أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
ارتفعت كتفاي لا إراديًا عندما سمعت ذلك الصوت المفاجئ.
أدرت رأسي ببطء ونظرت في ذلك الاتجاه.
“وأيضًا…”
بعد أن نظر إليّ من أعلى إلى أسفل، ارتسمت على شفتيه ابتسامة.
بدت ساخرة، لكنها أيضًا هادئة…
“يبدو أنك كنتِ بخير أثناء غيابي.”
كانت ابتسامة غريبة… ذات مغزى.
نظرت إلى إستيو بهدوء.
إستيو أيضًا كان ينظر إليّ مبتسمًا.
لكن في عينيه البنفسجيتين لم يكن هناك أي بريق حياة.
على أي حال…
“لماذا يستمر في شدّ فستاني؟”
تحت الطاولة، كان فانسيس لا يتوقف عن سحب فستاني.
مزعج.
تجاهلت فانسيس المزعج وابتسمت بإشراق لإستيو وقلت:
“كيف أكون بخير؟ اشتقت إليك كثيرًا، إستيو، أخي العزيز.”
“…”
“سعيدة بعودتك.”
ظل إستيو صامتًا.
كان من الممتع رؤية شفتيه، اللتين كانتا منحنيتين بابتسامة خفيفة، تضيقان تدريجيًا حتى أصبحتا خطًا مستقيمًا.
وذلك لأن…
“إذا ناديتني أخي مرة أخرى، سأجعل من المستحيل عليكِ أن تتكلمي مجددًا.”
إستيو كان يكره تمامًا أن أناديه “أخي”.
في فترة وجيزة بعد قدومي إلى هنا، كنت أريد أن أتقرّب منه.
من بعيد، بدا وكأنه لطيف، على عكس فانسيس.
انتظرت الفرصة، ثم تشجعت في أحد الأيام حين رأيته وحده.
ناديت عليه: “إستيو، أخي العزيز.”
حينها، تغير الجو تمامًا.
تغيرت ملامحه ونظرته لتصبح أكثر حدّة من أي وقت مضى.
نظراته كانت كفيلة بقتلي.
“كيف تجرؤين، يا مخلوقة قذرة.”
“…”
“لا تظني حتى أنك وميراكل في نفس المستوى. يا ابنة الحرام القذرة.”
“…”
“إذا ناديتني أخي مجددًا، سأقطع لسانك.”
ترك تلك الكلمات خلفه واستدار.
لم أستطع أن ألحق به.
لأن عينيه كانت صادقة جدًا.
لو كنت قلت كلمة واحدة إضافية، لربما قطع لساني بالفعل.
“هذه أول مرة أناديه بها ‘أخي’ منذ ذلك اليوم.”
إستيو كان يحدق بي بصمت.
لكنني كنت أعلم جيدًا.
أنه كان يكبح غضبه بشدة.
“لأن الدوق هنا.”
وليغرين، وميراكل التي يحبها أيضًا.
لذا عليه أن يتحمّل.
لا يستطيع إظهار حقيقته الآن.
“آه، هذا ممتع.”
هل لأن إستيو ما زال صغيرًا؟
لا يعرف بعد كيف يتحكم بمشاعره تمامًا.
لو كان إستيو البالغ من يقف أمامي، لابتسم بهدوء وتحكّم بكل شيء.
لكن إستيو هذا كان مجرد مبتدئ، بالكاد يتمالك نفسه.
لم أتمالك نفسي من الضحك داخليًا على مشهد إستيو المكبوت.
وفوق كل ذلك، كانت هذه أول مرة يَراني فيها بعد تغيّري في السكن الأكاديمي.
بالتأكيد شعر بالارتباك، بعد أن تخيّل أنني ما زلت على حالي القديم.
“هل أجرب أكثر؟”
كنت فضولية.
لأرى إلى أي مدى يمكنه كبح غضبه أمام الدوق.
لكن…
“لننهي التحيات ونبدأ الطعام.”
قطع الدوق مجرى اللعب.
“…نعم، أبي.”
أجاب إستيو بهدوء.
“ياي! شكرًا للطعام!”
هتفت ميراكل ببراءة.
“آهم… هيه، أنتِ، تحدثي إليّ لاحقًا.”
همس فانسيس لي، لكنني تجاهلته.
ثم نظرت مباشرة إلى عيني الدوق وقلت:
“شكرًا للطعام.”
وابتسمتُ بإشراق.
لكن، هل كانت مجرد أوهام؟
حتى بعد انتهائي من التحية، ظلّ الدوق ينظر إليّ.
كأن هناك شيئًا ما ما زال ينتظرني أن أقوله.
لكن لم يكن لديّ ما أقوله، فحولت رأسي بلا تردد.
ومع ذلك، لم يرفع عينيه عني.
وسط هذا الجو الغريب، بدأ العشاء.
لم ينطق أحد بكلمة، والجميع اكتفوا بالتحديق في أطباقهم.
بين الحين والآخر، كانت ميراكل تفتح موضوعًا بصوت مشرق، لكنه سرعان ما ينطفئ.
حتى ميراكل التزمت الصمت في النهاية.
صوت الملاعق والأطباق كان يتردد في قاعة الطعام.
وفي النهاية، لم يجرِ أي حوار حقيقي حتى نهاية العشاء.
كان هذا بلا شك أسوأ عشاء في تاريخ آل رودبل.
بعد العشاء، أخذ ليغرين ميراكل التي كانت نصف نائمة إلى غرفتها، وعاد إستيو والدوق إلى المكتب لمتابعة حديثهما.
وغادرت أنا المكان بلا أي ندم.
“آه…”
بينما كنت أترنح في الرواق، انهرت في مكاني.
“أه…”
أشعر بالغثيان.
العرق البارد تصبب من جبهتي.
هذا على الأرجح…
“أظن أنني أعاني من عسر الهضم.”
كنت أعرف أن هذا سيحدث، لذا تظاهرت فقط بالأكل ولم أتناول شيئًا تقريبًا، ومع ذلك يبدو أن حتى هذا تسبب في عسر هضم.
“آه…”
لو تقيأت فقط، كنت سأشعر بتحسن.
لكن لا شيء يخرج، لأنني لم أتناول شيئًا أصلًا.
“هاه…”
مع ذلك، شعرت بتحسن بسيط بعد أن حاولت التقيؤ.
“لنعد بسرعة.”
أريد العودة إلى غرفتي والراحة.
كنت على وشك الإسراع عندما…
“هي!”
صوت مألوف دوّى خلفي.
عرفت فورًا من هو، دون أن أنظر.
أغمضت عينيّ بإحكام.
لم أعد أملك طاقة للتعامل مع فانسيس الآن.
“فلأمضِ فحسب.”
لو تجاهلته، سيتوقف من تلقاء نفسه.
…لكن هذا كان خطأً كبيرًا.
“هي!”
“…”
“هييي!”
“…”
لا يزال يناديني بإصرار، رغم تجاهلي.
“ألا تسمعينني؟ توقفي هناك!”
“…”
وعندما لم يفلح ذلك.
دق، دق، دق!
بينما تزايدت خطواته، أمسك بمعصمي وأدارني نحوه فجأة.
تسبّب هذا في دوران رأسي للحظة.
صعدت موجة الغثيان مجددًا، فعضضت شفتي بإحكام.
“هي! لماذا تتجاهلينني وأنا أناديكِ؟!”
فانسيس، الذي كان يصرخ دون أن يدرك حالتي، توقف فجأة.
ثم سأل بصوت مرتجف:
“…هل… هل كنتِ تبكين؟”
ما الذي يقوله؟ من يبكي؟
أجبته باختصار:
“لا.”
“لا؟ عيناكِ حمراوان!”
“عيني حمراء دائمًا.”
“هذا ليس ما أقصده!”
صرخ فانسيس بغضب حين أجبته بفتور لأني كنت منزعجة.
“لماذا كنتِ تبكين؟ هل بسبب أخي؟ هل أنتِ خائفة؟”
م.م: شو سبب الاهتمام المفاجئ؟ بالجزائرية: هذا وين تفكرت بلي عندك ختك؟
حدقت به بصمت.
فجأة، خطر ببالي سؤال.
هل هناك سبب يجعلني أستمع إليه الآن؟
“أنا مرهقة.”
أنا، التي لم أعد أملك طاقة للتعامل معه، نزعت يده عن معصمي وقلت:
“هذا ليس شأنك، اهتم بشؤونك.”
“…ماذا؟”
في تلك اللحظة، تجمّد تعبير فانسيس.
“هي، لماذا تتحدثين هكذا بينما أنا قلق عليكِ؟”
كانت عيناه تتقدان بالغضب.
كنت مذهولة منه، حتى أن ضحكة جافة خرجت من شفتيّ.
“ها.”
تصلّبت ملامحه أكثر.
يبدو أنه ظنّ أنني أستهزئ به.
وهو كذلك.
كنت أريد العودة إلى غرفتي والراحة، لكن من ملامحه، لم يبدو أنه سيتركني بسهولة.
لذا، نظرت إليه مباشرة وقلت:
“منذ متى وأنت تقلق عليّ؟”
“…!”
“لا أحتاج قلقك، يا فانسيس. لذا توقف عن إزعاجي. واتركني.”
“أنتِ…”
توقف مذهولًا، كأنني صفعته.
اعتقدت أن هذا كافٍ.
كنت على وشك أن أستدير وأرحل.
“إلى أين تذهبين؟ لم ننتهِ بعد!”
أمسكني مجددًا.
آه.
“آه…!”
موجة الغثيان التي كنت أكتمها اندفعت مجددًا.
غطيت فمي بسرعة.
نظرت إليه بعينين دامعتين، وشهدت عيناه البنفسجيتان تتسعان بقلق.
“أنتِ…”
كان على وشك أن يقول شيئًا.
ضربة!
ركلته على ساقه.
“…آه؟”
لم أركله بقوة، لأني لم أكن أملك طاقة، لكن المفاجأة جعلته يتركني ويتراجع.
سرعان ما أدرك ما حدث، واحمر وجهه وازرق.
“هل… جننتِ؟ هل فقدتِ صوابك؟!”
“أعرف، كان يجب أن تتركني حين طلبت ذلك.”
“هي! هل تظنين أنني فعلت هذا بإرادتي؟ كنت قلقًا لأنك لا تبدين بخير!”
“لم أطلب منك أن تقلق علي.”
“هاه، بحق الجحيم!”
كان على وشك أن ينقضّ علي.
ظننت أنه من الأفضل أن أُضرب مرة وأرتاح منه، فلم أتحرك، ونظرت إليه بثبات.
“ها…”
لكن، فانسيس شدّ قبضته وتنفس بعمق، محاولًا كبح نفسه.
حسنًا، أظن أن هذا يكفي.
“إن كنت انتهيت، فسأغادر.”
كنت على وشك الاستدارة، حين…
“…ألا يخطر في بالك أبدًا أن الجميع يكرهونك لأنكِ هكذا؟”
م.م: امسكوني علييييه 🤬🤬
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات