أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
في تلك اللحظة، جاء أحد الخدم الذين كانوا يساعدون في قاعة الطعام ليُبلغ بأن التحضيرات للعشاء العائلي قد شارفت على الانتهاء.
فأسرع ليغرين بنقل الخبر إلى الدوق:
“سيدي، أُبلغت أن تحضيرات العشاء العائلي أوشكت على الاكتمال. يبدو أننا نستطيع المضي قدمًا دون أية مشاكل.”
كان في رودبل تقليد خاص: عندما يعود أحد أفراد العائلة من رحلة طويلة، يجتمع الجميع على مائدة العشاء.
فكون رودبل عائلة نبيلة ذات جذور في الفروسية، فقد أصبح من عاداتهم الاحتفال بعودة أفراد العائلة بسلام بتناول العشاء معًا.
ولهذا، كان من الضروري أن يحضر جميع أفراد العائلة عشاء العودة. وطبعًا…
“باستثناء الآنسة لوسيا.”
كان هناك العديد من موائد العشاء العائلية في الماضي، لكنها دائمًا ما استُثنيت لوسيا منها.
لم يكن أحد يولي اهتمامًا لوجود لوسيا.
وليغرين لم يكن مختلفًا، لكن…
“سأطلب من الطاهي أن يرسل لها بعض الطعام.”
لكن هذه المرة كانت مختلفة.
كان ليغرين بالتأكيد مهتمًا بأمر لوسيا.
“لا، ربما الأفضل أن أطلب إعداد طبق جديد لها. لن يكون سيئًا أن أتناول العشاء معها، نحن الاثنان فقط.”
رغم ضيق وقته، إلا أنه يستطيع أن يوفّر ساعة أو ساعتين إن حاول.
بالطبع، سيضطر للعمل بجهد أكبر لاحقًا، لكن هذا لا يُعد مشكلة.
بل إنه خفّف من عبء أعماله الأصلية جزئيًا بتولّيه دروس لوسيا.
ليغرين القديم لم يكن ليذهب إلى هذا الحد، لكن كان هناك عامل مفاجئ.
وهو أن… دروس لوسيا كانت ممتعة للغاية.
ليغرين، الذي كان يعلّم أطفالًا آخرين أيضًا، لم تكن لديه آمال كبيرة في البداية.
لكن دروس لوسيا كانت مختلفة.
كانت تمتص ما يُعلَّم لها كما تمتص الإسفنجة الماء، دون أن تغفل شيئًا.
علاوة على ذلك، كانت قدراتها في الفهم والتطبيق مذهلة. إن علمها بمبدأ واحد، فهمت على الفور عشر مفاهيم مشتقة منه.
كما أنها كانت تمتلك بصيرة تمكنها من إدراك نواياه الخفية، وفوق كل ذلك، كانت شغوفة للغاية بالتعلم.
ومع مشاهدة ليغرين لتطورها اليومي، سرعان ما وجد نفسه يبذل مجهودًا أكبر ليُعلمها المزيد والمزيد.
لقد وجد تلك اللحظات من التركيز والمتعة، التي لم يشعر بها من قبل، مذهلة وممتعة بحق.
وكان هناك شيء آخر تغير أثناء تدريسه للوسيا…
“هل عليّ أن أستدعي القائد لكسوس حين تسنح لي الفرصة؟ يبدو أن الآنسة لوسيا تحبه.”
لقد أصبحت علاقته بـ آين لكسوس أقرب بكثير.
وكان هذا طبيعيًا، لأن عليهما التنسيق بشأن دروس لوسيا.
فمشاركتهما التطورات التي حققتها لوسيا في كلا درسيهما، وتخطيطهما أحيانًا لدروس مشتركة، خلق بينهما ألفة ملحوظة.
“آه. لا، الأفضل ألا أستدعيه.”
لكن ليغرين غيّر رأيه على الفور.
صحيح أن علاقته بـ آين تحسّنت، لكن…
“الآنسة لوسيا تحب القائد لكسوس بدرجة غير عادية.”
عندما يجتمع الثلاثة، كان يشعر ليغرين بغربة خفية.
لم يكن أن لوسيا وآين يتعمدان تجاهله.
بل كانا كما هما دائمًا.
م.م: اسم ليغرين يختلف من مصدر ترجمتي للرواية، لهيك اعذروني على تغيير الاسم كل فصل أو أكثر،
لكنه شكلو ليغرين غار من آين؟؟؟🤣🤣
…وهنا كانت المشكلة.
نظرة لوسيا تجاه آين كانت مليئة بالثقة والمودة.
ونظرة آين نحوها كانت مماثلة.
كان هناك رباط قوي بينهما، لا يمكن لأحد كسره.
وحين تنظر إليه بطريقة مختلفة عن تلك التي تنظر بها إلى آين، لم يكن ليغرين قادرًا على منع نفسه من الشعور بالانكماش.
كانت تلك مشاعر لم يسبق له أن اختبرها.
“الاثنان فقط سيكون أفضل.”
وفي الوقت الذي اتخذ فيه ليغرين قراره…
“أفهم.”
استفاق ليغرين على صوت مفاجئ، والتفت لينظر إلى الدوق.
وكان الدوق يحدق فيه بالفعل.
“سيء.”
أدرك ليغرين خطأه متأخرًا.
لقد غرق في أفكار لوسيا أكثر من اللازم.
“تماسك.”
وبسرعة، أزال صورة لوسيا من ذهنه، وقال:
“هل أخبر الآنسة ميراكل والسيد فانسيس بحضور العشاء العائلي؟”
أومأ الدوق برأسه ردًا على سؤال ليغرين.
“نعم، سأذهب لإبلاغهما حالًا.”
كان العشاء قد أُعد على عجل، وسيستغرق الأمر بعض الوقت لتبديل الملابس، لذا كان عليه إعلامهم باكرًا.
وكان من المثالي أن يمر على غرفة لوسيا في طريقه ويقترح تناول عشاء بسيط معها، أو شيء من هذا القبيل.
طبعًا…
“قول ‘عشاء’ سيجعلها تتذمر، لذا من الأفضل التظاهر أنه لقاء دراسي.”
لقد أصبح ليغرين يفهم ميول لوسيا بدرجة لا بأس بها، بل وأعدّ الكلمات التي ستقنعها بالخروج.
“إذن…”
كان عليه أن يسرع الآن إلى غرفة لوسيا.
أومأ بخفة إلى إستيو وهمّ بمغادرة المكتب، لكن…
“…انتظر.”
“نعم؟”
التفت ليغرين بنظرة متفاجئة.
لكن الدوق لم يقل ما يريد مباشرة، وتردد، على غير عادته.
ما الذي كان سيقوله ليجعله يبدو متردداً هكذا؟
كلما طال الصمت، ازداد توتر ليغرين، لكنه لم يظهره على الإطلاق.
ثم، بعد لحظة طويلة، نطق أخيرًا:
“أبلغ تلك الطفلة أيضًا.”
لكن… من الصعب فهم ما يعنيه.
أبلغ تلك الطفلة أيضًا.
من هي تلك الطفلة؟ وماذا أُبلغها؟
وفجأة، خطرت شخصية معينة في ذهنه.
هل يمكن أن يكون…
“…هل تقصد الآنسة لوسيا؟”
ارتعشت كتف إستيو قليلاً عند سؤال ليغرين.
أومأ الدوق ببطء وأردف:
“وقولي لرئيسة الخدم أن تختار من يساعدها على ارتداء ملابسها.”
“…”
شكّ ليغرين في سمعه مرة أخرى.
“حتى تعبئة الخدم؟!”
طبعًا، من الطبيعي أن يُرتدى اللباس اللائق للمناسبة، كالعشاء العائلي.
لكن لوسيا لديها خادمة بالفعل.
وحتى لو كانت خادمة واحدة، فلا يُفترض أن يشكل الأمر مشكلة.
لكن… إصدار أمر باختيار خدم خاصين لتجهيز لوسيا…
لو كان الهدف هو ميراكل، لكان الأمر مفهوماً. لكن لوسيا؟
لم يكن يعلم ما الذي يفكر به الدوق.
ولكن…
“حسنًا.”
لم تكن هذه الأمور مهمة.
حتى إن أعطى أوامر أغرب وأشد ريبة، لم يكن من الضروري فهمها لتنفيذها.
لكن…
كان في الأمر شيء من الخيبة.
كان يود تناول الطعام معها مباشرة، وتعليمها آداب المائدة والأساسيات.
“لا بأس… الفرصة القادمة.”
“سأنطلق الآن.”
خرج ليغرين من المكتب، ونفذ أوامر الدوق بدقة.
وبعد أن رأى الخدم المختارين يسرعون نحو غرفة لوسيا، استدار.
في تلك اللحظة…
“رئيس الخدم!”
أسرع شخص ما نحو ليغرين باستعجال.
كان البستاني تشيلس.
“ما الأمر؟”
سأله ليغرين وهو يلهث، فأخرج شيئًا وقال:
“وجدت هذا ملقى في زاوية الحديقة، وظننت أنه يجب أن أريه لك، سيدي.”
وكان الشيء الذي يحمله تمثالًا صغيرًا لطائر محطّم.
من الخارج، بدا كتمثال عادي، لكن بريقًا أرجوانيًا ظهر قرب صدره.
“هذا…”
اتسعت عينا ليغرين تدريجيًا حين تعرف عليه فورًا.
لكنه قال بابتسامة هادئة كأن شيئًا لم يكن:
“إنه مجرد تمثال طائر عادي.”
“هاه؟ حقًا؟ أحضرته لأن فيه شيء يلمع، وظننته غريب الشكل… يبدو أن أحدهم تخلّص منه.”
حك البستاني رأسه بإحراج.
“آسف لإضاعة وقتك وأنت مشغول.”
“لا بأس. أعطني إياه، سأتصرف به في طريقي.”
“لا، سأقوم بذلك أنا—”
“قلت أعطني إياه.”
“…”
لا زال ليغرين يتحدث بلطف.
لكن، كان يصدر عنه ضغط هائل لا يمكن تجاهله.
“آه، نعم…”
ارتبك البستاني وسلّم التمثال المحطم إلى ليغرين.
نظر ليغرين إلى التمثال في يده للحظة، ثم ابتسم بلطف وقال:
“أحسنت. بالمناسبة، سمعت أنك مرهق كثيرًا في الآونة الأخيرة.”
“هاه؟”
اتسعت عينا البستاني بدهشة.
مرهق؟ من؟
التفت لا شعوريًا إلى النافذة…
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات