أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
ثم أومأ لي برأسه بصمت.
شعرت بشيء غريب تجاه ذلك المشهد.
كيف أصفه؟
“آين… هو فقط من هذا النوع من الأشخاص.”
فهو في الأصل طيب وودود، لذا لم يكن من الغريب أن يشجعني ويمنحني الدعم.
لكن ليغرين… الأمر مختلف تمامًا معه.
ليغرين…
“كان يكرهني.”
شخصٌ كرهني واحتقرني بشدة، ثم يتقدم الآن ليدعمني؟
كان ذلك غريبًا جدًا.
وما زلت غير معتادة تمامًا على هذا التغير.
ومع ذلك، كان من اللائق أن أحييه.
انحنيت له تحية خفيفة.
عندها، ظهرت ابتسامة باهتة على شفتي ليغرين.
كنت على وشك أن أشيح بنظري بعد أن أنهيت التحية…
“……!”
لكنني التقيت بنظرة الدوق.
لقد كان يراقبني طوال الوقت.
ارتبكت، لأنني لم أتوقع أن يلاحظني، فسرعان ما أشحت بنظري.
“ما الأمر؟”
لماذا كان يراقبني؟
ومنذ متى؟
هل من الممكن أنه…
“هل ينوي إسقاطي الآن؟”
ربما كان يراقبني ليرى إن كنت أغشّ.
فقد كانت نظرته باردة قاسية.
“……من تظنين نفسك حتى تُحققين ما تشائين؟”
“سأتجاوز هذه المرحلة بإتقان.”
عندها، حتى الدوق لن يتمكن من إنكار أحقيتي.
“هيّا!”
بصرخة قوية، اندفع فانسيس أولًا إلى الغابة.
“آنستي، هل نتحرك؟”
“نعم!”
دخلت ميراكل الغابة أيضًا مع الفارس الذي يرافقها.
ثم…
“……لنذهب.”
قالها ريفيل بنبرة جافة، وتقدّم أمامي.
أمسكت بلجام الحصان وحركته.
“هيّا.”
تك- تك-
بدأ الحصان بالتحرك سريعًا.
ولحسن الحظ، استجاب كما أردت.
“دروس آين في الفروسية كانت مفيدة حقًا.”
لولاها، لما استطعت حتى ركوب الحصان، ناهيك عن صيد الوحوش.
وفي أسوأ الأحوال، لاضطررت أن أطلب من ريفيل أن يحملني!
“……همف.”
بدا ريفيل منزعجًا من معرفتي بركوب الخيل، فانطلق داخل الغابة قبلي.
“هيّا!”
لحقت به، مسرّعة.
ومع اختفاء الأطفال داخل الغابة، بدأت المنصة تعجّ بالهمسات.
“تُرى، من سيصطاد الوحش أولًا؟”
سأل أحدهم، فأجابه رجل يرتدي قبعة بسرعة:
“الأمر واضح، سيكون الابن الثاني بلا شك.”
أومأ الجميع موافقين على كلامه.
لكن سرعان ما قال شخص آخر:
“لكن المهم ليس من يصطاد الأسرع، أليس كذلك؟”
مرة أخرى، أومأ الحاضرون موافقين.
“من يصطاد أشرس وحش، هو الأقرب ليصبح وريث لوردبل، أليس كذلك؟”
وكان ذلك صحيحًا.
ففي المرحلة الأخيرة من اختبار التأهيل، صيد الوحوش، هناك أسطورة خفية لا يعرفها المتقدمون للاختبار:
“من يصطاد أقوى وحش من بين الوحوش ذات المستوى المنخفض، سيكون سيد لوردبل المستقبلي.”
وقد تحققت هذه الأسطورة بالفعل في كل مرة.
حتى دوق لوردبل الحالي، إيجو لوردبل، لم يكن استثناءً من هذه القاعدة.
“فحتى الوحوش ذات المستوى المنخفض ليست كلها متماثلة.”
فهناك طبقات بينها:
وحوش منخفضة دنيا (الأضعف)،
وحوش منخفضة شائعة،
وحوش منخفضة عليا (تمتلك بعض الذكاء والقوة).
لذا، رغم أنه يُسمى صيد الوحوش منخفضة المستوى، فإن معنى الصيد يختلف من شخص لآخر.
وبالتالي، فإن جوهر هذا الاختبار ليس “من يصطاد أولًا”، ولا “من يصطاد أكثر”، بل “من يصطاد أقوى وحش من بين الوحوش منخفضة المستوى”.
وأثناء مطاردة الأطفال للوحوش، كان أحد أوجه الترفيه للحاضرين هو التنبؤ بمن سيصطاد الوحش الأقوى.
“لا حاجة للتفكير، بالتأكيد سيكون السيد الصغير فانسيس.”
أومأ الجميع موافقين.
فبالرغم من أنه أصغر من أقرانه حجمًا، إلا أن الجميع يعلم أن فانسيس ورث دم لوردبل بعمق أكثر من أي شخص.
وفوق ذلك، وُلد وهو يحمل قوة سحرية فطرية، مما جعلهم يتوقعون له مستقبلًا باهرًا كـ فارس سحري.
لكن ظهرت آراء أخرى أيضًا:
“من يدري؟ ربما السيدة الصغيرة هي من تصطاد الوحش الأقوى.”
“ماذا؟ هاهاها. أعتقد أنه أمر صعب، لكن إن فعلتها ميراكل فعلًا، فلن أملك إلا الاعتراف بها.”
