أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
هذه ليست مجرد صدفة.
بل هي فرصة صنعها بنفسه بكل وضوح!
ولعله من خلال هذه الفرصة، لن يكتفي بتوسيع نفوذه فحسب، بل قد يتجاوز أخاه ويخلف العائلة أيضًا.
ولتحقيق ذلك، عليه أن يكسب ودّ هذين الرجلين القويين أكثر.
والوسيلة لذلك… ما تزال هي نفسها.
رفع الرجل صوته.
كان يريد أن يُسمِع الجميع أنه يتحدث مع من؟ ويُظهر أمام من يحافظ على علاقة قريبة.
كانت تلك طريقة استعراضية.
“نعم! أليس شعرها الأسود يشبه تمامًا ريش الغراب؟ لقد خشيتُ أن يسوّد المكان من حوله لمجرد النظر إليه!”
وبينما قال ذلك، راح يراقب تعابير وجه دوق رودبل خلسة.
لم يبدُ على الدوق أي انزعاج ظاهر، على الرغم من خلو وجهه من التعبير.
“يبدو أن المعلومة التي دفعت بها مالًا، بأن الدوق يكره ‘اللقطاء’ حقًا… كانت صحيحة.”
تذكّر المعلومات التي حصل عليها من خادم سابق لقصر الدوق بابتسامة ماكرة.
“في الواقع، لا أعلم حتى ما هي مؤهلات تلك اللقيطة للمشاركة في هذا الاختبار! حتى لو كان صغيرًا، كان عليه أن يعرف حدوده، أليس كذلك؟”
لكنه لم يكن يعلم…
أن ذلك الخادم الذي زوّده بالمعلومة، قد غادر قصر الدوق قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
وأن أمورًا كثيرة قد تغيرت منذ ذلك الحين…
“…تلك اللقيطة يبحث عن حتفه بنفسه.”
وبسبب صوت الرجل المرتفع، سمع آين وليغرين—اللذان كانا يحرسان الدوق وولي العهد—كل كلمة.
نظر آين إلى الرجل بنظرة حادة كأنها تمزق.
لو لا المكان والمناسبة، لسحب سيفه دون تردد.
لكن ليغرين أوقفه.
“…تمالك نفسك. ليس الآن. سأرتب له لقاءً بعد انتهاء الاختبار…”
أما الرجل، فلم يسمع حديث آين وليغرين، بل واصل مراقبة ردود فعل ولي العهد والدوق.
“هل كلامي غير كافٍ؟ هل أزيد شيئًا؟”
وبينما هو يفكر، انفرجت شفتا ولي العهد ببطء.
“ما اسمك؟”
“نعم!!”
هتف الرجل في داخله فرحًا، فقد سأله بصوت ناعم ولكن واضح.
وسارع في الإجابة خوفًا من أن يفقد اهتمامه:
“أندرو! أندرو كرول، يا صاحب السمو ولي العهد!”
“أندرو كرول.”
ردد ولي العهد الاسم بخفة، لكن بنبرة ثابتة، ثم أومأ قائلًا:
“حسنًا، أندرو كرول. يبدو أن لا عمل يشغلك، ما رأيك أن تراهن معي؟”
“رهان؟”
اتسعت عينا أندرو بدهشة أمام الاقتراح غير المتوقع.
رهان؟ فجأة؟…
لكن…
“إنها فرصة للتقرب أكثر.”
سواء ربح أم خسر، أو حتى تعادل، فسيستغل ذلك حجة ليظل على تواصل دائم.
خشية أن يتراجع ولي العهد، أومأ أندرو بسرعة:
“نعم، الرهان فكرة ممتازة، يا صاحب السمو. في الواقع، الرهان هو مجالي المفضل!”
ابتسم بمكر خفيف.
والأدق أنه يحب “القمار” الذي يتنكر باسم الرهان.
“لكن، ما موضوع الرهان؟”
“الرهان الواضح في مثل هذا الوقت…”
كانت عيناه الرماديتان كالسحاب تحويان ابتسامة غامضة.
حدّق أندرو مشدوهًا في تلك العينين الآسرة.
“من سيصطاد أقوى وحش سحري.”
“آه… لكن…”
خفتت تعابير أندرو.
“إن اخترنا نفس الشخص، فلن يكون للرهان فائدة.”
بدأ يشعر بالقلق أن ينهار كل ما بناه.
فكّر قليلًا، ثم اتّسعت عيناه فجأة ونظر نحو دوق رودبل.
“هكذا سأصادق الدوق أيضًا!”
هل هذه ما يُسمّونه “تحويل الأزمة إلى فرصة”؟
قال لنفسه مبتسمًا، ثم عرض على الدوق بابتسامة ودودة:
“في هذه الحالة، ما رأيكم يا صاحب السمو الدوق بالمشاركة؟ ألستم متشوقين لمعرفة أي من ولديكم سيصطاد الوحش الأقوى؟”
عندها، أنزل الدوق نظره تجاه أندرو.
ثم فُتِحت شفتاه ببطء…
“…اثنين؟”
ارتجف أندرو قليلًا من نبرة الصوت الثقيلة التي ملأت الجو.
