⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
حدق فيّ بذهول، وكأنه عاجز عن النطق.
أما أنا، فنظرت إليه بهدوء.
“لم يمضِ وقت طويل على معرفتنا ببعض، لكن الأمر يبدو وكأنك تعرفني جيدًا.”
تفاجأت قليلًا من قوله.
كنت أحاول أن أكون حذرة، لكن يبدو أنني كنت واضحة أكثر من اللازم.
حتى إن لم يكن كذلك، فهو قائد فرسان السحر العظام، لا بد أن حاسته حادة للغاية.
‘هل كان يجدر بي أن أتصرف بتحفظ أكثر؟’
كأنني لا أعرف عنه الكثير، كأنني أراه شخصًا مخيفًا.
لكنني سريعًا ما توصلت إلى أن الجواب هو “لا”.
منذ البداية، عندما حاولت كسبه إلى صفي، تصرفت وكأني أعرفه جيدًا، لذا التظاهر الآن بعدم المعرفة لن يزيده إلا شكًّا.
وفوق كل ذلك…
‘لا أريد أن أضيع وقتي بتلك الطريقة.’
كيف التقينا مجددًا؟ كيف انتهزت هذه الفرصة؟
لا يمكنني أن أدع هذه اللحظة مع “آين” تمر، فقط لأنني مترددة أو أتصرف بشكل مختلف.
‘ليس لدي حتى الوقت الكافي لأقول كل ما أريد قوله.’
لقد كان من الصعب بما فيه الكفاية أن أكبت مشاعري التي كانت على وشك الانفجار.
“واو… لم أسمع من فتاة صغيرة مثلك من قبل تصفني بـ’الطيب’.”
تمتم آين بنبرة مرتبكة.
“لكن، حسنًا…”
حكّ خده بابتسامة خفيفة وقال:
“ليست سيئة.”
لكنه سرعان ما تخلص من تلك الابتسامة، وعاد إلى الجدية كأن شيئًا لم يكن.
“دعينا نعود إلى صلب الموضوع، حالتك الحالية سيئة للغاية. لا يمكنكِ تعلُّم المبارزة وأنتِ في هذا الوضع. إذا أمسكتِ السيف الآن، فستُتلفين جسدكِ أكثر. ولا يمكنني السماح بحدوث ذلك.”
كانت لهجته حازمة، لا تترك مجالًا للنقاش.
“لكن…”
بالطبع، أعلم أن آين محق.
لكن…
“الوقت لا يكفي.”
المشكلة الأكبر هي أن الوقت المتبقي على امتحان لوردبيل قليل جدًا.
ولكي أحصل على ما أريده، يجب أن أنجح في ذلك الامتحان مهما كلّف الأمر.
تغيرت ملامح آين وكأن الأمر أقلقه أيضًا.
“…”
“…”
ساد الصمت بيننا.
كنت على وشك أن أتكلم، لكنني آثرت الصمت لأن آين بدا غارقًا في التفكير.
وبعد لحظات، قال:
“معكِ حق. لن نصل إلى النتيجة التي نريدها إن جعلنا الدروس على حسب الفراغ فقط.”
أومأت موافقة بصمت على كلماته.
أنا لدي الوقت، لكن آين كقائد فرسان السحر، لديه مسؤوليات ضخمة.
ثلاثة أشهر حتى امتحان لوردبيل.
قد تبدو طويلة، لكنها ضيقة جدًا علينا.
آين طلب مني ألا أُجهد نفسي، لكن…
‘يجب أن أعمل بجهد أكبر.’
شدّدت قبضتي وأنا أفكر بذلك، وحينها…
“لذا، أفكر في أن أتخذك تلميذةً رسمية لي.”
اتسعت عيناي من وقع كلماته المفاجئة.
“تلميذة رسمية؟”
أومأ برأسه.
“إذا أصبحتِ تلميذتي رسميًا، يمكنني أن أُخصص وقتًا محددًا كل يوم للدروس. وسأتمكن من تدريبك بثقة أكثر ومن دون تردد.”
ابتسم آين.
لكنني لم أستطع إخفاء قلقي، فأنا أعلم جيدًا أن تلك الابتسامة ليست سهلة المنال.
“هل أنت متأكد أنه لا بأس بذلك؟”
سألته أخيرًا بتحفظ.
“ما الذي تعنينه؟”
“ألم تقل أنك لا تتخذ تلاميذ رسميين؟”
اتخاذه لي كـ تلميذة يعني أنه ينقض تعهده بعدم تدريب أحد.
وفوق ذلك، علاقتنا مؤقتة.
بعد انتهاء امتحان لوردبيل، ستنتهي علاقتنا، وإذا أصبح منصب التلميذ فارغًا، سيطمع فيه الآخرون بلا شك.
سيكون الأمر مصدرًا للمتاعب. ولهذا لم يقبل بأحد من قبل.
فهل آين بخير حقًا بذلك؟
عندها، ربّت على رأسي بيده الكبيرة وقال:
“بالتأكيد، فكّرت بالأمر.”
“…”
“لكن أعتقد أنه لا بأس إن كنتِ أنتِ. الأهم من ذلك، لقد وعدت. قلت إنني سأساعدك في اجتياز الامتحان. وأنا من النوع الذي يفي بوعوده.”
كانت يده التي تمسح على رأسي لطيفة للغاية.
إنه حقًا يفي بوعوده. أعلم ذلك جيدًا.
‘آين قد اتخذ قراره.’
إذن، لا يهم ما سأقوله، لن يغيّر رأيه.
لكن كانت هناك مشكلة أخرى…
“لكن، أليس من الضروري الحصول على موافقة ربّ الأسرة لتعليم المبارزة؟”
“…ما الذي لا تعرفينه؟”
كون تعليم المبارزة يحتاج إلى موافقة الدوق، هذا أمر معروف.
نظر إليّ آين بنظرة فيها امتعاض خفيف لأنني أعرف هذه التفاصيل.
حدقت فيه بصمت، وقلت في نفسي:
‘كيف لي ألا أعرف؟’
في حياتي السابقة، رغبت بتعلم المبارزة أيضًا، لذا ذهبت بنفسي إلى أحد الفرسان وطلبت منه تدريبي، لكن…
“لا يمكنني تعليمك دون موافقة الدوق.”
وكان الرد باردًا.
“إن أردتِ تعلم المبارزة، فالرجاء الحصول على موافقة من الدوق مباشرة.”
لم أكن أعلم حينها أن ذلك كان رفضًا مبطنًا.
وبدافع الأمل، هرعت إلى المكتب لطلب الموافقة من والدي، لكن…
“غادري.”
لم يقابلني أبدًا.
لم أتمكن حتى من قول كلمة واحدة، فضلاً عن طلب الموافقة.
لاحقًا، انتشرت الشائعة في القصر بأني ذهبت أتوسل لتعلم المبارزة، وسخر الجميع مني.
وفانسيس، حين سمع بالأمر، جاء غاضبًا.
“أنتِ، توسلتِ لتعلم المبارزة؟ هناك حدود لإذلال اسم العائلة!”
وكان في عينيه احتقار لا يُخفى.
“لهذا السبب، أنا أكره أمثالكِ. تصرفاتكِ غبية ووضيعة. لا تعرفين مقامك.”
“…”
“من سيريد تعليمك؟ سيكون الأمر مدعاة للسخرية إن أصبحت معلمك. حتى الفارس الذي طلبتِ منه التدريب جاء إليّ وقال إن الأمر كان مهينًا! أنتِ من النوع الذي يُسبب النفور فقط.”
“…”
“إن كنتِ تعرفين قدركِ الآن، فعليكِ التصرّف وفقًا لذلك. وإن شوهتِ اسم لوردبيل مرة أخرى، فسأعاقبك بنفسي!”
ثم نظر حوله بضيق وزم شفتيه.
“تسك، مقزز.”
ومنذ ذلك اليوم، لم يأتِ إلى غرفتي أبدًا.
‘كان فانسيس محقًا.’
في ذلك الوقت، لم أكن أعلم مقامي.
ظننتُ أن كوني ابنة الدوق يعني أنني أستحق ما يحظى به بقية الأبناء.
لكن هذه المرة، سأفعلها بطريقتي.
وما يقلقني الآن هو…
“هل سيوافق الدوق؟”
لأن القرار لا يخصني وحدي.
مهما بذلت من جهد، سيذهب سُدى إن لم يوافق الدوق.
لكن آين ابتسم وأجاب بثقة:
“لا داعي لأن تقلقي بشأن ذلك.”
كان وجهه مشرقًا بالثقة وهو يقول:
“سأتدبر الأمر.”
نظرت إليه بذهول، ثم ضحكت دون أن أشعر.
“هاه؟ تضحكين؟ ألستِ تصدقينني؟ أنا… كذا وكذا…”
ظن أن ضحكي من عدم ثقتي به، فاقترب مني وبدأ يتفاخر بنفسه.
‘ليس الأمر كذلك.’
لم أضحك لأنه مضحك.
بل لأنني شعرت بالطمأنينة.
‘أشعر أن لديّ سندًا.’
وذلك الشعور وحده، كاد يجعلني أبكي من السعادة.
“إذًا، احرصي على أن تأكلي جيدًا. والآن بعد أن تأكدت من حالتكِ، سنبدأ التدريب الجاد من المرة القادمة. لم يتبقَ الكثير من الوقت للامتحان، فلا تظني أنني سأكون رحيمًا.”
“نعم. شكرًا على اليوم.”
“لا شكر على واجب. لم أفعل شيئًا بعد… ادخلي الآن. سأنتظر حتى تدخلين.”
“نعم.”
وضعت يديها الصغيرتين معًا أمامها، وانحنت برأسها ثم دخلت الغرفة.
دَفعة.
حتى بعد أن أُغلِق الباب، لم يتحرك آين.
ثم، فُتِح الباب قليلًا…
“ألم تغادر بعد؟”
سألت لوسيا، ولم يظهر من جسدها سوى عينيها من خلف الباب.
ضحك آين وقال:
“كان لدي شعور بأنك ستخرجين مرة أخرى.”
“…”
اتسعت عينا لوسيا من كلامه.
‘في الحقيقة، شعرت أن وجوده لم يبتعد.’
فهي لا تزال واقفة خلف الباب.
ولذا، انتظر فقط تحسبًا.
وكان حدسه في محله.
“هل لديكِ شيء تريدين قوله؟”
ترددت لوسيا، ثم قالت:
“شكرًا لك.”
“…”
“كنت أريد حقًا أن أقول ذلك. إذًا، وداعًا.”
انحنت مجددًا وكأنها النهاية الحقيقية، ثم عادت إلى الداخل.
هذه المرة، شعُر بوضوح أن وجودها يبتعد.
“هاه…”
ضحك آين بخفة، ثم مسح جبينه بيده.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 21"