“هاهاها!”
ضحك الجميع عندما ذُكر اسم ميراكل.
لم يكن ضحكًا سلبيًا، بل مفعمًا بالمودة والمحبة.
ففي الواقع، لم يكن يهمهم إن كان فانسيس أو ميراكل هو من يصطاد الوحش الأقوى.
ففي النهاية، إيستيو هو الوريث الحقيقي.
هم فقط أرادوا الاستمتاع بمراقبة نمو أحفاد لوردبل من أقرب مسافة ممكنة.
“أراهن أن السيد فانسيس سيصطاد الوحش الأقوى.”
“وأنا كذلك.”
“أنا أراهن على الآنسة ميراكل.”
“أتطلع لرؤية مدى تطور ميراكل.”
من الشيوخ إلى أفراد العائلات الحليفة الذين كانوا على صلة طويلة بعائلة لوردبل، كانوا يتنبأون بين فانسيس وميراكل، ويضحكون.
لكن في تلك اللحظة…
استدار أصغر الحاضرين نحو المنصة الرئيسية وسأل:
“سمو ولي العهد، من الطبيعي أن تدعم الآنسة ميراكل، أليس كذلك؟”
كان أول من يراهن لصالح ميراكل.
وعندما خفّض ولي العهد نظره، ابتسم الشاب بأكثر ملامح البراءة التي يمكن أن يرسمها.
لكن في داخله، كان يُجري حسابات دقيقة:
“بالطبع سيكون في صف خطيبته، الآنسة ميراكل.”
وعندها سيواصل الحديث ويبدأ ببناء صداقة مع ولي العهد.
“حتى لو قيل إنه ضعيف الشخصية، فهو الإمبراطور القادم لا محالة. ولو صادقتُه، فلن يجرؤ أحد في عائلتي على إهانتي!”
كان الشاب من إحدى العائلات المتحالفة مع لوردبل، لكنه الابن الثاني، لذا لم يكن له نصيب كبير.
لكنه يملك طموحًا عظيمًا، فقرر اغتنام هذه الفرصة لرفع مكانته.
“هل تعرف كم تعبت حتى أحصل على مكان أخي في حضور هذا الاختبار؟”
ففي الأصل، كان من المفترض أن يحضر أخوه الأكبر، الوريث، هذا الاختبار ممثلًا عن العائلة.
لكنه لم يكن ليفوّت هذه الفرصة.
فـ…
دسّ السم في طعام أخيه — مادة تسبب حساسية حادة — ليأخذ مكانه.
وعندما يعود للعائلة بعد نهاية الاختبار، ستُفتح تحقيقات بالتأكيد.
لذا، فإن العلاقة التي سيبنيها الآن مع ولي العهد ستكون سلاحًا نافعًا في ذلك الوقت.
ابتسم ببهجة ونظر إلى ولي العهد.
“……”
لكن ولي العهد لم يُبدِ أي رد فعل.
بل صرف نظره مجددًا.
بدأ التوتر يغزو الشاب.
“عليّ أن أجذب انتباهه بأي وسيلة.”
والشيء الوحيد الذي قد يُحدث إجماعًا الآن هو: ميراكل.
عليه أن يُحرّك الحديث بشكل أكثر استفزازًا.
“ما الطريقة الأنسب؟… آه، نعم! لدي فكرة!”
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه، بينما مرّر لسانه بخفة كأنما هو أفعى.
ثم قال:
“بما أننا نتحدث عن الآنسة ميراكل… أدركت مرة أخرى اليوم، أن اسم لوردبل يليق بها حقًا. عكس ‘شخصٍ ما’.”
حينها، التفتت أعين ولي العهد نحوه مجددًا.
وأمال رأسه قليلًا وسأل بهدوء:
“……شخصٌ ما؟”
ولي العهد أبدى اهتمامًا حقيقيًا!
ولم يكن وحده — حتى الدوق، الذي لم يبدِ أي اهتمام بمحادثات الحاضرين من قبل، ألقى نظرة في اتجاهه.
“هيه…!”
اتسعت ابتسامة الشاب فرحًا.
أهم شخصيتين في الإمبراطورية تُصغيان له دفعة واحدة…!
لن يُفوّت هذه الفرصة الذهبية، فبادر بالرد فورًا:
“نعم! شعرها الأسود ذاك. حين تقف بجانب الآنسة ميراكل، يتضح الفرق بجلاء… كأنها غراب بجانب بلشون أبيض. لا تعرف قدرها!”
“آه. غراب.”
“……”
ردد ولي العهد كلمته بسخرية، ثم ابتسم بخفة وأومأ.
أما الدوق، فقد بقيت ملامحه جامدة.
لكن اهتمامه بالحديث كان واضحًا.
وذلك وحده كان كافيًا لجعل الشاب يشعر بالنشوة.
الأنظار كلها الآن مصوبة إليه.
فكل من حضر هنا كان يملك الطموح ذاته — التقرب من العائلة الإمبراطورية أو لوردبل.
وكلهم ينتظرون الفرصة المناسبة كصقورٍ تترصد الفريسة.
“لكنني أنا من اقتنص الفرصة أولًا!”
بدأت مشاعر الغيرة والحسد تتطاير من حوله.
“هيه، حمقى. أتظنون أن هذه الفرصة تُمنح لأي أحد؟!”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات