أستغفر الله العظيم واتوب اليه ⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
قصة “بيثيل ديناب آربيدل” على لسان رجل آخر، وهو أخوه في ذلك.
هذا بحد ذاته كان مثيرًا للاهتمام، لكن مظهر ريتشارد، الذي كان يتغير كما لو أنه يقلب عملة، لفت انتباهي أيضًا.
لكنني تظاهرت أنني لا أعرف شيئًا وسألت بوجه بريء:
«بما أنه ولي العهد الأول… فإنه الآن يدرس في الإمبراطورية الغربية، صحيح؟»
«نعم…….»
كانت عينا ريتشارد مظلمتين.
«لقد سافر للدراسة في الخارج قبل خمس سنوات. وسيعود قريبًا.»
نظر ريتشارد إليّ وسأل بعد أن تكلم باقتضاب:
«هل تعرفين أخي؟ لقد حضر احتفالًا كبيرًا في لوردبيل.»
«آه…….»
كان يتحدث عن امتحان التأهيل.
هل تعلم؟
«تعلم أكثر من اللازم.»
ظروفه وهويته.
لكن في الوقت نفسه، لم أكن أعلم الكثير عنه.
كانت قوة المعلومات التي أعرفها عديمة الفائدة أمامه.
«حسنًا…….»
كل ما أعرفه أن مصدر روحه هو روح شريرة.
«……وأنه ظل ينتظرني.»
لم يكن هناك شيء آخر أشرحه عن بيثيل ديناب آربيدل.
«لا أعرف.»
لذا لم تكن هذه كذبة كاملة.
وبينما كنت أمسك فنجان الشاي، خفضت نظري وتابعت ببرود:
«في الحقيقة، تورطت في حادث كبير أثناء امتحان التأهيل. كان حادثًا خطيرًا كاد أن يودي بحياتي، لكن ولي العهد الأول أنقذني.»
تساءلت إن كان من الضروري حقًا أن أذكر هذه القصة، لكنني رويتها بناءً على الحقيقة تحسبًا.
«……أخي.»
تمتم ريتشارد، وتعابيره تزداد ظلمة.
ألقيت عليه نظرة وأنا أرتشف شاي البابونج مفكرة.
«كنت فاقدة الوعي في ذلك الوقت، لذا لا أتذكر. لذا، رغم أنني التقيت بولي العهد الأول، إلا أنني لا أعرفه جيدًا.»
«آه…….»
«لذلك أنا فضولية بشأن أي نوع من الأشخاص هو. هل يمكنك أن تخبرني، أيها الأمير الثاني؟ أي نوع من الأشخاص هو ولي العهد الأول؟»
ارتجفت عينا ريتشارد عند سؤالي.
وبعد برهة رفع شفتيه.
«أخي…….»
بعد أن ودّع لوسيا، أنزل ريتشارد يده الملوحة ببطء عندما اختفت عربة دوق لوردبيل عن الأنظار.
ثم أطلق تنهيدة عميقة.
اقترب منه شخص ما.
«سموك، جلالة الإمبراطور يبحث عنك.»
كان اليوم الأخير.
ارتجفت عينا ريتشارد عند ذكر استدعائه. فتح شفتيه وكأنه سيقول شيئًا، ثم هز رأسه بيأس.
«سأذهب الآن.»
استدار ريتشارد متجهًا مباشرة إلى غرفة نوم الإمبراطور، لا إلى قاعة العرش ولا إلى المكتب.
طرق الخادم الذي رافقه على الباب ليعلن وصوله.
«جلالتك، لقد وصل سمو الأمير الثاني.»
«دعه يدخل.»
انطلق صوت مهيب من الداخل. مجرد سماعه جعل جسد ريتشارد يتصلب.
ارتجفت عيناه بقلق، وابتلع ريقه الجاف بصعوبة.
«تفضل بالدخول.»
«نعم.»
كافح ريتشارد ليتحرك داخل الغرفة.
كانت حجرة الإمبراطور فسيحة، رائعة، ومبهرة.
اندفعت أشعة الشمس بعد الظهر إلى الداخل.
كان الضوء أشبه بكشافات على خشبة مسرح. وتحت ذلك الضوء، كان شخصان يوجدان مثل ممثلين رئيسيين.
«جلالة الإمبراطور.»
حيّا ريتشارد الإمبراطور أولًا، ثم توقف قليلًا قبل أن يتابع:
«أحيّي الإمبراطورة.»
«أوه.»
تكلمت المرأة ذات الفستان الأحمر، التي كانت تجلس في حضن الإمبراطور وتعانقه كما لو أنهما جسد واحد، بصوت اعتذاري:
«هذا ليس مجلسًا رسميًا، أليس لقب الإمبراطورة باردًا جدًا يا ريشي؟ نادِها “أوما ماما”.»
«……جلالتها هنا.»
هز ريتشارد رأسه، لكن إرادة المرأة كانت قوية.
دفنت رأسها في صدر الرجل الذي كان يلف ذراعيه حول خصرها وتذمّرت:
«جلالتك، ألست تتفق معي؟»
«هاها، الإمبراطورة محقّة. هذا اجتماع عائلي، فلماذا يكون قاتمًا؟ لا داعي لكل هذه الرسمية.»
«……نعم.»
«إذن.»
أنزل الإمبراطور المرأة من حضنه، ونهض من مقعده.
تابع ريتشارد الإمبراطور بنظرات مضطربة وهو يقترب. ومع سقوط ظله عليه، خفض رأسه بلا وعي.
نظر الإمبراطور إلى ريتشارد من علٍ وسأله:
«هل تقرّبت من تلك اللقيطة؟»
الـ… لقيطة.
م.م: الوقاحة 🤬🤬🤬
ارتجف قلب ريتشارد عند تلك الكلمات.
أومأ قليلًا، متذكرًا لوسيا التي أصغت بهدوء إلى قصته بابتسامة رقيقة وعيون طيبة.
«لقد تحدثنا كثيرًا. وإن كنا بهذا القرب من أول لقاء، فإذن نحن قريبون جدًا.»
«وماذا عن شريكها في حفل الظهور الأول؟»
«آه.»
هبط قلب ريتشارد.
شريكة حفل الديبيوتانت.
في الواقع، كان ذلك أحد أسباب استدعاء الإمبراطور لوسيا إلى القصر، وأحد أسباب اقتراب ريتشارد منها.
وعندما تردد ريتشارد، ضغط الإمبراطور أكثر وسأله مجددًا:
«سألتك ماذا حدث.»
«ذلك…….»
كان ريتشارد واثقًا.
واثقًا أنه سيكون شريك لوسيا.
فبينما كان يراها تنصت له وتتعاطف معه، ازداد يقينه أكثر فأكثر.
لكن.
«أعتذر يا سموك. أخشى أنني لا أستطيع قبول ذلك.»
……لقد رُفض.
وبعد أن اعتذرت مرارًا، غادرت لوسيا القصر.
«……لقد فشلت. أنا آسف.»
«…….»
انخفض رأس ريتشارد تدريجيًا.
انتظر، مرتعبًا من المرسوم الذي قد يصدره الإمبراطور قريبًا.
«……كنت أتوقع ذلك.»
بدهشة، لم يغضب الإمبراطور.
بل تكلم بوجه أكثر برودًا:
«تلك اللقيطة تخفي شيئًا.»
«……ماذا؟»
اتسعت عينا ريتشارد عند هذا القول غير المتوقع.
«تخفي ماذا؟ ما الذي تعنيه…؟»
«أي شيء. قد يكون قدرة خاصة، أو قوة، أو شيئًا آخر.»
أدرك ريتشارد غريزيًا أن الإمبراطور قد استخدم قدراته الخارقة.
القدرة الإمبراطورية. قدرة خاصة يمنحها الآلهة لأفراد العائلة المالكة المختارين فقط.
كان الإمبراطور الحالي معروفًا بالعجز، لكن ذلك لم يكن صحيحًا.
الإمبراطور أبيلسيوس ديناب آربيدل. قوته هي:
«تلك اللقيطة ستسقط لوردبيل.»
قوة رؤية أجزاء من المستقبل.
لكنها كانت مقيدة؛ مثل ضرورة رؤية الهدف بعينيه مباشرة، ورؤية جزء صغير جدًا فقط من مستقبل الهدف، وقبل كل شيء، عجز الإمبراطور عن التحكم بتلك القدرة بنفسه.
كان يستخدمها للتخطيط واتخاذ القرارات.
والمستقبل الذي رآه للوسيا هو أنها ستدمر لوردبيل بقوة مجهولة.
ذلك المستقبل تلاقى أيضًا مع رغبات الإمبراطور.
«لذا، منحتك فرصة لتتقرّب من تلك اللقيطة، لكنك لم تفعلها كما يجب.»
«……أعتذر.»
انخفض رأس ريتشارد مجددًا.
نظر الإمبراطور إليه بعين الشفقة، ثم عاد إلى مقعده. فلفّت المرأة ذراعيها النحيلتين حول خصره.
ثم أطلق تنهيدة طويلة.
«سيعود بيثيل قريبًا. وعندما يعود ذاك الطفل، ستبدأ حرب الخلافة على العرش فعليًا.»
«……!»
اتسعت عينا ريتشارد.
نظر إلى الإمبراطور بعينين مرتجفتين.
«لقد اخترتك كالإمبراطور التالي. لكن قراري وحده لا يجعلك إمبراطورًا. فوق ذلك، بيثيل سيحمل ثقل قوة لوردبيل.»
«……نعم.»
«لذا، انتزع تلك القوة منه. قرار الدوق بجعل اللقيطة تشارك في ظهورها الأول يعني أنه اعترف بها كابنة له.»
ومض بريق بارد في عيني الإمبراطور.
«انتزع أيضًا قوة لوردبيل. عندها فقط، يمكنك أنت، رغم نقص شرعيتك، أن تصبح إمبراطورًا.»
«…….»
«إن فهمت، فاخرج الآن.»
«نعم، أرجو لكما وقتًا سعيدًا.»
انحنى ريتشارد بعمق وسار إلى الخلف خارج الغرفة.
دُفعت الباب وأُغلق.
ولم يستطع رفع رأسه إلا حينها.
«هاه…….»
أخذ نفسًا عميقًا واستدار.
وبدلًا من التوجه إلى غرفته، قصد الحديقة التي سار فيها مع لوسيا.
شووووو……
تجمّعت الغيوم الداكنة في السماء الصافية، وفي لحظة بدأ المطر يهطل بغزارة.
واقفًا في وسط الحديقة، رفع ريتشارد رأسه.
شعور بالضغط سحق جسده كله.
أريد أن أهرب. أريد أن أختفي.
إحساس رهيب بالعجز أثقله.
لكن ذلك لم يكن الطريق الذي يمكنه اختياره.
الطريق الذي يستطيع اختياره هو:
«……لوسيا لوردبيل.»
لقد تحدد مسبقًا.
ففي النهاية، لم يكن أمام ريتشارد خيار سوى أن يسلك ذلك الطريق.
م.م: ليش الآباء في هذه الرواية مجانين؟؟؟؟
Sel للدعم : https://ko-fi.com/sel08 أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 188"