أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
أكثر من أي شيء…
“من الذي يسرق المانا الخاصة بي؟”
كيف؟ ومتى؟
“آه، لا أعرف.”
حتى مع كل محاولاتي في التفكير، لم أتمكن من الوصول إلى أي دليل.
في الوقت الحالي، كان تركيزي على امتحان التأهيل هو الأولوية القصوى.
“حتى إن لم أستطع استخدام السحر، لا يزال بإمكاني اجتياز امتحان التأهيل.”
وإلا، ما كان ليستيو، الذي لا يملك مانا أيضًا، أن ينجح في الامتحان.
لم يكن عليّ القلق من أن يتم استبعادي بسبب السحر.
الآن، إن اجتزت فقط امتحان التأهيل بأمان، سأُعترف بي كواحدة من السلالة المباشرة لعائلة رودبل، وسأحصل على ما أريد.
لكن…
“لماذا لدي هذا الشعور السيئ؟”
هل لأن كل شيء يسير بسلاسة شديدة؟
قلبي لم يكن مطمئنًا بلا سبب، وكأنها الهدوء الذي يسبق العاصفة.
وفجأة…
ـنهـيق!
وصل صوت صهيل حصان من خلال النافذة المفتوحة.
وبما أن الإسطبل بعيد جدًا، نادرًا ما كنت أسمع أصوات الخيول.
“ما هذا؟”
تساءلت وأنا أطل من النافذة… ثم تجمدت.
عربة ناصعة البياض متوقفة أمام مدخل المبنى الرئيسي.
وصبي ذو شعر فضي يرتدي زيًا أبيض نقيًّا يخرج منها.
عضضت شفتي وتمتمت:
“…إستيو رودبل.”
لماذا هذا الشخص هنا بالفعل؟
كان من المفترض أن يعود قبل يومين فقط من موعد الامتحان.
كنت أعلم أن لديّ شعورًا سيئًا.
هذا أسوأ ما قد يحدث.
ـنهـيق!
طقطقة.
توقفت العربة البيضاء أمام المدخل.
وبعد لحظات، فُتح باب العربة.
وخرج أولًا حذاء أسود، ثم يد ترتدي قفازًا أبيض تمسك بإطار الباب، وظهر بعدها الفتى ذو الشعر الفضي بزيه الأبيض المثالي.
وعندما نزل من العربة…
“أخي الكبير!”
صوت رقيق صافٍ انطلق فجأة، فرفع الفتى رأسه.
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيه.
جوّه البارد الشمالي تلاشى بلحظة.
فتح إستيو ذراعيه، وركضت ميراكل نحوه بسرعة.
“أهلًا بعودتك، أخي! اشتقت إليك!”
ابتسم إستيو ابتسامة خفيفة وهو يراقب ميراكل تدفن وجهها في صدره.
“هاها، ما زلتِ بكّاءة، يا ميراكل.”
“بكّاءة؟ لقد كبرتُ أيضًا!”
“نعم، نعم. لقد أصبحتِ آنسة.”
“تشش…”
طبطبة، طبطبة.
ربت على رأسها كما لو كانت طفلة، وانتفخت خدود ميراكل.
ضحك إستيو بهدوء لرؤيتها.
“مرحبًا بعودتك، أخي.”
ثم اقترب فانسيس، الذي كان يراقب من بعيد، بحذر.
بعد فترة طويلة من الغياب، بدا الأمر محرجًا.
أومأ إستيو:
“لقد مضى وقت، فانسيس.”
“نعم…”
نظرة سريعة.
احمرّ وجه فانسيس قليلًا وهو يُلقي نظرة خجولة نحو إستيو.
لقد كبر إستيو بشكل مذهل خلال هذه الفترة.
فهو في الرابعة عشرة من عمره الآن، لكن طوله، وفكه الحاد الخالي من أي دهون طفولية، وجسده المتناسق جعله يبدو أكثر نضجًا.
كان فانسيس، الذي طالما أعجب بأخيه الأكبر، يراه أكثر روعة من ذي قبل.
ولكنه لم يستطع بعد الآن أن ينظر إليه بنفس النظرة السابقة.
لأن رؤية إستيو أعادت له ذكرى المواجهة التي حصلت بينه وبين لوسيا.
أو بالأصح، ما قالته لوسيا.
“أنت تعلم الحقيقة حول إستيو، أليس كذلك؟”
“أنت تعلم بالفعل أن إستيو هو… أليس كذلك؟”
تكررت كلمات لوسيا في ذهنه بوضوح أكثر.
فأغمض فانسيس عينيه بإحكام.
عقله أصبح فارغًا بمجرد سماعه تلك الكلمات.
وانتهى به الأمر بارتكاب خطأ لا يُغتفر، وأصبح كلب لوسيا.
“ما الذي عليّ فعله؟”
راقب فانسيس إستيو وهو يواسي ميراكل، التي بدأت تعبس من طبطبته.
“هل أخبره؟”
أن تلك الفتاة، لوسيا، تعرف ذلك السر.
ولكن…
“لو أخبرته، هل سيتركها وشأنها؟”
لا، هل سيتركني أنا وشأني؟
كان فانسيس يعرف أخاه إستيو رودبل جيدًا.
إستيو كان باردًا ولا يُبالي، لكنه أيضًا كان مرنًا إلى حدٍ ما.
كان لطيفًا ما لم يُزعجك أحد كثيرًا.
وقد كان يكره لوسيا بغرابة، لكن يمكن تفهّم ذلك إلى حد ما.
لكن…
ذلك القول إنه لطيف طالما لم يُزعجك أحد يعني أيضًا أنك إن فعلت، فمن الصعب أن تخرج سالمًا.
منذ ثلاث سنوات، حضر فانسيس اجتماعًا للنبلاء الصغار مع إستيو.
وكان هناك فتى نبيل من عائلة انتقلت مؤخرًا للعاصمة بعد أن أصبحت ثروتهم ضخمة.
“عائلتنا لها نفوذ كبير في التجارة.”
كان مغرورًا للغاية، كما لو أن أنفه في السماء.
الجميع لم يحبوه لأنه وافد جديد يتفاخر كثيرًا.
لكن عائلته كانت بالفعل مؤثرة.
فلم يكن هناك فائدة من التورط معه.
في ذلك الوقت، كان فانسيس بعيدًا عن إستيو، يجلس مع مجموعة أخرى من أقرانه.
ورأى ذلك الفتى يقترب من إستيو بابتسامة متغطرسة.
حاول النبلاء الآخرون منعه، لكنه لم يتوقف.
“ما خطبه؟”
لم يُفكر فانسيس كثيرًا في الأمر.
لكن بعد لحظات…
ـكلاااااانغ!
“كيااااه!!”
صرخ الفتى وهو يمسك برأسه ويتمايل.
“م-ما هذا؟!”
ركض فانسيس نحوه، مذعورًا.
ورأى المشهد:
الفتى النبيل، يمسك برأسه المشقوق، يبكي ودماؤه تختلط بدموعه، وإستيو، يمسك قطعة مكسورة من مزهرية تقطر دمًا.
حتى من دون سؤال، فهم ما حدث.
إستيو ضربه بالمزهرية على رأسه.
“أ-أخي…؟”
ناداه فانسيس بصوتٍ مرتجف.
“آه.”
التفت إستيو إليه عند سماع صوته.
“فانسيس.”
خطوة، خطوة.
إستيو، يحمل قطعة المزهرية المكسورة والمغطاة بالدم، يقترب بوجهٍ ملطخ.
كان أشبه بملك الموت يحمل منجلًا.
شعر فانسيس أن التنفس أصبح صعبًا.
اقترب إستيو أكثر، ورمى المزهرية.
ـكلاااانغ.
كان صوت المزهرية يتردد بشكلٍ مرعب.
ثم…
“لنعد الآن.”
ومدّ يده البيضاء الملطخة بالدماء.
شعر فانسيس بالخوف من تلك اليد.
“آه… أخي.”
صرخت غرائزه:
لا ترفض تلك اليد.
إن فعلت، سيحدث شيء لا يمكن التراجع عنه.
“…لنعد.”
أمسك يده متظاهرًا بالهدوء، وابتسم إستيو، وقاد فانسيس بعيدًا.
وقد طُمِس الحادث بهدوء.
العائلة التي جاءت حديثًا إلى العاصمة رحلت كما لو أنها كانت تهرب.
علم فانسيس أن والده استخدم نفوذه.
لم يكن أحد سوى العائلة الإمبراطورية أو عائلة رودبل يمكنه فعل ذلك.
“دعنا ننسَ الأمر.”
بما أن والده تدخّل، فلا بد أن تلك العائلة ارتكبت جريمة كبيرة.
أجبر نفسه على نسيان كل ما حدث في ذلك اليوم.
وإلا، فوجه إستيو الملطخ بالدماء سيستمر في مطاردته.
وبالفعل، ظل يعاني من الكوابيس لفترة.
حاول النسيان، ونجح.
ومع تلاشي الذكرى، عاد يعامل إستيو كالسابق.
لكن… لم تختفَ تمامًا تلك الرهبة الدفينة.
وبعد عام، سمع فانسيس مرة أخرى عن الحادث من نبيلٍ شاب كان هناك وقتها.
“في الواقع، كنت على نفس الطاولة ذلك اليوم. وعندما اقترب ذلك الفتى من إستيو، قال له شيئًا مثل…”
“…”
“أنت لا تشبه دوق رودبل كثيرًا، أليس كذلك؟”
“ماذا؟!”
انصدم فانسيس.
ضربه بمزهرية… لهذا السبب؟!
رغم أن الكلام قد يُعتبر وقحًا، لكنه لا يستدعي تهشيم جمجمة أحد.
خاصةً…
“أخي لا يشبه الأب كثيرًا فعليًا.”
من حيث الهالة العامة، نعم. لكن لو دققت، هناك فرق واضح.
لكن…
“رغم ذلك، أن يُحطّم رأسه؟”
لا تزال صدمة ذلك اليوم حية في ذهنه.
نظر فانسيس مجددًا إلى إستيو.
كبر وأصبح يُشبه الدوق إيغو رودبل أكثر فأكثر.
الاختلافات الطفيفة التي كانت واضحة وهو صغير لم تعد موجودة.
طريقته في الابتسام لميراكل كانت مُطابقة تمامًا للدوق.
من مظهره الحالي، يبدو كشخصٍ مختلف تمامًا عن ذلك الفتى، لكن…
فانسيس لم ينسَ.
الوجه الحقيقي لإستيو.
“إن اكتشف أخي أنها تعرف ذلك السر…”
“فلن يتركها أبدًا.”
وإن كان إستيو الحالي…
“فقد… يقتلها.”
م.م: العائلة كلها مرضى نفسيين، و فانسيس بلش يحب لوسيا و يدافع عنها؟
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 43"