أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
تدخل آين في تلك اللحظة.
كان وجهه أكثر برودة من أي وقت مضى.
وهو يحدّق في زيلّاخ بنظرات قاتلة، تفوّه آين ببرود:
“لا أظن أن اللورد زيلّاخ، الذي جعل أحد تابعيه شبه عاجز بسبب سوء معاملة متنكرة في هيئة تدريب، في موقع يسمح له بإلقاء اللوم.”
“……!! لماذا تعيد الحديث عن حادثة انتهت على أنها مجرد حادث؟!”
“كفى!”
“……”
“……”
قبل أن يتفاقم الجدل، تدخل الدوق وأنهاه بكلمة واحدة.
ثم وجه نظره إليّ.
“لوسيا، أخبريني. لماذا فعلتِ ذلك؟”
تفاجأت بصراحة.
لم أكن أتوقع أن يمنحني فرصة الكلام.
حدّقت في الدوق ورددت بهدوء:
“لأنني كنت خائفة.”
“ما الذي تقوله الآن—”
في اللحظة التي همّ فيها فانسيس بالصراخ بعد سماعه كلامي…
“فانسيس.”
بنداء بارد من الدوق، ارتجف فانسيس وخفّض رأسه.
ثم عاد الدوق لينظر إليّ.
عيناه البنفسجيتان الخاليتان من أي مشاعر، حثّتاني على مواصلة الحديث.
إذا كان يريد سماع الجواب بشدة…
“ظننتُ أن فانسيس قد ينهض ويضربني في أي لحظة.”
“……”
“كنت خائفة لدرجة أنني تماديت دون أن أدرك. أنا آسفة.”
انحنيت له بعمق.
كنت أعرف تمامًا.
أن هذا مجرد عذر سخيف.
حتى لو انتقدني الدوق على هذا العذر.
“لا يهم.”
فالنتيجة قد حُسمت منذ اللحظة التي جلست فيها فوق جسد بانشيس.
ولا يمكن للدوق أن يعترض على ذلك.
كنت مستعدة تمامًا للدفاع عن نفسي في أي لحظة.
“……الفائزة، لوسيا رودبل.”
“أ-أبي؟!”
“يا سيدي!”
“هاه؟!”
تفاجأ كل من فانسيس وزيلّاخ.
وأنا أيضًا، حدّقت فيه بدهشة.
تلاقت أعيننا.
رمشتُ بدهشة.
“بهذه البساطة؟”
وفوق ذلك…
“النهاية كانت مفرطة بعض الشيء، لكن النتيجة حُسمت منذ لحظة التلامس بين جسدَي لوسيا وفانسيس. هل من اعتراض؟”
“كخ…”
العبارة التي كنت أجهزها للدفاع عن نفسي، قالها هو بنفسه.
ولا يمكن لبانشيس أو زيلّاخ الاعتراض بعد هذا التصريح الواضح من الدوق.
وبينما كان زيلّاخ يطحن أسنانه غضبًا، نظر الدوق إليّ وقال:
“لوسيا رودبل، كما وعدت، أمنحك الإذن بتلقي الدروس من القائد آين ريكسوس.”
…لقد تمّت الموافقة.
“شكرًا لك، يا دوق.”
أخفيت دهشتي وانحنيت مجددًا.
بعد أن نظر إليّ نظرة أخيرة، غادر الدوق ساحة التدريب.
وبعد ذلك، وبينما كان زيلّاخ يعتني بفانسيس، نظر إلى آين وغمغم بغيظ:
“لا تظن أن الأمر انتهى هنا.”
ضحك آين بسخرية من كلماته.
“كثير من الثرثرة، لا شيء مميز.”
“إييييك!”
زمجر زيلّاخ وغادر المكان وهو يرمقني بنظرة حاقدة.
ثم…
“لوسيا!”
استدرت تجاه الصوت الجميل والمنعش، فإذا بـــ”ميراكيل” تقترب، وشعرها الأبيض يتطاير خلفها.
أمسكت بيدي بحماس، وعيناها البنفسجيتان تتلألأن:
“لقد كنتِ مذهلة!”
احمرت وجنتاها بلون وردي لطيف من فرط الحماس.
“صحيح، كان الأمر مخيفًا قليلًا حين ضربتِ أخي بهذا الشكل، لكنه قوي جدًا. ولكي تهزمي أخًا بهذه القوة، فأنتِ رائعة فعلًا!”
كان إعجابها نقيًا، خاليًا من أي نوايا خفية.
تابعت مدحي بلا توقف.
ثم فجأة، نظرت إلى يدي التي ما زال القماش ملفوفًا حولها، وهمست:
“رمح… إنه رمح. رائع فعلًا. لا يستخدم الكثيرون الرماح. إنه يليق بكِ كثيرًا يا لوسيا.”
ثم مالت برأسها وسألت:
“كيف تعلمتِ تقنيات الرمح؟ الناس عادةً يتعلمون فن السيف.”
ولم أكن أنا من أجاب.
“آنستي هي من اختارت الرمح بنفسها.”
“آه.”
اتسعت عينا ميراكيل بدهشة عند رؤية من اقترب فجأة.
نظرت أنا أيضًا.
“القائد.”
“أحسنتِ، آنستي. كنتِ رائعة. كما توقعتُ من تلميذتي.”
أومأ آين بفخر، وكأنه يقول إن اختياره لم يكن خاطئًا.
عندها فقط شعرت بالارتياح.
ولكن…
“مرحبًا. هل أنت القائد آين ريكسوس؟”
فجأة، حيّته ميراكيل.
نظرتُ أنا وآين إليها في نفس اللحظة.
كانت لا تزال تنظر إليه بابتسامة ساحرة.
حدّق آين فيها للحظة، ثم أومأ بلطف:
“نعم، هذا صحيح.”
“رائع! هذه أول مرة أراك فيها. أنا ميراكيل رودبل!”
تألقت عيناها كنجمتين.
كان مظهرها محبوبًا للغاية، يجعل أي شخص يقع في حبها من النظرة الأولى.
وفي تلك اللحظة…
“هاه؟”
وضعتُ يدي على صدري دون وعي.
شعرتُ فجأة بانقباض في معدتي.
“نبض، نبض، نبض…”
قلبي ينبض بشكل غريب.
“ما الذي يحدث لي؟”
أملتُ رأسي بتعجب من حالتي.
“في الحقيقة، لطالما أعجبتُ بالقائد.”
“حقًا؟ يشرفني ذلك.”
“نعم، ولهذا أشعر بالغيرة من لوسيا. أن تكوني تلميذة القائد آين ريكسوس… أشعر بالغيرة حقًا.”
بصوت صافٍ ونقي، اقتربت ميراكيل خطوة أخرى وأمسكت بيد آين.
رفعت رأسها إليه بعينين واسعتين وقالت:
“هل يمكنني أيضًا أن أكون تلميذة القائد؟ سيكون ذلك رائعًا جدًا.”
حدّق آين فيها بذهول، كأنه مسحور.
نظرتُ إليهما، ثم وضعتُ يدي على فمي.
شعرتُ بالغثيان.
كان بطني يتقلب.
وكانت أسفل بطني تؤلمني، وقلبي ينبض بعنف، وأطراف أصابعي مشدودة.
“آه، فهمتُ الآن.”
أدركتُ السبب.
كنت خائفة وقلقة.
مِن ماذا؟
“من فقدان آين.”
لأن الجميع يحب ميراكيل.
كنت خائفة أن يرحل آين أيضًا، بعدما يختبر جمالها ولطفها.
لقد شعرتُ بالخوف دون أن أدري.
وفوق ذلك، من الواضح أن ميراكيل تُريد آين.
ولو أرادت، يمكنها أن تطلبه كأستاذ بكل سهولة.
“فمن الأفضل أن تكون أستاذًا لأميرة محبوبة، على أن تكون لتلميذة منبوذة.”
صحيح أن بيني وبين آين عقد بخصوص “كتاب آيلا الطبي”، لكن يمكن لميراكيل أن تطلبه بسهولة أيضًا.
فهي أكثر منّي بكثير… خاصة أنني لست واثقة إن كنت سأنجح في اختبار التأهيل.
“لا.”
أغلقتُ عيني بشدة.
كلما فكرت أكثر، كلما خيّلتُ الأسوأ.
“عليّ أن أؤمن بآين…”
وإن لزم الأمر، يمكنني التدخل.
مكان التلميذ للقائد لا يُمنح إلا لواحد.
لن يكون تغييره بالأمر السهل، خاصة بعد موافقة رب العائلة.
إن أشرت إلى ذلك…
“أنا آسف، يا أميرة.”
قطعت كلمات آين أفكاري.
فتحتُ عيني على اتساعهما.
أمام ناظري، سحب آين يده من يد ميراكيل.
نظرت ميراكيل إليه بدهشة.
ونظرتُ أنا أيضًا.
كان لا يزال يحمل ابتسامة هادئة على شفتيه.
وعيناه الذهبيتان تلمعان كالشمس، كما اعتدتُ رؤيته.
وفي تلك اللحظة قال آين:
“تلميذتي الوحيدة هي الأميرة لوسيا. لا أحد يمكنه أن يحل محل الأميرة لوسيا. حتى لو كانت أصغر أميرة تنال حب رب العائلة.”
“……”
“أعتذر إن كانت كلماتي جارحة.”
وانحنى أمام ميراكيل بكل أدب.
حدّقتُ فيه، وشعره البني المحمر يتطاير مع النسيم.
وفي تلك اللحظة، فهمتُ.
كم كان خوفي سخيفًا.
قلتُ إنني أؤمن به، لكنني لم أكن أؤمن حقًا.
“……”
ساد الصمت.
ميراكيل، ريجرين، آين، وأنا.
لم ينطق أحد بكلمة.
وبعد لحظة، كانت ميراكيل أول من تحدثت:
“أرى…”
قالتها بنبرة حزينة قليلاً، ثم ابتسمت وقالت:
“لم أكن أعلم أنك تحب لوسيا لهذه الدرجة، أيها القائد.”
“هاها، أنا أحمق نوعًا ما من أجلها.”
ردّ آين وهو يضحك بحرج.
ابتسمت ميراكيل بهدوء، ثم التفتت إليّ وقالت:
“أنا أغار منكِ يا لوسيا. أنتِ محبوبة.”
م.م: مريضة نفسية…كل الحب من أبوك و الاحترام و تحسدي لوسيا المسكينة
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات