أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لم يكن آين متحمسًا جدًا لحضور حفل رودبيل.
وفوق ذلك……
(لأنها حفلة ظهور أول، سيكون هناك الكثير من الأطفال في عمرنا هناك).
وبالأخص، سيتجمع الكثير من أبناء النبلاء في مثل أعمارنا للتقرب من ميراكل.
ففي حياتي السابقة، انبهرت عندما رأيت عددًا كبيرًا من أبناء النبلاء بينما كنت أتسلل للنظر من النافذة.
ومع أن ست سنوات قد مرت، إلا أن آين ما زال غارقًا في حزنه على فقدان تشيريش.
حتى لو مرّت ستّون سنة لا ستّ، فذلك الحزن سيبقى إلى الأبد. لم أرغب في أن أترك آين في مكان يجتمع فيه أطفال في مثل عمرها.
“أعتقد أنه ليس آين بعد كل شيء.”
لكن، من سأختار كشريك إذن؟
في اليوم التالي، أجاب ليغرين:
“في كثير من الحالات، يكون الأقارب هم الشركاء.”
“…….”
“لكن ليس بالضرورة أن يكونوا أقارب.”
حين ابتسمتُ بهدوء عند سماعي كلمة “أقارب”، أدرك ليغرين الأمر بسرعة وغيّر كلامه.
“لا داعي لأن تشعري بالثقل. لا بأس حتى إن لم تعرفي الشخص.”
“شخص لا أعرفه…….”
“إن كان الأمر عبئًا كبيرًا، فسأجد شخصًا مناسبًا.”
“لا، سأفكر في الأمر أكثر، وإن لم أجد حلاً، سأخبرك عندها.”
“نعم، تفضلي بذلك.”
هدّأ ليغرين قلقي بابتسامة لطيفة.
لكن همومي ازدادت.
لم يكن ذلك هو كل المشكلة.
(لم أرك مؤخرًا).
فقد أرسل لي رسالة من طرف واحد يخبرني فيها بأنه سيوقف الدروس لفترة، ثم اختفى.
“حتى على الرسالة لم يأت رد…….”
حتى حين أرسلت رسالة إلى سطح البرج، جاءني الرد بأنه غير موجود في المكتب حاليًا.
ولم يصلني أي رد على أي من مراسلات السحر الشخصية معه.
كان من العبث القلق بشأنه، فهو سيد أقوى نقابة في الإمبراطورية وصاحب برج السحر، لكن لم أستطع منع نفسي من القلق.
… … لعل شيئًا يحدث له؟
“آه…….”
ضغط على صدغيه وجلس غارقًا في التفكير.
وسرعان ما وصل إلى نتيجة.
(فلأذهب وأبحث عنه).
إن لم يصلني منه خبر، فلا خيار أمامي إلا أن أبحث عنه.
قد لا يكون آشر مسرورًا بذلك، لكنه السبيل الوحيد.
غير أن التحرّك في النهار لم يكن سهلًا، لأن مارين كانت دائمًا بجانبي.
ولو اكتشفوا خطتي، لعارضوها بشدة قائلين إنها خطيرة.
لذلك كان وقت خروجي قريبًا من منتصف الليل.
“آسفة يا مارين.”
تمتمت باعتذار لن يُسمع، وفتحت النافذة على مصراعيها.
وووش–
هبّت الريح وتطاير شعري.
“فووو…….”
رفعت غطاء الرداء الأسود الذي كنت أرتديه.
“هيا بنا.”
قفزت من النافذة.
وتمتمت في اللحظة ذاتها:
“رود.”
وهي كلمة تعني في اللغة القديمة: “الدعم”.
فتجلّت تعويذة أرجوانية تحت قدمي وسندت جسدي الساقط.
“فووو.”
تنفّست الصعداء ونزلت بهدوء.
هبطت بخفة على الأرض، فتبدّد السحر الذي كان يسندني.
(جيد).
مسحت المكان بنظري ثم تحركت بسرعة.
بضخ السحر في قدمي اكتسبت سرعة أكبر.
وقفت أمام الجدار الذي رأيته مسبقًا وزفرت
ثم ركضت ركضة واحدة وقفزت.
“وين.”
خطوت فوق تشكيل هوائي وتسلقت للأعلى.
قفزت كما لو أنني أصعد درجات، وتجاوزت الجدار بسهولة.
هبطت برفق، وهززت ردائي، ثم نظرت خلفي.
كان جدار شاهق يحجب الرؤية. خلفه يقع قصر دوق رودبيل الذي سجنني.
هل كان… من السهل تجاوزه هكذا؟
“….. أشعر بالفراغ بعض الشيء.”
فلولا السحر، لما كنت تجرأت حتى على محاولة تسلق ذلك الجدار المهيب.
وفوق ذلك……
(لولا سحر رودبيل، لكنت أُعدمت منذ زمن).
قبل ست سنوات، بعد الصدام السحري في المكتبة، أصبح أمن قصر رودبيل أشد صرامة.
فلم يقتصر الأمر على تشديد الحراسة بالسيوف، بل وُضع تعويذ يغلف الجدار كله لمنع تدفق أي طاقة سحرية من الخارج.
حتى لا يجرؤ أي سحر خارجي على الاقتراب.
وبذلك، لم يكن أحد قادرًا على استخدام السحر في الداخل أو الخارج إلا بإذن خاص.
خطوة
(باستثناء سحر رودبيل نفسه!).
فقوة رودبيل هي الأساس الذي يسمح باستخدام السحر بحرية دون إذن.
وبفضل ذلك استطعت أن أفرّ بهذه السهولة.
لو كان بإمكاني الطيران بعيدًا هكذا فحسب……
(لكن لا يمكن).
