⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“لا…”
رغم أن ملامحه كانت شرسة من الأساس، إلا أن نبرته كانت باردة تمامًا، مما أخاف مارين.
مرّ آين بجانب مارين ووضع لوسيا على السرير.
تعامل معها بأقصى درجات العناية، كما لو كان يتعامل مع طفل حديث الولادة.
ثم قال لمارين:
“هل يمكنكِ إحضار مرهم وضمادات؟”
“نعم؟ لِمَ، لِماذا؟”
سألت مارين باستغراب، لكن آين اكتفى بالتحديق بها دون أن ينبس ببنت شفة.
“آه… لحظة فقط!”
مرعوبة، هرعت مارين وعادت سريعًا وهي تحمل المرهم والضمادات اللذين طلبهما.
“شكرًا.”
وبتحية قصيرة، بدأ آين بدهن المرهم على راحتي لوسيا برفق.
“إنها في حالة فوضى.”
كان يتوقع ذلك، لكن يدي لوسيا كانتا بالفعل في حالة يرثى لها.
الجلد تقشّر، والدم يتكون، وعدة أظافر قد تمزقت أو انكسرت.
ومع ذلك، لم تُظهر لوسيا أي علامة على الألم.
ليس لأنها كانت تتظاهر بالقوة.
بل لأنها كانت تُخفي الألم كعادة.
ولم تكن تدرك ذلك حتى، لكن آين لاحظ الأمر على الفور.
“هل الآنسة تأكل جيدًا؟”
عند سؤال آين، ارتبكت مارين التي كانت تقف بجانبه، وأجابت:
“نعم، نعم، بالطبع. إنها تأكل جيدًا.”
“أودّ الاطلاع على سجل وجباتها.”
“آه، نعم.”
مرعوبة من هيبته، أعطته مارين السجل بسرعة.
ما إن قرأ السجل، حتى عبست ملامح آين.
بالتأكيد، كانت الوجبات المقدمة سخية، لكن…
“كلها دهنية.”
“آه…”
“التغذية غير متوازنة إطلاقًا.”
طوى السجل وسأل مارين:
“ألا يوجد مختص تغذية يخطط للوجبات؟”
أجابت مارين بتعبير مرتبك:
“ليس إلى ذلك الحد بعد…”
“ليس بعد؟”
“ومع ذلك، فهذه تعدّ تحسنًا كبيرًا! والآنسة تأكل جيدًا.”
حاولت مارين تلطيف الأجواء، لكن كلماتها زادت الطين بلّة.
“تحسّن؟”
بالعكس، هذا يعني أن الوضع كان أسوأ من قبل.
“ما هذا البيت بحق السماء…؟”
فرسان اللورد بيل كانوا يقيمون داخل مقر الدوق، لكنهم عمليًا يعيشون في منطقة منفصلة.
لم يكن هناك تداخل إلا في مناسبات نادرة.
وكان الفرسان نادرًا ما يغادرون ساحة التدريب.
ترددت شائعات أحيانًا، لكن بعد التدريبات الشاقة، بالكاد يتذكر أحد ما سمعه.
لذا، كان آين يعرف بوجود الابنة غير الشرعية ذات الشعر الأسود، لكنه لم يعرف تفاصيل حياتها.
لكن كلما تعرف على لوسيا أكثر، كلما بدا له أن حياتها كانت بائسة.
“ماذا يعرفون عن هذه الطفلة غير الشرعية… لا، عن الآنسة لوسيا؟”
بعد عقد الصفقة معها، سأل نائبه عنها.
“لا أعرف الكثير بنفسي، كما تعلم، فأنا عالق هنا مع القائد. لكن هناك شيء واحد مؤكد.”
“ما هو؟”
“لا أحد في هذا القصر يحب تلك الآنسة.”
“…لماذا؟ لأنها غير شرعية؟”
“هذا جزء من السبب، لكن…”
تردد النائب وخفض صوته، ثم همس بسرية:
“عائلة رودبيل بأكملها تتجنب تلك الآنسة وتكرهها. حتى عائلتها لا تحبها، فكيف للخدم أن يفعلوا؟ إنهم يتجنبونها خوفًا من التورط، ومع الوقت، تبدأ مشاعر الكره بالتكون.”
“…”
“لذا، يا قائد، لا تقترب منها كثيرًا. أنت تعرف أن من الأفضل تجنّب القيل والقال. هناك سبب يجعل الناس يتجنبونها، أليس كذلك؟”
كانت كلماته واقعية.
من الخدم حتى عائلتها.
لا أحد كان يعزّها.
“لكن لماذا؟”
آين لم يستطع فهم ذلك أبدًا.
“إنها صغيرة وغالية جدًا… كيف يعاملونها بهذه القسوة؟”
مهما حاول التفكير، لم يرَ فيها شيئًا مظلمًا أو كريهًا.
بل كانت تتلألأ مثل السماء ليلاً.
“هاه…”
زفر تنهيدة عميقة وهو يشعر بالقلق، ثم لفّ يديها بعد دهنهما بالمرهم.
لن تُشفى فورًا، لكن هذا سيساعد في الدرس التالي.
وقبل أن ينهض…
“……أبي.”
“……”
“أبي…”
تحول وجه آين إلى البرود عند سماعه حديث نومها.
حدق بها لوهلة، ثم مدّ يده نحوها.
“أحلام سعيدة، يا آنسة.”
وبعد أن أبعد خصلات شعرها المبعثرة برفق، قال لمارين:
“سأعيّن مختصة تغذية قريبًا. تأكدي من تحضير وجبات متوازنة. واحرصي على ألا توقظي الآنسة.”
“آه، نعم. لكن هل لي أن أعرف اسمك…؟”
حدّق بها آين.
صرخت مارين بخوف وخفضت رأسها فور التقاء أعينهما.
“آين. آين ريكسوس.”
“آه…”
“تأكدي من تدليك ساقيها عندما تستيقظ.”
“نعم، نعم.”
وبهذه الكلمات، غادر آين الغرفة.
وعبر الردهة، تعهد آين في نفسه:
“سأساعدها على تحقيق ما ترغب فيه.”
ثم…
“يجب أن أعرّفها على تشيريش يومًا ما.”
كانتا في نفس العمر تقريبًا، وقد تصبحان صديقتين جيدتين.
“سيكون ذلك جميلًا حقًا.”
حتى مجرد تخيل الاثنتين معًا جعله يبتسم.
بالطبع، سيكون ذلك فقط بعد أن تتعافى تشيريش من مرضها.
في اليوم التالي، بدأت الحصص التدريبية في الصباح الباكر من جديد.
وحين اقترب وقت الغداء…
“آه!”
دُف!
سقط السيف الخشبي من يدها وانهارت على الأرض.
“هاه… هاه…”
كانت تلهث بقوة، ورفعت رأسها.
تبللت رؤيتها بالعرق.
وبين نظراتها المهتزّة، كان آين ينظر إليها بتعبير صارم.
“كه…”
كافحت للنهوض.
وبسرعة، أمسكت بالسيف الخشبي من الأرض ووقفت بتماسك.
“أستطيع أن أتابع.”
لم تكن تريد إظهار أي ضعف.
فهذا مجرد بداية، ولا يمكنها السقوط بهذه السهولة.
حاولت أن تعيد تثبيت وضعيتها بعزم، لكن آين هز رأسه.
“لقد تأكد الأمر. فن السيف لا يناسبكِ، يا آنسة.”
كأنها سمعت حكم الإعدام الذي كانت تؤجله.
“لو حاولت أكثر…!”
“هذه مسألة طبيعية. لديكِ حِسّ ممتاز، بلا شك، لكن جسدك لا يستطيع المواكبة. خاصة مع السيف.”
عضّت شفتها من واقع الحقيقة القاسية التي اصطدمت بها.
“آين على حق.”
شعرت بذلك بنفسها.
كلما تأرجحت بالسيف أكثر، كلما شعرت أن بينها وبينه هوة لا يمكن تجاوزها.
لكن…
“لا يعني هذا أنني سأستسلم.”
حتى لو استطاعت التغلب على مباراة المبارزة مع فانسيس بشكل ما…
“لن أتمكن من اجتياز اختبار أهلية رودبيل.”
أغمضت عينيها بإحكام.
هل يجب أن تتخلى هكذا؟
فكّرت مرارًا وتكرارًا.
السيف لا يناسبها.
يجب أن تعترف بالحقيقة.
ثم…
دُف.
وضعت السيف جانبًا.
فتحت عينيها ونظرت إلى آين.
وكان آين يراقبها بصمت، وكأنه ينتظر قرارها.
اتجهت إليه، وفتحت فمها:
“سأتخلى عن فن السيف.”
“هل تتخلّين عن مباراة المبارزة؟”
“لا.”
هزت رأسها.
ثم تجاوزته واقتربت من الحاوية التي كانت تحتوي على الأسلحة.
ثم استدارت وقالت:
“ليس من الضروري أن يكون السيف.”
حتى في التاريخ الحقيقي، لم يكن كل رؤساء العائلة يستخدمون السيوف.
بعضهم استخدم الأقواس، وآخرون استخدموا الصولجانات.
“لا داعي لأن أقيد نفسي بالسيف.”
ولذلك…
“سأجد السلاح الذي يناسبني.”
قالتها وكأنها إعلان قرارها.
ظل آين يحدق بها لحظة بتعبير فارغ، ثم ابتسم برضا.
“كما تشائين، يا آنسة.”
استدارت ونظرت داخل الحاوية.
ومن بين الأسلحة الكثيرة، لم يجذب انتباهها سوى سلاح واحد فقط.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات