أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“لم أكن أتوقع أن تقلق عليّ إلى هذا الحد، أخي. أنا سعيدة حقًا.”
“…”
“سأنجح بالتأكيد في هذا الامتحان، بفضل دعمك، أخي. أرجو أن تراقبني.”
“…هه.”
ضحك بسخرية، لرؤيتي أتصرف بوقاحة إلى هذا الحد.
“…أفهم. يبدو أنني كنت أقلق بلا سبب.”
ابتعد عني ببطء.
“مؤسف، يا لوسيا. ستندمين لأنك لم تصغي لكلامي.”
“شكرًا على النصيحة، أخي. ولكن… ألا يجدر بك أن تقلق على نفسك أولًا؟ أنا دائمًا قلقة عليك أيضًا.”
من المؤكد أنه متوتر بالفعل بسبب فانسيس، الذي وُلد بسحر رودبل على عكسي. هل لديه وقت ليضيع وقته هنا؟
نظرت إليه، موصلة بذلك المعنى.
“وقحة.”
ويبدو أن الرسالة وصلت تمامًا.
كان إيستيو يحدق بي وكأنه يريد أن يمزقني إربًا في تلك اللحظة.
“ستندمين.”
وبعد أن ألقى بتلك الكلمات الأخيرة، استدار إيستيو وغادر الغرفة بقوة.
“سأعود بعد قليل أيضًا!”
قالت مارين وهي تتبعه مسرعة خارج الغرفة.
فجأة، وجدت نفسي وحدي، فتنفّست بعمق.
«تعبت.»
كنت متوترة بالفعل بسبب اقتراب الامتحان، لكن التعامل مع إيستيو فوق كل ذلك جعلني أشعر بالإرهاق بشدة.
صفق صفق.
“شدّي حيلك.”
صفعتُ خدّيّ لأفيق نفسي.
وبالمناسبة، أين ذهبت مارين فجأة؟
وليس هذا أول مرة.
في الآونة الأخيرة، أصبحت مارين تخرج من الغرفة كثيرًا.
«كنت أشتكي من أنها لا تفارقني.»
والآن، يبدو أنها أصبحت تقوم بأنشطة فردية أكثر مؤخرًا.
«هل حدث لها شيء؟»
وبينما كنت أفكر في ذلك—
طرق طرق.
“الآنسة لوسيا، حان وقت التوجه.”
كان صوت الخادم الذي أرشدني إلى الغرفة سابقًا.
“أنا خارجة.”
فتحت الباب على الفور.
“أرشدني، من فضلك.”
“ألن ترافقك خادمة؟”
هززت رأسي.
“مفهوم. من فضلك اتبعيني.”
تبعت الخادم باتجاه قاعة الامتحان.
وقبل الباب، التقيت فانسيس وميراكل، اللذين وصلا قبلي.
كان الاثنان يتحدثان بلطف، لكن ما إن رأياني، حتى توقفا عن الكلام.
فتح فانسيس عينيه بدهشة، ثم أشاح وجهه سريعًا، بينما…
“لوسيا!”
ركضت ميراكل نحوي وأمسكت بيدي بقوة.
وقالت، وعيناها البنفسجيتان تتلألأان: “أنا سعيدة جدًا لأنني سأجتاز الامتحان معكِ، لوسيا! فلنبذل جهدنا معًا!”
شعرت أن الخادم الذي أرشدني كان يبتسم، وكأن تصرف ميراكل الواثق والمليء بالحيوية أثار إعجابه.
«حقًا…»
نظرت بصمت إلى ميراكل، التي كانت لا تزال تمسك بيدي.
بشعرها الأبيض النقي، وعينيها البنفسجيتين المميزتين، وزيها الأبيض، بدت ميراكل كأنها جنية ثلج.
«وفانسيس كذلك.»
ما إن نظرت إلى فانسيس، الذي كان يقف بعيدًا بتعبير عابس، حتى التقت أعيننا.
“همف!”
وما إن التقت نظراتنا، حتى أشاح وجهه بتكلف.
أي أحد قد يلاحظ أنه يعبس… لكن، هل كان يتمنى أن ألاحظ؟
على أية حال، يبدو أنه لا يريد التعامل معي أيضًا، لذا أشحت بوجهي من دونه أي مشاعر متبقية.
لكن…
«كما توقعت، أنا الوحيدة التي أبدو غريبة.»
بطريقة سيئة.
كان الزي الأبيض يبدو وكأنه خُلق خصيصًا لميراكل وفانسيس.
أما أنا، فشعرت وكأنني أرتدي زيًا لا يناسبني أبدًا، وكأنني أجبرت نفسي عليه.
“لوسيا، تبدين الأجمل على الإطلاق اليوم!”
قالت ميراكل بابتسامة مشرقة.
وكأنها تعني ذلك حقًا.
لو كان هذا في الماضي، لكنت صدّقت كلام ميراكل.
لكنت ظننت أن عينيها ترى الجمال فيّ بطريقة مختلفة.
لكن…
«وداعًا… أيتها الغبية لوسيا.»
كلمات ميراكل قبل سقوطي في الهاوية لا تزال حية في ذاكرتي.
ربما كانت تلك هي مشاعرها الحقيقية.
لكن حتى اللحظة الأخيرة قبل أن أموت، لم يظهر منها أي أثر لتلك المشاعر.
مثل المشهد أمامي الآن—
«أنا أحبك حقًا، لوسيا.»
قالتها لي، وهي تنظر في عينيّ، وتبتسم كالملاك.
كانت ميراكل مقدسة إلى درجة أنني لم أجرؤ حتى على الشعور بالغيرة منها.
كانت الوحيدة في هذا المنزل التي أحبّتني.
لذا ظننت أنها كانت نجاتي. لكن…
«لم تكن كذلك.»
كانت ميراكل تكرهني أيضًا.
لكنها فقط غلّفت مشاعرها الحقيقية بابتسامة ولطف.
«ولا أعتقد أن هذا سيئ.»
ربما كان أثرًا جانبيًا للّطف الزائد.
لكن…
«كانت تبتسم وهي تراني أسقط في الهاوية.»
تسخر، وتستهزئ، وتستمتع بلحظاتي الأخيرة.
«متى بدأ الأمر؟»
متى بدأتِ تكرهينني إلى هذا الحد؟
حتى الآن، وأنتِ تمسكين بيدي وتلتقين عينيّ بتلك النظرة المتلألئة… هل تكرهينني من الداخل؟
“لوسيا؟ في ماذا تفكرين؟”
سألتني ميراكل وهي تميل برأسها بعد أن لاحظت أنني شاردة.
نظرت إليها بهدوء، ثم—
“أفكر في أن أبلي حسنًا، كما قلتِ.”
قلت وأنا أبتسم.
“……”
حدّقت بي ميراكل بصمت.
ساد جو غريب للحظة.
“يمكنكم الدخول الآن.”
أعلن الخادم أن الوقت قد حان.
“هيا ندخل؟”
“نعم.”
فُتح الباب، ودخلنا تباعًا: فانسيس، ثم ميراكل، ثم أنا.
وبمجرد أن دخلت قاعة الامتحان، صرخت بداخلي:
«مذهل حقًا.»
كانت قاعة الامتحان قاعة مؤتمرات كبيرة تم تحويلها، وكان دوق إيغون رودبل يجلس في المقعد الرئيسي، وإلى جانبيه جلس النبلاء والشيوخ.
وفي الوسط، كانت هناك مقاعد مخصصة للمرشحين لأداء الامتحان.
كان الجميع يحدّقون بنا.
شعرت وكأنني حضرت للمحاكمة، لا لاجتياز امتحان.
نظرت حولي تجاه مكان جلوس الدوق.
على يساره جلس إيستيو، وليجرين، وآين، وشيوخ عائلة رودبل.
وعلى اليمين، جلس كبار الشخصيات… و…
لم أستطع أن أشيح نظري عن الرجل الجالس بجوار دوق رودبل.
«ذلك الرجل…»
شعر بلاتيني لامع كأشعة الشمس، وعينان رماديتان زرقاوان كسماء ملبّدة بالغيوم، ونظرات ناعمة وابتسامة خفيفة على شفتيه.
الصبي، الذي بدا في مثل عمر إيستيو تقريبًا، كان يملك حضورًا طاغيًا حتى بين الحاضرين الرفيعي المستوى.
عرفت من هو على الفور.
«بيدل ديناب أربيديل…»
ولي عهد إمبراطورية أربيديل، و—
«خطيب ميراكل.»
هو الرجل الذي كنت أراقبه خلسة من نافذة العلية الصغيرة.
لكن هناك شيء غريب.
«كيف يكون ولي العهد هنا؟»
ذلك لأن ولي العهد في هذا الوقت كان ينهار عدة مرات يوميًا بسبب مرض مجهول.
«أتذكر أنه كان ينهار كثيرًا حتى في منزل الدوق، لذا كان يقيم هناك كثيرًا.»
وكانت ميراكل دائمًا بجانب ولي العهد.
كنت أراقبهما من بعيد.
لم أره أبدًا عن قرب، لكنني كنت أشعر بذلك.
كان ولي العهد حينها يبدو ضعيفًا وهشًا.
أما الآن… فلا يمكن وصفه بالضعف أبدًا.
ابتسامته هادئة، لكنه ينضح بهيبة غريبة.
«ما الأمر؟»
لماذا تغير الجو من حوله؟
ربما تغيّر الجو لا يعني الكثير، لكن تغيّر المعلومات التي كنت أعرفها هو ما يقلقني.
ما السبب؟ ما الذي جعله يتغيّر…
وبينما كنت غارقة في التفكير—
“صاحب السمو ولي العهد…”
لمحت جانبًا صوتًا دخل أذني فجأة.
كانت ميراكل تنظر إلى ولي العهد، ووجنتاها محمرّتان.
«على سيرة ذلك، ميراكل كانت تحب ولي العهد.»
كانا في علاقة سياسية، لكن ميراكل كانت تحبه حقًا.
عندما كان يزور منزل الدوق، كانت تستعد منذ الصباح، وتظل بجانبه طوال اليوم.
«كان وعد خطوبة دام عشر سنوات.»
وعد قطعته ميراكل في التاسعة من عمرها، وتوّجته في التاسعة عشرة.
في عمر 19، أعلنت خطوبتها الرسمية على ولي العهد في نفس يوم ظهورها الأول في المجتمع.
ولو استمر المستقبل كما هو بعد وفاتي، لكانا الآن زوجين.
«زوج وزوجة.»
تخيلت فجأة.
تخيلت أنني أتزوج أحدهم.
“ههه…”
بمجرد أن تخيلت الأمر، بدا لي سخيفًا جدًا حتى انفجرت ضاحكة.
غطيت فمي بكلتا يديّ، خوفًا من أن يتسرّب الضحك.
«مستحيل تمامًا.»
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات