أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
و لم يكن هو استثناءً أيضاً.
سرت قشعريرة في عموده الفقري.
لهث ليلتقط أنفاسه.
وللحظة، تخيّل جثة لوسيا الباردة بين يدي إستيو.
في تلك اللحظة، اقترب إستيو وهو يحمل ميركل بين ذراعيه.
“فانسيس.”
فزع فانسيس من النداء، ورفع رأسه.
كانت عينا إستيو البنفسجيتان تخترقان روحه.
“وجهك شاحب. هل هناك ما يزعجك؟”
عند سؤاله المتفحص، تردد فانسيس…
ثم قرر.
لن يذكر لوسيا.
“رأسها طري بالفعل.”
تذكر مظهر لوسيا عندما ضُربت بكتاب أثناء حمايته في المكتبة، مما تسبب بإصابة في رأسها.
هو لا يحبها، نعم، لكنه لم يكن يرغب بموتها.
…بل في الحقيقة، لم يكن يهتم إن عاشت أو ماتت من قبل. لكن الآن، الأمر مختلف.
على الأقل، ليس الآن.
“وإن تحدثت، سيعرف أنني أعلم.”
وذلك أمر لا يمكن أن يحدث.
لذا، أجبر فانسيس نفسه على الابتسام وكذب.
“إزعاج؟ أي إزعاج! ليغرين يعطي واجبات كثيرة هذه الأيام، هذا هو كل الإزعاج. قل له يخفف شوي، هيونغ.”
م.م: هيونغ معانا أخي باللغة الكورية.
لكن…
“…”
حدّق إستيو في فانسيس بصمت.
كأنه يعرف كل شيء بالفعل.
كأنما يقول: تحدث الآن قبل أن يفوت الأوان…
“هاها…”
…قطرة.
تدفق عرق بارد من عنقه.
هبط قلبه.
وشفاهه الجافة راحت ترتجف.
لحظة عابرة بدت وكأنها دهر.
ثم، كأن منقذاً جاء من السماء، اخترق صوت أحدهم التوتر بينهما:
“مرحباً بعودتك، السيد إستيو.”
“آه.”
انتقل نظر إستيو.
ولما استدار ليرى من القادم، ابتسم بهدوء.
“لقد مضى وقت يا كبير الخدم.”
“لابد أنك مرهق من السفر. السيد الدوق ينتظرك. تفضل بالدخول.”
“سأفعل. فانسيس، لنتحدث لاحقاً.”
“أه… حسنًا.”
“أخي الصغير، ادخل بسرعة!”
دخل ليغرين، إستيو، وميراكل إلى المبنى الرئيسي واحداً تلو الآخر.
أما فانسيس، فبقي واقفًا وحده، مذهولًا.
لم يستطع أن يجبر نفسه على الدخول.
“قال سنكمل الحديث لاحقاً، بالتأكيد.”
لا شك في ذلك.
إستيو يعرف شيئًا ما.
هل يمكن أن يكون… هل يعرف هيونغ بالفعل؟
أن لوسيا تعرف سره؟
وفجأة…
“…!!”
استدار فانسيس بسرعة، وقد شعر فجأة أنه مراقب.
“…”
كانت لوسيا تنظر إليه من أعلى.
دَق، دَق، دَق!
ارتدت خطوات مسموعة من بعيد، كما لو كانت تعلن عن وجود صاحبها.
ـ دَق، دَق، دَق!
سرعان ما اقتربت الخطوات.
بام!
“أنتِ!”
اقتحم فانسيس الغرفة وهو يلهث.
ثم، وهو يشير إليّ، إذ كنت واقفة عند النافذة، صرخ:
“هل كنتِ تعلمين؟”
“تعلم ماذا؟ أن إستيو هنا؟”
“نعم!!”
صرخ فانسيس.
“حسناً…”
كيف لي ألا أعلم؟
لقد كانت عودته مدوية جداً.
وجود إستيو في رودبل كان مميزاً للغاية.
فهو بالطبع:
الابن الأكبر، ووريث رودبل المستقبلي.
“وفوق ذلك، هو وسيم وذو شخصية جيدة.”
نعم، كان ذلك مزعجاً، لكن سمعة إستيو كانت ممتازة.
اجتماعي باعتدال، لطيف باعتدال، مؤدب بقدر مناسب.
مزيج النسب، والشكل، والسلوك جعل منه شخصًا محبوبًا عند الجميع.
لكن…
هم لا يعرفون.
ما هو الوحش الذي يختبئ خلف ذلك القناع الجميل.
على أي حال…
نظرت إلى فانسيس وسألته:
“إذاً، ما المشكلة؟”
“هاه؟”
سألني بنظرة غبية.
“المشكلة. هل ركضت كل هذا الطريق فقط لتتأكد إن كنت أعلم أن إستيو هنا؟”
“آه… يعني…”
فانسيس لم يستطع أن يجد سببًا مقنعًا.
كان أغرب من المعتاد اليوم.
آه، ربما…
“هل جئت لتشتكي لماذا لم أخرج لأرحب بإستيو؟ لتطلب مني أن أخرج وأحييه؟”
كيف يجرؤ شخص مثلي ألا يحيّي الوريث؟
افتراض معقول، خصوصًا وأن فانسيس كان يتبع إستيو كظله دائمًا.
لكن هذا الفتى…
هل نسي مكانته واقتحم الغرفة هكذا؟
“يبدو أنه نسي أنه كلبي.”
ماذا أفعل؟
هل أُذكّره بذلك؟
وبينما كنت أفكر…
“قطعاً لاااا!!”
صرخ فانسيس فجأة:
“أنت! لا تفكري حتى بالاقتراب من أخي! اختبئي في هذا الركن ولا تخرجي، مفهوم!!”
“…”
“تذكّري ما قلت! لا تخرجي من هذه الغرفة! واضح؟!”
─ بام!
خرج فانسيس من الغرفة وهو يصرخ، حتى أن البصاق تطاير منه.
نظرتُ بذهول إلى الباب المغلق وهمست:
“إنه أكثر جنوناً من المعتاد اليوم.”
هل لأنه متحمّس بعودة إستيو؟ هل تصرفاته ازدادت غرابة؟
أم أنه خائف من أن أقترب من إستيو؟
مهما كان السبب، فكل هذا قلق لا داعي له.
“أنا نفسي لا أريد أن أراه.”
ذلك الإنسان المشؤوم.
على أي حال، سأعود إلى الأكاديمية بعد اختبار التأهيل.
“دعونا فقط نتجنب بعضنا.”
لن يخرج من لقائنا شيء جيد.
لا له، ولا لي.
“ولا يوجد سبب يدعونا لنلتقي أصلاً.”
فكرت أن أترك الأمر وأركز في شؤوني – في تلك اللحظة.
طَرق، طَرق.
طرق أحدهم الباب فجأة.
“من هناك؟”
لم يكن من المفترض أن يأتي أحد.
فانسيس لن يعود.
وليس من طبعه أن يطرق الباب أصلاً.
“مارين لديها عمل خاص.”
آين في تدريب الفرسان، وليغرين مع الدوق.
إذاً…
طَرق، طَرق.
وحين لم أفتح، طرقوا مجددًا.
اقتربت ببطء وفتحت الباب.
ووراءه…
“…من أنتن؟”
كانت هناك مجموعة من الخادمات.
كل واحدة منهن تحمل شيئًا.
هل… تلك فساتين؟ لماذا فساتين في غرفتي؟
نظرت إليهن بدهشة، فتقدمت إحدى الخادمات وانحنت وقالت:
“جئنا بأمر من الدوق لمساعدة الآنسة لوسيا في التحضير للعشاء.”
عند هذه الكلمات، تجمد عقلي للحظة.
من، من أمر بماذا؟
وفي نفس الوقت، ليغرين الذي نقل بنفسه أمر الدوق لرئيسة الخدم، كان مرتبكًا هو الآخر.
“ما الذي يفكر فيه بحق الجحيم؟”
تذكر ليغرين اللحظة التي بدأت فيها الحكاية.
أخذ إستيو، العائد حديثًا، إلى مكتب الدوق.
وكانت أولى كلمات الدوق لرؤية ابنه الأكبر بعد غياب طويل:
“لقد عدت أبكر من المتوقع.”
فقط.
لا سؤال عن أحواله، ولا عن الرحلة، ولا عن الحياة في الأكاديمية.
كان من المفترض أن يُشعر ذلك أي ابن بالإحباط.
لكن إستيو أجاب بهدوء:
“نعم، كنت قلقًا بشأن ميراكل، وعجلت قليلاً لأنني سمعت أن الثلج سيبدأ قريباً.”
عندها، نظر ليغرين تلقائيًا إلى السماء خلف النافذة.
“بالفعل.”
الغيوم الداكنة كانت تمتلئ في الأفق.
حتى أداة التنبؤ السحرية توقعت تساقط الثلج قريبًا.
كنت سأبلغ الأكاديمية بالأمر لاحقًا، لكن إستيو اتخذ القرار بنفسه.
تقييم ليغرين لتلك المبادرة كان: ممتاز.
القدرة على استشراف الأحداث والتصرف على أساسها هي فضيلة أساسية لقائد العائلة.
ولكن…
“لماذا ينظر السيد إليه بهذا الشكل؟”
كان الموقف يستحق الثناء، لكن الدوق اكتفى بالتحديق فيه نظرات باردة، دون أن ينطق بكلمة.
“أمر غريب.”
صحيح أن الدوق إيغو رودبل لم يكن أبًا حنونًا.
كان فانسيس يرتجف فقط من الوقوف أمامه.
الوحيدة التي يُظهر لها الحنان كانت ميراكل.
لكن هذا لا يعني أنه أب بلا قلب لا يقول حتى “هل تعبت من السفر؟” لابنه بعد غياب.
وفوق ذلك، تصرف إستيو وكأنه كان يتوقع هذا الرد.
“هناك شيء لا أعلمه.”
لابد أن هناك أمورًا بينهما لا يعرفها ليغرين.
ولم يحاول أن يعرفها.
لأنه يعرف أن هناك سببًا لصمت الدوق.
لكن رغم ذلك، كان من الضروري أن يُغيّر من هذا الجو المتجمد.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات