أستغفر الله العظيم واتوب اليه ⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
في طريق العودة إلى مقر إقامة الدوق.
طَرق، طَرق، شــووو
صدر صوت خفيف من السقف، وسرعان ما بدأ المطر ينهمر.
لقد أمطرت كثيرًا مؤخرًا.
كان التوقيت جيدًا. لو هطل المطر أثناء سيري مع الأمير، لكان الموقف محرجًا.
فتحت النافذة قليلًا، شعرت بالرياح تتدفق مع صوت المطر الذي أصبح أوضح، واستعدت في ذهني المحادثة التي جرت مع الأمير.
«أريد أن أكون شريك الآنسة في حفل الديبيوتانت».
تلك الكلمات التي قالها بوجه خجول.
الأمير، وهو يتحدث بحذر ووجهه محمر وعيناه المرتجفتان، بدا تمامًا كفتى يعاني من أول حب.
لكن.
«لا يمكن ذلك».
لم يكونوا أشخاصًا يتحركون بنوايا نقية كهذه.
لم أصدق ذلك منذ البداية.
أن يستدعيني الإمبراطور بحجة التهاني، أن يريَني أرجاء القصر بدافع اللطف، وأن يرغب في أن يكون شريكي في حفل الظهور الأول.
توقعت أن وراء الأمر غاية خفية، لكنني لم أستطع تحديدها.
غير أنّه، في اللحظة التي طلب مني الأمير الثاني أن أكون شريكته في الحفل، أدركت ما كانوا يخططون له.
«إنها حرب العرش».
بدأ الإمبراطور يدفع بالأمير الثاني، ريتشارد ديناب آربيدل، ليصبح الإمبراطور القادم.
ولم يكن ذلك الجزء مفاجئًا جدًا.
«لأن في حياتي السابقة، دفع الإمبراطور أيضًا بالأمير الثاني ليكون الإمبراطور التالي».
وكما أراد، اغتصب الأمير الثاني عرش ولي العهد بأمان، وتولى الحكم.
والسبب في أن ذلك كان ممكنًا هو:
«لأن وضع ولي العهد الأول كان الأسوأ».
إذا تذكرت ماضيه، حين لم يكن يختلف عن دمية زجاجية، فلن يدعمه أحد كإمبراطور.
في المقابل، كان الأمير الثاني بصحة جيدة وذكيًا. يتمتع بسلوك لطيف، لكنه في الوقت نفسه يمتلك كاريزما تأسر النبلاء.
من أي منظور، كان الأمير الثاني رجلًا جديرًا بأن يكون الإمبراطور التالي، لكن ما جعل الأمر صعبًا هو أصله.
«لأن الإمبراطورة روزيلا دوبوا كانت من عامة الشعب».
والدة ريتشارد والإمبراطورة، روزيلا دوبوا، كانت في الأصل من عامة الشعب.
كانت خادمة في قلعة صغيرة حيث أقام الإمبراطور أثناء جولته على المناطق الحدودية، وأصبحت نزوة عابرة له.
بشكل لا يُصدق، بعد ليلة واحدة فقط من المداعبة، حملت الخادمة بذرة الإمبراطور. وكان المولود صبيًا.
صبي من دم الإمبراطور. لم يكن هناك سبيل أن يتجاهله الإمبراطور.
في النهاية، لم يكن أمام الإمبراطور سوى أن يُحضر المرأة والطفل إلى القصر.
أُعطي الطفل، بعد اجتيازه فحص الدم الملكي، لقب الأمير الثاني، لكن المرأة لم تُمنح شيئًا.
كونها وُلدت من عامة الشعب، بالكاد تمكنت من البقاء في القصر كجارية للإمبراطور.
لكن… كانت طموحاتها عظيمة.
«يقال إنها كانت تدرك أن منصب الإمبراطورة شاغر، وعملت بجد في الخفاء».
وفوق ذلك، ومع انصراف غالبية النبلاء المركزيين الذين فقدوا الأمل في ولي العهد الأول إلى جانب الأمير الثاني، تعاظمت قوة روزيلا دوبوا تدريجيًا.
وأخيرًا، تمكنت من أن تصبح إمبراطورة بعدما كانت جارية. يمكن اعتبار ذلك أعلى مرتبة يمكن أن تصل إليها امرأة من عامة الشعب.
ومع ذلك، لم يتغير واقع أن الأمير الثاني ابن غير شرعي وذو دم عامي.
ذلك الأصل ظل يعيقه حتى النهاية.
وفوق ذلك.
«لأن ولي العهد الحالي ليس ولي العهد في حياتي السابقة».
لم يكن شخصًا ضعيفًا سيسقط بسهولة، ولا بليدًا عاجزًا عن اتخاذ قراراته بنفسه.
لقد تغيّر ولي العهد وأصبح أقوى. ستزداد قوته أكثر بعد تبادله مع الإمبراطورية الغربية.
كان الإمبراطور قلقًا بشأن ذلك، وأعطاني الأمير الثاني.
إذا منح لوردبيل قوته للأمير الثاني، فلن تكون أصول الأمير عائقًا على الإطلاق.
الإمبراطور الذي هدف لذلك سلّمني الأمير الثاني، والأمير الثاني كان وفيًا لواجبه.
الشيء الوحيد الذي يثير فضولي هو:
«لماذا ليست ميراكل؟»
هل لأنها وعدتِ بالخطوبة لولي العهد؟
لكنها مجرد وعود لفظية، يمكن كسرها متى شئت.
«ينبغي أن يعوّض عن ذلك، مع ذلك.»
أو، بالنظر إلى أصل الأمير الثاني، ربما رأى أن ميراكل، الابنة الشرعية، أمر مستبعد، لذا استهدفني أنا، الابنة غير الشرعية.
«بما أن الدوق قال إنه سيجعلني أشارك في حفل الديبيوتانت، فمن الممكن أن يكون ظن أنني مُعترف بي كابنة له.»
إن كان ذلك صحيحًا، فهو حكم خاطئ.
ضحكت بسخرية، ثم سرعان ما خفضت زاويتي شفتي.
«هل هذا كل ما في الأمر؟»
تذكرت الإحساس الغريب الذي مر بجسدي حين التقيت الإمبراطور.
وكأنه يرى كل ما بداخلي…
«ثم سلّمني الأمير.»
ربما لاحظ الإمبراطور شيئًا فيّ.
نظرت من النافذة إلى مكان القصر الذي كان موجودًا، وقد اختفى بالفعل.
لو… مجرد لو…
«ماذا لو كان الإمبراطور نفسه يملك قوى خفية؟»
تمامًا كما أخفى بيثيل قدرته الخارقة «بايكيون» حتى النهاية، ماذا لو كان الإمبراطور يخفي بدوره قدرة ما؟
قشعريرة.
سرت برودة في عمودي الفقري.
إن كان الإمبراطور قد قرر استخدام تلك القدرة لدفع الأمير الثاني ليصبح الإمبراطور التالي…
«قد يكون أصعب على بيثيل أن يصبح إمبراطورًا.»
هل بيثيل أخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار؟
«قلت إنك ستعود قريبًا.»
متى بالضبط ستعود؟
«أتساءل إن كان يمكنني سؤال آشر.»
كثير من الأفكار تداخلت مثل كرة خيوط متشابكة.
اندفعت العربة نحو لوردبيل من دون أن يُرتّب شيء في ذهني.
مضى الوقت بسرعة.
وبينما كنت أستعد لحفل الديبيوتانت، وأفعّل سلاحي، وأفكر في شتى الأمور، وصل يوم الحفل قبل أن أدرك.
كانت مارين مشغولة منذ الصباح.
«لقد أعددت الحذاء بالتأكيد أمس…! آه، ها هو! آنستي، لا يمكنك ترك الفطور! بعد أن تنتهي من الأكل، يجب أن تجربي الفستان المعدل مرة أخيرة.»
كانت تتحرك بسرعة بحيث بقيت لها صورة متلاحقة، وكأنها تستخدم استنساخًا سحريًا.
«مارين، لا داعي لكل هذا الاستعجال. إنها مجرد مأدبة.»
كان الأمر مضحكًا قليلًا حتى وأنا أنطق به.
«مجرد مأدبة.» بدا غريبًا أن أقول شيئًا كهذا، رغم أنني كنت أشتاق لتلك المناسبة أكثر من أي شخص آخر.
لكنها لم تُقل لتهدئة مارين فقط، بل كانت نابعة من صدق.
حفل الديبيوتانت… بالفعل يوم مهم.
«لكنني لا أشعر بالحماسة.»
يمكن القول إن حفل الديبيوتانت هو الشعلة التي تعلن الظهور الأول في المجتمع.
«لكنني استثناء.»
بمعجزة، تمكنت من حضور الحفل، لكن ذلك لم يعنِ أنني أستطيع الظهور في المجتمع.
مجردًا من معناه، لم يكن الحفل سوى مأدبة أكثر بذخًا قليلًا، لذا لم يكن له وقع خاص.
بالطبع……
«مجرد مأدبة!»
يبدو أن ذلك ينطبق عليّ وحدي.
ثارت مارين وغضبت من كلماتي.
«يا له من يوم عظيم! إنه اليوم الذي يرى فيه الجميع كم أصبحت فتاتنا رائعة. أقسم أنني كنت أنتظر هذا اليوم!»
«حقًا؟»
«نعم!»
اقتربت مارين بخطوات سريعة، أمسكت شوكة، وغرزتها في طماطم كرزية ووضعها في فمي.
عضضت الطماطم وأنا أنظر إليها وأتمتم.
«أتمنى لو أن العالم كله يتعرف عليكِ يا آنستي. إنه لظلم أن أحتفظ بقيمتك الحقيقية لنفسي فقط. أوه، بالطبع، كبير الخدم، القائد ليكسوس، وسيد البرج يعرفون ذلك أيضًا.»
أومأت مارين بابتسامة فخورة.
نظرت إليها بعينين واسعتين وابتسمت بخفة.
«شكرًا لك، مارين.»
«إن كنتِ ممتنة، فاستمتعي اليوم أيضًا. اليوم يومك المميز يا آنستي. أريدك أن تكوني سعيدة ومبتهجة.»
قالت مارين بنبرة جادة رغم ابتهاجها.
رؤيتها بتلك الحال جعلتني أعود بذاكرتي قليلًا إلى نفسي السابقة.
هل كنت أبدو غافلة هكذا؟
«صحيح، لكن…»
ربما كان ذلك المنظر مؤلمًا لمارين.
هل هذا ما جعلها تبدو أكثر حماسة؟
«أشعر بالذنب بلا سبب.»
بدت وكأنها تريد أن يكون اليوم مميزًا لي، كما هو لها.
م.م: كلنا بدنا يكون يوم مميز مو مارين بس 🥺
ولم يكن هناك سبب يمنعني من تحقيق أمنية مارين.
«هممم.»
نظرت إليها وابتسمت ببهجة.
اتسعت عيناها قليلًا.
«إذن سأستمتع باليوم أيضًا.»
«……! رائع!»
لحسن الحظ، بدت مارين سعيدة جدًا.
وقبل أن أستطيع حتى أن أستمتع بتلك اللحظة، وكالعادة، اندفع سرب من الخادمات إلى الداخل.
وبعد أن أنهيت زينتي على عجل، بدأ حفل الديبيوتانت.
م.م: و بدأ الحفل 💃🏻 جهزوا الفساتين و الأطقم و لننطلق 🔥
Sel للدعم : https://ko-fi.com/sel08 أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 189"