أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
ضحك ولي العهد بخفة على ردّ الدوق الذي تلاه.
“يا له من أمر مسلٍّ، أليس كذلك؟”
وأمال رأسه قليلًا.
نظراته الكسولة استقرت على أندرو كرول، الذي كان قد غرق في أفكاره.
ثم، وقد حدّق فيه بعينين كأنهما هلالان، فتح ولي العهد شفتيه:
“إذًا، على ماذا سنراهن؟”
ارتجف كتفا أندرو عند سماعه هذه الكلمات.
كان هناك شيء مريب…
شعر بحدس داخلي ينذره، فأسرع يحاول التراجع عن الرهان.
“م-مهلاً—”
“جيد إذًا.”
عادت نظرات ولي العهد إلى أندرو كرول.
كانت عيناه الرماديتان المائلة إلى الزرقة تمتلئان ببراءة قاسية، كطفل يستعد لسحق حشرة كان يلهو بها.
“لنراهن على أعزّ ما تملكه.”
تغيّر لون وجه أندرو إلى الرماد، كجثة فقدت دمها.
“هيا!”
شدّ فانسيس اللجام بقوة، فازداد حصانه سرعة تدريجيًا.
“س-سيدي، من فضلك، أبطئ قليلاً…”
قال الفارس الذي كان يرافقه بتحفّظ، لكن فانسيس لم يُعره أي اهتمام.
“علي أن أمسك بعدد أكبر من الوحوش السحرية، وبسرعة أكبر من تلك التافهة!”
كانت عينا فانسيس البنفسجيتان تتقدان بتصميم تنافسي ناري.
“ومن بينكم جميعًا، أكره فانسيس أكثر شيء. أكرهه بشدّة.”
ظلت كلمات لوسيا تلك، التي قالتها على مائدة العشاء، تدور في رأسه.
اشتدّ فكه وهو يتذكّر ما قيل.
“تلك اللعينة! كنت قلقًا عليها، وهذا ما تردّ به؟”
في ذلك اليوم، كان يراقب لوسيا باستمرار.
لم تكن تأكل جيدًا، وكان يبدو عليها التعب.
فقلق عليها بطريقته، ومدّ يده إليها.
لكنها قالت ما قالت…!
“فتاة بغيضة.”
وليس هذا اليوم فقط، بل منذ تلك الليلة…
كان فانسيس يشعر بالمرارة تجاهها.
“هل تظنّ نفسها محبوبة من الجميع؟”
لقد صُدم من نظراتها المليئة بالاشمئزاز الصادق.
“وأنا أكرهك أيضًا!”
كان قد نسي الأمر بعض الشيء، لكن رؤيتها مجددًا اليوم أعاد إليه كل تلك الذكريات واحدة تلو الأخرى.
استمرت عيناه بالتوجّه نحوها رغماً عنه.
لكن لوسيا لم تلتفت إليه ولا مرة واحدة.
ولسبب ما، جعله ذلك يشعر بالغضب الشديد.
“إنها لا تعرف قدرها.”
كان مقتنعًا أن المشكلة كلها في نسيان لوسيا لمكانتها.
ما هو موقعها، ومن هو هو.
لذا…
“سأجعلها تفهم هذه المرة… من أكون.”
ثم سيضحك عاليًا أمامها، بعد أن تدرك هي مكانتها وتنحني له.
ولتحقيق ذلك، كان من الضروري أن يصطاد أكبر عدد من الوحوش السحرية.
وفجأة…
وششش—
شيء ما مرّ بسرعة أمام عينيه.
رآه فانسيس، فغيّر اتجاه حصانه فورًا لمطاردته.
“آه، سيدي!”
قال الفارس، وقد تفاجأ من الحركة المفاجئة، وبدأ يتبعه متأخرًا.
لكن…
وششش—
“هيا!”
هيييينغ!
كان فانسيس يطارد الفريسة بإصرار وشراسة.
وحين اقترب منها، سحب سيفه من خصره.
أمسك اللجام بيد، ومائلًا بجسده على جانب الحصان، هبط بالسيف.
شووووووش!
انطلقت صرخة موت مرعبة وسط الغابة.
طقطقة…
توقّف الحصان.
قفز فانسيس من على حصانه، ومسح الدم عن سيفه، وأعاده إلى غمده.
ثم تقدّم للأمام.
كان وحش سحري يشبه الخنزير البريّ ميتًا أمامه.
“سيدي…!”
وصل الفارس متأخرًا واتسعت عيناه دهشة.
لم يتوقّع قط أن يتمكّن فانسيس من قتل وحش سحري بهذه السرعة.
“قذر. تخلّص منه.”
قالها بجفاء، ثم استدار عائدًا إلى حصانه.
وبينما كان الفارس يتولّى أمر جثة الوحش، ازداد إعجابه.
“نظيف… ودقيق.”
أن تصيب هدفًا متحرّكًا وأنت على حصان منطلق، بضربة واحدة دون خطأ، أمر صعب حتى على الفرسان المحترفين.
نظر إلى فانسيس باهتمام جديد.
“الوحوش السحرية لا شيء.”
غرور وكبرياء لامس السماء، لكنه لم يكن مجرد كلام فارغ، بل كان مدعومًا بمهارة حقيقية.
“عمره لا يتجاوز الحادية عشرة.”
بل وكان تطوّره بطيئًا مقارنة بغيره.
لكن بما أن رجال آل لوردبل جميعهم طوال القامة، فبلا شكّ سينمو لاحقًا.
وإن كان بهذا المستوى الآن، فكم سيكون مدهشًا حين يكبر؟
شعر الفارس بإثارة غريبة.
استيو وفانسيس… كان مستقبل لوردبل مشرقًا كالشمس.
وفجأة…
هيييينغ!
“كيااا!”
صوت صهيل حصان، وصرخة ناعمة، سُمعت من الجهة الأخرى.
استدار فانسيس نحو الصوت.
ميراكل، على ظهر حصان أبيض، واجهت وحشًا سحريًا.
كانت تتخبّط بسيفها، حتى سقط منها.
“تلك الحمقاء.”
وعلى الرغم من وجود فارس حارس قربها، إلا أن ارتباك ميراكل جعل الفارس متردّدًا أيضًا.
“سأضطر لصيد هذا الوحش أيضًا.”
وكان فانسيس على وشك التوجّه إليها…
“لا، لا تقترب!”
وحين اقترب الوحش، أمسكت ميراكل بعصا سحرية ما، ورفعتها.
وفجأة…
فوشش!
اندلعت النيران من العصا!
أصابت اللهب الوحش السحري مباشرة.
كييييك!
قفز الوحش، يصرخ وهو مشتعل، حتى مات في النهاية.
“يا للعجب…”
تمتم الفارس الذي كان مع فانسيس، مندهشًا.
“كنت قد سمعت أن الآنسة ميراكل موهوبة في السحر، لكن أن تتمكّن من استخدامه لهذا الحد… هذا مدهش فعلاً.”
“حسنًا. ميراكل موهوبة بالسحر بالفطرة.”
أومأ فانسيس بلا مبالاة.
فقد كان ليغرين قد اكتشف باكرًا موهبتها النادرة، فركّز على تدريبها سحريًا بدلًا من المبارزة التي لا تليق بها.
وكانت حكمته صائبة.
فلدى ميراكل موهبة سحرية تعوّض عن أي ضعف في المهارات القتالية.
“ميراكل بخير على ما يبدو.”
ثم استدار فانسيس نحو الاتجاه المعاكس، حيث شعر بشيء غريب.
رأى فارسًا يمرّ بين الأشجار، فعرفه فورًا: فارس حراسة لوسيا.
لكن لوسيا نفسها لم تكن في الجوار.
“هاه؟ أين هي؟”
“سيدي، هل نـ—”
“شش. اصمت.”
“هاه!”
غطّى فانسيس فم الفارس، وراقب حركات فارس لوسيا.
وسرعان ما استدار الفارس الآخر بانزعاج.
تبع فانسيس نظره… وهناك رأى لوسيا، بعيدة جدًا خلفه.
“ماذا؟”
لم يبدُ على الفارس أي اهتمام بحمايتها، ولوسيا نفسها لم تكن منزعجة.
“ما الذي يفعلانه؟”
تمتم فانسيس بدهشة.
شعر بسخط مضاعف من تصرّف لوسيا الهادئ.
“هي لا تتنازل معي بقدر شعرة…!”
ومع ذلك، لم تُبدِ أي رد فعل تجاه فارسها غير المبالي.
“هل تعرف اسم الرجل الذي مرّ قبل قليل؟”
أزال يده عن فم الفارس، وسأله، فأومأ الأخير وقال:
“نعم. إنه السير ‘ريفيل ويد’ من الفوج الثالث للفرسان.”
ثم توقّف لحظة وأضاف بتردد:
“سمعته ليست طيبة. يتظاهر بالانضباط أمام القادة، لكنه سيئ الطباع خلفهم، لذا يُلقّب بين الفرسان بالمتطفل.”
“…هكذا إذًا؟”
“نعم. وكان مقرّبًا من القائد السابق للفوج الثاني، زيلارك…”
توقّف الفارس عن الحديث فجأة.
لأن زيلارك طُرد مؤخرًا من لوردبل بطريقة مخزية.
حتى ذكر الحادثة كان محفوفًا بالحذر.
وبمجرد سماعه، ازدادت برودة تعابير فانسيس.
الفارس لم يكن يفهم سبب غضب فانسيس.
فكّر للحظة، وظنّ أن سبب الغضب هو إفساد الفارس للاختبار، فقال:
“إن أردت، يمكنني الذهاب وتحذيره.”
“وماذا ستقول له؟”
“هاه؟”
“…لا بأس.”
أدرك فانسيس أن ردّ فعله كان مفرطًا، فأدار رأسه ببطء.
وبدأ يتساءل عن سبب انزعاجه من الأساس.
“أشعر بعدم الارتياح لأن أمثال هذا الرجل يلوّثون أجواء الاختبار.”
وبحسب ما قيل، فهو أسوأ مما ظن.
“لهذا السبب.”
كان يمكنه أن يتذرّع بسلوكه ويطرده، كما اقترح الحارس.
“…لكن ذلك يعني أيضًا أن أواجه تلك التافهة.”
م.م: حبيبي إنت التافه 🤷🏻♀️
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات