تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بخلاف المنزل الذي كانوا يعيشون فيه، والذي كان يلمع ببريقه، لم يكن هناك شعاع ضوء واحد ينبعث من المنزل المنفصل الذي كنت أقيم فيه.
كان الطريق مظلمًا ومهجورًا بشكل مروع، ولم يطأه أحد.
لقد تخلّى الدوق عني في هذا المكان.
«من الأفضل ألا تكرري شيئًا كهذا مرة أخرى. إلا إذا كنتِ ترغبين في العودة إلى حيث كنتِ تعيشين في الأصل.»
قال ليغرين ذلك ببرود وهو يتركني في الغرفة، لكنني لم أسمع كلمة واحدة مما قاله.
كنت فقط أحاول بكل جهدي أن أفهم هذا الوضع.
«…تسك.»
بانغ.
نقر ليغرين لسانه منزعجًا من حالي، ثم غادر.
حدّقت من النافذة في ظهر ليغرين وهو يختفي على طول الطريق.
ثم نظرت إلى المكان الذي تتسرّب منه الأضواء الجميلة، واحتضنتُ نفسي.
«لا يمكن… لا بد أنه فقط بسبب أن تلك الطفلة قد تفاجأت، لهذا السبب فقط…»
أنكرت الواقع الذي أعيشه بيأس، وتمتمت بذلك طوال الليل.
لكن حتى بعد ذلك اليوم، لم يأتِ الدوق للبحث عني.
الشيء الوحيد الذي كان يصلني هو قطعة خبز تُسلَّم مرة في اليوم.
عندها فقط أدركت.
لقد تم التخلي عني فعلًا. حتى هنا.
«هل السبب أنني لست محبوبة؟»
تساءلت، وأنا أمسك بمعدتي التي كانت تؤلمني وكأنها ستمزّق طوال الليل، وأتساءل إن كان هناك شيء خاطئ في الخبز الذي تم تسليمه.
«لأنني لست لطيفة، ولا محبوبة، ولا أتلألأ مثل تلك الطفلة.»
لهذا السبب لا يحبّني أحد، أليس كذلك؟
لو أُتيحت لي الفرصة… سأبذل كل جهدي لأصبح محبوبة مثل تلك الطفلة.
وربما يومًا ما… سيحبّني أحدهم.
«آه…»
في ذلك اليوم، كنت على شفا الموت من جديد.
الخادم الذي أحضر الخبز وجدني وأنا أحتضر، فأخبر الدوق على الفور.
وربما بفضل ذلك، الدوق، الذي ظنّ أنني قد أموت في أي لحظة، نقلني إلى المنزل الرئيسي وأعطاني غرفة إضافية.
لكن بسبب اكتشاف فانسيس وإيستيو لوجودي في ذلك الوقت، تم طردي إلى العلية، وبدأت أحاول كسب محبته، تمامًا كما عزمتُ في المرة السابقة.
لا… بل قلّدت ميراكل.
«كنت أظن أنه إن تصرفتُ مثل ميراكل، فسأُحبُّ أيضًا.»
أناديه بـ”أبي” كل يوم، وأنتظر أمام غرفته.
«دون أن أدرك أن ذلك بلا جدوى.»
كانت ذكرى أحاول نسيانها، لكن ركوب العربة أعادها إلى ذهني بطبيعية.
“واو، آنستي! أستطيع رؤية المبنى هناك!”
عند صرخة مارين، نظرت أنا أيضًا من النافذة.
مبنى ناصع البياض ذو سقف على شكل قبة كان يلوح شامخًا.
بدا كبيرًا جدًا للوهلة الأولى.
«الآن بدأت الأمور تصبح حقيقية حقًا.»
رؤية مبنى موقع الاختبار جعلت الأمر يبدو واقعيًا أخيرًا.
كلانك—
“لقد وصلنا.”
توقفت العربة، ونزلتُ أنا ومارين منها.
ثم انحنى خادم كان ينتظر عند الباب أمامي وقال:
“تحياتي، الآنسة لوسيا رودبل. سأرشدكِ إلى الغرفة التي ستنتظرين فيها حتى يبدأ الاختبار.”
“من فضلك.”
“نعم، تفضلي باتباعي.”
تحركتُ نحو الغرفة برفقة مارين، متبعين الخادم.
وأثناء السير، نظرتُ حولي إلى الداخل.
«هكذا يبدو هذا النوع من الأماكن إذًا.»
إذا كان منزل رودبل الرئيسي يركّز على الانسجام، لا مبالغة ولا بساطة، فإن هذا المكان بدا متفاخرًا إلى أقصى حد.
نقوش ذهبية محفورة على رخام ناصع البياض وكأنه مغطى بالثلج.
أعمدة ضخمة بنقوش بارزة واقفة على فترات منتظمة، وأعمال فنية فاخرة وجميلة تملأ الفراغات بينها.
حتى السقف كان مليئًا برسومات متقنة لأفضل الرسامين في ذلك العصر.
كان فخمًا إلى درجة تصيب بالدوار.
“آنستي… هذا المكان مذهل حقًا، أليس كذلك؟”
كما توقعت. همست مارين بصوت خافت.
أومأت برأسي.
حسنًا…
«سيكون من الغريب إن لم تشعر بالرهبة.»
لأن الهدف من هذا المبنى في حد ذاته هو إثارة الرهبة في نفوس الزوار، شيء أنشأه رودبل عن قصد.
بكلمة واحدة، إنه مبنى للاستعراض، لاستعراض قوة رودبل.
«النية واضحة، لكن…»
هذا ما يجعله أكثر إثارة للإعجاب — لأنك ترى النية واضحة، ومع ذلك، ينجح في ذلك.
حتى لو كانت لديك نية مماثلة، إن لم يكن لديك القدرة، فسينقلب ضدك ويثير السخرية فقط.
لهذا لا يُقدِم على إنشاء مبانٍ متباهية كهذه إلا من يملك ثروة وقوة هائلة.
في الغالب، يكتفي الناس بتزيين غرفة الاستقبال فقط.
«لكن رودبل يمكنه ذلك، أليس كذلك؟»
الثراء والسلطة الكافيتان لاستخدام مبنى كامل للعرض. هذا هو رودبل.
“يمكنكِ الانتظار في هذه الغرفة. سأعود لاصطحابكِ لاحقًا.”
“حسنًا.”
“إذًا، إلى اللقاء.”
غادر الخادم، وألقيت نظرة على الغرفة.
كانت الغرفة أيضًا فخمة للغاية.
“المنزل الرئيسي مذهل، لكن هذا المكان مختلف تمامًا. لو كنتِ تعيشين هنا، لشعرتِ كل يوم وكأنه جديد.”
تمتمت مارين بوجه حالم وهي تنظر حول الغرفة.
«لا أعلم.»
لم أرغب في تحطيم حلمها، لذا تركتها وشأنها.
«لو علمت بما يوجد في الطابق السفلي، لما فكرت بذلك.»
لأنه في قبو هذا المبنى، هناك سجن ضخم تحت الأرض وغرفة تعذيب.
«مع أنه لا يُستخدم كثيرًا الآن.»
لقد تُرك مهجورًا منذ زمن، لأنه بعيد عن المنزل الرئيسي وضخم جدًا لدرجة أنه غير فعّال.
ظلمة مختبئة خلف الجمال والبذخ.
«يناسبه تمامًا.»
إنه رودبل ذاته.
على أي حال، من الصعب ألا تشعر بعدم الارتياح عندما تفكر أن شيئًا كهذا موجود تحت قدميك.
لكن مارين لا تعرف هذه الحقيقة، لذا يمكنها أن تعجب به بكل براءة.
عندها فقط…
طَرق طَرق.
فجأة، طرق أحدهم الباب.
“هاه؟ من هناك؟”
اقتربت مارين من الباب.
وأنا أيضًا مددت عنقي من خلفها.
«من يكون؟»
لن يكون آين أو ليجرين. لقد جاءا بالفعل.
وباستثناء هذين، لا أحد سيأتي على الأغلب، لذا تساءلت…
“آه…”
في اللحظة التي رأيت فيها وجه الشخص الواقف خلف الباب، تجمّد وجهي.
لأن…
“إ، إيستيو رودبل؟”
الزائر غير المتوقع لم يكن سوى إيستيو رودبل.
«لماذا جاء هذا الشخص لرؤيتي؟»
لا بد أنه يعرف أن هذه الغرفة غرفتي.
وعلاوة على ذلك، ما دام واقفًا مكانه بعد أن التقت أعيننا، فلا يمكن أن يكون قد ظنها غرفة غانسيس أو ميراكل بالخطأ.
“سيدي، ما الذي أتى بك إلى هنا… هذه غرفة الآنسة لوسيا.”
قالت مارين وهي ترتجف، وكأنها مقتنعة أن إيستيو قد جاء إلى الغرفة الخطأ.
لكن…
«لماذا ترتجف بهذا الشكل؟»
وفي لحظة التساؤل، التقت نظرات إيستيو بعينيّ.
ثم، ابتسم لي بلطف.
قشعريرة — سرت رعشة في جسدي بأكمله.
اقترب إيستيو، الذي دخل الغرفة دون إذن، بثبات.
“يبدو أنكِ قد استعددتِ جيدًا، لوسيا.”
“……ما الأمر؟”
لا أعتقد أن علاقتنا وثيقة بما يكفي لنسأل عن أحوال بعضنا، صحيح؟
سألته، واضعة هذا المعنى بين كلماتي.
عندها، ابتسم إيستيو مرة أخرى.
لا، هل أكل هذا الرجل شيئًا فاسدًا؟
«إن كنت قد أكلت شيئًا فاسدًا، فاذهب لطبيب.»
لا تأتِ إلى غرفتي لتزعج الناس.
“هل يجب أن يكون هناك سبب؟ لكن إن كنتِ تصرّين على معرفة السبب، فحسنًا…”
ثم انحنى إيستيو فجأة وعانقني.
“……؟!!”
وبينما كنت متجمدة من المفاجأة، همس في أذني:
“جئت لأواسي أختي الحمقاء التي لم تستمع إلى نصيحتي بأن تعرف مكانتها.”
“…….”
“لأن الأمور ستصبح صعبة جدًا من الآن فصاعدًا.”
كان ذلك أقرب إلى لعنة منه إلى مواساة.
«حسنًا، كنت أتوقع هذا.»
لا يمكن أن يأتي هذا الرجل لرؤيتي من أجل شيء جيد.
لكن، هل يجب أن يكون بهذا الشكل؟
بوسعي تحمّل الشتائم ألف مرة، لكن لا يمكنني تحمّل هذه الوضعية ولو لثانية.
لكنني لم أُظهر انزعاجي علنًا.
لأن إيستيو كلما رأى انزعاجي، كلما استمتع بالأمر أكثر.
ولا يمكنني السماح له بذلك.
لذا أنا—
“شكرًا لك.”
قررت أن أُفسد عليه مزاجه بنفس الطريقة.
وأنجح طريقة لإفساد مزاجه هي…
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
قمامة اكثر شي اكرها في النهاية تسامحهم