من هول الإحساس.
كنتُ أُضرب كثيرًا قبل دخولي رودبيل.
وحتى في رودبيل، كنتُ أتلقى الضربات كثيرًا على رأسي.
لذا… عندما يرفع أحدهم يده فوق رأسي، أتجمد.
ظننت أنني تحسّنت بعدما كبرت، لكن…
“يبدو أنني لم أشفَ.”
بمجرد أن صغرت، عادت تلك الرهبة تلقائيًا.
“تماسكي.”
عدت لوجهي الطبيعي وكأن شيئًا لم يحدث.
فتحدّث ليغرين:
“باب مكتب الدوق محصّن بسحر.”
“آه.”
الآن فقط فهمت لمَ تردد.
“رأيته من قبل.”
حين كان يستخدم السحر أمام زوّار الدوق.
“أظنه يُسمى حاجز الانعكاس.”
حرفيًا.
عادة، الحاجز يمنع الصدمات الخارجية.
لكن حاجز الانعكاس يمنع أي هجوم داخلي من الخروج.
بمعنى…
“إن هاجمت الدوق، ستتلقى هجومك بنفسك.”
طبعًا، لا أحد في رودبيل يجرؤ على لمس الدوق.
ومع ذلك، يجب الخضوع لهذا الإجراء قبل دخول المكتب.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 6"