فما زال لدي عمل أقوم به.
ركضت نحو وسط العاصمة بسحر السرعة، بينما كنت أرتب أفكاري.
(الأولوية القصوى هي كسر ختم الروح الشريرة).
فمقابل ذلك، حصلت على حياة جديدة.
(ولفعل ذلك، يجب أن أختم ليليث).
كانت هذه معلومة حصلت عليها من ذكريات تشيريش.
(لم أكتشف بعد كيف أختمها).
لكن بختم ليليث، سيتحرر ختم الروح الشريرة.
(وسيسقط رودبيل أيضًا).
فبفضل قوة الهاوية حيث خُتمت الروح الشريرة، أعيد إحياء رودبيل.
لذلك، إن اختفت الروح الشريرة، فلن يتمكن رودبيل من استمداد القوة بعد الآن. حتى وإن لم يكن الأمر كذلك
(فلن يكون بمنأى عن الأرواح الشريرة التي ستتحرر من أختامها).
وأنا، وقد تحررت من كل القيود
(سأرحل).
عن رودبيل. عن المكان الذي كبّلني.
(مارين… … هل آخذها معي؟).
فمارين لا مكان لها بدوني.
وفوق ذلك، هي حياة أنقذتها بصفقة، وعليّ أن أتحمل مسؤوليتها حتى النهاية.
(أما آين……).
لمجرد التفكير فيه، تعقد صدري.
آين الذي عاد بعد رحيل تشيريش، بدا في الظاهر أنه لم يتغير كثيرًا.
ما زال يبتسم كثيرًا، مبهجًا، حنونًا، وأحيانًا صارمًا.
لكنني أدركت الحزن والمرارة التي تخفيها تلك اللحظات كلها.
وأتظاهر بعدم رؤيتها لأنه يحاول إخفاءها.
وما يقلقني أكثر هو
(الهجوم الشيطاني الذي سيقع في نهاية العام).
وأثناء خروجه لقتال ذلك الشيطان، سيموت آين.
(…… لقد فكرت في طريقة).
منذ عودة آين، بدأت أخطط لطريقة لإبعاده عن معركة القمع تلك.
(لأنني أعلم متى سيهاجم الشيطان).
وقبلها، سأبادر أنا أولاً.
التوقيت هو كل شيء.
لا ينبغي أن يكون مبكرًا جدًا ولا متأخرًا جدًا.
فلأغتنم الفرصة.
وأخيرًا……
“…….”
أبطأت خطواتي.
ونظرت إلى نافورة الماء الساكنة في ساحة العاصمة المركزية، وقلت:
“بيثيل…….”
إن نقلت له المعلومات التي جمعتها وحصلت على تعاونه في إحياء الروح الشريرة، فستعود روحه متكاملة بتلك القوة.
(قال إنه سيصبح إمبراطورًا).
ومن أجل ذلك، قَبِل ببرنامج تبادل، ورحل إلى إمبراطورية القارة الغربية.
وبعد بداية العام الجديد بقليل، غادر ليدرس في الخارج……
(سيعود قريبًا).
وسنلتقي مجددًا.
ربما لأن ذكرياتي الأخيرة كانت حيّة جدًا، شعرت بقلبي يخفق بمجرد التفكير به.
لكنني سرعان ما تخلّيت عن كل الأفكار.
لأنني وصلت إلى وجهتي.
رفعت رأسي.
زقاق ضيق تحت سماء الليل الحالكة. نُزل قديم يقف في وسطه بلا حيلة.
لم يُظهر أن النُزل مفتوحًا سوى الأضواء المتذبذبة خلف نافذة صغيرة.
تفحّصت المكان للحظة.
كانت المجاري قريبة، فرائحة العفن تعمّ. القمامة متناثرة، والمتشردون، فيما بعضهم يبدون سكارى، مترامون على أطراف الأرض.
وربما لهذا السبب، وحتى مع الأخذ في الاعتبار وقت الليل، لم أعثر على شخص واحد يمر بالمكان.
النزل بُني في أسوأ موقع ممكن.
المكان المثالي للخراب.
ابتسمت ابتسامة مشرقة.
(جئت إلى المكان الصحيح).
فتحت الباب الخشبي بلا تردد.
فتح الباب بصرير.
“مرحبًا…….”
حيّاني الموظف الجالس خلف المكتب.
تقدمت نحوه وقلت:
“هل لديكم غرفة؟”
“نعم… أي غرفة تريد؟”
أجاب فورًا.
“غرفة المساعد.”
“…….”
نظر إليّ الموظف بهدوء ثم أومأ.
“اتبعني…….”
ودخل إلى الداخل.
فاتبعته.
دخل مستودعًا ضيقًا والتقط مصباحًا معلقًا على الحائط.
وفي تلك اللحظة
نقر نقر.
انفتح الأرض، وظهرت درجٌ يقود إلى الطابق السفلي.
نظر إليّ الموظف كأنه يترقب رد فعلي.
لكن وجهي كان مخفيًا بغطاء الرداء، وحافظت على وجهي خاليًا من التعابير.
“……من هنا.”
قادني إلى أسفل الدرج.
وبينما نتابع النزول، ظهر باب حديدي.
أخرج الموظف مفتاحًا من جيبه وفتح الباب.
صرير
انفتح الباب، فكشف عن ممر طويل.
كان هناك مكتب صغير عند المدخل، تحرسه امرأة ذات شعر أزرق.
قال الموظف الذي رافقني لها:
“رين… ضيف السيد.”
فجاءت المرأة المدعوة رين نحوي.
تفحصتني بعينيها الحادتين من رأسي حتى قدمي، ثم قالت أخيرًا:
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 182"