كان العشاء قد أُعد على عجل، وسيستغرق الأمر بعض الوقت لتبديل الملابس، لذا كان عليه إعلامهم باكرًا.
وكان من المثالي أن يمر على غرفة لوسيا في طريقه ويقترح تناول عشاء بسيط معها، أو شيء من هذا القبيل.
طبعًا…
“قول ‘عشاء’ سيجعلها تتذمر، لذا من الأفضل التظاهر أنه لقاء دراسي.”
لقد أصبح ليغرين يفهم ميول لوسيا بدرجة لا بأس بها، بل وأعدّ الكلمات التي ستقنعها بالخروج.
“إذن…”
كان عليه أن يسرع الآن إلى غرفة لوسيا.
أومأ بخفة إلى إستيو وهمّ بمغادرة المكتب، لكن…
“…انتظر.”
“نعم؟”
التفت ليغرين بنظرة متفاجئة.
لكن الدوق لم يقل ما يريد مباشرة، وتردد، على غير عادته.
ما الذي كان سيقوله ليجعله يبدو متردداً هكذا؟
كلما طال الصمت، ازداد توتر ليغرين، لكنه لم يظهره على الإطلاق.
ثم، بعد لحظة طويلة، نطق أخيرًا:
“أبلغ تلك الطفلة أيضًا.”
لكن… من الصعب فهم ما يعنيه.
أبلغ تلك الطفلة أيضًا.
من هي تلك الطفلة؟ وماذا أُبلغها؟
وفجأة، خطرت شخصية معينة في ذهنه.
هل يمكن أن يكون…
“…هل تقصد الآنسة لوسيا؟”
ارتعشت كتف إستيو قليلاً عند سؤال ليغرين.
أومأ الدوق ببطء وأردف:
“وقولي لرئيسة الخدم أن تختار من يساعدها على ارتداء ملابسها.”
“…”
شكّ ليغرين في سمعه مرة أخرى.
“حتى تعبئة الخدم؟!”
طبعًا، من الطبيعي أن يُرتدى اللباس اللائق للمناسبة، كالعشاء العائلي.
لكن لوسيا لديها خادمة بالفعل.
وحتى لو كانت خادمة واحدة، فلا يُفترض أن يشكل الأمر مشكلة.
لكن… إصدار أمر باختيار خدم خاصين لتجهيز لوسيا…
لو كان الهدف هو ميراكل، لكان الأمر مفهوماً. لكن لوسيا؟
لم يكن يعلم ما الذي يفكر به الدوق.
ولكن…
“حسنًا.”
لم تكن هذه الأمور مهمة.
حتى إن أعطى أوامر أغرب وأشد ريبة، لم يكن من الضروري فهمها لتنفيذها.
لكن…
كان في الأمر شيء من الخيبة.
كان يود تناول الطعام معها مباشرة، وتعليمها آداب المائدة والأساسيات.
“لا بأس… الفرصة القادمة.”
“سأنطلق الآن.”
خرج ليغرين من المكتب، ونفذ أوامر الدوق بدقة.
وبعد أن رأى الخدم المختارين يسرعون نحو غرفة لوسيا، استدار.
في تلك اللحظة…
“رئيس الخدم!”
أسرع شخص ما نحو ليغرين باستعجال.
كان البستاني تشيلس.
“ما الأمر؟”
سأله ليغرين وهو يلهث، فأخرج شيئًا وقال:
“وجدت هذا ملقى في زاوية الحديقة، وظننت أنه يجب أن أريه لك، سيدي.”
وكان الشيء الذي يحمله تمثالًا صغيرًا لطائر محطّم.
من الخارج، بدا كتمثال عادي، لكن بريقًا أرجوانيًا ظهر قرب صدره.
“هذا…”
اتسعت عينا ليغرين تدريجيًا حين تعرف عليه فورًا.
لكنه قال بابتسامة هادئة كأن شيئًا لم يكن:
“إنه مجرد تمثال طائر عادي.”
“هاه؟ حقًا؟ أحضرته لأن فيه شيء يلمع، وظننته غريب الشكل… يبدو أن أحدهم تخلّص منه.”
حك البستاني رأسه بإحراج.
“آسف لإضاعة وقتك وأنت مشغول.”
“لا بأس. أعطني إياه، سأتصرف به في طريقي.”
“لا، سأقوم بذلك أنا—”
“قلت أعطني إياه.”
“…”
لا زال ليغرين يتحدث بلطف.
لكن، كان يصدر عنه ضغط هائل لا يمكن تجاهله.
“آه، نعم…”
ارتبك البستاني وسلّم التمثال المحطم إلى ليغرين.
نظر ليغرين إلى التمثال في يده للحظة، ثم ابتسم بلطف وقال:
“أحسنت. بالمناسبة، سمعت أنك مرهق كثيرًا في الآونة الأخيرة.”
“هاه؟”
اتسعت عينا البستاني بدهشة.
مرهق؟ من؟
التفت لا شعوريًا إلى النافذة…
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 45"