لم تكن هيبة الدوق شيئًا يُستهان به، حتى بكلمات معدودة.
اهتزّت ابتسامة أندرو، وارتجفت زوايا شفتيه.
“كما توقعت، يجب أن أكسب قلب الدوق أيضًا.”
وبعد أن شعر بهيبته بنفسه، ازداد حرصًا.
أومأ كأن عنقه سينكسر:
“نعم، أقصد بين الآنسة ميراكل وسيد فانسيس، من تظنون أنه سيصطاد الوحش السحري الأقوى، يا صاحب السمو الدوق؟”
“…”
“كوالدٍ لهما، لا بد أنكم تعرفونهما جيدًا. ما رأيكم أن تشاركوا في هذا الرهان بيني وبين ولي العهد؟!”
رفع أندرو صوته وفتح ذراعيه كمن يعرض العالم.
وكان يضحك في داخله.
“لقد حصلت على معلومة تقول إن الدوق ‘مغرم بابنته’، لكنه يُفرّق بوضوح بين مشاعره والقرارات الرسمية، لذا سيختار ابنه الثاني عقلانيًا.”
فالدوق سيختار فانسيس، بينما هو وولي العهد سيختاران ميراكل.
ومن الطبيعي أن يفوز الدوق في هذا الرهان، لكنه لا يهم، فالربح أو الخسارة لا تعنيه.
ارتجفت روحه فجأة من دهاء تحليله وحساباته الباردة.
“انظروا! أنا وحدي من استطاع جمع ولي العهد والدوق معًا. هل كان أخي ليجرؤ على ذلك؟”
رغم ابتسامته، كان يعض على أسنانه في داخله.
“بهذه الفرصة، لن أتفادى التحقيق فحسب، بل سأزيح أخي وأرث العائلة بالكامل!”
كان ذلك الإحساس يغمره.
وتحوّل الإحساس إلى يقين، حين أومأ الدوق.
“ج… جيد.”
ابتلع أندرو ريقه.
لقد وافق الدوق على الرهان.
وهكذا، تشكّلت علاقة بين الثلاثة.
وكان أندرو كرول ينوي التمسّك بها بشراسة.
بدأ قلبه ينبض بشدة لمجرد التفكير.
لكن فجأة، تحدث ولي العهد:
“هل يمكنني أن أختار موضوع الرهان؟”
“بالطبع.”
أومأ الدوق موافقًا.
أما رأي أندرو، فلم يُؤخذ بعين الاعتبار، ولم يهتم أحد بذلك.
حتى أندرو نفسه لم يهتم.
كان مستمتعًا بنظرات الحاضرين المتلهفة نحوه، ففتح فمه:
“إذن، أنا… سأختار الآنسة ميراكل.”
ثم نظر إلى ولي العهد، منتظرًا سماع الاسم ذاته منه.
لكن…
“إذن، سأختار الغراب.”
“هاه؟”
تجمّدت تعابير أندرو.
“الغراب”؟ من هو الغراب؟ لحظة… أيمكن أن…
“أندرو كرول، أنت من قلت ذلك. أنك تخشى أن يُسوّد الغراب المكان.”
“آه…”
اتسعت عينا أندرو.
نعم… لقد قال ذلك…
“أليس شعره الأسود كريش الغراب؟ خشيت أن يسوّد كل من حوله.”
لكنه لم يتوقع…
“أنا أحب الأشياء السوداء.”
“هاه؟ آه، لا، أعني…”
قال ولي العهد ذلك بلا مبالاة، كأن الأمر لا يهمه.
وبدأ أندرو يشعر بأن شيئًا ما خطأ…
لكن الوقت كان قد فات لتدارك الأمر.
نظر بذهول إلى الفتى الذي قلب الطاولة عليه بخفة.
ولي العهد، فيديل، بابتسامة مبهمة لا تشبه الأطفال، نظر إليه بسخرية باردة.
هناك خطب ما… خطب كبير…
لكن الرجوع لم يعد خيارًا.
“أنا متشوق. كيف سيطعن الغراب شخصًا ما من الخلف. أليس كذلك، دوق؟”
عند سؤال ولي العهد، نظر الدوق إليهم بصمت، ثم قال بهدوء:
“لا أعلم إن كان ذلك الطفل سيلبّي توقعات سموكم.”
“لو كنت أعلم كل شيء، لما كان للرهان متعة.”
ابتسم ولي العهد بخفة، وأمال رأسه قليلًا:
“إذًا، من ستختار يا دوق؟ فأنت كأب، لا بد أنك تعرف أبناءك أكثر من أي أحد.”
عندها، أطبق الدوق شفتيه.
ابتلع أندرو ريقه، مركزًا على حركات شفتي الدوق.
من سيختار؟
ميراكل التي يحبها؟
فانسيس بعقلانية؟
“ل، لا تقل أنه سيختار تلك اللقيطة؟!”
م.م: أنت اللقيط 🤬🤬🤬🤬🤬
تلك الفكرة لم تخطر بباله قط…
لكن بعد ما حدث… بدأت الشكوك تتسلل إليه.
ثم، وأخيرًا، انفرجت شفتا الدوق:
“أنا…”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات