أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
أمر النزول… فهمتُه.
لكن ما معنى تلك الذراعين؟ لماذا ممدودتان أمامي؟
في الحقيقة، كنت أظن أنني عرفت.
«هل يقول لي أن أنزل لأعانقه؟»
أعلم أن الأمر يبدو جنونيًا، لكن هذا بالضبط كان وضعية الدوق الآن.
«أستطيع النزول بنفسي.»
حاولت أن أتجاهله وأنزل.
«آه.»
انهرت من دون أن أدرك.
نظرت إلى قدميّ فوجدتهما تنزفان.
«هذا…»
يبدو أنني صعدت على الحربة حافية القدمين فانغرست بي في مكان ما.
«لم أدرك.»
ربما كنت شديدة الانغماس في القتال فلم أنتبه.
الإصابة كانت أعمق مما تخيلت، فصار من الصعب أن أخطو خطوة واحدة.
ومع ذلك…
«لا يمكن أن أنزل بين ذراعيه.»
ذلك مستحيل حتى لو كنا وحدنا فقط، فكيف أمام كل هؤلاء الناس؟
لا أستطيع فعل هذا ولا ذاك.
«آنِسة…!»
سمعت صوتًا متلهفًا.
عندما التفتّ، كان آين يركض تجاهي من الجهة الأخرى.
«آنسة، هل أنت بخير؟ قدماكِ…»
«آه.»
تجهم وجهه حين لمح قدميّ الملطختين بالدماء.
«أنا بخير.»
«لا يمكن أن تكوني بخير! أنتِ تنزفين هكذا، اللعنة.»
ألا يعلم أن حالة آين أسوأ؟
أنا فقط كان الدم على قدميّ، أما هو فكان جسده كله مغطى بالدماء.
بالطبع، بعضها دماء شياطين.
تأملت آين مليًّا لأتفقد حاله.
«الحمد لله.»
رغم أنه أصيب بجروح طفيفة، لم يظهر عليه أي جرح بالغ.
«آين بخير…»
زفرت براحة.
«آنسة، انزلي بسرعة. يجب أن أعالجك.»
عندها، فتح آين أيضًا ذراعيه تجاهي.
مثل الدوق.
نظرتُ مرتبكة بينهما.
آين والدوق، كلاهما يمد ذراعيه نحوي. كلاهما يطلب أن أعانقه.
«ما هذا الموقف…؟»
كان هذا الوضع السخيف مُحرجًا.
لكن لا يمكنني البقاء هكذا إلى الأبد.
والشخص الذي اخترته هو…
«…شكرًا لك.»
«أعتذر لأنني لم أستطع حمايتك.»
كان آين.
وقعْتُ بين ذراعيه الواسعتين، ونُزلت فورًا إلى الأرض.
ملمس الرخام بارد ولزج.
«هذا هو الصحيح.»
متى بدأتُ أفكر أنني سأعانق الدوق أصلًا؟
مضحك أنني حتى قلت ذلك…
لكن هذا هو الصحيح. أعلم أنه صحيح.
«…….»
كان من الصعب أن ألتفت برأسي.
لكن لا أستطيع الاستمرار هكذا، فالتفت ببطء.
إلى اتجاه الدوق.
هو…
«…….»
كان قد أنزل ذراعيه بالفعل.
كان واقفًا مستقيمًا يحدّق بي بصمت.
عيناه البنفسجيتان النافذتان لا تُقرآن، تخترقانني.
م.م: بدون تعليق 🤭
ولسبب ما، بدا ذلك النظر أكثر إزعاجًا من المعتاد، فالتفتُّ عنه سريعًا.
«أنتِ…!»
كان من حسن الحظ أن فانسيس ظهر في ذلك الوقت.
لأنه كسر هذا الصمت الخانق.
«هل جننتِ؟ هل تعلمين ما الذي تواجهينه أم تلعبين مع الموت؟ هل بلغتِ حدّ الوهم لترغبي في الهلاك؟»
غير آبهٍ بنظرات الآخرين، اقترب فانسيس مني بخطوات مضطربة.
لكن ما لبث أن توقفت قدماه.
«أنتِ… أنتِ تنزفين. تنزفين.»
هو أيضًا انتبه لقدمي متأخرًا.
تجمّد صدمةً، لكنه هرع إليّ بخطوات سريعة واحتواني في لحظة واحدة.
«…! ما، ما الذي تفعله؟»
لقد عانقني.
هل جنّ؟!
حاولت أن أقاوم، لكنه لم يتركني.
وفوق ذلك، كانت قبضته قوية جدًا، لا مهرب منها.
«ابقَي ثابتة! إلى أين ستذهبين بتلك القدَمين؟ يجب علاجك فورًا!»
«أستطيع الذهاب بنفسي!»
«اصمتي!»
خفض صوته فجأة بعد أن صرخ.
«فقط اصمتي. أنا أساعدك.»
«…….»
«أم تودّين أن تتألّمي هكذا؟»
ارتبكتُ من كلماته ونظرت حولي.
نظرات غريبة وغامضة.
ونظرات حذِرة. كانت للسنات.
«البقاء هنا لن يفيدك. لقد استعملتِ لتوّك قوة لوردبيل.»
«…….»
«الآن عليكِ أن تلجئي إلى مكان آمن. بعد ذلك، أبي وأنا سنتولى كل شيء.»
«…حسنًا.»
كان هذا كلام فانسيس.
مجلس الشيوخ اجتمع هنا لتهنئة ميراكل. لو لاحظوني لربما أحدثوا مشكلة.
«أبي، سآخذ لوسيا إلى المستوصف.»
قال فانسيس موجّهًا كلامه إلى الدوق الواقف.
أومأ الدوق قليلًا.
«حسنًا.»
«نعم، إذن…»
لكن في اللحظة التي همّ فيها فانسيس أن يستدير
«انتظر، سأذهب معك.»
تدخل شخص بيننا.
«…لماذا، صاحب السمو ولي العهد؟»
بانسيس عبس وسأل، لكن ولي العهد ـ بيثيل ـ ابتسم ابتسامة مشرقة وقال:
«يبدو أن الابن الثاني ما زال لا يعرف الخبر. الشائعات انتشرت بالفعل.»
«شائعة؟»
«عنّي أنا ولوسيا لوردبيل.»
«…؟!»
اتسعت عينا فانسيس.
«مـ-مستحيل! جلالتك وعدت بخطبة مع ميراكل»
«آه، تلك.»
ابتسم بيثيل بخفة، ثم التفت إلى الدوق وقال:
«هذا جيد. سيكون من الأفضل إخبارهم مسبقًا قبل إرسال الوثيقة الرسمية.»
قال ذلك بابتسامة ناعمة نحو الدوق الذي ردّ بنظرة باردة.
«أعلنُ هنا فسخ خطوبتي من ميراكل لوردبيل. سيُرسل المستند المتعلق بذلك من البلاط الإمبراطوري قريبًا.»
م.م: يويويويويويويوي ألف مبروك علينا 💃🏻💃🏻
«……!»
«ماذا، ماذا قلت؟»
«ما الذي يحدث الآن…»
ارتفعت صيحات الدهشة من بين الحاضرين. لكن ولي العهد، وكأن الأمر لا يعنيه، ظل يحدّق بالدوق بوجهٍ هادئ.
بحثت غريزيًا عن ميراكل.
كانت ميراكل، الواقفة في أبعد مكان بقاعة الوليمة، تنظر إلى هنا بوجهٍ جامد.
عينان باردتان متجمدتان كأنهما ستطعناني أنا وولي العهد في أي لحظة.
لكن حين التقت عيوننا، ابتسمت ميراكل ابتسامة خفيفة.
م.م: بصراحة هي ما تتعب من الابتسام؟؟؟
ذلك المشهد بدا متكلّفًا بعض الشيء، فحوّلت بصري بعيدًا.
أما الدوق…
«…….»
كان فقط يحدّق بولي العهد دون أن ينبس بكلمة.
خلف الصدمة خيّم الصمت.
«هل الأمر جيد الآن؟»
ابتسم بيثيل مجددًا لفانسيس ونقلني بهدوء من بين ذراعيه إلى ذراعيه هو.
م.م: 🤣🤣🤣 حبييييت تصرف بيثيل 🥰
وقال:
«الآن، خذني إلى المستوصف.»
«…هل هذا صحيح؟»
وصلنا إلى المستوصف.
تركنا غانسيس لحظةً قائلاً إنه سيحضر المعالج.
وحين صرت وحدي مع ولي العهد، أبديت سؤالًا قلقًا.
«ماذا؟»
لكن بيثيل أجاب ببساطة، وهو يمسح دماء قدميّ بمنشفة نظيفة:
«…إعلان فسخ الخطوبة.»
«كنت أنوي فعل ذلك أصلًا. لقد كانت مجرد “وعد خطوبة” منذ البداية، ولم تكن علاقة حقيقية، أليس كذلك؟»
«هذا صحيح…»
هذا صحيح.
لم يكن بين الاثنين سوى وعد شفهي بالخطوبة، بلا أي علاقة رسمية.
لكن…
«لا أعلم إن كان من الصواب قول ذلك في ذلك الموقف.»
«ذلك لأن الموقف كان كذلك.»
أجاب ولي العهد بخفة.
«لا يوجد موقف يجذب الأنظار أكثر من ذاك. أليس ذلك مثيرًا؟»
كان قد انتهى من مسح قدميّ تمامًا، ورفع نظره إليّ بابتسامة لعوبة.
«لقد سببتُ إزعاجًا للدوق.»
«…….»
«كنت أريد أن أُمدَح.»
رفع عينيه إليّ من وضعية الركوع، وملامحه تحمل شيئًا من الندم.
«هل ارتكبتُ خطأ؟»
… آه.
لم أستطع أن أتخلص من شعور أنني نوعا ما عالقة معه.
لكن لماذا؟ مع ذلك التعبير على وجه ولي العهد، كان صعبًا أن أطرح أي أسئلة إضافية.
«هل كنتُ ضعيفة أمام عالم الجمال؟»
لا. ربما لأنني نشأتُ أرى وجوه عائلة لوردبيل، فكنت قوية أمام الجمال.
«وحتى لو لم أفعل ذلك، كان من الصعب فسخ وعد الخطوبة.»
جلس بجانبي وقال بابتسامة رقيقة:
«الإمبراطور لن يقبل.»
ثم أضاف بصوت هادئ:
«حقيقة أن الإمبراطور بدأ يحرّك الأمير الثاني، دليل على أنه لا ينوي تسليم العرش لي.»
سألته وأنا أتابع كلامه:
«إن كان الأمير الثاني يريد دعم لوردبيل ليصبح إمبراطورًا، فلماذا لا يفسخ جلالته خطوبته من ميراكل ويخطبها للأمير الثاني؟»
في تلك الحالة، لن يكون هناك سبب لرفض فسخ خطوبة ولي العهد.
لكن ولي العهد ضحك ببرود وقال:
«حسنًا… ربما يخشى أن أسرق الأميرة منه.»
«أنا…»
«ذلك العجوز بارع بشكل مذهل في كشف الأمور الخاصة.»
إن كان كما قال، واكتشف الإمبراطور شيئًا عني بقواه الخارقة، وجعلني ورقة بيد الأمير الثاني…
وإن كان ذلك ما قد يجعله إمبراطورًا…
فمن المحتمل أن يعارض ولي العهد فسخ الخطوبة.
فجأة بدأ ولي العهد يضحك.
«ذلك العجوز يفعل أشياء مضحكة. كيف يجرؤ.»
كان يبتسم بوضوح كأنه يستمتع، لكن ابتسامته حملت شيئًا مرعبًا.
ثم فجأة قال:
«إذن، كيف كان الأمر، حين رأيتِ الإمبراطور شخصيًا؟»
لقد علم مسبقًا أنني قابلت الإمبراطور.
أجبت بهدوء:
«لم يكن بالسوء الذي ظننت. لكن…»
استعدت الإحساس المريب الذي مرّ بجسدي للحظة آنذاك.
ثم بعد تردد، حركت شفتي بحذر:
«شعرتُ أنه يخفي شيئًا.»
«هوو.» سأل ولي العهد باهتمام:
«لماذا تظنين ذلك؟»
لماذا أظن ذلك؟
أجبت بخفوت:
«فقط.»
«فقط؟»
«إنه حدس.»
«حدس.»
«نعم، لا أستطيع أن أضمن أن جلالتك هو العضو الوحيد في العائلة الإمبراطورية الذي يخفي قواه الخارقة.»
«آها.»
أومأ ولي العهد وكأنه وجد الأمر مسليًا.
وثم…
م.م: أحلى شيء هو إعلان فسخ الخطوبة
تخيلوا في قاعة مليئة بجثث الشياطين و الحفلة خربانة و كمان فسخ الخطوبة 🤣🤣🤣
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 195"