أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بينما صاح الخادم الذي خرج لاستقبالهم، توترت أكتاف الخدم المنتظرين.
ومن بينهم، خرج رجل بخطوات ثابتة.
ثبتُّ بصري عليه.
اقترب “ليجرين” الذي لمح حضوره أولًا.
“سيدي، يقولون إنهم سيصلون قريبًا.”
“حسنًا.”
أجاب باهتمام شارد، ثم التفت رأس الدوق نحوي.
حدقت به في صمت. لم يكلف الدوق نفسه حتى أن يطلب مني النزول لاستقبالهم.
فقط حدق بهدوء.
في تلك اللحظة انفتح الباب الأمامي، وسقط بصر الدوق تلقائيًا عليه.
انفتح الباب في اللحظة نفسها التي نظر فيها إليه.
“أبي-!”
اندفعت “ميراكيل” أولًا.
“مرحبًا بعودتك، آنستي.”
انحنى الخدم بعمق وهم يضمون أيديهم.
“ميراكيل، تعالي بسرعة.”
رفعها الدوق بخفة، فدفنت وجهها في كتفه وتدللت.
“اشتقت إليك. كيف كنت في غيابي؟”
“بخير. لا بد أن الرحلة أنهكتك.”
“أي عناء؟ لقد عدت إلى بيتي! إنه رائع بالفعل.”
كنت أتأمل بهدوء “ميراكيل”، التي ابتسمت ببهجة وتحدثت بدلال.
وفجأة شعرت بدهشة خفية.
“أصبحت أجمل بكثير مما أتذكر.”
كانت “ميراكيل” فتاة جميلة ورقيقة منذ البداية، لكن جمالها بدأ يتألق حقًا عندما بلغت التاسعة عشرة.
وهذا صحيح، لأن آخر ما أتذكره منها كان عند هذا العمر، فلم أكن أعلم إن كانت قد ازدادت جمالًا بعد ذلك.
لكن “ميراكيل” ذات الستة عشر عامًا، التي تقف أمامي الآن، بدت أكثر بهاءً وإشراقًا من صورة الستة عشر عامًا التي عشتها في حياتي السابقة.
غير أن دهشتي لم تدم طويلًا، إذ سرعان ما أخفيتها تحت ملامح هادئة.
وفي الوقت نفسه، خطرت ببالي كلمات:
“يقال إنها متفوقة في دراستها، وخاصة في السحر.”
تذكرت المعلومات التي أوصلها إلي “آشر”.
نعم. كنت أراقب “ميراكيل”، و”فانسيس”، وحتى “إستيو” الذي سافر للخارج، عبر قوة آشر الأخرى: “نقابة المجهولين”.
لكن……
“الأكاديمية محمية بسحر خاص، مما يجعل التواصل المباشر والمراقبة الدقيقة أمرًا صعبًا.”
أقصى ما يمكنني معرفته هو بعض الظروف الخاصة والإنجازات الدراسية خلال فترة الدراسة.
لكن ماذا في ذلك؟
كنا نجري بالفعل بهدف أن نتطور أسرع من سرعتهم.
و……
“مرحبًا بعودتك، سيدي الشاب!”
الهدف لم يكن “ميراكيل” وحدها.
بل كان يشمل “فانسيس” أيضًا.
خطا “فانسيس رودبيل” نحو الداخل بخطوات ثابتة.
لم يلقِ حتى نظرة على الخدم المنحنين له.
توقف أمام الدوق الذي يحمل “ميراكيل” وانحنى.
“ألتقي بك، سيدي.”
“أجل. شكرًا على مجيئك.”
“لا شكر على واجب.”
على عكس “ميراكيل”، التي امتلأت دلالًا، كان “فانسيس” صلبًا كالصخر.
وأثناء حديثه الرسمي، التفت فجأة نحوي.
وفي اللحظة التي تلاقت فيها أعيننا، صرخ:
“أنت……!!”
أشار نحوي بإصبعه ثم أسرع نحوي.
“مولا..”
“لا بأس يا مارين.”
أوقفت “مارين” التي حاولت اعتراض طريقه، ونظرت إلى “فانسيس” الذي اقترب بسرعة.
لكن هذا الفتى……
“لماذا أصبح طويلًا هكذا؟”
رفعت بصري إليه بدهشة.
كنت أعلم مسبقًا أن “فانسيس” سيطول كثيرًا في هذا العمر.
لكن……
“لم أكن أظن إلى هذا الحد.”
بدا وكأنه زاد رأسًا كاملًا فوق ما كنت أتذكره.
حين رمقته بدهشة، ابتسم بسخرية وقال:
“ماذا؟ هل فاجأتك وسامتي؟”
“ماذا تقول.”
أجبته ببرود على كلماته المضحكة، لكن في الحقيقة… كان هناك شيء من ذلك.
فـ”فانسيس”، البالغ 17 عامًا الآن، أصبح أطول وأجمل مما كنت أتذكر.
كنت أعلم أن مستواهم الدراسي تفوق على ما كنت أعرفه في حياتي السابقة، لكن لم أكن أدرك أن مظهرهم قد تغير بهذا القدر.
ما الذي جرى لهذين الاثنين؟
ثم نظر “فانسيس” إلي من أعلى لأسفل.
“حسنًا، وأنت أيضًا…….”
بدا مترددًا لحظة، ثم تمتم:
“كبرتَ لا بأس بك.”
اكتفيت بمراقبته بصمت.
ثم سعل بصوت عالٍ وأدار رأسه بسرعة وسأل:
“لكن لماذا تتجنبني كل مرة أعود فيها “
لكنه لم يتمكن من إكمال حديثه.
لأن الدوق و”ميراكيل” و”ليغرين” كانوا قد اقتربوا فجأة.
ومع اقترابهم، عض “فانسيس” شفته وتراجع خطوة إلى الوراء.
اقتربت “ميراكيل”، وقد رأتني بجانب الدوق، وفتحت عينيها بدهشة.
“لوسيا، مر وقت طويل!”
“أعلم.”
“واو… لقد تغيرت كثيرًا منذ آخر مرة رأيتك فيها. لا أصدق أنكِ نفس لوسيا.”
قالت وهي تحدق بي مطولًا.
بادلتها نظرات هادئة، ثم ابتسمت وأجبت:
“وأنتِ أيضًا.”
“……حقًا؟ أظن أنني ما زلت كما أنا.”
تمتمت “ميراكيل” بوجه غريب.
ثم تدخل “ليغرين” قائلًا:
“هذا المساء، سيُقام حفل ترحيب بعودتكما. أعلم أنكما مرهقان من السفر هذا الصباح. ارتاحا قليلًا وسنلتقي مساءً.”
كان من تقاليد عائلة “رودبيل” إقامة حفل عند عودة شخص غاب طويلًا.
نظرت إلى الدوق وسألته:
“هل يجب أن أحضر أيضًا؟”
كانت طريقتي الملتوية لأقول إني لا أرغب بالحضور إلا إذا كان ضروريًا.
“رودبيل تحضر جميعًا.”
“……مفهوم.”
لم يرحمني بكلمة واحدة.
ساد صمت للحظة.
حسنًا، أليس هذا كافيًا كتحية؟
تراجعت خطوة وانحنيت قليلًا نحو الدوق.
“سأذهب الآن. لدي حصة صباحية.”
كانت الحصة صباحًا بعنوان “السحر”، وسيزورني آشر قريبًا.
أومأ الدوق، الذي كان يعرف الجدول مسبقًا، وأذن لي بالذهاب.
غادرت المكان بلا تردد.
وفي طريقي عبر الردهة المؤدية إلى الغرفة، سمعت:
“انتظري لحظة!!”
جاءني صوت متعجل من الخلف.
بينما كنت أفكر في تجاهله أم لا، أمسك أحدهم بكتفي.
لكنني تخلصت من قبضته قبل أن تثبت علي.
صفعة.
“آه.”
تطلع إلي “فانسيس” بدهشة.
أما أنا فقد تفاجأت أيضًا.
كانت ردة فعلي لا إرادية.
رمش “فانسيس” في ذهول، ثم تمتم:
“إنها سريعة…….”
وبدا عليه تعبير غريب وهو يحدق بي.
على ما يبدو، اندهش من أنني صدت يده بهذه السرعة.
سألته بهدوء:
“ما الأمر؟”
“ما الأمر؟”
وكأنه تذكر سبب مجيئه، زال ذهوله وقال بصوت عالٍ:
“أنتِ! لماذا تتجنبينني؟”
“لم أفعل.”
“بل فعلتِ.”
اقترب فجأة ولصق وجهه بوجهي.
اقترب بما يكفي حتى كادت أنوفنا تتلامس، وهو يحدق بي بتركيز.
وفجأة وجدت نفسي أراه عن قرب.
وبالمناسبة……
“لقد كبرت بشكل مذهل.”
من هذه المسافة، بدا “فانسيس” ذو الـ17 عامًا في قمة نضجه.
بشرة بيضاء ناعمة ومرنة، عنق طويل سميك، أكتاف عريضة، وأرجل طويلة.
حاجبان أكثر كثافة، رموش طويلة كثيفة، جسر أنف مستقيم، وشفاه حمراء.
وقبل كل شيء، شعره الأبيض الناصع الذي يثبت نقاء دم “رودبيل”، وعيناه البنفسجيتان اللتان تتلألآن تحت أشعة الشمس.
إنه جوهر “رودبيل” بعينه.
“سيعشقه مجلس الشيوخ.”
وبينما كنت أتأمله بهدوء، تمتم “فانسيس” بصوت أجش:
“ألم نتصالح؟”
“……؟”
“لقد قبلتِ اعتذاري بالفعل.”
“……آه.”
اتضح أنه يقصد ما حدث في المبنى الأبيض قبل خمس سنوات.
حينها اعتذر لي، وأنا…
“قبلت اعتذاره فقط لأستعمله كمفتاح للمستودع.”
ثم نسيت الأمر، لكن “فانسيس” لم ينسَ.
“إذن لماذا تتجنبينني؟!”
“قلت لك لم أفعل.”
“إذن لماذا تختفين كلما عدت؟”
“ذلك…….”
لو كان علي أن أجيب، فالسبب لم يكن “فانسيس”، بل “ميراكيل”.
“لم أرغب أن أُقاطع بأي شكل.”
نموي وتطوري.
في الواقع، لم أعد أهتم بـ”فانسيس” كما كنت من قبل.
لأن أحداثًا أكبر بكثير من مجرد وجوده وقعت لي.
ولأنني مضطرة لمواجهة عدو أعظم.
لكن “فانسيس”، الذي لم يكن يعرف شيئًا من هذا، شعر أنني أتجاهله، فاستشاط غيظًا.
مع أن تجاهله…… كان صحيحًا بالفعل.
ثم تمتم بتذمر:
“على كل حال، كنت أنوي إن تجاهلتِني مجددًا أن ألحق بك وأمسك بك، لكنكِ خرجت بنفسك وسمحتِ لي برؤيتك!”
“شكرًا على رؤيتي.”
أجبته باختصار.
لأن “آشر” سيصل قريبًا.
ولم أكن أنوي إطالة هذا الحوار أكثر.
“إن كنت أنهيت حديثك…….”
كنت على وشك أن أقول إني سأذهب، لكنه وقف في طريقي ولم يتحرك.
ماذا؟
رفعت بصري إليه بتبرم.
كان يحدق بي، ثم فتح شفتيه فجأة.
“هل تتذكرين امتحان الأهلية قبل خمس سنوات؟”
أجبت وأنا أميل برأسي باستغراب:
“أتذكر. لماذا؟”
كيف أنسى؟ لقد كان زمنًا تعصف فيه حولي أحداث كثيرة.
تردد “فانسيس” قليلًا، ثم قال بحذر:
“فكرت طويلًا إن كان عليّ إخبارك أم لا، لكن في الحقيقة، في ذلك الوقت، أنا…….”
وفي تلك اللحظة، توقف عن الكلام فجأة واستدار بسرعة.
فخلفه، كان هناك شخص يقف.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 173"