أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
الذي اقتحم المكان كان آين.
نظر حوله بقلق، عضّ شفتيه بإحكام، ثم دخل.
سحب سيفه واقترب من الدوق، من دون أن يرتدي درعًا حتى.
“هوه!”
“ما، ما هذا؟ حرب أهلية؟”
صرخ أولئك الذين شكّوا في نوايا آين.
“سيدي، في غابة المتاهة، فجأة”
“أعلم.”
الدوق، الذي نزل من المنصة، أخذ السيف من آين وألقى نظرة على الحضور.
“الحفل ينتهي هنا.”
“غا، يا جلالة الدوق! ما هذا فجأة…؟”
أحدهم، وقد صُدم من الإعلان الأحادي الجانب، صاح فجأة.
“لقد بدأنا للتو”
لكنه لم يستطع أن يُكمل كلامه.
طَخّ! طَخّ! طَخّ!
اهتز المكان بدويّ مكتوم من الخارج.
“اللعنة، لقد وصلوا بالفعل…”
تمتم آين وهو يطحن أسنانه، ثم أمر الفرسان على الفور بنقل الضيوف.
لكن ذلك كان مستحيلًا.
لأنّ…
كييييك!
لقد جاء الشيطان.
اندفعت جحافل من الشياطين عبر الباب.
الشياطين، التي كانت كبيرة جدًا لتدخل، تشبّثت بجدران المبنى أو حدّقت إلى الداخل عبر النوافذ.
“أنت أيها الوغد!”
“كياااااااه!”
“أنقذوني!”
كان المشهد فوضى عارمة.
وفي وسط كل ذلك، كنت واقفة بلا حراك.
ما الذي يحدث بحق الجحيم؟
كان ظهور الشياطين مفاجئًا للغاية.
تمامًا كما حدث قبل ست سنوات، يوم امتحان الأهلية.
كنتُ أترنّح في واقعي، حين أمسك أحدهم فجأة بيدي وجذبها بقوة.
“يا أنتِ…!”
صرخ بلهفة.
“لماذا تحدّقين هكذا؟ لماذا لا تُخلين المكان بسرعة!”
نظرتُ إلى الرجل الذي كان يحثّني بهدوء.
وفي لحظة، تجعّد جبينه.
“هل… هل لا تستطيعين التحرّك بسبب صدمة؟ أهذا هو السبب؟”
صار تعبير فانسيس جادًا للغاية.
“إن كان الأمر كذلك، فقولي لي. سأحملك بنفسي.”
ما الذي يهذي به؟
قلتُ وأنا أزيح يده:
“لا، ليس كذلك. كنتُ فقط… أفكر لحظة. ثم إلى أين سنهرب أصلًا من هنا؟”
قاعة الحفل اليوم، حيث أُقيم حفل ظهوري وميراكل، كانت قاعة خاصة.
وعلى الرغم من كبرها، إلا أنها لم تكن تحوي غرفًا جانبية أو مطبخًا.
كانت هناك شرفة، لكنها مُحتلة بالفعل من قِبل الشياطين.
أمامها، كان فرسان آين يصدّون الغزو الشيطاني، لكن لا يُعرف إلى متى سيصمدون.
وفوق ذلك، هذا مكان ناءٍ، لذا من المحتمل أن يتأخر الفرسان الآخرون في إدراك ما يجري.
الخلاصة: نحن عالقون في المصيدة.
من أين خرج كل هؤلاء الشياطين؟
في امتحان الأهلية، سرق إستيو أداة سحرية من لوردبيل واستدعى شيطانًا.
هذه المرة، قد تكون الطريقة مشابهة، لكن، مهما كانت الأداة قوية، لا يُمكنها استدعاء هذا العدد الهائل دفعة واحدة.
ولماذا الآن بالذات؟
هل يمكن أن الشيطان ضرب في هذه اللحظة بالذات، حيث الإخلاء شبه مستحيل؟
أشعر بنية خبيثة.
سحر… قوة شيطانية…
مستحيل…؟
التفت فجأة مع شعور داخلي اجتاحني.
رأيتُ ميراكل تُقاد من قِبل الفرسان.
كانت تتظاهر بالارتجاف، لكن بالنسبة لي بدا وكأنه تمثيل.
لكن إن كانت ميراكل فعلًا هي من استدعت الشياطين، فلماذا الآن؟
ارتبكت لأنني لم أستطع فهم ما يجري.
عندها فقط
“هذا لن ينفع.”
تمتم فانسيس.
ماذا يقصد؟
كااااك!
كييييك!
“اللعنة! لا تتراجعوا!”
الهجوم الشيطاني صار أعنف.
عدد الفرسان الذين جلبهم آين لم يتجاوز العشرة.
ومع إضافة فرسان الحراسة الأصليين، كان المجموع يزيد قليلًا عن العشرين.
وبعضهم كان مشغولًا بحماية الضيوف، لذا فعليًا، لم يبقَ عدد كافٍ لمواجهة الشياطين.
“هناك أيضًا عفاريت (أوجر) بين القطيع، تبا.”
وفوق ذلك، كل الشياطين على الأقل من المستوى المتوسط، بل ظهر بينهم شياطين عليا.
وظهور شيطان علوي في الإمبراطورية يُصنّف ككارثة.
“هذا لن ينفع. اسمعيني جيدًا الآن.”
كاااانغ!
في تلك اللحظة، طار سيف باتجاهنا.
لقد كان السيف الذي أسقطه فارس وهو يقاتل شيطانًا.
التقط فانسيس السيف الطائر أمامه مباشرة.
“سأتكفل بهؤلاء، وأنتِ ابقي في الداخل. بين أولئك الذين يصرخون، الفرسان سيحمونك.”
أشار نحو الفتيات اللواتي كنّ قبل قليل يتحدثن بخجل، وهنّ الآن يعانقن بعضهن بعضًا وهنّ يبكين.
بوم، بوم! ومع كل اهتزاز، كنّ يصرخن ويسقطن أرضًا.
والفرسان يحاولون حمايتهن وتهدئتهن.
“رغم كل شيء، فذلك المكان هو الأكثر أمانًا. لذا، عليكِ الذهاب إلى هناك.”
ثم تردّد لحظة، وأضاف بهدوء:
“سأحميك.”
“أنت؟”
“نعم، نعم!”
م.م:غيرتي رأيكم في فانسيس أو لا؟
صرخ.
ثم بدأت هالة أرجوانية تتشكل حول سيفه.
وانطلقت شهقات إعجاب من كل جانب، ناسية الوضع الخطير.
بالفعل، فانسيس في هذا العمر…
“أنتِ لا تعرفين، لكنني قوي بعض الشيء.”
قالها بثقة وهو يُمسك السيف.
“لذا، ثقي بي واختبئي هناك.”
“……”
هل جُن؟ هل يظن نفسه أخي الأكبر؟
رغم أن كلامه كان سخيفًا وصادمًا، إلا أن فانسيس تقدم بخطوات حماسية.
“إنه واثق بنفسه جدًا.”
قال شخص بجانبي.
تجاهل فانسيس وجوده، لكن ولي العهد كان معنا.
أجبته ببرود:
“في هذا العمر، يُظهر فانسيس أفضل ما لدى فارس السحر.”
إنها اللحظة التي كان يتم فيها اختياره كقائد جديد لفرسان السحر، بعد وفاة آين.
بالفعل…
لم أكن قد لاحظت ذلك من قبل، لكن فانسيس أصبح قويًا جدًا وناضجًا.
لم يعد هناك أثر لذلك الصبي الصغير الذي كان يقف بجانبي يومًا ما.
“صحيح أن مهاراته متفوّقة جدًا.”
الموهبة شيء مخيف حقًا.
كان فانسيس يتحرك بخفة أكثر من الفرسان المهرة، ويقاتل كأنه يملك أجنحة.
يبدو وكأنه قادر على هزيمة كل الشياطين وحده.
لكن
“لا أظن أنه قادر على القتال وحده.”
مهما كان فانسيس طائرًا في المعركة، من المستحيل أن يقاتل أكثر من اثنين في آن واحد.
وفوق ذلك
الشياطين لا تتوقف عن الظهور.
عند هذه النقطة، بدأت أشك أن هناك ثغرة يخرج منها الشيطان باستمرار.
“ماذا سنفعل؟”
سألني بنبرة هادئة.
ماذا سنفعل؟
“إن أردتِ، يمكنني أن أتولى الأمر.”
حينها فقط أدركت أنه يقصد قدرة بايكيون.
بلا شك، القوة التي يمكنها أن تُحرق حتى الأوجر بنفَس واحد، قادرة على القضاء على هذه الشياطين جميعًا دفعة واحدة.
لكن…
“لا.”
هززت رأسي بقوة.
تألقت عينا ولي العهد باهتمام.
“تلك القوة… سرّ.”
وسيلة يائسة تُمكّن ولي عهد ضعيف من الحفاظ على حقه في العرش.
لا أستطيع كشفها هنا.
“أأنتِ قلقة عليّ؟ في مثل هذا الموقف؟”
ضحك كأنه وجد الأمر ممتعًا.
“نعم.”
أجبتُ بحزم.
ابتسم بيثيل ديناب آربيديل أكثر. عينيه، وقد أضاءتا بلون مختلف، تلألأتا بسطوع.
“هممم… في الحقيقة، لا يهمني الموت هنا.”
كان جالسًا وذراعاه متشابكتان وملامحه متعبة، ووضعه غير مريح.
“طالما أن لوسيا رودبيل بخير.”
كلماته التي كشفت عن انحياز متطرف، لم تبدُ فارغة على الإطلاق.
“إن كنتِ قلقة من كشف قدرتي، فهل أفرّ إذن؟”
همس في أذني كمن يُغويني بالخروج عن القاعدة.
كان يُثير القشعريرة. بدا كريشة ناعمة تُداعب شحمة أذني. أطرافي تيبّست.
“يمكنني أن آخذ لوسيا رودبيل وحدها ونفرّ من هنا، من دون استعمال القوة. ما رأيك؟”
“هذا…”
سأكذب لو قلت إنني لست غاضبة.
من البداية، كان هذا الوضع مرهقًا جدًا.
لكن
“لا.”
“لماذا؟”
“لأن لدي شخصًا عزيزًا عليّ.”
“هممم.”
انجذبت عيناي إلى آين، وهو يُلوّح بسيفه المغمور بالقوة السحرية، يتحرك بخفة في الصفوف الأمامية.
بينما كان سيف فانسيس حادًا ويخترق نقطة واحدة بدقة، كان سيف آين ثقيلًا يقطع مساحة واسعة بضربة واحدة.
رغم أنه يكافح أمام العدد الهائل من الشياطين، إلا أن آين كان يقطع أنفاسهم واحدًا تلو الآخر بثبات.
لا أحد يتوقع سقوط آين أمام الشياطين. وأنا كذلك.
لكن…
قلبي غير مطمئن.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 193"