أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بعد جنازة آين، اختبأت لتجنّب الزحام الخارج من المكان.
كان هناك ممر متّصل بالمقبرة، لكنه كان منعزلًا وضيقًا لدرجة أن أحدًا لا يستخدمه تقريبًا.
كنت أخطط للذهاب لرؤية القبر عبر ذلك الممر بعد أن يغادر الجميع.
لكن أحدهم كان قادمًا من ذلك الاتجاه.
فزعت بسرعة واختبأت بين الشجيرات.
“ماذا لو سمعنا أحد؟”
“هذا الممر كئيب وهناك شائعات أنه مسكون، لذا لا أحد يمرّ منه. لا داعي للقلق. إن ظهر أحد، سيكون آين ريكسوس ذاك الوغد، على هيئة شبح! هاها!”
كان الرجل يسخر ويُهين آين، رغم أن جنازته انتهت للتو.
«من هذا؟ من يجرؤ على الحديث عن آين هكذا؟»
“كنت أعلم أن ذلك الرجل سينتهي هكذا، منذ أن بدأ يتظاهر بالنزاهة والطيبة. مقرف.”
“إذاً، هل القائد زيلارك سيتسلّم قيادة فرقة الفرسان السحرية؟”
“حسنًا… النائب سيتسلّم المنصب مؤقتًا، لكنّه مجرد نائب، إلى متى سيستمر؟ سيختارون قائدًا جديدًا قريبًا!”
“إذًا، القائد زيلارك بالتأكيد سيُنتخب كقائد لفرقة الفرسان السحرية!”
“هاهاها، أليس كذلك!”
“أنت مذهل!”
ظلّوا يثرثرون ومرّوا من جانبي، حيث كنت مختبئة بين الشجيرات، ثم اختفوا في البعد.
لكن في النهاية، لم يتم انتخاب زيلارك ماليد كقائد لفرقة الفرسان السحرية الأولى.
ذلك المنصب، الذي بقي شاغرًا طويلًا، شغله لاحقًا تلميذه فانسيس.
زيلارك ماليد…
«لن أنسى هذا الاسم أبدًا.»
لم أظن أنني سأراه مجددًا بهذه الطريقة.
«سأُسقطه من عليائه.»
ولأُسقطه…
شعرت بنظرة حادة، فرفعت رأسي.
وتلاقَت نظراتي مع فانسيس، الذي كان لا يزال يتسكع حول المكان.
ارتجف جسده قليلًا.
ثم اندفع نحوي بخطوات غاضبة، وأشار إليّ بإصبعه، وصرخ:
“أنتِ! ما الذي كنتِ تفكرين فيه عندما قبلتِ المبارزة؟! لا تعتقدي حقًا أنكِ قادرة على هزيمتي؟!”
لماذا لا يغادر ويتركني وشأني؟
فكرت في تجاهله، لكن يبدو أنه سيبقى يزعجني، فقررت الرد.
“ولماذا تبدو واثقًا أنني لن أستطيع هزيمتك؟ ربما أفوز، من يدري.”
“ماذا؟! هل أنتِ جادة؟”
“أنا كذلك.”
“هاه!”
أطلق فانسيس ضحكة عالية ساخرة.
“هل حقًا عليّ شرح السبب؟ أنتِ صغيرة وضعيفة.”
“وأنت صغير أيضًا.”
“…!!”
طعنتُ مباشرة في عقدة فانسيس.
فاحمرّ وجهه فورًا.
“أنتِ!!”
بدى وكأنه سينفجر.
«هل سيفقد أعصابه؟»
هل سيطلق قوته السحرية كما فعل من قبل؟
قد تكون هذه فرصة مناسبة.
إن عوقب فانسيس، قد يتم إلغاء المبارزة.
«وكونه المُخطئ، فلن يُحسب هذا ضدي.»
تمسكت بهذا الأمل.
“هُووف… سأخفف عنك.”
خلافًا لتوقّعاتي، لم يفقد أعصابه.
بل بدى وكأنه هدأ بعد أن تنفس بعمق.
«ليس من عادته هذا. ما به فجأة؟»
“اسمعيني، أنا أُعطيك نصيحة صادقة. ألغِ المبارزة الآن. قد تتعرضين للأذى حقًا.”
“…ولماذا يهمك إن تأذيت؟”
“…! أ-أنا أهتم!”
“لماذا؟”
“هذا لأن…!”
نظرت إليه وكأنني أقول: «تفضل، قلها.»
بدأت عيناه تتلفتان يمينًا ويسارًا.
«انظري إليه.»
لا يملك أي رد.
«مجرد عناد، لا يريد أن يخسر أمامي.»
فجأة، شعرت أنني أضيّع وقتي بالحديث معه.
مضيعة للوقت.
ويبدو أن الحديث في المكتب سيطول.
«هل أعود إلى غرفتي؟»
بوسعي زيارة غرفة آين لاحقًا.
وغدًا لدي حصة دراسية أيضًا.
قررت المغادرة وهممت بالاستدارة.
“إن، إن تأذيتِ مجددًا…”
“ماذا؟”
“آه، لا شيء! تبدين بخير تمامًا. افعلي ما تشائين! اكسري رأسك مجددًا، أو فقط… موتي!”
تمتم فانسيس لنفسه، ثم انفجر غضبًا، وركض مبتعدًا.
«هذا مختل تمامًا.»
لكن كم عدد العقلاء أصلًا في هذه العائلة؟
ربما فقط آين…
حينها…
كليك.
“إذاً، سأغادر الآن.”
آين، الذي كنت أنتظره، خرج من الباب.
“القائد!”
ركضت نحوه على الفور.
“آنسة؟”
توسعت عيناه لرؤيتي، وقد بدا عليه الارتباك.
“كنتِ تنتظرين هنا؟”
“نعم، ظننت أننا بحاجة للتخطيط للمستقبل سويًا.”
“هاها… هذه أنتِ فعلًا. ذكية كعادتك. هل نذهب إلى الحديقة؟ آه، ربما الجو بارد.”
“لا بأس. أحب الحديقة.”
“إذاً، فلنذهب.”
مشيت أنا وآين جنبًا إلى جنب إلى الحديقة.
ربما بسبب البرد، لم يكن هناك أحد.
«همم، الجو فعلًا بارد.»
كنت متعبة جدًا في الصباح أثناء الاختبار فلم أشعر بالبرد، لكن الهواء البارد الذي يسبق الشتاء كان واضحًا الآن.
وووش—
قشعريرة.
مرت نسمة باردة جعلتني أرتعش دون قصد.
لاحظ آين ذلك اللحظة.
“آنستي، اسمحي لي.”
“نعم؟ هيااا!”
فجأة، رفعني عن الأرض.
ولم يكتفِ بذلك، بل أجلسني على ذراعه.
“ق-قائد؟!”
“سيكون الجو أقل برودة هكذا.”
ثم لفّني بمعطفه.
“ابنتي تقول إن الأمر دافئ ومريح بهذه الطريقة. ما رأيكِ أنتِ، آنستي؟”
ربما لأنه تذكّر ابنته، ارتسمت ابتسامة حنونة على وجهه.
…أنا أغار.
هززت رأسي تلقائيًا.
“نعم، دافئ حقًا.”
ولم أكن أكذب.
حضن آين كان دافئًا بحق. لم أشعر بهذا الدفء من قبل.
“هاها، هذا جيد. سيكون أمرًا فظيعًا إن أصبتِ بالبرد بسببي. سيطردونني.”
قال ذلك ببساطة وابتسامة لا تفارقه.
“آه، صحيح. أعرف مكانًا ما. هل تودين الذهاب إليه؟”
أملت رأسي في فضول.
“أين هو؟”
ابتسم آين بطريقة غامضة وأجاب:
“إنه سر. لكنني واثق أنكِ ستحبينه.”
صوته كان مليئًا بالثقة.
هززت رأسي دون تردد.
بصراحة، أي مكان مع آين سيكون جميلًا بالنسبة لي.
“حسنًا. لنذهب.”
“آه، انتظر. لم أعد أشعر بالبرد. يمكنك إنزالي الآن.”
لا يفكر في الذهاب بي هكذا، أليس كذلك؟
أشعر بالحرج والذنب قليلاً، لذا قلت ذلك بسرعة، لكن كما توقعت…
“فات الأوان.”
“هاه؟ آآآه…!”
بدأ آين يركض بي بين ذراعيه.
وكان سريعًا جدًا.
كنت واثقة أنه لن يُسقطني، لكن رغم ثقتي، تمسكت بثيابه بغريزة.
وفكرت حينها…
بالطبع.
«كنت أعلم.»
آين شخص طيب وحنون، لذا توقعت أنه لن يُنزلني بسهولة لأنه يريد راحتي.
لكن لم أتوقع أن يبدأ بالركض هكذا فجأة.
تصرفاته المفاجئة تُربكني أحيانًا.
لكن…
«دافئ.»
رغم سرعته، كان حضنه مستقرًا، ومريحًا، ودافئًا.
«لا بأس.»
لم يكن لدي خيار سوى الاستسلام له.
“ما رأيك، هل المكان يعجبكِ؟”
المكان الذي أحضرني إليه آين كان بيتًا زجاجيًا وسط الغابة.
“إنه مهجور، لكن تأثير السحر ما زال يعمل، لذا الجو دافئ. لا أحد يأتي إلى هنا، لذا هو مثالي لقضاء وقت خاص.”
أنزلني بحذر.
نظرت حولي بانبهار.
«لم أعلم بوجود هذا المكان.»
بالفعل، بدا البيت الزجاجي مهجورًا كما قال، ولم تتم العناية به مطلقًا.
أصيصات فارغة دون نباتات كانت مبعثرة، والغبار غطى الطاولة الحديدية في الوسط.
كان كالأطلال.
“هل يبدو كئيبًا بالنسبة لكِ، آنستي؟”
“لا. يعجبني.”
لأنني لن أضطر للقلق من أحد هنا.
«لقد كنت حبيسة غرفتي، ولم أعلم حتى أن مكانًا كهذا موجود.»
بينما كنت أتجول باندهاش، مسح آين الغبار عن الطاولة والكراسي، وقدم لي مقعدًا.
“مسحت الغبار، لكن هل سيكون المكان متّسخًا جدًا بالنسبة لكِ؟”
عند سؤاله القلق، هززت رأسي وجلست على الكرسي بمرح.
«لا شيء يُذكر.»
لقد عشت في غرفة مليئة بالغبار، فمكان متّسخ قليلًا لا يُعد شيئًا.
الهواء الدافئ وبرودة الكرسي الحديدي كانا لطيفين.
“أنتِ آنسة فريدة حقًا.”
ضحك بخفة، وجلس أمامي.
تبادلنا النظرات في صمت للحظة.
لأكون دقيقة… كنت أنا فقط من يُحدّق بآين.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات